كورونا يفتك بلبنان مجددا...انتشار مجتمعي وعجز عن المواجهة
لودريان يبلغ رسائل المجتمع الدولي: الإصلاحات ضرورة والمُنَفَذ كهربائيا غير مشجع
دعم روحي لحياد بكركي وزيارة قريبة لـ "الثنائي" اليها واطلالة لنصرالله
المركزية- رسميا دخل لبنان المرحلة الرابعة من جائحة كورونا، اي الانتشار المجتمعي، وباتت دواعي الهلع اكثر من مشروعة في ضوء عدم القدرة على الحد من الانتشار، ما دامت العودة الى اقفال البلد غير واردة نسبة للضرر الكبير على الاقتصاد، كما اقفال المطار الذي فتح باب الدولارات المتدفقة من المغتربين لانعاشه.، وما دام اللبنانييون "الجاهلون" مخاطر الفيروس القاتل لا يتخذون الاحتياطات ولا يلتزمون الاجراءات الوقائية، يشاركون في المناسبات الاجتماعية ويرتادون الملاهي الليلية والحانات والمطاعم، وكأن لا كورونا ولا عدوى ولا انتشار، فيما بعض الوافدين من الخارج لا يراعون مقتضيات الحجر. ارقام العدّاد الكارثية على بلد بحجم لبنان تدعو الى استنفار شامل فالمستشفيات غير قادرة على الاستيعاب بحسب تأكيد وزير الصحة حمد حسن، والمشكلة في عدد أسرّة العناية الفائقة، واقصى الممكن اجراءات عزل احياء او مناطق. فهل يطيح الاهمال "نشوة" الانتصار الاولى على الفيروس، كما يطيح المسؤولون السياسيون والسلطة الحاكمة بآمال اللبنانيين في استمرار العيش في وطنهم متخاذلين عن واجباتهم الاصلاحية التي اعاد التأكيد عليها تكرارا وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان في لقاءاته مع الرؤساء اليوم، مسميا الاشياء بأسمائها واكثر؟
صراحة تامة: بصراحة تامة تحدث وزير الخارجية الفرنسية خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين - في زيارته بيروت التي تستمر حتى يوم غد من دون معرفة بعد ما اذا كانت ستشمل حزب الله، وقادة المعارضة المرجح ان يلتقيهم بحسب معلومات "المركزية" بعيدا من الاضواء، وقد نطق بمواقفهم اليوم - وأبلغ من اجتمع اليهم في المقار الرسمية ان الاصلاحات مفتاح اي مساعدات فرنسية او دولية، داعيا اياهم الى الاسراع فيها لان "الساعة خطيرة جدا"، مكررا "ساعدوا انفسكم لنساعدكم" ومؤكدا ان "ما رأيناه في الكهرباء لا يشجع" واننا نريد اصلاحات عملية ملموسة، آسفا لان "صرخات الناس في 17 تشرين للتغيير ومكافحة الفساد، لم تُسمع حتى الساعة"، وداعيا الجميع الى التقيد بالنأي بالنفس.
عون: وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ابلغ لودريان الذي استقبله قبل الظهر ان "لبنان يتطلع الى مساعدة فرنسا في مسيرة الاصلاحات ومكافحة الفساد التي بدأها منذ بداية ولايته الرئاسية، ومن خلال سلسلة قرارات اتخذتها الحكومة اللبنانية في اطار الخطة التي وضعت للتعافي المالي والاقتصادي"، معتبرا "ان العلاقات اللبنانية- الفرنسية المتجذرة في التاريخ، تفرض مثل هذا التعاون لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين". وشدد عون على "تمسك لبنان بقرار مجلس الامن الدولي رقم 1701"، شاكرا لفرنسا "الدور الذي تلعبه دائما في اطار التجديد سنويا للقوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل"، مؤكدا "ان لهذا الدور اهمية خاصة في التجديد المقبل لهذه القوات". واعتبر ان "الدعم الفرنسي للبنان اساسي في هذه المرحلة، وفي ذلك فائدة متبادلة للبلدين الصديقين".
