ظريف يصعّد على انقاض الارض المحروقة.. ويهنئ بـ"الانتصار" !
هيل يجول ويشكر: الـ FBI تشارك في تحقيقات انفجار المرفأ ولن نتدخل
عويدات يدعي على 25 شخصا والقوات تعدّ اقتراح تقصير ولاية المجلس
المركزية- فيما لبنان مكشوف على العالم اجمع سياسيا وأمنيا مع فِرق المحققين الغربيين على ارض مسرح جريمة المرفأ بحثا عن مجرم مجهول معلوم يتحمل مسؤولية الجرم ، ومع المسؤولين الدوليين الذين يصولون ويجولون بين المقار السياسية لابلاغ رسائل دولهم الى القادة في شأن تصورهم للحلول، وكل على طريقته ووفق ما يتناسب ومصالحه الاقليمية والدولية، يقبع اللبنانيون تحت انقاض المآسي اللامتناهية يعاينون ما يرشح من معلومات عن مصيرهم في الوطن المشلّع ويترقبون مساعدات انسانية تصلهم من دول العالم قاطبة باستثناء دولتهم الغائبة في "كوما" ابدية لا تبدو ستستفيق منها الا باقتلاع المنظومة الحاكمة من جذورها.
زحمة دبلوماسيين: زحمة المسؤولين الدوليين في بيروت ساهمت اليوم في تلمّس بعض معالم المشهد الذي سيرتسم في لبنان في المرحلة المقبلة سياسيا وحكوميا. فقد صعّدت ايران ضد الجهود الدولية ولم تتسم لغتها بليونة، في حين بدت باريس وواشنطن متمسّكة ايضا بموقفها حيال حكومة تحظى بدعم القوى السياسية (من دون ان تشارك فيها بالضرورة) وتنكب على الاصلاح.
ظريف ينتقد: وفي السياق، انتقد وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف من الخارجية، المسعى الفرنسي وقال بعد لقائه نظيره شربل وهبه ، ردا على سؤال "لبنان حكومة وشعبا وحده من يقرر في شأن الحكومة ويجب الا يستغل احد الظروف لفرض املاءاته على لبنان واعتقد ان ليس انسانيا ان يستغل المرء هذا الوضع المأساوي لفرض املاءاته على لبنان". وكان شدد على ان "لبنان بحكومته وشعبه مؤهل لتقرير مصيره ومستقبله". واضاف "نهنئ لبنان في ذكرى انتصار تموز وانا اكيد ان لبنان سينتصر على الكيان الصهيوني وانه قادر على تجاوز هذه الازمة سالما غانما". ومن عين التينة قال ظريف: لبنان كبلد مستقل يجب ان يضطلع بالتحقيقات في حادثة المرفأ واذا طلب منا سنساعد، والمساعدات للبنان يجب الاتكون مشروطة والدول الاوروبية تقوم بمبادرات كثيرة لكن الادارة الاميركية اثبتت انها اعجز من فهم حقيقة الوضع في المنطقة ولبنان وفلسطين. بعدها انتقل على رأس وفد الى قصر بعبدا حيث استقبله الرئيس ميشال عون. وكرر ظريف بعد اللقاء انه ينبغي ان يكون هناك جهد دولي لمساعدة لبنان لا لفرض امر ما عليه. وان على كل الدول ان تتأهب لمساعدته لا ان تستغل هذه الظروف الصعبة لتحقيق مآربها الخاصة.
نصرالله وباسيل: الى ذلك وفيما يطل امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم في ذكرى الانتصار في 14 آب، أعلنت اللجنة المركزية في التيار الوطني الحر أن رئيس التيار النائب جبران باسيل سيطل بدوره في الثانية عشرة ظهر الأحد المقبل.
لمكافحة الفساد: في المقابل، جال مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل على المسؤولين حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. ونقل هيل الى الرئيس عون تعازي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو بضحايا التفجير في مرفأ بيروت، مؤكدا وقوف الولايات المتحدة الأميركية الى جانب لبنان واللبنانيين في المحنة التي يواجهونها، لافتا الى ان توجيهات الرئيس الأميركي ان تكون الولايات المتحدة حاضرة للمساعدة. وشكر هيل الرئيس عون على موافقة لبنان على استقبال فريق من مكتب التحقيق الفيديرالي الـــ FBI للمشاركة في التحقيقات التي يجريها القضاء اللبناني، عارضا لمشاهداته خلال زيارته مرفأ بيروت ومنطقة الجميزة، مؤكدا ان بلاده لن تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي بل ستتعاون مع السلطات اللبنانية ومع الأصدقاء والحلفاء في المنطقة لمساعدة لبنان وشعبه الذي يجب الاصغاء اليه والسهر على تحقيق تطلعاته. وشدد السفير هيل على أهمية تحقيق الإصلاحات في البلاد والمضي في مكافحة الفساد، معتبرا ان ذلك يفتح الباب امام تحرير أموال مؤتمر "سيدر" والتعاون مع صندوق النقد الدولي لان ذلك ما يحتاجه لبنان حاليا.
