"القيصر" في الخدمة الفعلية: 39 شخصا وكيانا معاقبا و15"على الطريق"
لبنان يستوضح شيا ونصرالله يقفز فوق الموقف الرسمي وعون: نعالج
المشاركة في الحوار : ترقب لجدول الاعمال...والارقام المالية تتوحد!
المركزية- لا صوت يعلو فوق الـ"قيصر" لا في المنطقة ولا في لبنان. كل التحركات والمواقف والاجتماعات تدور في فلكه بعدما اصبح اليوم امرا واقعاً، ترقباً لرياحه العاتية التي لن تخنق سوريا اقتصاديا وماليا فحسب، بل ستصيب كل متعاون معها، وعلى الارجح سينال لبنان، الجانح سياسيا نحو نظامها ومحورها الاقليمي، حصة الاسد، اذا لم يصوّب اداءه ويطبق نأيا كاملا بالنفس. كل الاطراف قالت كلمتها. واشنطن اصدرت بيانا حاسما "أي شخص يتعامل مع نظام الأسد معرض للعقوبات". الدفعة الاولى من العقوبات تطال الرئيس بشار الأسد وزوجته، بالإضافة إلى 39 كيانا وشخصا آخرين، فيما تعلن وزارة الخزانة عقوبات على 15 كيانا وشخصا إضافيا في سوريا قريبا. اوروبا تبدو تنحو نحو التزام العقوبات وكل من تشمله. اما لبنان الرسمي فيبحث عن مركب نجاة يقيه الغرق باستطلاع هنا واتصال هناك، من دون ان يتمكن من تحديد موقف خلافا لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي فتح باب التقوقع واغلق نافذة انفتاح لبنان اقتصاديا على الغرب والعرب خلافا للدستور ونصوصه، فمن يتحمل تبعات موقفه هذا؟
شيا في الخارجية: على وقع دخول قانون قيصر حيز التنفيد اليوم، وغداة خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي دعا فيه اللبنانيين صراحة الى عدم الرضوخ له، إستوضح وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا، عن تداعيات قانون "قيصر" على الشركات اللبنانية العاملة في سوريا. وغادرت السفيرة الأميركية قصر بسترس من دون الإدلاء بأي تصريح.
تقصي الحقائق: وفيما لم يعرف بعد ما ستكون عليه تداعيات خطاب نصرالله الذي حث الدولة على التوجه شرقا لطلب الدعم من ايران والصين بدلا من الغرب، على مفاوضات لبنان مع صندوق النقد، أعلن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان بعد اجتماع فرعيّة المال "لتقصي الحقائق"، أنّ اللجنة ختمت نقاشاتها اليوم وسيُعَد تقرير بالنتائج والخلاصات، يُرفع غدًا الى لجنة المال والموازنة. وقال "توصلنا الى قواسم مشتركة في المقاربات لتكون لدينا قراءة للأرقام في ضوئها"، مشيرًا إلى أنّ "الحكومة تعيد النظر في أرقامها وأكبر دليل هي الاجتماعات الحاصلة في السراي". ولفت إلى أنّ "الهندسات المالية الواردة في خطة الحكومة خفضت من ٦٦ ألف مليار إلى ٥٧ الف مليار بعدما تبيّن أن لدى مصرف لبنان ٩٠٠٠ مليار لم تُستخدم". وأكّد كنعان أنّ "بعد الانهيارات التي أصابت الليرة، لا يمكن إجراء "هيركات" على سندات الخزينة بالليرة اللبنانية"، مشدّدًا على أنّ "اللجنة غير موافقة على الاقتطاع من سندات الخزينة بالليرة اللبنانية". وأوضح أن "لبنان ليس مفلسًا بل متعثر"، لافتًا إلى أن "قدرتنا على النهوض ليست معدومة إذا تم السير في رزمة الإصلاحات ومكافحة الفساد".
في المالية: اما قبل الظهر، فعُقد في وزارة المال اجتماع لخلية الأزمة الوزارية المكلفة متابعة المواضيع المالية برئاسة وزير المال غازي وزني وعضوية وزراء: الاقتصاد والتجارة راوول نعمه، التنمية الإدارية دميانوس قطار، الصناعة عماد حب الله، والإعلام منال عبد الصمد، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، رئيس جمعية المصارف سليم صفير، ونائب نقيب الصرافين محمود حلاوي. وقدّم كل من حاكم مصرف لبنان والمدير العام للأمن العام ونائب نقيب الصرافين تقريراً مفصلاً عن آخر المستجدات المالية والنقدية الطارئة، على أن تُعقد جلسة ثانية يوم الجمعة المقبل.