رسالة فرنسا: من جانبه، نقل الوزير لودريان الى الرئيس عون رسالة شفهية من نظيره الفرنسي اكد فيها "وقوف فرنسا الى جانب لبنان في الظروف الصعبة التي يمر بها، كما كانت دائما وعبر التاريخ". وقال الوزير لودريان ان بلاده "مصممة على مساعدة لبنان وهي تتطلع الى انجاز الاصلاحات الضرورية التي يحتاج اليها"، مؤكدا "ان مفاعيل مؤتمر "سيدر" لا تزال قائمة ويمكن تحريكها بالتوازي مع تطبيق الاصلاحات التي التزمتها الحكومة اللبنانية بهذا المؤتمر عند انعقاده في باريس". واشار الوزير الفرنسي الى ان "باريس وضعت خطة لمساعدة المدارس الفرنسية في لبنان واللبنانية، لمواجهة الازمة الراهنة وهي تشمل اكثر من اربعين مدرسة ستلقى دعما ماليا في اطار الدعم الذي تقدمه فرنسا للمدارس التي تدعمها في الشرق". ولفت الى "المساعدات التي قدمتها بلاده لمواجهة وباء "كورونا"، اضافة الى دعم انساني بلغت قيمته 50 مليون يورو".
لودريان: وبعد زيارته السراي فعين التينة، وقبيل لقاء يجمعه الى البطريرك الماروني، انتقل الزائر الفرنسي الى قصر بسترس. وفي وقت أعلن وزير الخارجية ناصيف حتي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي ، أن "المطلوب توفير المناخ الملائم لتنفيذ شروط سيدر وعلينا ان نعمل سريعا على هذا الموضوع والوقت ضاغط ويعمل لغير مصلحتنا"، قال لودريان: "أتيت لأحمل لكم رسالة، الوقت حرج ولبنان يواجه وضعا حرجا والازمة الاقتصادية كبيرة ولها عواقب على اللبنانيين". وأعلن "نريد تفادي أن تغير الأزمة التعايش الاجتماعي في لبنان، واللبنانيون عبروا عبر التظاهرات عن توقهم للتغيير والشفافية ومكافحة الفساد وهذا النداء لم يُسمع حتى الآن".وقال: "الحلول لترتيب الوضع في لبنان موجودة في مقررات مؤتمر سيدر وتنفيذ الإصلاحات ضرورة كي يخرج لبنان من محنته. ومن الملح والضروري السير على درب الإصلاحات وهذه الرسالة التي جئت لأحملها اليوم أي المفاوضات عبر صندوق النقد الدولي، إذ أن ليس هناك من حل بديل ليخرج لبنان من أزمته، إضافة الى محاربة الفساد ومكافحة التهريب واصلاح الكهرباء"، لافتا الى أن "ما تم القيام به بملف الاصلاح بقطاع الكهرباء ليس مشجعاً".ولفت الى أن "الرسالة التي أتيت بها إلى لبنان مزدوجة أولا الإصلاحات التي يجب أن تطبق وثانيا دعم الشعب اللبناني ففرنسا تقف إلى جانبه لمواجهة التحديات". وأكد دعم فرنسا للجيش اللبناني وقوى الأمن من اجل ضمان استقرار البلاد، قائلا: "من الضروري أن تؤكد الدولة على سيطرتها على كامل الاراضي اللبنانية وعلى السياسيين النأي بلبنان عن الأزمة التي تمر بها المنطقة". وختم كلمته بالقول "فرنسا ستقف دوما الى جانب لبنان ولكن كي ينجح المسعى على السلطات اللبنانية ان تؤدي حصتها من العمل و"ساعدوا أنفسكم كي نساعدكم".
زيارة افتراضية: دبلوماسيا ايضا، أجرى الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جيمس كليفرلي اتصالا برئيس مجلس الوزراء حسان دياب عبر "سكايب"، في إطار زيارته "الافتراضية" إلى لبنان، في حضور السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينغ والمستشار السياسي سيمون أودونيل، ومستشار رئيس الحكومة السفير جبران صوفان. وتم التداول في إصلاحات الحكومة والمساعدة التي يمكن أن تقدمها بريطانيا إلى لبنان. وعلمت المركزية ان اجتماعا هاتفيا عن بعد جمع حتي مع كليفرلي بحسب ما كان مقررا لبحث سلة المساعدات البريطانية للبنان في ضوء خطة الحكومة اللبنانية للاصلاحات المنشودة وبحثا وضع المنطقة.
