الرئيس المكلف في بعبدا بتصور حكومي... 14 وزيرا ومداورة
الحريري يتابع شخصيا ولقاء مسائي بين اديب والخليلين
سلامة لن يستقيل وازمة البنزين حُلت ونيترات امونيوم للحزب في المانيا
المركزية- يمضي الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى أديب في مهمته التشكيلية بصمت وعزم على الوصول الى حيث يريد مع مراعاة مقتضيات الوفاق الوطني. هو يريد تشكيل حكومته وفق تصوره للحل، والا فلتوكل المهمة لغيره وليتحمل من يعرقلها كرة النار. يزور بعبدا في اليوم التاسع على التكليف وقبل انقضاء مهلة الاسبوعين متأبطا تصوره هذا: حكومة من 14 وزيرا، تعتمد في شكل اساسي مبدأ المداورة في الحقائب لا سيما السيادية منها، فما تمسك به الشيعة على سبيل المثال قد يؤول للارثوذكس وما كان للموارنة قد يذهب للسنّة وما احتفظ به فريق لسنين لن يكون له. اما الحقائب الخدماتية والتي ستقود مشاريع الخصخصة فشأن آخر تتداخل فيه العوامل الداخلية بالخارجية.
الابيض من الاسود: الانظار اتجهت الى قصر بعبدا، حيث عقد لقاء لافت جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الرئيس المكلف مصطفى اديب، سيساعد في تبيان الخيط الابيض من الاسود حكوميا، وفي تظهير كثير من الغموض الذي يلف حقيقة مواقف القوى السياسية من المداورة والحصص، على وقع تآكل المهلة الفرنسية للتأليف التي تنتهي مبدئيا مطلع الاسبوع المقبل.
تصوّر ونصائح: وفي السياق، علمت "المركزية" ان اديب سيعتمد في تشكيلته الحكومية مبدأ المداورة في الحقائب، وانه في اطار مشاوراته مع القوى السياسية سيعقد اجتماعا مع المعاونين السياسيين للرئيس نبيه بري والأمين العام لحزب الله علي حسن خليل وحسين خليل. واشارت المعلومات الى ان الرئيس سعد الحريري يتابع ملف التشكيل شخصيا. من جهتها افادت mtv ان الرئيس المكلف يحمل إلى بعبدا تصوراً عن حكومته وليس مسودة تشكيل. وتابعت: أكثر من نصيحة تلقاها أديب لعدم عرقلة التشكيلة الحكومية بإصراره على حكومة مصغرة لأنّ ذلك سيؤدي الى أن يحمل كلّ وزير حقيبتين وأكثر وسيؤدي به الى عرقلة نفسه في موضوع التمثيل في الحكومة والخليلان التقيا أديب وأسديا له هذه النصيحة. ولفتت الى ان لم يحصل أيّ لقاء بين أديب ورئيس التيار الوطني الحر النائب باسيل باستثناء اللقاء الذي حصل خلال الاستشارات غير الملزمة ويفترض أن تحصل زيارة أو لقاء بينها بعد لقائه الرئيس عون وأديب.
ايطاليا والثقة: في انتظار ما سيحمله لقاء بعبدا من نتائج، بقي لبنان محط اهتمام دولي. فقد أكد رئيس مجلس الوزراء الايطالي جوزيبيى كونتي، الموجود في بيروت، بعد لقائه رئيس الجمهورية، "ان الوقت حان للنظر إلى الأمام وبناء الثقة بين المواطنين والمؤسسات كما كتابة صفحة جديدة من تاريخ لبنان"، معتبرا انه "تحد كبير جدا لكن بفضل السلطات اللبنانية التي يمكن ان تلتزم بمسار تجددي للمؤسسات والحكومة يصبح كل شيء ممكنا، وهذه المطالب تطالب بها هيئات المجتمع المدني والمواطنون منذ زمن"، مؤكدا ان "ايطاليا تحترم سيادة الشعب اللبناني وستبقى بقربه وتأمل بتأليف حكومة جديدة لتحقيق الاعمار مع برنامج اصلاحي يشمل المطالب المحقة للمواطنين". اضاف: "يجدر بناء هذا المسار لكي ينعم لبنان بمستقبل مزدهر ويعمه السلام، ولقد عبرت عن موقفي هذا لرئيس الجمهورية وسأتكلم عن هذه الاعتبارات مع سائر من سألتقيهم، وايطاليا ستساهم بدعم الاستقرار والنمو الاقتصادي والاجتماعي للبنان. لبنان يمكن ان يعتمد على ايطاليا ودور ايطاليا في الاتحاد الاوروبي والاسرة الدولية".
