الكورونا تحت السيطرة... الوضع مطمئن وآمن ولا اصابات جديـدة
اليوروبوندز في "اعادة الهيكلة" سياسياً والمصارف "تبق البحصــة"
ادلب تترقب نتائج محادثات بوتين-اردوغان.. و"كيماوي" في سراقب؟

المركزية- فيما الهدوء يسود جبهة الكورونا مع توقف عداد الاصابات واستقراره على الرقم 13 منذ يومين، ما اشاع اجواء من الارتياح النسبي في الاوساط الشعبية، على رغم الاشتباه ببعض الحالات ونقلها الى مستشفى رفيق الحريري، اشتعلت الجبهة السياسية لسندات اليوروبوند وقرار تسديدها من عدمه المفترض ان يبصر النور الجمعة او السبت المقلبين، ومثلها جبهة المصارف–الحكومة التي انفجرت اليوم على اعنف مستوى، ورفعت سعر صرف الدولار مقابل اللّيرة اللبنانية الى رقم قياسي بتجاوزه عتبة الـ2600 ليرة للدولار الاميركي الواحد.

القرار الكبير: وفي انتظار حسم الحكومة موقفها من الاستحقاق الذي تستمر المباحثات في شأنه في العلن وخلف الكواليس، أكدت مصادر مطلعة لـ"المركزية" ان جلسة مجلس الوزراء غداً عادية للبحث في شؤون إدارية وعامة، وان الجلسة التي سيتخذ فيها القرار من الاستحقاقات المالية المترتبة على لبنان ستعقد بين الجمعة أو السبت، وموعدها النهائي قد يتحدد في الاجتماع الذي يعقده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب على هامش جلسة الحكومة غداً في القصر الجمهوري.

بري يرفض: في الموازاة، اكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري رفضه الدفع المسبق لسندات "اليوروبوندز" مشددا على عدم المسّ بالودائع. وقال خلال لقاء الاربعاء النيابي في عين التينة ان غالبية الشعب اللبناني وكذلك المجلس النيابي ترفض رفضاً مطلقاً الدفع المسبق للدين والمطلوب دعم الحكومة من قبل الجميع لهذا الموقف ولو أدى الى التعثر. اضاف: المصارف التي اوصلتنا الى خسارة نسبة الـ75% من الدين تتحمل المسؤولية مع الشارين الأجانب، فإذا ارادوا إعادة الهيكلة من دون قيد او شرط ومن دون دفع اي مبلغ او نسبة من المبلغ او فائدة فليكن، عدا عن ذلك فإننا مع اي تدبير تتخذه الحكومة ما عدا الدفع هذا، ومرة اخرى المس بالودائع من المقدسات. وختم مؤكداً على وحدة الموقف الداخلي معارضة وموالاة، ووحدة وطنية لمجابهة هذه الازمة.

كوبيش: في المقابل، غرد المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش عبر تويتر، كاتبا "يُتوقع من الحكومة اتخاذ قرارات جريئة وكبيرة وربما موجعة لوقف الازمة الوجودية من ضمن خطة اصلاح توصل الى حلول دائمة يتم شرحها الى الشعب. فلنر عندها رد فعل القوى السياسية على ذلك، لانه سيحدد اولوياتها".

اقتراح وزني؟ من جانبها، ذكرت وكالة "رويترز" انّ مصارف لبنانيّة لم تردّ بعد على اقتراح المبادلة الذي طرحه وزير الماليّة غازي وزني. وأشارت الى أنّ الأفكار المتعلّقة بسندات دوليّة تتضمّن اقتراحاً لمبادلة سندات بنوك محليّة بأخرى جديدة بسعر فائدة منخفض واستمرار سداد مدفوعات الدين. وأكّدت مصادر مالية للـLBCI  أنّ وزارة المال اقترحت على المصارف تأجيل استحقاقاتها من سندات الدين بالعملات الأجنبية والليرة اللبنانية لمدة خمس سنوات وبفائدة صفر %. وأفادت معلومات بأن المصارف تدرس هذا الإقتراح بجدية إيجابية، وبأن مفاوضات صعبة مستمرة مع حاملي السندات الأجانب في محاولة للتوصل إلى اتفاق. غير ان المكتب الإعلامي لوزير المالية نفى ما ذكرته رويترز بأنه قدّم مقترحاً بمبادلة السندات مع تعديل في الفائدة وتطويل مدة السداد. وشدد المكتب على ضرورة مراجعته للتّأكّد من صحّة أي خبر قبل نشره.

