وهبة وزيرا في قصر بسترس والحريري يحضّر الارضية الامنية للحكم
المفاوضات مع صندوق النقد الخميس والاختلاف اللبناني على حاله
اجتماع مالي في بعبدا غدا ومصرف لبنان يرجئ "قراره" واتجاه لاقفال البلاد
المركزية- بين مفاعيل وتداعيات استقالة وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي التي تلقفتها السلطة السياسية بأسرع من البرق وانجزت كل الترتيبات البروتوكولية ذات الصلة ليتسلم الوزير الخلف شربل وهبه منصبه الجديد على رأس الدبلوماسية اللبنانية اليوم، وبين الحكم المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي تعد له ليشندام قضائيا ولبنان امنيا، وبين استئناف لبنان مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي الخميس بعد انقطاع، توزع المشهد السياسي في البلاد.
تسليم وتسلّم: سريعا طويت صفحة استقالة وزير الخارجية ناصيف حتي من منصبه امس، بدفع واضح من السلطة على تطويق مفاعيلها. اليوم، جرت مراسم التسليم والتسلم بين حتي وخلفه الوزير شربل وهبي. وفي المناسبة، تمنى حتي "للوزير وهبة كل التوفيق في تحمل هذه المسؤوليات الهامة والمصيرية"، مرحبا به في وزارة الخارجية التي هي بيته". من جهته توجه الوزير الجديد شربل وهبة بالشكر الى حتي على ما ابداه من روح اخوية، وقال: "تداولنا بلقائنا بشؤون وشجون الوزارة واشيد بالجهود التي بذلها على رأس هذه الوزارة. واليوم لا يسعني سوى الاعراب عن عميق الامتنان للثقة التي اولاني اياها رئيس الجمهورية بعد ان عملت معه لـ 3 سنوات كمستشار للشؤون الدبلوماسية". وقال وهبة: "ستعمل وزارة الخارجية على الورقة التي أقرها مجلس الوزراء بشأن عودة النازحين على أمل تحقيق العودة الآمنة للنازحين إلى ديارهم للتخفيف من العبء عليهم وسنلتزم رفض التوطين وتأمين العودة للفلسطينين". واكد انه سيكون "العين الساهرة على أداء العاملين في الوزارة وإنتاجيتهم لتفعيل عمل البعثات الخارجية وترشيد الإنفاق وتقوية المبادرات الخارجية وتشجيع اللبنانيين المنتشرين على الاستفادة من قانون استعادة الجنسية". كما شدد على "تمسك لبنان بتطبيق 1701 وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية والتمسك بمبدأ ترسيم الحدود"
فوشيه: في المقابل، لم يطفئ تعاطي الحكم مع الاستقالة مفاعيلها محليا ودوليا. فقد غرّد السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، عبر حسابه على "تويتر"، وقال: "الوزير ناصيف حتّي يُغادر. أحيي الدبلوماسي الكبير الذي تمكنت من الحفاظ على علاقة وثيقة معه. كرامة وقناعة وأخلاق والإصلاحات قادت عمله في قصر بسترس. العلاقة نحو الأفضل. أرفع القبعة".
عبدالصمد تنفي: في غضون ذلك، وعلى وقع معطيات عن عزمها الاستقالة، التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزيرة الاعلام منال عبد الصمد نجد، وعرض معها عمل وزارة الإعلام والمؤسسات التابعة لها. وقالت عبد الصمد بعد اللقاء "وضعت رئيس الجمهورية في أجواء التعيينات في مجلس إدارة تلفزيون لبنان وحريصون على اختيار الأكفأ من ضمن آلية محددة". وأضافت: "كل الأخبار التي تتناول موضوع استقالتي لا تصب في مصلحة الوطن ومستمرون في حماية مصلحة الشعب والوقوف في وجه أي قرار لا يراعي مصالح المواطنين".
قبيل القرار: سياسيا، عشية صدور قرار المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 7 آب، علمت "المركزية" ان الرئيس سعد الحريري سيلتقي القادة الامنيين في البلاد قبل ان يغادر الى لاهاي لحضور جلسة نطق الحكم في قضية اغتيال والده ورفاقه، في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لايشندام. واستقبل اليوم قائد الجيش العماد جوزيف عون في حضور مدير المخابرات العميد طوني منصور، مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان ورئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم للتشاور في مرحلة نطق الحكم وما يليها وكيفية ضبط الوضع الامني في البلاد والتحوط لاي ردات فعل محتملة.
بخاري – عثمان: وكان سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بن عبدالله بخاري استقبل في مقر اقامته في اليرزة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. وتمّ خلال اللقاء عرض شامل للمستجدات العامة وتبادل وجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
منع الاحتكار: اقتصادياً، عشية جلسة لمجلس الوزراء الخميس، طلب رئيس مجلس الوزراء حسان دياب من وزارة الداخلية والبلديات ووزارة الدفاع ووزارة المالية الايعاز الى جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لهم، إضافة الى المديرية العامة لأمن الدولة لاتخاذ جميع ما يلزم من إجراءات وتدابير فورية في سبيل مكافحة احتكار جميع أنواع المحروقات والامتناع عن بيعها ومخالفة التسعيرة الرسمية، وقمع عملية الصرافة غير الشرعية إضافة الى منع تلاعب الصرافين الشرعيين بأسعار الصرف.
