الحرب تقرع طبولها.. إيران وأذربيجان على شفير المعركة
كتب غداف راجح في "أورينت نت":
واقعا؛ تعيش إيران اليوم واحداً من أسوأ كوابيسها، عشرة أشهر بالتمام احتاجها أصحاب العمائم للإحساس بأنّ حرب كاراباخ -التي سيطرت بموجبها أذربيجان على الإقليم المُتنازع عليه مع أرمينيا- كانت إسفينا جديداً يُدقُّ بهذا الجسد المريض، وعلى الرّغم من أنّ ذلك الإقليم يقطنه الشيعة الأتراك، وأنّ الدولة المُنتصرة في تلك الحرب كانت دولة شيعية، غير أنّ الخامنئي أصدر فتوى أكّد بها أنّ أرض كاراباخ ليست إسلامية والحرب لأجلها مُحرّمة.
فتوى التحريم التي أطلقها خامنئي لم تمنع الأتراك من شن حرب على أرمينيا في كاراباخ، انتهت الحرب واستعادت أذربيجان سيطرتها على كاراباخ، اليوم وبعد عشرة أشهر أحسّ ملالي طهران أن سيطرة أذربيجان على الإقليم ستكون لها آثار مُدمِّرة على إيران، وبات الترك يُحيطون بالحدود الشمالية لإيران، ومن جهةٍ أخرى باتت أذربيجان باستطاعتها مدّ أنابيب النفط والغاز عن طريق هذه الحدود دون الحاجة للمرور بالأراضي الأرمنيّة أو الإيرانية.
اليوم؛ بدأ نظام الملالي بشحن جُندٍ وعشرات الآليات التي تتضمن دبابات ومضادات طيران وطائرة مُسيرة إلى الحدود مع أذربيجان، ليؤكد أنّ الموضوع ليس أكثر من مناورات عسكرية، ويحقُّ له أن يُجري تلك المناورات أينما شاء ومتى شاء.
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف قال في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول التركية "إنّه حدث مفاجئ للغاية، لأن مثل هذه الأحداث لم تحدث خلال فترة 30 عاماً، كل دولة يمكنها إجراء أي مناورة عسكرية تريدها على أراضيها، هذا هو حقه السيادي، لا أحد يستطيع التحدث عن ذلك".
وتابع علييف: "عندما نحلل هذه المناورات في إطارها الزمني؛ نرى أن هذا لم يحدث أبداً، لماذا الآن ولماذا على حدودنا؟ هذه الأسئلة لا أطرحها أنا، بل المجتمع الأذربيجاني"، واستغرب علييف عن سبب عدم وجود تدريبات في تلك المنطقة خلال فترة الاحتلال الأرمني لكراباخ، لماذا يتم ذلك بعد أن حررنا هذه الأراضي وأنهينا 30 عاماً من الاحتلال.
طبول الحرب
قناة مقربة من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني على تلغرام نقلت عن قائد القوات البرية في الجيش الإيراني كيومرث حيدري قوله، إنّ مناورات "فاتحو خيبر" ستنطلق في منطقة شمال غرب البلاد بمشاركة وحدات مدرعة ومدفعية وطائرات مسيرة ووحدات الحرب الإلكترونية وبدعم ناري من مروحيات الجيش.
ورداً على علييف؛ قال حيدري: "منع التغيير في حدود الدول المجاورة هو إحدى الاستراتيجيات الجادة للجمهورية الإسلامية، نحن نعتبر أي تغيير جيوسياسي في المنطقة ضاراً بأمننا الداخلي وقد أعلنا دائما أنه خط أحمر" وعليه، والحديث لحيدري: "من الواضح أننا لا يجب أن نكون غير مبالين؛ تعرف الحكومات المجاورة أكثر من أي شخص آخر أسباب إجراء التدريبات الإيرانية".
وأضاف حيدري: "تدريبات القوات المسلحة في هذه المنطقة وأجزاء مختلفة من البلاد تعادل تخطيطاً تفصيلياً وتستند إلى الخطة التقويمية لإجراء تدريبات الوحدات بهدف اختبار الأسلحة والمعدات وتقييم الجاهزية القتالية للقوات المسلحة، في كل مكان من إيران"، ونشرت القناة مقاطع فيديو تُظهر توجه آليات عسكرية إيرانية واستقرارها على الحدود الشمالية الغربية المحاذية لأذربيجان وتركيا.
القناة الرسمية لميليشيا الحرس الثوري على منصة تلغرام قالت في منشورٍ لها إنّ إيران لن تتحمل أيَّ تغيير في جيوبوليتيك الحدود، وبكل قواها ستقف بوجه أهداف أعدائها"، وأضافت: "نُحذر كل الأطراف الذين يحلمون بزعزعة استقرار الحدود الشمالية، وإنّنا جاهزون لإحباط أهداف الأعداء المشؤومة".
تهديد متبادل
الصحفي حسين دليران العامل مع الحرس الثوري الإيراني هدّد وبشكل رسمي بقصف أذربيجان، وقال في تغريدة له: " لنفترض أن شعلة الحرب اشتعلت واشتبكنا مع أذربيجان. يمكن للجمهورية الإسلامية أن تستهدف 1000 نقطة رئيسية بدقة تصل إلى بضعة أمتار بألف صاروخ باليستي في يوم واحد، وهذا يعني حرباً ليوم واحد، لن يكون هناك دور لأيِّ أجهزة أخرى للعمل على الإطلاق".
وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن إعلان كل من باكستان وتركيا الوقوف إلى جانب أذربيجان بمواجهة إيران، ناهيك عن العلاقات المُميّزة التي تربط أذربيجان بإسرائيل.
إذا؛ ابتلعت إيران الطعم، وأصبحت حدودها مُحاطة بشكلٍ كامل من أذربيجان وتركيا، ناهيك عن وجود أكثر من أربعين بالمئة من الإيرانيين ينتمون إلى العرقيّة التركيّة، ويُقيم غالبيّتهم في المناطق الشمالية للبلاد، ويرفضون بغالبيّتهم التسلط الفارسي على مقاليد السلطة والاقتصاد في البلاد.