السلطة المستنفرة لتأمين "الثقة" بأي ثمن تحذر وتتوعد بالامن والقضاء
جعجع وجنبلاط ينتقدان ودياب: امام حائط مسدود ونتطلع الى المغتربين
ازمة لبنان في مذكرة الراعي للبابا...واجتماع روسي- تركي حول ادلب
المركزية- بين المنظومة السياسية والشعب سباق محموم مع الواقع الذي يفرض استنفارا استثنائيا من الجانبين. السلطة الحاكمة استنفرت اجهزتها الامنية لمواجهة الثوار ببلاغ "رقم واحد" تحذيري ضمّنته مقررات المجلس الاعلى للدفاع الذي اكد تكثيف الجهود التنسيقية بين مختلف الاجهزة العسكرية والامنية لتعميم الاستقرار في البلاد من جهة واستباق الاحداث التخريبية لتفادي اي تطورات... وعدم التهاون مع اي محاولة للنيل من هيبة الدولة ومؤسساتها ومقراتها الرسمية"، في رسالة لمن يفكرون بقطع طريق مجلس النواب يوم "الثقة". والثوار الذين لم ترهبهم اساليب السلطة القمعية المتدرجة التي بلغت اخيرا حد الاستدعاءات والادعاءات القضائية، وقد لحظها "الاعلى للدفاع" ما بين سطوره ، بطلب رئيس الحكومة حسان دياب من الاجهزة الامنية والقضائية التعاون في ما بينها لاتخاذ التدابير اللازمة بحق المخالفين، تطبيقا للقوانين والانظمة المرعية الاجراء"، ماضون في اجتماعاتهم لوضع اللمسات الاخيرة على خريطة طريق المواجهة لمنع نواب حجبوا عنهم الثقة الشعبية، من منح الحكومة ثقة لا تستأهلها ما دام بيانها الوزاري "الانشائي" البعيد من واقع الازمة لم يقارب العلاج الناجع، لا بل استنسخ الفقرات المعول عليها لكسب ثقة الشعب والخارج من بيانات الحكومات السابقة فأسقط نفسه في امتحان الثقة.
الاعلى للدفاع: على وقع تلويح الثوار بتصعيد كبير الثلثاء لمنع انعقاد جلسة الثقة، اجتمع المجلس الاعلى للدفاع في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي شدد على اهمية ضبط الوضع الامني للمحافظة على الاستقرار والسلم الاهلي من جهة وعدم التهاون مع اي محاولة للنيل من هيبة الدولة ومؤسساتها ومقارها الرسمية. وحضر الاجتماع رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، وعدد من الوزراء ورؤساء الاجهزة العسكرية والامنية. وبعدما عرض قادة الاجهزة الامنية المعطيات والمعلومات المتوفرة لديهم، شدد دياب على تكثيف الجهود التنسيقية بين مختلف الاجهزة العسكرية والامنية لتعميم الاستقرار في البلاد واستباق الاحداث التخريبية لتفادي اي تطورات. وطُلب الى الاجهزة الامنية والقضائية التعاون في ما بينها لاتخاذ التدابير اللازمة بحق المخالفين، تطبيقا للقوانين والانظمة المرعية الاجراء.
نجح المتسلّط: وقبيل الجلسة المنتظرة، انهالت الانتقادات للبيان الوزاري من القوى المعارضة للحكومة. وفي السياق، غرّد رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط عبر "تويتر": "لقد نجح المتسلط الأول على قطاع الكهرباء ومَن وراءه في الظل من شركاء وشركات متعددة في فرض البيان الوزاري كما هو بالرغم من محاولة اعتراض خجولة من بعض الوزراء لمحاولة الإصلاح المطلوب. يبقى هذا القطاع في يد قلة في إدارة مبتورة لتعرض البلاد للانهيار والإفلاس".
جعجع: اما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فقال لـ"المركزية": ان البيان الوزاري لحكومة "مواجهة التحديات" يقع خارج الزمان والمكان ويمثل فشلا ذريعاً. بيان فضفاض يصلح موضوع انشاء لطلاب صف ابتدائي لكنه يحظى بعلامة 3 على 10. انها المفاجأة الثانية من حكومة دياب، بعد تبنيها موازنة لا تعرف عنها شيئاً لمواجهة مرحلة استثنائية بالغة الدقة موضوع فيها مصير البلاد على المحك تتطلب في الحد الادنى موازنة على قدر خطورتها، جاءت مفاجأة البيان الوزاري تضاهيها في تجاهل الواقع التي اثبتت انها ليست على تماس معه. واعتبر ان النكسة الكبرى والفضيحة، تمثلت في تبني خطة الكهرباء التي وردت في بيان حكومة الرئيس سعد الحريري وتجاهل فقرتي النأي بالنفس والمقاومة عوض تخصيصهما بفقرتين موسعتين تبعثان الاطمئنان الى الشعب والخارج.
كتلة المستقبل: الى ذلك، كشفت مصادر نيابية لـ"مستقبل ويب" أن كتلة "المستقبل" تتجه الى حجب الثقة عن الحكومة لعدة أسباب أبرزها أن البيان الوزاري لا يلبّي متطلبات المرحلة واستحقاقات ما بعد 17 تشرين.
