تبعات "كورونا" جيل جديد من الإنعزاليين
أشارت صحيفة "الإندبندنت" في مقال بعنوان "فيروس كورونا يمكنه أن يصنع جيلًا كاملًا من الإنعزاليّين"، إلى أنّ "اليابانيّين عرفوا منذ القدم طائفة من الناس باسم "هيكيموري"، وهم مجموعة من الإنعزاليّين الّذين ينسحبون من الحياة المجتمعيّة بشكل كامل بل وحتّى من الحياة الأسريّة، ليعيشوا أغلب حياتهم في غرفة واحدة فقط في المنزل، وهؤلاء يشبهون الشباب في عصرنا الحديث الّذين يرتبطون بشدّة بالألعاب الإلكترونيّة ويبقون أغلب الوقت أمام شاشات الحواسيب لممارسة هذه الألعاب".
ورأت أنّ "تفشّي فيروس "كورونا" ربّما يساهم في نشر هذه الظاهرة سواء في بريطانيا أو بقيّة أنحاء العالم، وهو الأمر الّذي يساهم فيه أيضًا الفشل التام في جوانب الرعاية الاجتماعيّة والنفسيّة، كما أنّ الخوف من العدوى ومن الآخرين يدفع البعض إلى البقاء في المنزل رغم قدرتهم على الاختلاط المجتمعي، لكنّهم يختارون الانعزال". ولفتت إلى أنّ "الحياة المجتمعيّة كانت معتادة قبل أن يحلّ الوباء وتدفعنا إجراءات الإغلاق إلى الاعتياد على العزلة قبل الأوان، فالبقاء في المنزل كان أمرًا محبّذًا إن لم يكن خيارًا وحيدًا دون بديل بالنسبة للأغلبيّة، خاصّةً المعرَّضين لمضاعفات حادّة جرّاء الإصابة".
وأوضحت الصحيفة أنّ "الوباء دفع باتجاه خطوة إضافيّة ذات تبعات اقتصاديّة، كإغلاق المطاعم والمتاجر والحانات والمراكز التجاريّة، ولم تثبت برامج الدعم الحكوميّة أي نجاعة في مساندة أصحاب هذه المتاجر من الإفلاس، كما أغلقت دور السينما وأصبح منتجو الأفلام يقدّمونها مباشرةً لقنوات العرض المتلفزة أو على الإنترنت". وركّزت على أنّ "كلّ تبعات الوباء تؤدّي لخلق جيل جديد ليس فقط معتادًا على الانعزال، بل يفضّله، وهو ما سيؤدّي لآثار وتغييرات اجتماعيّة شاملة".