اساءة "دبلوماسية" لبنانية جديدة للخليج ..الرئاسة" تتلقف كرة النار"
عون يقرّ بخطأ وهبة غير المتعمّد ويؤكد الحرص على العلاقات والمودة
رسالة رئاسية للمجلس عن مسار التشكيل لاتخاذ المقتضى وشكوى لبنانية ضد اسرائيل
المركزية- لم يكن ينقص مسار العلاقات المتوتّرة بين لبنان ودول الخليج سوى "شعرة" موقف وزير الخارجية شربل وهبة لتقصم ظهر البعير. فعوض ان يطل رئيس الدبلوماسية اللبنانية بكلام منمّق مختار بدقة، يرطب الاجواء بعد ازمة "الرمّان وكبتاغونه" التي حرمت لبنان نعمة تصدير منتجاته الزراعية الى المملكة العربية السعودية، في لحظة هو في أمسّ الحاجة اليه، اطلق، عن انفعال بعدما استُدرج على الارجح، ( والانفعال ليس من صفات الدبلوماسيين) ما يمكن وصفه بغير المناسب في زمانه ومكانه في حق دول وقفت الى جانب لبنان في السراء والضراء وشكلت الشريان الحيوي لانعاشه على مدى عقود، فكان ان سدد الضربة القاضية لهذه العلاقات، بحيث لم تنفع كل بيانات الاستنكار ولا سلسلة التوضيحات التي صدرت من رئاستي الجمهورية والحكومة ومن الوزير وهبة تكررا، في سحب فتيل الغضب الخليجي الذي لم ينطفئ بعد جراء الاساءات المتكررة والمتتالية من مكونات لبنانية حزبية ورسمية، فترجم استدعاء وزارة الخارجية السعودية لسفير لبنان في المملكة فوزي كبارة وتحميله مذكرة احتجاج رسمية، معتبرة ان التصريحات المسيئة هي تطاول على المملكة وشعبها. على امل ان تتوقف ردة الفعل عند هذا الحدّ، وتنجح الاتصالات التي اجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع اكثر من طرف معني بالموضوع مؤكدا حرصه على افضل العلاقات مع دول الخليج العربي واعتباره ما صدر عن وزير خارجية لبنان مجرد خطأ.
موقف سعودي : موقف وهبة الذي اطلقه امس وأساء فيه الى السعودية والدول الخليجية من دون ان يسمّيها، استحوذ على الاهتمام الشعبي والسياسي الداخلي اليوم، وسط مخاوف شديدة من اي يصب الزيت على نار العلاقات اللبنانية – السعودية الملتهبة اصلا ... وافادت مصادر قريبة من القصر الجمهوري "المركزية" ان رئيس الجمهورية لم يكتف بالبيان الذي اصدرته الرئاسة انما اكد للمعنيين بالموضوع ان الخطأ الذي صدر عن الوزير انما هو نتيجة ردة فعل على اهانة وجهت الى رئيس البلاد، وهو صحيح تجاوز الحدّ غير ان لا نية له بتعكير العلاقات مع دول نكنّ لها كل الاحترام والمودّة ونعوّل على الوعي والحكمة لدى القيادات بأنها لن تسمح بمضاعفات للحادثة من شأنها ان تؤذي اللبنانيين والخليجيين وتجعل جهات كثيرة تصطاد في الماء العكر.
الرئاسة تتبرّأ: وكانت رئاسة الجمهورية سارعت الى التبرّؤ من كلام وزير الخارجية واعتبرت في بيان "ان ما صدر عن وهبة من مواقف يعبر عن رأيه الشخصي ولا يعكس موقف الدولة ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون". وأكدت الرئاسة "عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة وحرصها على استمرار هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة، وحرص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على رفض ما يسيء الى الدول الشقيقة والصديقة عموماً، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج خصوصاً".
دياب: الى ذلك، صدر عن المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء البيان الآني: أجرى الرئيس حسان دياب اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه لاستيضاحه حيثيات المواقف التي أدلى بها، وأكد الرئيس دياب حرصه على أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومع كل الدول الشقيقة والصديقة، وعدم الإساءة إليها، خصوصاً أن هذه الدول لطالما وقفت إلى جانب لبنان، مؤكداً ثقته بأنها لن تتخلى عنه اليوم. ودعا الرئيس دياب إلى تجاوز ما حصل والعودة إلى أفضل العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء.
