ازمة المحروقات تلهب الشــارع وتحضر في اجتــماع بعبدا المالـي
بورصــة الخطيب ترتفع وتهبط ...لقاءات مع مسـؤولين ولا حســم
"القائد" عند بري والحريري وسلامة...والعراق: عبد المهدي نحو الاستقالة
المركزية- من ارتفاع جنوني في سعر الدولار الى انقطاع البنزين، ومن شح المال عبرالمصارف الى انخفاض القدرة الشرائية للمواطن، ازمات تتناسل وتتفاقم وتضاف الى عشرات من سابقاتها لم تجد سبيلا الى الحل منذ عقود، او مسؤولا في الدولة يعالج... ويسألون لم الثورة؟
أما الحكومة واستشاراتها الملزمة، فأصبحا رهينة بورصة سياسية متحركة وحسابات متداخلة. فلا دخان أبيض في ما خص موعد الاستشارات ولا حسم للخلافات بين اهل السلطة حول هوية المُكَلَف، ولا مخارج واضحة لكيفية الخروج من الازمة. والأنكى ان بورصة التوقعات ترتفع وتنخفض على ذمة المصادر صبحا ومساء، تاركة المواطن في حيرة وقلق على المصير المجهول.
اجتماع مالي: على وقع غليان الشارع الذي غذّاه اضراب قطاع المحروقات وانقطاع سيارات من البنزين فركنها اصحابها وسط الطرقات، انعقد الاجتماع المالي في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: المال علي حسن خليل، الاقتصاد منصور بطيش، الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل أفيوني والدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس جمعية مصارف لبنان سليم صفير، رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود والمستشار الاقتصادي للرئيس الحريري نديم المنلا.
المحروقات: وافادت المعلومات ان الحريري لم يشارك فيه لأسباب خاصة وفق مصادر بعبدا وقد أوفد عنه الوزير أفيوني ومستشاره نديم المنلا. واشارت الى ان تم الاتفاق على بعض الاجراءات في الاجتماعات السابقة ويبدو أنها لم تنفذ، لذا سيتم البحث في الثغرات اليوم منها سعر صرف الدولار. وليس بعيدا، قال ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا للـLBCI: " نعول على الاجتماع المالي الذي سينعقد في بعبدا لإيجاد حل لازمة قطاع النفط"، مضيفا "لا يمكن تحمّل الخسائر والإضراب مستمر حتى إيجاد الحلول ومن يبيع التنكة بـ50 ألف على وزارة الاقتصاد أن تتخذ الإجراءات ونحن لا نغطي أحداً وملتزمون بالجدول الذي يصدر عن وزارة الطاقة بالنسبة للأسعار". وتابع "لا نريد الدخول في أحاديث تزامن الإضراب مع المناقصة ونتمنى على الرؤساء الثلاثة والمعنيين حلّ المشكلة بأسرع وقت".
لا جديد حكوميا: سياسيا، لا جديد على خط تأليف الحكومة. وفي السياق أفيد عن لقاء ثانٍ سيجمع الرئيس الحريري والمهندس سمير الخطيب. الى ذلك، قالت مصادر متابعة إن الوضع الحكومي "مكانك راوح" وأن موعدا جديدا للإستشارات الملزمة قد يحدد الأسبوع المقبل، الا ان هذا الامر غير مؤكد. وأشارت هذه المصادر إلى أن اسم الخطيب لا يزال على الخط وأنه قد يكون أوفر حظا من غيره فلا يحترق اسمه نظرا للظروف الضاغطة وعدم ظهور أسماء أخرى لدى الرئيس الحريري. في هذا السياق، قال مصدر سياسي مواكب للمشاورات "خطوط الاتصال مفتوحة مع سمير الخطيب الذي تتقدم اسهمه بهدوء وينشط مع اللواء عباس ابراهيم في اتجاهات عدة، رغم محاولات التخريب على التحرك والتي تتولاها جهات تعمل على حرق ورقة الخطيب"، على حدّ قول المصدر. من جانبها، افادت معلومات "ام تي في" ان سمير الخطيب التقى أمس وزير المال علي حسن خليل، لكن يبدو أن العقبات لم تذلل وهناك حديث حول الحقائب وهذا يبدو أنه ما يعرقل التشكيل. واشارت الى ان الرئيس عون لا مانع لديه من ترؤس الحريري الحكومة الجديدة، لكنه لا يريد الانتظار الى ما لا نهاية. وقالت الرئيس ينوي الدعوة الى الاستشارات النيابية لكن كل ذلك رهن بما سيحصل وبالتوافق السياسي الذي ينتظره من قبل الكتل النيابية.
