بأمر من ترامب... اغتيال قاسم سليماني فــــي العراق
ايران تتوعد بالانتقام وعراقيون يحتفلون ونصرالله يطل الاحد
الحكومة "على لياليها" ومسلسل قطع الطرق عود على بدء

المركزية- أبعد من العملية العسكرية الاميركية التي اودت بحياة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس واخرين، بامر مباشر من الرئيس دونالد ترامب، دخول المنطقة منعطفا جديدا في الصراع الاميركي –الايراني غير معروفة طبيعته واتجاهاته المفتوحة على اكثر من احتمال. وابعد من الاغتيال بحد ذاته، ترقب الرد الايراني، كيف، اين، متى وعلى اي مستوى؟ هل ترد الجمهورية الاسلامية على الضربة الاميركية الموجعة في العراق، مسرح الحدث الذي حذر مرجعه الديني علي السيستاني من انه مقبل على ايام صعبة جدا، ام في ساحة اخرى من ساحات نفوذها العربية، وقد بلغ منسوب التهديد والتهويل ذروته مع دعوة الحرس الثوري واشنطن إلى سحب قواتها من المنطقة أو مواجهة خطر موت جنودها، على وقع اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني برئاسة المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي اعلن أنّ "انتقاماً عنيفاً ينتظر المجرمين قتلة الجنرال سليماني؟

حتى الساعة، كل الطروحات تبقى فرضيات وتوقعات في انتظار القرار الايراني اولا وقد لاحت بشائره بموقف نُقل عن متحدث باسم الحكومة اشار الى ان" لا نتطلع للدخول في حرب لكننا سنرد بحسم"، والمواقف الدولية المنقسمة الى معسكرين ثانيا، الا ان الثابت هو الاجماع على ان قتل سليماني سيزيد حتما التوتر في الشرق الاوسط، ويوصد ظرفيا ابواب الحوار التي سعى البعض الى فتحها.

اغتيال وتعيين بديل: الجنرال الإيراني الواسع النفوذ قاسم سليماني اغتيل وقيادي كبير في الحشد الشعبي العراقي الموالي لايران، فجرا في هجوم صاروخي أميركي استهدف سيارتهما قرب مطار بغداد الدولي.  وأعلن البتاغون أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى الأمر باغتيال سليماني. وقال "بأمر من الرئيس، اتخذ الجيش الأميركي إجراءات دفاعية حاسمة لحماية الموظفين الأميركيين في الخارج وذلك عبر قتل قاسم سليماني". وأضاف بيان البنتاغون أنّ "الجنرال سليماني كان يعمل بكدّ على وضع خطط لمهاجمة دبلوماسيين أميركيين وجنود في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة. الجنرال سليماني وفيلق القدس التابع له مسؤولان عن مقتل المئات من العسكريين الأميركيين وعسكريي التحالف وجرح الآلاف غيرهم". وعيّن خامنئي البريجادير جنرال إسماعيل قاآني خلفا لقائد فيلق القدس قاسم سليماني. وكان قاآني نائبا لسليماني. وقال خامنئي في بيان نشرته وسائل الإعلام الحكومية إن "أهداف فيلق القدس ستبقى كما كانت في زمن قيادة الشهيد سليماني".

وقف التصعيد: وفي وقت حذرت الاسرة الدولية من اوروبا الى روسيا من ان تقود هذه الخطوة الى تصعيد في المنطقة، مشددة على ضرورة الحفاظ على الاستقرار، أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الحداد ثلاثة أيام، مهددا الولايات المتحدة بأن انتقام إيران سيكون "ساحقا". وتوعد خامنئي بانتقام يطال "المجرمين الذين لطخت أيديهم بدمائه (سليماني) ودماء الشهداء الآخرين". من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية جميع عواقب "مغامرتها المارقة". في المقابل، قال متحدث باسم الحكومة الإيرانية، "لا نتطلع للدخول في حرب لكننا سنرد بحسم". اما وزير الخارجية الأميركي ​مايك بومبيو​ فأكد "إلتزام موقف ​أميركا​ بوقف التصعيد". واشار الى ان "لا نسعى لحرب مع إيران لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي ونرى أرواحاً أميركية معرّضة للخطر".

نصرالله الاحد: في الاثناء، وفي انتظار معرفة ما اذا كان الحدث الايراني سيترك تداعيات على الساحة اللبنانية، علم ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيتحدّث عند الـ 14:30 من يوم الأحد المقبل خلال مراسم تأبين القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في الضاحية الجنوبية لبيروت.

