الامارات الى المريخ... ولبنان الى الانهيار!
الراعي: دخولنا الاحلاف سبب العزلة والحياد مصدر الاستقرار
بري يتصل ببخاري وابراهيم يزور الحريري وكورونا الى الخطر در
المركزية- في البلد المنعدمة فيه الامال، عاين اللبنانيون اليوم اطلاق دولة الامارات العربية المتحدة أول مهمة فضائية عربية لاستكشاف كوكب المريخ، حيث حمل صاروخ مسبار" الأمل" الإماراتي إلى الفضاء من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان. وأشرف على المشروع مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي. على ان تستغرق رحلة "الأمل" سبعة أشهر لقطع مسافة 493 مليون كيلومتر للوصول إلى المريخ واتخاذ اول صورة متكاملة للغلاف الجوي للكوكب الاحمر.
في دولة الامارات التي كشف اميرها منذ مدة غير بعيدة عن حلم راوده منذ بضعة عقود بأن تشبه امارته يوما ما لبنان، لم يتحقق الحلم فحسب، بل ذهب بعيدا جدا معانقا عنان الفضاء، فيما فقد لبنان بارادة مسؤوليه كل ما يصح تسميته مقومات الدولة، وبات مرتهنا للمحاور وتجاذباتها القاتلة حتى بات مصيره برمته مطروحا على بساط البحث، ولا من يسأل او يسعى. والانكى ان فيما لو وُجدت مبادرات انقاذية قبل الانهيار المدوي يطل سريعا من يواجهها ويعمل على دفنها على غرار مشروع الحياد الذي يطرحه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي يتعرض لهجوم كاسح من محور الممانعة ومناصريه.
الراعي مستمر: وفي انتظار وصول وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان مساء الاربعاء،وما يحمل في جعبته من دعوات اصلاحية ودعوة للسير بالحياد، واصل الراعي اليوم دفع طرحه حياد لبنان، قدما. فقال امام وفد كتائبي زاره في الديمان: نظام الحياد اكبر ترجمة للكلام الوارد في مقدمة الدستور والذي يقول: لبنان وطن نهائي لكل ابنائه. واضاف " دخولنا في احلاف سبب لنا عزلة تامة والحياد وحده مصدر الاستقرار والازدهار ونظام الحياد الفاعل والناشط يعيد للبنان دور الجسر بين الشرق والغرب". وأردف "لم نخترع شيئا جديدا هذا تاريخنا وهذه ثقافتنا وحضارتنا وقد عشناها اربعين سنة، لبنان يعتمد الحياد ويلتزم القضايا العامة والسلام وحقوق الانسان وثقافة الحوار والحضارات".
سيدة الجبل: وغداة مواقف الرئيس حسان دياب ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من الديمان والتي رأت ان مبادرة الحياد بحاجة الى حوار وتوافق، اعتبر لقاء سيدة الجبل أن "أهمية دعوة البطريرك الراعي للحياد تكمن في أن لا حلول للأزمة المالية إلا من خلال الحلول السياسية". وقال النائب السابق فارس سعيد في مؤتمر صحافي عقده لقاء سيدة الجبل "فلتكن دعوة البطريرك تحريرية لكل بيت لبناني دون استثناء، والمطلوب اليوم تحرير الشرعية اللبنانية من حصار قوة السلاح". وتابع "تصريح باسيل من الديمان والتصريحات المتكررة لرئاسة الجمهورية عن الحياد ومثل هذه الردود تعبير فصيح عن ارتهان الدولة للمحور الإيراني". وطالب "بالعودة الى اعادة صياغة نظام المصلحة بين لبنان وباقي الدول العربية، وما قاله البطريرك واضح لا يحتمل اي تأويل، ونحن في لقاء سيدة الجبل نتبنى هذا الطرح، ولا خلاص الا بالعودة إلى الدستور اللبناني". وقال "الحياد دعوة نضاليّة تعني جميع اللبنانيين ويجب أن تلتفت إليها كلّ القوى الحيّة في البلد والإجماع لا يمكن أن يكون وصفة استنسابية". ورأى أن "كلام البطريرك يعبر عن حالة كل اللبنانيين، والمجتمع الدولي يعلم أن لبنان وطن اسير من الصعب عليه أن يخرج من الورطة التي وقع فيها في ظل الهيمنة المسيطرة عليه" .