استئناف المفاوضات: وفي وقت استمع دياب ووزير الاقتصاد راوول نعمة الى آراء اقتصاديين حول خطة وزارة الاقتصاد، واكد دياب ان الحكومة مصرة على إنجاز الإصلاحات الأكثر إلحاحا،علمت "المركزية" ان رئيس الجمهورية يرأس غداً اجتماعاً مالياً في قصر بعبدا، في حضور مستشاريه للشؤون المالية والاقتصادية. وتأتي الاجتماعات عشية استئناف المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الخميس المقبل بحسب معلومات "المركزية" عبر تطبيق ZOOM. وافادت مصادر مالية مطلعة أن "الاجتماع التقني المقرَّر لن يُفضي إلى أي نتيجة باعتبار أن الخلافات ما زالت قائمة بين ممثلي شركة "لازارد" التي وضعت خطة التعافي المالي، وبين مصرف لبنان وجمعية المصارف . وأكدت لـ"المركزية" أن "الاجتماع المالي الأخير الذي رأسه رئيس الحكومة لم يتوصل إلى نتائج إيجابية إذ تمسّك كل طرف برؤيته وأرقامه وخططه، ومن الصعوبة حلّها باجتماع أو أكثر . وكشفت عن "مقاربة جديدة لإدراجها ضمن خطة التعافي المالي، حيث سجّلت المصارف نقطتين إيجابيّتين لمصلحتها: الموافقة على توزيع الخسائر بين الدولة والمصارف ومصرف لبنان بعدما كانت محصورة بالمصارف والبنك المركزي وكبار المودِعين. وموافقة الحكومة على إنشاء الصندوق السيادي بعدما كانت رفضت الطرح، واستمرار الخلاف حول مَن يديره أكان مصرف لبنان كما تقترح المصارف، أم لجنة خاصة تشكّلها الحكومة . واستبعدت أن "تحلّ شخصية مالية مكان المدير العام السابق للمال ألان بيفاني الذي لم يَعُد يحضر تلك الاجتماعات، أولاً بسبب عدم قبول استقالته وتعيين بديل عنه، وثانياً إن وزير المال غازي وزني هو اليوم مَن يدير المفاوضات مع صندوق النقد".
ارجاء القرار: وليس بعيدا، علمت "المركزية" ان مصرف لبنان ارجأ إلى الأسبوع المقبل، إلغاء قراره السابق الرقم 13220 تاريخ 16 نيسان 2020 والقاضي بتسديد المؤسسات غير المصرفية تحويلات الدولار الأميركي من الخارج بالليرة اللبنانية.
امام الطاقة: الى ذلك، نفذ عدد من المتظاهرين وقفة احتجاجية امام وزارة الطاقة، وحصل تدافع بين عناصر القوى الامنية والمعتصمين بعد محاولة عدد منهم اقتحام المبنى من اجل الاعتصام داخله. وجرت محاولة لتوقيف المحامي واصف الحركة الذي اكد بعدها ان "الوزارة نهبت المال العام، وهي وزارة طاقة بلا طاقة". ولفت الى "اننا اتخذنا القرار بالمواجهة مهما كلف الامر".
منع تجوّل؟: صحيا، وفيما اعيد فتح البلاد ليومين، وسجلت زحمة على الطرق وامام المصارف، افيد ان قراراً سيصدر اليوم ويقضي بالإقفال التام ومنع التجوّل، ابتداءً من صباح الخميس 6 آب الجاري وحتى الثلاثاء 11 آب ضمناً. وسيشمل الإقفال المؤسسات الرسميّة والخاصّة، مع استثناءات محدّدة تتعلّق بالمأكل والمشرب، بالإضافة الى استثناء الجسمين الطبّي والتمريضي والعسكريّين والإعلاميّين من قرار منع التجوّل. ووسط الخشية من تفلت عداد الاصابات بكورونا وتداعياته صحيا واستشفائيا، أوضح مستشفى رفيق الحريري الجامعي رداً على ما يتم تداوله عبر بعض الوسائل الإعلامية عن أن المستشفى بلغ طاقته القصوى وأقفل أمام المصابين، أن المستشفى ما زال يستقبل مرضى الكورونا والحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والصليب الأحمر اللبناني. وأشارت إدارة المستشفى إلى أن قدرة المستشفى الحالية على استقبال مرضى كورونا تبلغ 80 سريراً عادياً و23 سريراً للحالات الحرجة. وقالت:"يوجد في الوقت الحالي 19 حالة حرجة في وحدة العناية الفائقة. إضافة إلى 55 حالة في قسم الكورونا، تتوزع بين مرضى مصابين بفيروس كوفيد-19 وحالات مشتبه بإصابتها بالفيروس".