مناخات ايجابية غير مقرونة بمعطيات حسية عشية "الثقة" النيابية
"الهيئات" شريكة في "البيان" والى جانب الحكومة فــــي الاصلاح
كوشنر: القادة الفلسطينيون "حمقى للغاية" يحتاجون حماما باردا للاستيعاب
المركزية- الصورة ضبابية في لبنان حتى اشعار آخر وكل المتناقضات مجتمعة. السلطة السياسية تسابق الزمن لفرملة الانهيار وتصوّب مجتمعة على ما يحلو لها ان تسميه "الحراك" لا "الثورة"، من نافذة من يشوهونه ويحرفونه عن اهدافه، عشية جلسة نيابية متوقعة الاسبوع المقبل لمنح الحكومة الثقة البرلمانية على اساس بيان وزاري يعد بـ"المن السياسي والسلوى الاقتصادية"، فيما يتهيأ لها الثوار على طريقتهم.
"علينا ان نتحمّل": في وقت تستأنف اللجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري اجتماعاتها في السادسة مساء في السراي، على امل انهاء أعمالها غدا وفق المعلومات المتداولة، واظب رئيس الحكومة حسان دياب على اشاعة مناخات تفاؤلية في الاجواء الداخلية الاقتصادية منها في شكل خاص. فأكد أن الوضع الاقتصادي في البلد وفي كل القطاعات يعاني من صعوبات، لكن علينا أن نتحمّل قليلاً على أمل أن تستطيع الحكومة تحقيق إنجاز يؤدي إلى الخروج من الأزمة التي يعيشها لبنان"، مضيفا بكل أسف تتعرّضون لضغوط كبيرة وبكل أسف أيضاً فإن الذين يدمّرون المؤسسات إنما يشوّهون الحراك المطلبي الحقيقي وأهدافه الإصلاحية. واشار خلال اجتماعه في السراي الحكومي مع وفد من الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير، إلى أن "الاجتماع يأتي مواكباً لاجتماعات لجنة صياغة البيان الوزاري كي تكون الهيئات شريكة في هذه الصياغة"، مضيفا "أعرف جيداً أن وضع المؤسسات الاقتصادية صعب، وأنها تقاوم الظروف وتواجه تحديات كبيرة. وختم: أعرف حرصكم على البلد، لذلك أتمنى عليكم أن تكملوا على رغم الصعوبات لأن الحلول ليست صعبة، وإن شاء الله نستطيع تغيير المسار الانحداري لتستعيد الدورة الاقتصادية نشاطها. من جهته، أكد رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير ثقة الهيئات بالدور الذي يقوم به رئيس الحكومة، مشدداً على أن "الهيئات ستكون إلى جانب الحكومة في خطواتها الإصلاحية". ثم قدم له خطة عمل الهيئات الاقتصادية لمواجهة الأزمة.
حبّ الله: في المقلب الآخر، أوضح وزير الصناعة عماد حبّ الله لـ"المركزية" أن "جزءاً من سياسة الحكومة كما وزارة الصناعة هو تحويل الاقتصاد من "ريعي" إلى "منتج"، وأشار إلى أن "في حال تم التوافق على التدبير الذي أعلمه حاكم مصرف لبنان للمصارف القاضي بأن "يقتصر التحويل إلى الخارج، خارج الأموال الجديدة، لتغطية النفقات الشخصية الملحّة وضمن سقف 50 ألف دولار سنوياً من جهة، ومن جهة أخرى لتمويل استيراد المواد الأوّلية للزراعة والصناعة أيضاً ضمن سقف 0.5% من الودائع سنوياً"، فسيساعد الاقتصاد والنهوض بالقطاع الصناعي وتأمين استمرارية الإنتاج للمصانع اللبنانية والتصدير والمحافظة على التوظيف تجنّباً لمزيد من البطالة. وعن كطالبة رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميّل من قصر بعبدا بـ"ضرورة ضخّ حوالي 300 مليون دولار في أسرع وقت"، كشف الوزير حبّ الله أن هذا المبلغ سيكون محور البحث في اجتماع نعقده مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الأسبوع المقبل.
صفير والودائع: اما ماليا، فعرض وزير المال غازي وزني مع وفد من جمعية مصارف لبنان برئاسة سليم صفير الأوضاع المصرفية والنقدية ودور المصارف اللبنانية في تعزيز الاستقرار الاقتصادي. وشدّد الوزير وزني على عدم المسّ بالودائع، وحثّ جمعية المصارف على العمل على خفض معدّلات الفوائد في المرحلة المقبلة لتحريك عجلة الاقتصاد وتخفيف الأعباء على المالية العامة. وبعد اللقاء قال صفير: اجتماعنا مع وزير المال إيجابي جداً، تبادلنا معلومات ولم يُتّخذ أي قرار. وعن قوله امس ان التدابير التي اتخذت في المصارف موقتة، وأن الأمور ستتحسّن بعد نيل الحكومة الثقة، اجاب "أكرّر أن الأمور إيجابية". وعما اذا كان سيتم دمج المصارف لتفادي الإفلاس، قال "لم يُتّخذ أي قرار وما تداولنا فيه هو مجرّد أفكار". واكد ان "لا ودائع محجوزة، فهي موجودة في المصارف، وستظل موجودة. وكرّر كلام حاكم مصرف لبنان أن لا HAIRCUT على الودائع.