صفير يرد: وسط هذه الاجواء، أشار المكتب الإعلامي لرئيس جمعية المصارف سليم صفير في بيان توضيحي حول "الحملة التضليلية والشائعات المتكررة ضده"، إلى أن "القطاع المالي في لبنان عموماً والقطاع المصرفي خصوصاً يواجه حملة تضليلية مستعرة وشائعات عارية من الصحة وغير دقيقة كبّدت الاقتصاد اللبناني خسائر متتالية". وأوضح أن "اللقاء الذي جمع رؤساء مجالس إدارة البنوك اللبنانية مع المدّعي العام المالي علي ابراهيم أتى في إطار استماع ابراهيم الى حقيقة الوضع المصرفي في لبنان من أصحاب الشأن وبعيدًا من كل الشائعات المثارة. فالاستماع وضع النقاط على الحروف وبيّن حقيقة العمليات المصرفية التي تقوم بها المصارف منذ بدء الثورة، وواقع السيولة لديها والكلفة المرتفعة التي تتكبّدها لتأمين النقد الأجنبي للعملاء. والاستماع لا يأتي في إطار الاتهام بل الاستيضاح، وقد وضع القاضي ابراهيم في ضوء كل التفاصيل المالية". أما في الشأن المصرفي، فأكد المكتب الإعلامي أن "أي عملية تسييل للمحافظ التي تملكها البنوك تأتي في إطار تأمين النقد للعملاء وقد تكبّدت المصارف خسائر كبيرة في عمليات التسييل وصلت حتى 60 سنتاً لكل دولار وذلك للرّد على الطلب المستمر من قبل العملاء على ورقة الدولار". وشدد المكتب على أن "المصارف حريصة على زبائنها وودائعهم وهي تعمل لما فيه مصلحة قاعدة زبائنها وبما يؤمّن استمرارية البنك، فلا مصرف يقوم من دون عملاء، ولا عملاء أو أعمال من دون المصرف". وفي موضوع الاستنسابية في السحوبات، أشار المكتب الإعلامي إلى أن "المصارف بيّنت أن السقوف التي وُضعت تراعي حجم الودائع وتالياص حجم مصروف العملاء"، موضحًا أن "المصارف تعمل على تلبية التحويلات إلى الخارج لذوي الاحتياجات الملحّة". ولفت إلى أن "في موضوع الهندسات المالية التي جاءت لتعزيز احتياطي المركزي بالعملات الصعبة للحفاظ على استقرار الليرة وتمويل عجز الميزان التجاري، يوضح المكتب الإعلامي أن جزءاً من الهندسات استعملته المصارف لتلبية حاجات المتطلبات المالية الدولية المعروفة باسم IFRS9. كذلك مع ارتفاع الفوائد على توظيفات المصارف، ارتفعت الفوائد على ودائع العملاء ولن ننسى الضرائب الباهظة التي دفعتها المصارف لوزارة المال على هذه الهندسات". وعن موضوع تحويل المصارف أموالها إلى الخارج، أوضح أن "المصارف لا تملك أموالاً خاصة، وأي مبلغ يتم تحويله يكون في تصرّف الزبائن لتلبية حاجاتهم الدولية وليس في تصرّف المساهم". وأكد أن "في موضوع الأرباح، لم توزّع المصارف اللبنانية أرباحاً عن العام 2019 "، مشيرًا إلى أن "لا بد من التذكير أيضاً بأن القانون في لبنان يحمي حقوق المودِعين قبل حقوق المساهمين في المصارف".