قمة مسيحية داعمة: على صعيد مبادرة بكركي لتحييد لبنان، أكد بيان القمة الروحية المسيحية في الديمان أنَّ "طرح مشروع نظام الحياد بعيدٌ كليًّا عن أيِّ تفكيرٍ طائفيٍّ أو سياسيٍّ أو فئويٍّ، بل هو طرحٌ وطنيٌّ جامعٌ ولمصلحةِ كلِّ اللُّبنانيّين من جهةِ، ولمحيطِ لبنان المشرقيِّ ـــ العربيِّ من جهة أخرى. وأشار الى أن "حياد لبنان هو مشروعُ سلامٍ لا مشروعُ حرب، وهو مشروعُ اتفاق لا مشروعُ صراع. إنَّ لبنانَ غيرُ قادرٍ على البقاء رهينةَ التجاذبات والمشاريع الخارجية. وأضاف البيان:" لقد حان الوقت للخروج يدًا بيد من التدهور والانهيار، ومن الأزماتِ المتتاليةِ. فكلّنا للبنان ولبنان لنا جميعًا.
حزب الله الى الديمان! وليس بعيداً، علمت "المركزية" ان وفداً من "الثنائي الشيعي" سيزور الديمان في الايام المقبلة للقاء الراعي لنقل موقفه من نداء الحياد وليشرح للبطريرك ان لا يمكن اعلان حياد لبنان في وقت هناك خطران يُهددان لبنان: الاوّل الخطر الاسرائيلي على الحدود، حيث يواصل العدو إستفزازاته ولبنان لطالما كان في موقع الدفاع عن النفس وليس المُعتدي، وخطر الجماعات التكفيرية-الارهابية التي تُهدد امننا وتتربّص شراً ببلدنا، وما حصل من تفجيرات واعتداءات بتوقيعها منذ سنوات خير دليل".
اطلالة لنصرالله قريباً: وفي حين رفضت مصادر مقرّبة من حزب الله عبر "المركزية" التعليق على الغارة الاسرائيلية الاخيرة التي استهدفت موقعاً مشتركاً للحزب والحرس الثوري الايراني في سوريا، لم تستبعد ان يكون لامين عام الحزب السيد حسن نصرالله اطلالة في الايام المقبلة للحديث عمّا حصل في سوريا بالاضافة الى التطورات الداخلية، خصوصاً طرح البطريرك الراعي حياد لبنان، علماً ان ستكون لنصرالله اطلالة مؤكدة في 14 اب المقبل في ذكرى الانتصار في حرب تموز، الا ان المستجدات المتلاحقة داخلياً وخارجياً تستدعي اطلالة تضع النقاط على حروف مسائل عدة تعني حزب الله مباشرةً".
القوات والتعيينات: في الغضون، وغداة ابطال الدستوري قانون آلية التعيينات زار وفد قواتي عين التينة،تحدث باسمه النائب جورج عقيص فقال "حرب الاصلاح التي نخوضها لن تتوقف عند قانون أبطل وهي حرب نخوضها ضدّ كل الفاسدين وخاصة مدعي الإصلاح". واضاف " تباحثنا مع بري في قانون جديد معجّل مكرر وقرار الابطال بالأمس نقطة تسجّل ضد الشعب اللبناني الذي نحرمه من التطور ومن دولة القانون. وهذا القرار ينضم إلى سلسلة إخفاقات كارثية اذ لا تشكيلات قضائية أقرينا ولا تعيينات قمنا بها ولا أي اجراء إصلاحي قمنا بتنفيذه وهناك من يخرج ليدعي الإصلاحات".
حسن يتخوف: صحيا، وفي وقت اصدرت الداخلية بيانا لتشديد اجراءات الوقاية من كورونا، نبّه وزير الصحة العامة حمد حسن إلى "أننا دخلنا المرحلة الرابعة من انتشار فيروس "كورونا" وهي المرحلة التي تعني الانتشار المجتمعي"، لافتاً إلى أن الفيروس منتشر في 3 مناطق أساسية ".وقال في تصريح "إن فتْح المطار وتعدُّد الدول المصابة بـ "كورونا" شكّلا سببا ًمباشراً لارتفاع عدد المصابين والمسؤولية مشتركة، منها عدم انضباط بعض الوافدين وحفاوة استقبالهم من دون اتباع الإجراءات اللازمة". وتخوّف حسن من "عدم قدرة المستشفيات على الاستيعاب"، قائلاً "المشكلة ليست في الرقم بقدر ما هي في مزاحمة أسرّة العناية الفائقة، والوضع التصاعدي الخطير يجعلنا نأخذ جملة تدابير للدرس تماشياً مع الواقع الذي يتغيّر يومياً". ورداً على سؤال عن إقفال البلد أو مطار بيروت، أكد أن "لا إقفال للبلد، أما عزل المناطق والأحياء والأبنية فهو خيار وارد".