ترسيم الحدود: وبعد السراي، انتقل هيل الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقد أكد تضامن الشعب الاميركي مع لبنان في هذه الكارثه التي حلت بلبنان مقدماً التعازي بالضحايا الذين سقطوا. كما جرى عرض للاوضاع بشكل عام وكيفية النهوض مجددا واعادة الاعمار. وقد شرح الرئيس بري لضيفه رؤيته للاصلاح المنشود وما سبق ان عرضه المجلس النيابي بجلسة ١٣-٨-٢٠٢٠. كما اكد على ضرورة الاسراع بتشكيل حكومة تضطلع بمسؤولية الاعمار والاصلاح وان تتقدم بنهج مختلف عن سابقاتها لتكتسب ثقة الشعب اللبناني. واكد هيل للرئيس بري بحسب معلومات "المركزية" على التقدم الحاصل على مسار ترسيم الحدود البحريه وانه فرصة يحتاجها لبنان كما المنطقة، واشار الى ان تقدم الاتصالات من شأنه ان يمهد لعودة ديفيد شينكر الى بيروت قريبا، متمنيا تسهيل المفاوضات .
لقاء السفارة: وفيما يستكمل هيل جولة لقاءاته في بكركي ومعراب وبعض مقار المعارضة، علمت "المركزية" انه عقد مساء امس اجتماعا في مقر السفارة الاميركية في عوكر مع عدد من الشخصيات والنشطاء في المجتمع المدني
فرنسا والقرارات الشجاعة: فرنسا بدورها بقيت حاضرة لبنانيا اليوم. فقد استقبل رئيس الجمهورية وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي بحضور السفير الفرنسي برونو فوشيه والوفد المرافق، في اطار زيارتها بيروت التي بدأت امس. وقالت بارلي بعد اللقاء "فرنسا هي دائماً بجانب لبنان وهي اليوم بجانبه اكثر من اي وقت مضى بعد الكارثة التي حلّت به"، مضيفة "عون طلب مني ان اشكر الرئيس ايمانويل ماكرون على تقديمه المساعدة للبنان وشعبه". الى ذلك، قالت وزيرة الجيوش الفرنسية من موقع الانفجار في مرفأ بيروت: قدّمنا مستشفى ميدانياً مؤلفاً من 250 سريرا و700 جندي يتحضّرون للقدوم إلى لبنان. واضافت "شددت للرئيس عون على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على تحقيق الإصلاحات وأكد لي أن هذه العملية ستسير وفق الأطر الدستورية". وتابعت " ماكرون يعتزم زيارة لبنان في الأول من ايلول ويجب على اللبنانيين تشكيل حكومة قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة".
التحقيق: في جديد جريمة المرفأ قضائيا، ادعى مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات في جريمة تفجير المرفأ على ٢٥شخصا بينهم ١٩ موقوفا بجرائم التسبب بوفاة واحداث تشوهات والاهمال وغيرها. وبعد أن استدعى المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري وزراء الأشغال والمال الى التحقيق للإستماع الى إفاداتهم حول جريمة تفجير المرفأ، قرر إرجاء التحقيقات التي كانت مقررة بدءا من اليوم الى حين إرسال القاضي فادي صوان، الذي جرى تعيينه ليل أمس محققا عدليا في الجريمة ، كتابا الى النيابة العامة التمييزية حول عدم اختصاصه في التحقيق مع وزراء، بحيث يعود الأمر الى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء عبر النيابة العامة التمييزية، على أن تتابع بعدها التحقيقات لتحديد مسؤولية الوزراء المعنيين. الى ذلك، كشفت معلومات صحافية أنّ الأحد بعد الظهر سينضم فريق من محققي الـ FBI إلى المحققين اللبنانيين والأجانب العاملين في موقع انفجار المرفأ ليصبح بذلك عدد فرق التحقيق الأجنبية ٤ وهي فرنسية وتركية وروسية وأميركية.
تقصير ولاية المجلس: وليس بعيدا، وفيما يوقع نواب كتلة "الجمهورية القوية" العريضة النيابية الهادفة الى المطالبة بلجنة تحقيق دولية، يعقد هؤلاء مؤتمرا صحافيا الاسبوع المقبل بحسب معلومات "المركزية" للاعلان عن اقتراح قانون يقدم الى المجلس النيابي ويتم التوقيع عليه لتقصير ولاية المجلس، مع حيثياته وتفاصيله واهدافه.
يونيفيل واصلاحات: وسط هذه الاجواء، تبلغّ رئيس الجمهورية من المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، ان "المشاورات التي أجريت للتمديد لليونيفيل كانت ايجابية، وان الرسائل التي أرسلها الرئيس عون حول هذا الموضوع، كان لها الأثر الجيد في المناقشات". وقال عون لـكوبيتش: الإصلاحات ومكافحة الفساد والتدقيق المالي الجنائي من ابرز مهمات الحكومة الجديدة بعد تشكيلها وهدف المشاورات قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة هو تحضير الأجواء السياسية الملائمة كي تكون الحكومة الجديدة منتجة ومتجانسة.
اتصالات الراعي: في مجال آخر، وعشية مؤتمره الصحافي الاثنين المقبل لاعلان مشروع حياد لبنان، علمت "المركزية" ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اجرى في الساعات الماضية اتصالات مع عدد من العواصم الغربية لا سيما المهتمة بلبنان تناولت التطورات اللبنانية وطبيعة المرحلة المقبلة.