خريطة طريق الحياد: في المقابل، قالت مصادر رفيعة في التيار الوطني الحر اطلعت على مداولات لقاء الراعي- باسيل عن كثب لـ"المركزية" ان البطريرك ثمن كلام باسيل، لا بل اعتبره خريطة طريق عملية لتحقيق الهدف المنشود، اذ انه وصّف بدقة مجموعة العوامل الخارجية الممكن ان تحول دون تطبيق الحياد وضرورة معالجتها من خلال التوافق الوطني. واذ اكدت ان البطريرك الماروني كان مرتاحا جدا لاجواء اللقاء مع الوفد، نفت نفيا قاطعاً ما اشيع عن ان باسيل وضع شروطا للحياد، موضحة ان من يتطلع الى وضع هذا المشروع موضع التنفيذ يتوجب ان يرسم اولا مخططا يقود الى الهدف ولا يكتفي بأطلاق المواقف فقط.
حتي في القصر: وفي وقت يرتقب ان يحمل الراعي مبادرته الى الفاتيكان نهاية الشهر المقبل او مطلع ايلول استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، الذي اطلعه على نتائج زيارته لروما والفاتيكان والمحادثات التي اجراها مع المسؤولين في الحكومة الإيطالية وفي الكرسي الرسولي. وأوضح الوزير حتي أن "المسؤولين الذين التقاهم جددوا دعم لبنان ورغبتهم في مساعدته ومواكبة ما يقوم به من إصلاحات يعول عليها المجتمع الدولي كثيرا"، مشيرا الى أن "المسؤولين الايطاليين جددوا تأكيدهم دعم القوات الدولية العاملة في الجنوب مع المحافظة على دورها وعديدها والمهام الموكولة اليها. اما في الفاتيكان فقد اكد المسؤولون أهمية لبنان وما يمثله من تنوع ودور في محيطه والعالم وضرورة توفير كل أنواع الدعم ومواكبته للخروج من الازمة الراهنة التي يمر بها. كما شدد الكرسي الرسولي على الرغبة في دعم المدارس الكاثوليكية في لبنان وفق المبادرة التي أعلنت اخيرا".
لودريان: وليس بعيدا، علمت "المركزية" ان جدول لقاءات وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان الرسمية مع المسؤولين في بيروت الخميس هو على الشكل التالي: - التاسعة والنصف صباحا لقاء رئيس الحمهورية. العاشرة والنصف لقاء مع رئيس الحكومة ، الثانية عشرة الا ربعا لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. - الواحدة من بعد الظهر لقاء نظيره حتي .
التدقيق المالي: على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء جلسة غدا سيعرض فيها لملف التدقيق المالي وربما حسم امره من استقالة المدير العام للمالية الان بيفاني. وكان عون استقبل الوزير السابق النائب الياس بوصعب واجرى معه جولة افق "تناولت التطورات الراهنة". ولفت بوصعب الى انه فهم من رئيس الجمهورية انه "بعد البحث في مختلف أسباب الفساد، لا بد من الإصلاح الحقيقي في البلاد وهو يبدأ من تحقيق شفاف وتدقيق في الحسابات المالية، لا سيما منها في مصرف لبنان، ورئيس الجمهورية مصر على المضي في العملية الإصلاحية حتى النهاية".