خفض الفوائد: وفي ضوء الاجتماع، أفادت معلومات لـLBCI أن تفاهماً حصل بين وزير المال وجمعية المصارف على "القيام بخفض ملموس على الفوائد عموماً، أي على الودائع والقروض، ما يساهم في تحريك الاقتصاد ويساعد المقترضين ويخفف العبء عن المالية العامة".
اللبناني- السوري في بعبدا: وسط هذه الاجواء، واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته في اطار متابعته لعمل الوزارات والخطط الموضوعة لتفعيلها، فاستقبل وزيرة شؤون المهجرين غادة شريم وبحث معها في اوضاع الوزارة والبرنامج المعد لاقفال هذا الملف بعد دفع التعويضات للمستحقين. واوضحت شريم ان العمل مستمر في الوزارة كما في الصندوق المركزي للمهجرين، من اجل الاسراع في اقفال هذا الملف الانساني تمهيدا لإلغاء الوزارة. واستقبل ايضا الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني- السوري نصري خوري وعرض معه لعمل المجلس خصوصا في ما يتعلق بالتنسيق لتأمين انسياب افضل واسهل للانتاج اللبناني عبر الحدود اللبنانية- السورية. كما تطرق البحث الى عدد من المواضيع المتصلة بعمل المجلس.
انسياب البضائع: وليس بعيدا، أكد وزير الزراعة عباس مرتضى خلال استقباله تجمع مزارعي الجنوب انه سيقوم "بكل ما يلزم لخدمة مصلحة المزارع وخصوصا في مجال التصدير البري للمنتجات، لذلك الاولوية ستكون بعد نيل الحكومة الثقة للتوجه نحو سوريا لبناء افضل العلاقات معها وتسهيل انسياب البضائع عبر اراضيها الى مختلف الاسواق العربية وتخفيض رسوم الترانزيت عليها"، آملاً ان "يشمل هذا التوجه اعضاء الحكومة كافة".
حتي: على صعيد آخر، وعشية توجهه الى القاهرة للمشاركة في اجتماعات الجامعة العربية لبحث تداعيات "صفقة القرن"، أعلن وزير الخارجية ناصيف حتي أننا نعاني من فقر مدقع في تطبيق القرارت الدولية. وعقب لقاء نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليديس وهو اول زائر رسمي اجنبي الى بيروت منذ تشكيل الحكومة ، قال حتي "ناقشنا صفقة العصر وأكدنا موقف لبنان المبدئي وموقفنا مبني على مبادرة السلام العربية". وتابع: "ناقشنا أزمة النزوح السوري التي أثقلت الاقتصاد اللبناني وشدّدنا على ضرورة عودة اللاجئين إلى بلادهم". ووجه وزير خارجية قبرص دعوة باسم الاتحاد الاوروبي لنظيره اللبناني الى حضور اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل في شباط المقبل وعرض الخطة الاقتصادية أمامهم. واعلن عن بدء التحضير لقمة ثلاثية لبنانية قبرصية يونانية في نيقوسيا في الربيع المقبل.وزار الضيف القبرصي ايضا وزير الطاقة والمياه ريمون غجر وكان تداول في الملف النفطي.
لا تخلية: قضائيا، رد القاضي بسام الحاج طلبات إخلاء السبيل للموقوفين ربيع الزين وجورج قزي ومحمد سرور، وحدد الإثنين موعداً لإستكمال التحقيقات وطلب الإستماع لشهادة ش. ق وع. ع. وكانت جلسة مواجهة اقيمت في قصر عدل بعبدا بين الموقوفين الثلاثة على خلفية قضية احراق الصراف الآلي لأحد المصارف في الزوق والقاء قنبلة مولوتوف على مكتب التيار الوطني الحر في جونية. اثر الجلسة، أشار وكيل الزين الى أنهتم سوقه الى قصر العدل بطريقة مهينة وكأنه ارهابي، لافتا الى أن جورج قزي ومحمد سرور نفيا معرفتهما بربيع. وكان وكيل الزين أشار قبيل الجلسة الى أنه تم التهجم على ربيع أمس من قبل موقوفين في سجن رومية، مشيرا الى أن افادة جورج قزي عن ربيع تغيرت عند القاضي عما كانت عليه عند استخبارات الجيش.
كوشنر: اقليميا، قال مستشار الرئيس الأميركي وصهره، جاريد كوشنر، إن القادة الفلسطينيين يبدون "حمقى للغاية" لرفضهم الفوري لما سمي بـ "صفقة القرن" التي تهدف الى وضع حد للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي . وأضاف في تصريحات لوكالة "رويترز" أن "الفلسطينيين يحتاجون ربما إلى قليل من الوقت لأخذ حمام بارد واستيعاب الخطة". وتابع "رفضوا الخطة قبل أن يروها، وظنوا أنها لن تكون جيدة كما اتضح... هذه لحظة فارقة بالنسبة لهم حتى يظهروا للعالم ما إذا كانوا مستعدين حقا لأن يصبحوا دولة أو لا".