لودريان اوصل رسائله للبنان فهل من يسمع مزاميره؟
"لبنان على شفير الهاوية لكن امكانية النهوض موجودة اذا..."
الكباش المالي يحتدم..سلامة يرد وقبلان يقصف جبهة الحياد
المركزية- ماذا يمكن للمجتمع الدولي ان يفعل أكثر؟ وماذا يمكن للدول الصديقة والحنونة والمُحبة للبنان ان تُقدم بعدما اعطت نصائحها وبعثت رسائلها وارسلت موفديها مناشدين من يُفترض انهم مسؤولون عن البلاد والعباد تنفيذ الاصلاحات؟ ماذا تفعل اكثر بعد، وهي غير المقتنعة بـإصلاحات "الضحك عالدقون" التي تدّعي الحكومة انجازها وقد قالها الضيف الفرنسي وزير الخارجية جان ايف لودريان قبل ان يغادر بيروت. "نعم انتم على شفير الهاوية لكن هناك امكانية للنهوض"، رسم الوزير الفرنسي الحريص على لبنان وشعبه خريطة الطريق الانقاذية لكنه تلمّس، على ما يبدو، انعدام الرغبة بالاصلاح... ولا من يسمع مزامير لودريان التي انشدها على وقع تجاذبات اهل السياسة والمال والخلافات المستفحلة بينهم على كل شاردة وواردة.
لودريان يكرر: اختتم لودريان اليوم زيارته الى لبنان. والى اعلانه دعم القطاع التربوي، كانت له جملة مواقف سياسية من الاصلاح والحياد. فقال ردّاً على سؤال "البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يتكلم عن حياد ايجابي وهو ما يعني بالنسبة لي تحييد لبنان عن الأزمات في المنطقة". وكرر المطالبة بتنفيذ الاصلاحات كالتفاوض مع صندوق النقد الدولي واخذ التدابير الاساسية على صعيد الموارد المالية إضافة الى الاصلاح في قطاع الكهرباء وتعزيز الشفافية.
أزمتكم عميقة: الى ذلك، أعلن لودريان بعد لقاء تربوي مع المدارس الكاثوليكية أنه يدرك الصعوبة الاقتصادية التي تعانيها المدارس حالياً كما الاهالي الذين يعانون من دفع الاقساط المدرسية. وقال من "كرمل القديس يوسف": يمكنكم الاعتماد على فرنسا للمساعدة ولن نترك الشباب اللبناني يواجه وحيداً الأزمة الراهنة. واشار الى أن "التربية في لبنان مثال لعدد كبير من الدول ولا بد كما قال الرئيس (ايمانويل) ماكرون زيادة عدد المدارس"، وتابع: "أؤمن بمستقبل التربية في لبنان ولا أحد سيترككم". وكشف أن"١٥ مليون يورو هي قيمة المساعدة الفرنسية للقطاع التربوي في لبنان"، مضيفا "سنبذل جهداً لتعميق الشراكة الفرنسيّة مع المدارس لأنها هي ما يميّز لبنان. وأكرر هناك أزمة عميقة في لبنان، وهذا ما قلته أمام المسؤولين اللبنانيين بأنّ البلاد على شفير الهاوية لكن هناك إمكانية للنهوض" ... الى ذلك، زار لودريان مستشفى الحريري الجامعي، كونها على الخط الأمامي في المعركة ضد فيروس كورونا.