لا استقالة: في الغضون، أكّد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنّه لا ينوي الاستقالة من منصبه، نافياً بذلك الأنباء التي تردّدت أمس عن نيته الاستقالة في غضون 48 ساعة. وأوضح سلامة في حديث مع هادلي غامبل على "CNBC" أنّ قراره هذا يعود إلى مواصلته الاستراتيجية التي وضعها للخروج من الأزمة، متأسفاً للشائعات التي تنشر عن استقالته.
البنزين: معيشيا، الاوضاع الصعبة تشتد وطأتها على المواطنين يوميا. ففيما هاجس رفع الدعم عن المواد الاساسية من قبل المصرف المركزي يزداد مع ملامسة احتياطاته الحدود الدنيا، وعلى وقع تقنين متزايد في الكهرباء... أقفل عدد من محطات المحروقات أبوابه منذ الصباح في منطقة خلدة والشويفات والناعمة ودوحة عرمون وبشامون وجوارها، فيما فتح البعض الآخر أمام طوابير طويلة من السيارات للحصول على 10 ليترات من البنزين فقط، فضلاً عن حصول إشكالات عدة بين السائقين وأصحاب محطات الوقود. وفي وقت لاحق اوضح ممثل موزعي المحروقات ومستشار نقابة المحطات فادي أبو شقرا أن مشكلة فتح اعتمادات لبواخر استيراد المحروقات حلت، "وغداً ستُسلّم مادة البنزين الى المحطات على الاراضي كافة"، وذلك بعدما تحدث عن ان "هناك شحاً في البنزين بسبب عدم فتح مصرف لبنان الاعتمادات، ولكن بمجرد توقيع الحاكم يمكن تعويم السوق لأن البواخر في الانتظار لتفرغ حمولتها". وطمأن في تصريح "ألا أزمة بنزين في السوق، إنما هناك شحّ في هذه المادة نتيجة تأخر اعتمادات بعض الشركات".
بدري ضاهر: على صعيد التحقيقات في انفجار المرفأ وما اثير من ضجة حول وضع المدير العام السابق للجمارك بدري ضاهر، أكّدت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية للـLBCI أنّ المرسوم المتداول الذي يعفي المدير العام للجمارك بدري ضاهر من وظيفته ويضعه بتصرف رئيس الحكومة لم يصل بعد الى القصر الجمهوري.
الحزب والامونيوم: وليس بعيدا، كشفت تصريحات جديدة أن حزب الله خزن مئات الكيلوغرامات من مادة "نيترات الأمونيوم" في ألمانيا لصنع القنابل وتنفيذ هجمات إرهابية حول العالم، وفقا لتأكيدات وزير ألماني نقلتها صحيفة "جيروزاليم بوست". وجاءت تأكيدات وزير الداخلية في ولاية بادن فورتمبيرغ جنوب ألمانيا، توماس ستروبل، بعد أشهر من تقديم الموساد معلومات حول مستودعات، خبأ فيها حزب الله مادة "نترات الأمونيوم"، والذي يستخدم في صنع المتفجرات. وأكد ستروبل أن حزب الله أدخل المادة المتفجرة إلى ألمانيا في عام 2016. وكانت ألمانيا، صنفت حزب الله على أنه "منظمة إرهابية" في نيسان الماضي، حيث اقتحمت الشرطة الجمعيات والمساجد التي يشتبه وجود عناصر تابعة للحزب فيها.
اليونيفيل: من جهة ثانية، اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب في 28 آب الماضي، لسنة إضافية، ليس لمصلحة لبنان فحسب، بل أيضا لمصلحة الحفاظ على الاستقرار القائم على الحدود الجنوبية منذ العام 2006، لافتا الى ان استمرار نجاح مهام "اليونيفيل" جعلها من مهمات حفظ السلام النموذجية في الأمم المتحدة. واعرب خلال استقباله قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ستيفانو دل كول عن امله الا ينعكس تخفيض القوات الدولية من 15 الف الى 13 الف عسكري على عملها، مشددا على أهمية التنسيق مع الجيش اللبناني المنتشر في منطقة العمليات الدولية، كما في كل الجنوب. ودعا الى تكرار عقد الاجتماعات المشتركة بين الجيش و"اليونيفيل" لتعزيز التواصل بين " اليونيفيل" والسلطات اللبنانية، معتبرا ان التنسيق المسبق مع السلطات اللبنانية يمكن القوات الدولية من الوصول الى أي موقع تريد، مع ضرورة الاخذ في الاعتبار الضوابط المنصوص عنها في القوانين بالنسبة الى الملكيات الخاصة. وشدد الرئيس عون على أهمية المحافظة على الاستقرار في الجنوب لما فيه مصلحة لبنان والاستقرار في المنطقة.