ابراهيم في الوسط: في غضون ذلك، أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ان "رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أكان في الموالاة أو المعارضة فهو حريص على استقرار وازدهار لبنان وهذا الموضوع ليس غريباً عن عائلة الحريري". وقال: "ليست زيارتي الأولى أو الأخيرة إلى هذا البيت الكريم وبالتالي لا داعي للتعجّب والسؤال عن سبب الزيارة". ورداً على سؤال حول علاقات رئيس الحكومة حسان دياب مع الدول، أشار الى انها "ليست مقطوعة وهو لم يقصد الحريري في تصريحه الأخير". وتابع ابراهيم في تصريح بعد زيارة الحريري في بيت الوسط: "لم أطلب مساعدات من الدول التي زرتها ولم يكن الهدف من زيارتي الخارجية طلب الأموال إنّما إيجاد مساحة اقتصادية مشتركة بما يؤمن مصلحة تجارية بين الدول التي زرتها".
بري وبخاري: الى ذلك، تلقى السفير السعودي لدى لبنان وليد بن عبد الله بخاري اليوم اتصالاً هاتفيًا من رئيس مجلس النواب نبيه بري اطمأن خلاله الى صحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بعد إعلان الديوان الملكي دخوله إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي لإجراء فحوصات طبية جراء إلتهاب في المرارة".
غجر ونعمة: معيشيا، أكد وزير الطاقة ريمون غجر في مؤتمر صحافي من مجلس النواب أن "المواطنين في كافة المناطق سيلحظون تحسنا بالتغذية الكهربائية قبل يوم الأربعاء رغم أنه لا يمكن توزيعها مئة بالمئة بالتساوي"، موضحا أنه "أواخر الأسبوع ستصل باخرتين محملتين بالمازوت، ونحن لا نبيعه بل نسلمه الى موزعين وقد توصلنا الى آلية مع الأمن والعام والجمارك مفادها أن كل شركة مسجلة بمنشآت النفط ولديها ضمانات مالية، وتريد الحصول على المازوت، يجب أن تملأ إستمارة بإسم الصهريج والسائق والوجهة التي تريد إرسال المازوت اليها بالإضافة الى الكمية التي تم إستلامها لنتأكد من أن الكميات تذهب الى وجهتها الصحيحة". من جهته، أكد وزير الاقتصاد راوول نعمة أنه "لدينا أزمة حيث أننا ليس لدينا كميات كافية من المازوت في البلد، والتجار يستغلون الأمر عوضاً عن التعاون، وهذا الشيء غير مقبول حيث أننا نحن وضعنا الية مشتركة مع وزارة الطاقة، نطلب فيها من الموزعين ان يقدموا لنا المعلومات لمن وزعوا، بالإضافة إلى الآلية التي وضعت مع الامن العام والتي ستساعدنا على ايجاد الاشخاص الذين يرفعون الأسعار". وأعلن أنه "ابتداء من الغد سنكون على الارض لنرى الشركات التي أعطتنا او لم تعطنا هذه المعلومات واذا باعوا لمحطة ما سنرى ماذا اشترت هذه المحطة وبأي سعر وماذا فعلت بالمازوت، وإذا كان هذا السعر هو السعر الذي حددته وزارة الطاقة او السعر الذي يتم تداوله في السوق".
تشديد الاجراءات: صحيا، وعلى وقع ارتفاع عداد اصابات كورونا، - أعلن وزير الصحة حمد حسن في خلال ترؤسه اجتماع اللجنة العلمية لمكافحة الأوبئة في وزارة الصحة العامة لتحديد الإجراءات المشددة الواجب الالتزام بها بدءاً من اليوم لعدم الانزلاق إلى التفشي المجتمعي للوباء، "أننا أصبحنا في مرحلة فاصلة بين المرحلتين الثالثة والرابعة التي تعني التفشي المحلي للوباء، مضيفاً أن كل مصاب بـCOVID-19 لا يلبي في مكان عزله الخاص شروط السلامة المطلوبة سيصار إلى نقله وعزله في أماكن الحجر المعتمدة".