إعادة الهَيكلة: من جهتها، اكدت مصادر مقرّبة من حزب الله لـ"المركزية" "ان الاتّجاه العام في مسألة سندات اليوروبوند هو نحو إعادة هيكلة الدَين مع وضع خطة على قاعدة "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم" بالاتّفاق مع الجهات المعنية ومنها الدائنون تأخذ في الاعتبار مصلحة البلد". وشددت على "ان لا يُمكن تطبيق شرور صندوق النقد الدولي، لانه مصّاص دماء واينما حلّ "يخرب" البلد"، الا انها "اعتبرت ان الامر الايجابي في طروحاته تشديده على ضرورة القيام باصلاحات "صحّية". 

البقاء ضمن الاسرة العربية: في المقابل، شددت مصادر اسلامية مطّلعة لـ"المركزية" على "ضرورة ان يقتنع اهل السياسية بان وجود لبنان في محور مُعاد للقضايا العربية ينعكس سلباً عليه وعلى شعبه كما هو حاصل اليوم". وقالت "لبنان لا يستطيع ان يكون جزءاً من محور هنا او هناك، ولا يتحمّل صراع المحاور الدائرة في المنطقة، كما انه لا يتحمّل الحرائق الموجودة في جواره، لذلك لا يمكن للبنان ان ينهض اقتصادياً واجتماعياً الا من خلال تطبيق سياسة النأي بالنفس قولا وفعلاً والابتعاد عن سياسة المحاور والبقاء ضمن الاسرة العربية، لان دعم لبنان يأتي من الاسرة العربية ومن اصدقائه الدوليين، فاذا كان بعيداً عن هؤلاء كيف سينهض بمشكلاته"؟

المطارنة: من جانبهم، طالب المطارنة الموارنة بالحفاظ على اموال المودعين ولا سيما الصغار منهم، مجدّدين دعوتهم الملحة افرقاء الداخل جميعاً الى وضع حدّ للسجالات السياسية والاعلامية في ما بينهم، في وقتٍ يبدو لبنان في أمسّ الحاجة إلى تضامنٍ وطني إنقاذي. الى ذلك، دعا الآباء المؤمنين إلى تبادل السلام خلال القداديس من دون المصافحة والكهنة الى إعطاء المناولة باليد.

الوضع تحت السيطرة: وفي السياق، في وقت اتّسعت اجراءات التعقيم لمواجهة تفشي كورونا لتشمل البرلمان وقصور العدل والمطار والجوامع والادارات الرسمية(...)، أعلن وزير الصحة حمد حسن أنّ منظمة الصحة العالمية أكّدت أنّنا ما زلنا في مرحلة احتواء فيروس كورونا في لبنان ولم نصل إلى مرحلة الانتشار. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع المنظمة إنّ الفيروس لا يحتاج الى فيزا أو جواز سفر ومن أينما أتى مسؤوليتنا هي الحدّ من انتشاره، موضحًا أنّ الوضع في لبنان تحت السيطرة ومطمئن وآمن. وشكر حسن الصليب الأحمر اللبناني والممرضين والأطباء وجميع العاملين في مستشفى رفيق الحريري وفريق وزارة الصحة على العمل الذي يقومون به.

التشكيلات القضائية: في مجال آخر، افادت مصادر مطلعة "المركزية" ان عقبات استجدت على خط مشروع التشكيلات القضائية بعدما انجز ورفع الى وزيرة العدل ماري كلود نجم، فرضت اعادته الى مجلس القضاء الاعلى للمزيد من التشاور والبحث.

بوتين - اردوغان: اقليميا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يتوقع أن تسفر محادثاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عن التوصل سريعا إلى وقف لإطلاق نار في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا، وذلك قبيل زيارته موسكو غدا الخميس لإجراء محادثات مع بوتين. بدوره، قال الكرملين إنه يأمل أن يتوصل بوتين ونظيره التركي إلى اتفاق على إجراءات مشتركة تتعلق بمحافظة إدلب السورية. الى ذلك، ذكرت وكالة الإعلام الروسية ووكالة تاس للأنباء أن وزارة الدفاع الروسية قالت إن مسلحين سوريين كانوا يستعدون لاستخدام أسلحة كيماوية في بلدة سراقب لكنهم أصابوا أنفسهم أثناء التعامل مع هذه المواد. وقالت روسيا،إن مجموعة مؤلفة من نحو 15 مسلحا حاولت تفجير ذخيرة شديدة الانفجار باستخدام عبوات مملوءة بكيماويات سامة.