وهبه يوضح: من جانبه، أدلى وهبة بتصريح وزّعه على الاعلام قال فيه " يهمني التأكيد، مرة جديدة ،أن بعض العبارات غير المناسبة التي صدرت عني في معرض الإنفعال رفضا للإساءات غير المقبولة الموجهة إلى فخامة رئيس، الجمهورية، هي من النوع الذي لا اتردد في الإعتذار عنهر. كما ان القصد لم يكن ،لا أمس ولاقبله ولا بعده، الإساءة إلى اي من الدول أو الشعوب العربية الشقيقة التي لم تتوقف جهودي لتحسين وتطوير العلاقات معها لما فيه الخير والمصلحة المشتركين ودوما على قاعدة الإحترام المتبادل. وجل من لا يخطىء في هذه الغابة من الأغصان المتشابكة"... وكان وهبه أوضح صباحاً في بيان "فوجئت بتفسيرات وتأويلات غير صحيحة لكلامي في مقابلة تلفزيونية مع قناة "الحرّة"، فما قلته لم يتناول الأشقاء في دول الخليج العربي، ولم أتطرق إلى تسمية أي دولة. لكني فوجئت أكثر ببعض البيانات التي صدرت في لبنان والتي تحوّر كلامي وتدفع لتوتير العلاقات مع الأشقاء في المملكة ودول الخليج، تحقيقاً لمصالح شخصية على حساب مصلحة لبنان. نجدّد تأكيدنا الحرص على أفضل العلاقات مع كل الدول الشقيقة والصديقة للبنان، وأدعو المصطادين في المياه الراكدة إلى التوقف عن الاستثمار في الفتنة بين لبنان وأشقائه وأصدقائه".
استنكار عارم: كلام وهبة قوبل بموجة ردود مستنكرة عارمة، صدرت عن القوى السياسية والروحية وعن الهيئات الاقتصادية المحلية. مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان قال ان "من يتعرّض للسعودية وسائر دول الخليج العربي فإنه يتعرّض للبنان". كما استهجن نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني " ما جاء على لسان وهبي من كلام يمس بالمملكة العربية السعودية بصرف النظر في اَي سياق جاء. فهو وزير خارجية لبنان ولا يمكنه ان يبدي آراءه الشخصية على منبر عام، فهو يتكلم باسم الدولة اللبنانية وما قاله لا يمثل رأي كل اللبنانيين لا بل هو مضر بالعلاقات اللبنانية - السعودية التي بنيت على مدى عقود حول الأخوة والتعاون. ما جرى يستوجب على مجلس النواب مساءلة واستجواب هذا الوزير وصولًا الى عزله اذا اقتضى الأمر، وتكليف وزير بديل من الحكومة بمهام تصريف الأعمال ". الى ذلك، امل النائب المستقيل الياس حنكش ان لا ينعكس كلام وهبة سلباً على ارزاق واعمال اللبنانيين في الخارج، وقال في تغريدة عبر "تويتر": "أتعلّم من اللغة العربية مفردات ومصطلحات كثيرة... اليوم تعلمت معنى كلمة "أرعن" ! الله يحمي اللبنانيين في الخليج الصناعيين والمزارعين المعتمدين على الأسواق الصديقة ". وأكد الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان "إنّ ما يحتاجه لبنان في هذه المرحلة بالذات هو المواقف الراجحة والمقاربات السديدة التي تسهم في فكّ أزماته واحدة تلو الأخرى، بدل تعميق تلك الأزمات والإساءة إلى من ساند لبنان ماضياً وحاضراً من خلال اطلاق تصريحات غير مسؤولة لا تعكس على الإطلاق الحقيقة الثابتة بأن دول الخليج العربي هي أيادي الخير البيضاء التي وقفت إلى جانب لبنان واللبنانيين في أحلك المصاعب. وإن أي كلام مسيء لهذه الحقيقة وللعلاقات الأخوية الطيبة مع الخليج العربي، ويتعرض بشكل خارج عن الأخلاق والإنسانية والآداب الدبلوماسية للأخوة العرب، مرفوضٌ ومستنكر. فحبّذا لو يستدرك المعنيون الأمر، وأن يتبصروا في عواقب التخبط الحاصل، فينصرفون فوراً إلى الخطوات العلاجية لكل ذلك، علّنا نستطيع إنقاذ لبنان مما يعيشه من انهيار".
رسالة عون للمجلس: سياسيا، خرقت الجمود الحكومي، رسالة وجهها الرئيس عون الى الأمانة العامة لمجلس النواب ، تطرح مسألة الوقت المُتاح أمام رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري لتشكيل الحكومة. ويفترض برئيس مجلس النواب، نبيه بري،بحسب الدستور، أن يدعو إلى جلسة عامة لمناقشة الرسالة.
اوساط بعبدا اكدت لـ"المركزية" ان رئيس الجمهورية وجه الرسالة الى المجلس بواسطة رئيسه عارضا لمسار عملية التشكيل منذ لحظة تكليف الرئيس سعد الحريري، وهو يعود الى البرلمان كونه أمّ السلطات ومنطلق شرعية اللبنانيين والجهة التي اوكلت الى رئيس البلاد واجب تكليف سعد الحريري استنادا الى الاستشارات النيابية الملزمة. ونظرا الى ان المُكلف تجاوز المهلة المعقولة ولم يُشكل، فطبيعي ان يعود رئيس الجمهورية الى من اوكل اليه التكليف ليضع بين يديه المعطيات كاملة ويترك له ان يقرر او يفتي او يحدد الموقف والاجراء المناسبين. واضافت: الرسالة مثابة تنبيه الى المرجعية الدستورية بما تمثل، لاعلامها بتفاصيل هذا المسار بعد اكثر من سبعة اشهر على انطلاقه من دون بلوغ اي نتيجة.