اجتماعات مالية: وغداة مواقف لودريان المشجّعة على الاصلاح وعلى الاتفاق على خطة موحدة اقتصادية للتفاوض مع صندوق النقد، الامر الذي لم يحصل في اجتماع ممثلي الحكومة والمصارف مساء امس، بل على العكس، حيث لوحت الاخيرة بالانحساب من المشاورات مع السلطة السياسية كونها تعمل لهيركات ولتحميلها خسائر العقود الماضية، عقد اليوم اجتماع تقني في باريس بين مستشار جمعية المصارف GSA ولازارد، وافيد ان في ضوء نتائج الاجتماع قد يعقد اجتماع بين ممثلين عن جمعية المصارف ووزارة المالية بعد ظهر اليوم . ومهما كانت نتائج اجتماع باريس، يعقد عصرا في السراي لقاء يضم رئيس الحكومة ومندوبين عن جمعية المصارف والوزراء والمستشارين المعنيين بملف التفاوض مع الـصندوق. وأكدت مصادر مالية ان لا مقاطعة للمفاوضات مع الحكومة او وزارة المالية وابواب التفاوض مفتوحة حتى الان لايجاد الحلول المناسبة بما يرضي الفريقين.
صفير والهيركات: وكان رئيس جمعية المصارف سليم صفير رفض "اي هيركات على الودائع"، وشرح اليوم لمجموعة الدعم الاميركي للبنان خطة جمعية المصارف المقترحة للخروج من الازمة . وفي حديث مباشر عبر تقنية الفيديو مع مجموعة الدعم الاميركي للبنان American Task Force for Lebanon، اوضح "ان خطة جمعية المصارف رفضت اي تخلف عن سداد الديون الخارجية يهدد مدخرات المودعين". وشدد على "ان الطبقة السياسية الحالية تسعى لنقل مسؤولية الازمة التي تسببت بها الى المصارف".
عون والتدقيق: في الموازاة، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم "العمل من اجل حل مسألة أموال المودعين لدى المصارف، بمن فيهم أموال الجامعات الخاصة، بما يكفل حماية المودعين كافة"، مشيرا الى "أهمية القرار الذي تم اتخاذه في مجلس الوزراء بشأن التدقيق المالي".
سلامة يوضح: ماليا ايضا، بعدما نشرت وكالة رويترز بيانات مالية للعام 2018، نالت تصديق "إي.واي" و"ديلويت" الشهرَ الماضي لكن مع تحفظات، تشير الى ان حاكم مصرف لبنان ضخّم من قيمة الأصول مع تنامي الالتزامات، رد سلامة رافضا أن تكون حسابات البنك المركزي قد استغِلت لجعلِ مركزِه المالي يبدو أقوى أو لإخفاء خسائر، قائلا إنها تتماشى مع السياسات المحاسبية التي أقرها مجلسُ إدارتِه، كما هو منصوص عليه في البيانات المالية للعام 2018. واضاف سلامة أن بنوكا مركزية عديدة تلجأ إلى ترحيلِ التكاليف لتحقيق أهدافِها، لافتا الى أن مصرف لبنان اضطر إلى تبني ذلك في ميزانياتٍ أكبر نسبيا ولفتراتٍ زمنية أطول مقارنةً مع البنوك المركزية الأخرى نظرا للظروف الاستثنائية التي مر بها لبنان معظم فترات الخمسة عشر عاما الأخيرة. وأوضح أن التكاليف المُرحّلة تراكمت على مدى تلك الفترة بسبب تدخل البنك المركزي لدعم مالية الحكومة، تحت ضغط زياداتِ أجور موظفي القطاع العام والتداعيات الاقتصادية لتدفق اللاجئين السوريين منذ 2011.
جنبلاط والاصلاح: في الاثناء، اعتبر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أنّ "وزير خارجية فرنسا اليوم جاء يرجونا. قال كلامه سابقاً في باريس، واليوم هنا زار الرؤساء الثلاثة وزار بكركي وهو يقول لنا ساعدونا لنساعدكم. أعطونا مؤشراً لنفرج عن بعض المساعدات ونساعدكم، والمؤشر هو الإصلاح". وقال خلال لقاء حواري في إقليم الخروب: "غريب هذا السر، لأنه حتى اللحظة لا أحد قادرا على فتح مجال الإصلاح في قطاع الكهرباء الذي كلف الدولة اللبنانية تقريباً 50 مليار دولار وسيزيد المبلغ. فهل ستكون مهمة الوزير الفرنسي ناجحة؟ أتمنى ذلك لكني أشك مسبقاً. وهذا لا يعني أن المساعدات جاهزة على الأبواب في الشاحنات أو الطائرات، أولاً لأن لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي شروط. وثانياً، هناك سياسة. علينا أن نساعد لنحل العقد التقنية ومن ثم مواجهة شروط الدول الكبرى، لكن على الأقل علينا القيام بواجباتنا كحكومة لبنانية".