دياب يقرّ: وسط هذه الاجواء الضاغطة، أقر دياب بصعوبة المرحلة اذ أكد "اننا نواجه اليوم أزمات متعددة ورثناها عن السياسات التي تم اعتمادها في السابق"، مشددا على "دور اللبنانيين في الخارج من مغتربين ورجال اعمال لمساعدة لبنان في هذه المرحلة". وفي مستهل لقاء مع تجمع رجال وسيدات الاعمال اللبنانيين في العالم برئاسة فؤاد زمكحل، قال دياب: "يتخذ لقائي بكم اليوم طابعا خاصا، فبلدنا يمر في مرحلة استثنائية تحمل الكثير من التحديات والمخاطر، ونواجه اليوم أزمات متعددة ورثناها عن السياسات التي تم اعتمادها في السابق، فبتنا اليوم أمام حائط مسدود، ويبقى الحل بهدم الجدار الذي يخنق لبنان، ويعطل دورته الاقتصادية، ويتسبب بأزمات اجتماعية ومعيشية وببطالة ونقص حاد بالسيولة". وأضاف: "لقد أصبحت إمكانيات الدولة قليلة جدا، ولذلك فإننا نبذل جهودنا ونحاول بكل ما توفر لدينا من إمكانيات واتصالات نقوم بها لإحداث فرق. لكننا نعود ونتذكز المثل اللبناني الشهير "ما حك جلدك متل ظفرك". وانطلاقا منه نتطلع إلى الدور المهم للبنانيين في الخارج، من مغتربين ورجال أعمال". وقال: "مع الأسف، لبنان اليوم في مأزق حقيقي وخطر مفصلي يهدده. وبغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى ذلك وأوصلت البلد إلى ما هو عليه، وأنتم أدرى بها، فهذا لبنان، أولا وأخيرا، مستقبل أولادنا وأحفادنا هو من مسؤوليتنا جميعا، لذلك، أدعوكم اليوم إلى وضع يدكم بيدنا، فلنتعاون معا لتجاوز هذه المرحلة الحساسة والخطيرة".
الراعي في الفاتيكان: على صعيد آخر، أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيس مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك عن شعوره "بسعادة كبيرة لأن قداسة البابا فرنسيس مدرك لأمور وقضايا الكنائس في الشرق الأوسط وأهمية وجود المسيحيين ودورهم ورسالتهم مع شركائهم المسلمين". وذلك بعد لقائه البابا فرنسيس في الفاتيكان، مع البطاركة الكاثوليك، وقد تسلم قداسته من الكاردينال الراعي مذكرة تتضمن شرحًا مفصّلاً عن الاوضاع في لبنان والمنطقة. وقال الراعي "استعراضنا الأوضاع العامة في بلداننا العربية، أي لبنان وسوريا والعراق ومصر، حيث كانت قراءة للأوضاع الراهنة، من حروب وأزمات أدّت الى هجرة المسيحيين بشكل خاص، الأمر الذي أوجب علينا متابعة أوضاعهم أينما تواجدوا وتنظيم زيارات رسولية، تبعاً لقرارات المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، وتطرّقنا أيضاً الى موضوع منطقة الخليج، والتي كانت تابعة في الأساس لولاية البطاركة وقد تمّ انتزاعها جرّاء ظروف تاريخيّة، إلاّ أن هذا الموضوع كان طُرح من جديد في مجمع الكنائس الشرقية وتم التصويت بالايجاب على ضرورة استعادة صلاحيات البطاركة على منطقة الخليج، ووافق قداسة البابا على نتيجة التصويت الذي يُعيد بلدان الخليج الى ولاية البطاركة".
جمعة رئاسية: وليس بعيدا توقعت مصادر معنية عبر "المركزية" ان يشكل قداس عيد مار مارون يوم الاحد المقبل مناسبة لجمعة رئاسية تحتمها الظروف قد تنتهي في بعبدا، للتشاور في المستجدات عشية جلسة الثقة النيابية، واثر عودة الرئيس نبيه بري من الاردن.
اجتماعات روسية-تركية: اقليميا، على وقع تصعيد تركي – سوري في ادلب، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم، أن وفدًا روسيًا سيصل إلى تركيا لمناقشة ملف إدلب. وقال أوغلو، في مؤتمر صحافي مع نظيره السلوفاكي، ميروسلاف لايتشاك، في أنقرة إن الوفد سيزور تركيا غدًا السبت لبحث الوضع في إدلب. وأضاف أوغلو أن تركيا تعيد تقييم المرحلة التي عملت بها مع روسيا كضامن للنظام السوري، مشيرًا إلى أنه سيتم عقد اجتماع بين الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في حال لزم الأمر بعد اجتماع الوفدين. ولفت أوغلو إلى أن تركيا ستسعى لفعل كل ما يلزم لوقف الكارثة الإنسانية في إدلب، وإيقاف عدوان النظام السوري في أسرع وقت ومواصلة اجتماعات اللجنة الدستورية والإسراع في العملية السياسية.