رسالة روسية: الى ذلك، تبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعم نظيره الروسي فلاديمير بوتين ووقوف بلاده الى جانب لبنان ودعمها له اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا واستعدادها للتعاون معه في مختلف المجالات. موقف بوتين نقله الى الرئيس عون سفير الاتحاد الروسي في لبنان الكسندر روداكوف الذي التقاه في قصر بعبدا في حضور مستشاره للشؤون الروسية النائب السابق امل أبو زيد. وبعد اللقاء، قال السفير روداكوف "تشرفت بلقاء الرئيس عون ونقلت اليه رسالة شفوية من الرئيس فلاديمير بوتين عبر فيها عن دعم روسيا للبنان ووقوفها الى جانبه اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وصحيا". أضاف "أكدنا أيضا خلال اللقاء على الموقف الروسي المبدئي من الاوضاع في لبنان، والذي يدعو الى ضرورة تشكيل حكومة في اقرب وقت ممكن، وستكون روسيا بعد ذلك على استعداد للتعاون مع الجمهورية اللبنانية في مختلف المجالات بما في ذلك الاقتصاد والصحة والتعليم وغيره".
وافادت اوساط بعبدا "المركزية" ان الرسالة الروسية نابعة من مسار تتبعه روسيا بدعم لبنان واستقراره وحرصها على ان يتم تشكيل حكومة، وعلاقتها مع كل المكونات والدولة اللبنانية في شكل عام. واشارت الى ان روسيا قادرة ان تلعب دورا هاما على الصعيد الدولي، وبينها وبين لبنان علاقات اقتصادية مهيأة للتنامي. ان روسيا تضيف المصادر، من الدول الفاعلة في شرقي المتوسط وتاثيرها بالغ في مجرى استقرار وأمن المنطقة.
فرنجية والكيدية: الى ذلك، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية والنائب فريد هيكل الخازن. بعد اللقاء، قال فرنجيه اننا "نعيش عصر النكايات والكيدية وليس عصر التسويات فيما نحن في حاجة لإيجاد دولة، وان المرحلة ليست مرحلة الاشتباك إنما مرحلة الجلوس معاً لنجد حلاً لبلدنا ولكن أن نجلس معاً بات إنجازاً". واضاف "خائفون على لبنان والوضع لا يطمئن.. لن نحمّل المسؤولية لأحد فكل منا يتحمل مسؤولية وطنية في التنازل لنصل إلى تسوية".
بريطانيا عند كنعان: اقتصاديا ومعيشيا، وفي وقت قرر الاتحاد العمالي العام الاضراب العام في 26 الجاري، التقى رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان في دارته في البياضة رئيس البعثة القائم بأعمال السفارة البريطانية في لبنان مارتن لونغدن، حيث تناول البحث المواضيع الراهنة، لاسيما على الصعد المالية والاقتصادية ورفع الدعم والكهرباء والدعوة الى اعتماد المسار الانقاذي الذي يفترض ان يتم دعم لبنان فيه والتعاون مع المجموعة الدولية لتحقيقه. وأكد لونغدن اهتمام بريطانيا بلبنان والتحديات التي يمر بها راهنا، والاستعداد لتأمين المساعدة على المستويات كافة، مشدداً على أنه يفترض باللبنانيين ان يساعدوا انفسهم ويخرجوا من الشلل الدستوري بغياب السلطة التنفيذية، ويباشروا بالاصلاحات المالية المطلوبة وما هو مطلوب على مستوى السلطة والمؤسسات والقرار في لبنان.
صواريخ كفرشوبا: امنيا، أعلن الناطق الرسمي باسم قوات "اليونيفيل"، أندريا تينيتي، انّه "قرابة الساعة 11:30 مساء امس، رصدت "اليونيفيل" إطلاق صواريخ من محيط عام راشيا الفخار شمال كفرشوبا في جنوب لبنان. وجاء الرد الإسرائيلي بقصف مدفعي على الموقع الذي انطلقت منه الصواريخ. على الفور أجرى رئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول اتصالاً بنظرائه في قيادة الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي وحث الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل منع أي تصعيد للوضع. ولفت إلى قوات اليونيفيل تعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني على تعزيز السيطرة الأمنية في المنطقة وتكثيف الدوريات لمنع وقوع أي حوادث أخرى تهدد سلامة السكان المحليين وأمن جنوب لبنان. كما تدعم "اليونيفيل" القوات المسلحة اللبنانية في عملية البحث في المنطقة. وأكد تينيتي أن خطوط الإتصال بين رئيس بعثة "اليونيفيل" وباقي الأطراف مفتوحة لضمان الاستقرار في المنطقة وتخفيض التوتر القائم". وأفاد لاحقا بأنّ "الجيش الإسرائيلي توقف الآن عن إطلاق النار والوضع في المنطقة هادئ".
وفي هذا المجال، علمت "المركزية" ان وزير الخارجية اوعز الى سفيرة لبنان في الامم المتحدة امل مدللي تقديم شكوى ضد اسرائيل على خلفية قتل الشاب محمد طحان بعد تلقيه تقرير الجيش هاتفيا.