لا للحياد: على صعيد آخر، واصل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان قصفه مبادرة الحياد التي اطلقتها بكركي. فشدد اليوم على ضرورة "الدفاع عن مصالح لبنان، على قاعدة الانحياز لحق لبنان ومصالحه أينما كانت، والوقوف في وجه كل عدوان اقتصادي أو سياسي أو مالي وغيره من أنواع الحصار والاستنزاف والإخضاع والتركيع، وهو ما ندينه بشدة في موضوع الحياد، لأن الحياد بين مشروع يحاصر لبنان، ومشروع يريد إنقاذ لبنان، هو غير مقبول. فقصة لبنان بلد دعم محايد، وليس بلد مواجهة حسب مقررات العرب التاريخية، لم يمنع تل أبيب من احتلال بيروت، ولم يدفع العرب لإخراج إسرائيل من لبنان، بل أكثرهم وقف متفرجا على دمار بيروت وتهجير سكان الجنوب وغيرهم، ولتتأكد حقيقة أن من حرر لبنان هو العمل المقاوم كخيار منحاز لحق لبنان وسيادته، وليس الحياد الذي صلب لبنان في مجلس الأمن طيلة احتلال إسرائيل للبنان وما زال يسلب حقوقه المائية والنفطية"، لافتا إلى أن "المشروع الإنقاذي للبنان يعني أن ننحاز لحق لبنان ومصالحه، حتى لو كانت في الصين، مقابل الحياد القاتل. وبالتالي رفض الحصار، وكافة أنواع العدوان الصامت، وأخذ موقف من كل دولة لها مصالح في البلد، وهي قادرة على المساعدة ولا تفعل لحسابات سياسية، كما هي حال الغرب وأكثر العرب. ومن يدعي ضرورة الحفاظ على العلاقة معه دون خيار الشرق هو جزء رئيسي من أزمة سقوط لبنان".
كورونا: صحيا، استمر عدّاد كورونا محلقاً بارقامه التصاعدية. ووسط تجديد نقابة الاطباء تحذيره ما خطورة ما بلغه الوضع وضرورة التزام اقصى الاجراءات، أفادت وزارة الصحة العامة بالجزء الثاني من نتائج فحوصات PCR للرحلات القادمة إلى بيروت والتي أجريت في المطار بتاريخ 22 الجاري، والتي أظهرت وجود أربع عشرة حالة إيجابية إضافة إلى ثلاث عينات تتم إعادة فحصها للتأكد.
اصابة في "الخارجية": وفي السياق، بعد الاعلان عن نتيجة اختبار PCR ايجابية لمدير مكتب وزير الخارجية والمغتربين هادي هاشم الذي لم تظهر عليه اي عوارض الا ان خضوعه للاختبار كان بداعي السفر، علمت "المركزية" ان عددا كبيرا من الشخصيات الدبلوماسية والموظفين جميعا في الوزارة سيخضعون الاثنين المقبل للاختبار نفسه خشية التقاطهم الفيروس، علما ان الوزير ناصيف حتي ومدير الشؤون السياسية في الوزارة السفير غادي خوري خضعا على الاثر للاختبار نفسه وجاءت النتيجة سلبية. وافادت المعلومات ان هاشم، وقبل معرفته بالاصابة، شارك في اللقاء الذي عقد امس في الوزارة مع الوزير لودريان.