جولة قائد الجيش: في الموازاة، برزت اليوم جولة قام بها قائد الجيش العماد جوزيف عون على القيادات. فغداة العتب الذي ابداه على تعاطي الجيش مع الجلسة التشريعية الاخيرة، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة قائد الجيش، في حضور مدير المخابرات العميد انطوان منصور. بعدها استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري في "بيت الوسط" قائد الجيش يرافقه مدير المخابرات وجرى عرض للاوضاع الامنية في البلاد وشؤون المؤسسة العسكرية. واشارت معلومات الى ان قائد الجيش كان زار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
دعم دولي: في غضون ذلك، تبلغ وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل من سفير فرنسا برونو فوشيه "التزام بلاده الاستقرار في لبنان"، وذلك خلال لقائهما في قصر بسترس، حيث تم البحث في اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان، الذي سيعقد في باريس قبيل منتصف كانون الأول المقبل، والذي سيفتتحه وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، في حضور ممثلين لأعضاء المجموعة، اضافة إلى دول الخليج. واطلع باسيل من المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش، الذي زار ايضا الحريري في بيت الوسط اليوم، على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في شأن قرار مجلس الأمن الدولي الرقم الـ1701، وتم عرض التطورات في لبنان.
زكي: في الموازاة، اعلن موفد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، السفير حسام زكي ان اللبنانيين يستطيعون بمساعدة اشقائهم العرب الخروج من ازمتهم. موقفه اتى اثر زيارته اتحاد المصارف العربية ولقائه الامين العام للاتحاد وسام فتوح وجرى البحث في التطورات التي يشهدها لبنان. وقال "سررت بزيارة مقر اتحاد المصارف العربية في لبنان ولقاء الأمين العام للاتحاد وسام فتوح، ان زيارة وفد جامعة الدول العربية الى لبنان ولقاءاتنا مع المسؤولين اللبنانيين لم تكن لتكتمل دون التعرف الى كل البعد الاقتصادي للوضع الخاص بلبنان، طبعا تعرفنا على البعد السياسي بالكامل، وكان هناك لقاء مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، الوضع الاقتصادي في لبنان هو سبب ونتيجة للأحداث الراهنة". أضاف: "كلنا امل ان يستطيع اللبنانيون تجاوز هذا الواقع بمعاونة اشقائهم طبعا، لكن اساسا بجهودهم وبتضامنهم واستعدادهم للتضحية ولبذل الجهد والتوافق حتى يعبروا هذه الازمة بالشق السياسي منها او الشق الاقتصادي، ونتمنى لهم كل الخير".
الاتحاد يوضح: وفي وقت واصل الثوار نشاطهم على الارض ضد المرافق العامة، تجمع اليوم عدد من النسوة امام سفارة الاتحاد الاوروبي في منطقة زقاق البلاط للمطالبة بعودة النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين الى بلادهم، رافعين شعارات رافضة للتوطين معتبرين ان "ضغط اللجوء والنزوح يفاقم الازمة الاقتصادية في لبنان، وان لبنان وشعبه قام بكامل واجباته في احتضانهم". في المقابل، تجمع على المقلب الآخر من المكان مجموعة من المتظاهرين، موضحين ان "دعوة البعض لطرد اللاجئين والنازحين خطوة غير انسانية لا سيما ان هؤلاء ارضهم مغتصبة في فلسطين ومنازلهم مدمرة في سوريا". ورفضوا "تحميل اللاجئين والنازحين مسؤولية الازمة الاقتصادية في لبنان لأنها ازمة انبثقت من الفساد". وفي هذا الإطار، أصدر الاتحاد الأوروبي بيانا اعلن فيه أنه "لم يؤيد قط توطين اللاجئين السوريين في لبنان أو دمجهم فيه. ونحن نتفق مع نظرائنا اللبنانيين على أن إقامتهم في لبنان موقتة. واعتبر أن عمليات العودة يجب أن تتم بقدر ما تكون طوعية وكريمة وآمنة بما يتماشى مع القانون الدولي. لا يعود القرار للاتحاد الأوروبي بالنسبة إلى بقاء اللاجئين السوريين في لبنان أو مغادرته. وفي هذا الصدد، نرحب بالتطمينات التي أعطتها الحكومة اللبنانية باستمرارها بالوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان".
استقالة عبد المهدي: اقليميا، قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي اليوم "سأرفع إلى مجلس النواب كتابا رسميا بطلب الاستقالة من رئاسة الحكومة"، مشيرا الى "انني سبق وطرحت خيار الاستقالة علنا وفي المذكرات الرسمية". في حين اعلن مدير مكتبه محمد الهاشم استقالته. على الاثر، عمت الاحتفالات الشوارع المنتفضة. وكان المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني دعا في خطبة الجمعة، مجلس النواب العراقي (البرلمان) إلى سحب الثقة من الحكومة، إثر موجة الاحتجاجات والعنف، محذرا من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.