سنكمل الطريق: وكان نصرالله تقدم من مرشد الثورة علي الخامنئي​ ومن مسؤولي ​الجمهورية​ الاسلامية في ​إيران​ "بأسمى آيات التبريك بالشهادة وأسمى آيات العزاء". وشدد على ان "سنكمل طريقه وسنعمل في الليل     و​النهار​ لنحقق أهدافه، وسنحمل رايته في كل الساحات و​الميادين​ والجبهات، وستتعاظم انتصارات محور ​المقاومة​ ببركة دمائه الزكية كما كبرت بحضوره الدائم وجهاده الدؤوب، كما أن القصاص العادل من قتلته المجرمين الذين هم أسوأ أشرار هذا ​العالم​ سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين والمجاهدين على امتداد العالم". وأكد ان "القتلة الاميركيون لن يستطيعوا إن شاء الله أن يحققوا اياً من أهدافهم بجريمتهم الكبيرة هذه، بل ستتحقق كل أهداف الحاج قاسم بفعل عظمة روحه ودمه وعلى أيدي اخوانه وأبنائه وتلامذته المقاومين والمجاهدين من كل شعوب أمتنا التي ترفض الذل والخضوع للمستكبرين والمستبدين".

الحزب ينفي: الى ذلك، نفى حزب الله "الشائعات عن سقوط قياديين له في الغارة الأميركية على العراق". وقالت العلاقات الإعلامية في الحزب، في بيان،"يتم التداول على بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي شائعات عن سقوط لبنانيين في الغارة الأميركية العدوانية على العراق، إن العلاقات الإعلامية في حزب الله تؤكد أن كل ما يتم تداوله من شائعات بهذا الخصوص غير صحيح بتاتاً".

لبنان الرسمي يعزي: من جانبه، أبرق الرئيس عون إلى الرئيس حسن روحاني مديناً ومعزياً بجريمة اغتيال اللواء سليماني كما أبرق الى الرئيس العراقي مديناً ومعزياً باغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكذلك فعل رئيس مجلس النواب نبيه بري. أما الخارجية اللبنانية، فدانت "عملية الاغتيال واعتبرتها انتهاكا لسيادة العراق و تصعيدا خطيرا ضد إيران من شأنه زيادة التوتر في المنطقة".

تأليف وشيك؟: حكوميا، أفيد ان معظم العقد تم تذليله وان الولادة قد تكون خلال ساعات او مطلع الاسبوع المقبل على أبعد تقدير. واشارت المعلومات الى لقاء يفترض ان يجمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الرئيس المكلف حسان دياب خاصة بعد ان تردد ان المسودة الحكومية باتت شبه منجزة بعد حل العقدة السنية ومسألة التمثيل الارمني. الا ان مسألة التمثيل الدرزي في الوزارة لا تبدو محسومة بعد. وقد غرّد وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال وائل ابو فاعور عبر "تويتر" قائلاً "الحكومة القادمة ستكون حفلة تنكرية بامتياز. أسماء جديدة لمسميات قديمة نفس العقل الاستبدادي الجشع يتحكم بالتأليف، يزيدون مكاسبهم بحقائب إضافية، يزدرون المكونات الوطنية المؤسسة بحقائب ثانوية، ويتذاكون على مطالب المواطنين بالحراك. أسقطنا محاولات التحجيم والإلغاء سابقا وسنسقطها في المستقبل".

قطع طرق: ميدانيا، إستفاق اللبنانيون اليوم على عودة مشهد قطع الطرقات، حيث أشعل عدد من المتظاهرين الإطارات والأشجار وأقفلوا بها المسلكين الشرقي والغربي لأوتوستراد نهر الكلب. وبعد عمليات كر وفر وتدافع واشكالات بين المحتجين على تشكيل حسان دياب "لحكومة اللون الواحد" على حد تعبير أحدهم، نجح عناصر الجيش بإزالة العوائق وابعاد المتظاهرين عن الطريق.

التزام فرنسي: من جهة ثانية، استقبل رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان في مكتبه في المجلس النيابي السفير الفرنسي برونو فوشيه، وجرى البحث في الأوضاع العامة، لا سيما المالية والاقتصادية منها، والتركيز على "مشروع موازنة 2020 وما تضمنته من تعديلات واصلاحات وتدابير استثنائية، من ضمان الودائع وسواها من الخطوات ادخلت عليها في لجنة المال والموازنة وما تشكله بعد اقرارها، من بداية لوضع لبنان على طريق واضحة لمعالجة أوضاع المالية العامة من خلال موازنة موثوقة وحلول عملية واصلاحات مطروحة. وقال كنعان "تم التوافق على ضرورة تشكيل حكومة متجانسة تعمل كفريق عمل موحد داخليا وخارجيا، لتطبيق الإصلاحات المطلوبة التي التزم بها لبنان، ولا تزال تنتظر التنفيذ من قبل الحكومة بغية فتح الباب على تطبيق مقررات "سيدر" وتأمين الدعم المالي المرتقب". وأكد فوشيه "استمرار المبادرة الفرنسية تجاه لبنان تحت سقف الاصلاحات التي التزم بها".