سلامة: وليس بعيدا، وفي وقت سجلت زحمة مواطنين امام مراكز الصيارفة لشراء الدولار اليوم، أوضح حاكم مصرف لبنان لـ"رويترز" أن "البنك المركزي يهدف إلى خفض سعر صرف الدولار الأميركي بالاتفاق مع صيارفة العملة المرخص لهم، للمساعدة في استقرار الأسعار قدر المستطاع". ورداً على سؤال، قال سلامة "إنه لم يقل ما إذا كان البنك المركزي قد بدأ إمداد السوق بالدولارات... هدفنا بالاتفاق مع الصيارفة المرخص لهم، خفض سعر الدولار بشكل متواصل، لنساهم قدر استطاعتنا في استقرار الأسعار". ولفت الى "ان هذه المقاربة ضرورية في اقتصاد الدفع فيه نقداً"، آملاً في "تنفيذ إصلاحات لجذب الثقة". وسيجري تدشين منصة الكترونية جديدة للتداول في الثالث والعشرين من الجاري في إطار المسعى الرامي إلى توحيد أسعار الصرف. وقال سلامة "إن المنصة تهدف إلى أن تسترشد بها السوق". وتابع "الحجم اليومي هو 4 ملايين دولار في المتوسط. هذه المبالغ يتم شراؤها من السوق وبيعها إلى السوق. وبالتالي فإن الاحتياطات لدى المصرف المركزي ليست في خطر". وأكد سلامة "أن المصرف المركزي ملتزم دوماً بالحفاظ على استقرار الليرة أو على الأقل تهدئة وتيرة التقلبات في سوق الصرف“.
عون والمعالجة: في الاثناء، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه "يتم العمل حاليا على معالجة الازمة الراهنة، وهي قضية صعبة تقع مسؤوليتها على اطراف ثلاثة: المصرف المركزي والمصارف والحكومة وليس المودعين"، آملا في "ايجاد الحلول لها قريبا"، مشددا على ان "الاجهزة الامنية اتخذت تدابير اضافية لوقف كل عمليات التهريب وعلى كل الصعد، ان على المعابر البرية او في المرفأ.
حوار القصر: على صعيد آخر، بدأت تتبلور تباعا صورة المشاركين في الطاولة الحوارية التي يعقدها الرئيس عون في 25 الجاري في بعبدا. وفيما اكدت مصادر مواكبة " المركزية" ان الرئيسين امين الجميل وميشال سليمان لم يتلقيا بعد الدعوة ، افادت مصادر رؤساء الحكومات السابقين ان لا موقف نهائياً بعد من الدعوة في انتظار استكمال الإتصالات والمشاورات لا سيما وأن الرئيسين سلام والسنيورة لم يتلقيا بعد الدعوة إلى الحوار. وعلم ان موقفا موحّدا سيصدر عن هؤلاء بشأن المشاركة أو عدم المشاركة بعد اجتماع يعقده الرؤساء الأربعة مطلع الأسبوع المقبل.
اما القادة السياسيون ورؤساء الكتل النيابية المعارضة، فأجمعت مصادرهم على ان اي قرار لم يتخذ بعد في شأن المشاركة او عدمها في انتظار مضمون جدول الاعمال والمشاورات الداخلية، علما ان الاجواء لا تنحو في اتجاه ايجابي.
بري – الفرزلي: وليس بعيدا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي الذي أوضح بعد اللقاء أن النقاش دار حول الذي يُبذل في لجنة المال من أجل توحيد الارقام. وقال: أبلغني الرئيس بري بدعوته للمؤتمر الذي سيُعقد برعاية الرئيس عون في 25 حزيران على أمل أن يوفّق الرئيس بتوجيه الأمور ودفعها بالاتجاه الذي يخدم البلاد. وأضاف: أعتقد أنّ الرئيس عون هو الذي سيحدّد برنامج الحوار وقضاياه وكلّ عمل باتجاه الحوار هو المنشود والمرغوب من قبل أبناء الوطن.
مجلس الوزراء: وعلى وقع ارتفاع أنين القطاعات الاقتصادية كلّها، يعقد مجلس الوزراء جلسة غدا في السراي يتوقع ان يحضر قانون قيصر بعيد دخوله حيز التنفيذ في صلب مداولاتها.
16 اصابة: صحيا، اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 16 إصابة جديدة بكورونا اليوم، من بينها 13 في صفوف الوافدين و3 في صفوف المقيمين، لترتفع بذلك الحصيلة إلى 1489.