ســباق محموم بين "حرب الشوارع" والاتصالات الســياســية فمـن يغلب؟
باسـيل في "الوسط"..والمستقبل: الحريري لن يضع نفســه في حلبة الســباق
حزب الله قد لا يسمي الرئيس المستقيل...ومكافحة الفساد..ادعاء على 3 شركات
المركزية- الى الشارع، اعاد الشارع المقابل المتظاهرين بعد اربعة ايام على مغادرته والاكتفاء بالساحات. بين احدي الوفا والوحدة، صار ما حذر منه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، واقعاً، على رغم محاولات عدم تصويب ما جرى على هذا النحو. المبارزة بدت جليّة، فيما المطلوب واحد تحديد موعد سريع للاستشارات النيابية لتكليف شخصية تشكل حكومة تلبي صرخات الشعب الثائر. فهل تفي زيارة وزير الخارجية جبران باسيل المعوّم بشارعه البرتقالي في "احد الوفا"، لرئيس الحكومة سعد الحريري الذي قال شارعه ايضا كلمته، بالغرض، ام ان حرب الشوارع ستستعر وتفعل فعلها في تغييب الاتفاق على الاستحقاق الحكومي؟
باسيل في الوسط: على وقع تصعيد الشارع، الذي بلغ ذورته امس مع نزول التيار الوطني الحر الى الارض في بعبدا داعما للعهد ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوزير باسيل، والرد القوي الذي أعقبه على يد ثوار 17 تشرين الذين تحركوا مجددا قاطعين الشرايين الاساسية في البلاد، وفي حين لم يحدد بعد اي موعد للاستشارات النيابية المنتظرة الضرورية لتكليف رئيس للحكومة العتيدة، زار رئيس التيار الوطني الحر بيت الوسط بعد الظهر، حيث استقبله الرئيس سعد الحريري في لقاء هو الاول بين الرجلين في اعقاب استقالة الحريري، حصل بعيدا من الاضواء، وكان ملف التكليف والتشكيل الحاضر الابرز فيه بطبيعة الحال.
المستقبل: في الاثناء، اكد "تيار المستقبل" في بيان "ان كل ما يُنشر ويُعمّم لتحميل التيار مسؤولية اقفال الطرقات في عدد من المناطق واعتباره امر عمليات لمناصري التيار بالنزول الى الشارع للمشاركة في معركة شدّ الحبال حول الاستشارات النيابية ودعم تكليف الرئيس سعد الحريري، هو من صنع الأدوات والأقلام التي تعمل على خط الفتنة وتأليب النفوس ويضيق صدرها بمشاعر التضامن مع الرئيس الحريري الذي لن يضع نفسه تحت اي ظرف في حلبة السباق الاعلامي على رئاسة الحكومة، ويعتبر التكليف مسألة دستورية تخضع للاستشارات النيابية المُلزمة وليس لتمنيات الباحثين عن الشحن الطائفي على مواقع التواصل".
حزب الله: وفي انتظار تبيان ما سيرشح عن الاجتماع الثنائي الذي قيل ان حزب الله توسّط لاجرائه، اشارت مصادر الحزب عبر "المركزية" الى "ان الامور تزداد سوءاً وهناك من لا يريد مصلحة البلد، ويمارس الضغط على رئيس الجمهورية". ورجّحت "اننا كحزب قد لا نُسمّي الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة، لكن هذا الامر نحسمه بالتشاور مع حلفائنا"، املةً في ان لا ينزلق الشارع الى امور لا تُحمد عقاباها".
عون والحكومة المقبلة: وسط هذه الاجواء، ابلغ رئيس الجمهورية المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان من اولى مهام الحكومة الجديدة بعد تشكيلها متابعة عملية مكافحة الفساد من خلال التحقيق في كل الادارات الرسمية والمؤسسات العامة والمستقلة بهدف محاسبة الفاسدين، لافتا الى ان التحقيق سوف يشمل جميع المسؤولين الذين تناوبوا على هذه الادارات والمؤسسات العامة والمصالح المستقلة، من مختلف المستويات. واكد ان الاصلاحات التي اقترحها ووعد اللبنانيين بالعمل على تحقيقها، من شأنها تصحيح مسار الدولة واعتماد الشفافية في كل ما يتصل بعمل مؤسساتها، مشددا على ان دعم اللبنانيين ضروري لتحقيق هذه الاصلاحات. واشار الى ان النداءات التي وجهها الى المتظاهرين والمعتصمين، عكست تفهمه للمطالب التي رفعوها، مشيرا الى انه لا بد من الحوار مع هؤلاء المتظاهرين في الساحات من اجل التوصل الى تفاهم على القضايا المطروحة.
كوبيتش: وكان كوبيتش نقل الى عون اهتمام الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس والمسؤولين في الامم المتحدة بتطورات الاوضاع في لبنان، واضعا امكانات المنظمة الدولية بتصرف لبنان لمساعدته في المسائل التي يرغب في تحقيقها لمواجهة الظروف الراهنة. كما كانت جولة افق في الاوضاع الداخلية قبل ايام من اجتماع مجلس الامن لمناقشة مراحل تطبيق القرار 1701 ، في جلسة تُعقد في 21 تشرين الثاني الجاري.
ارجاء الانتخاب: في الاثناء، أرجئت الجلسة النيابية التي كانت مقررة غدا. وأصدرت رئاسة مجلس النواب بيانا قالت فيه "عملاً باحكام الفقرة الثانية من المادة 44 من الدستور، والمادة الثالثة من النظام الداخلي لانتخاب اميني سرّ وثلاثة مفوضين، وعملاً باحكام المادة 19 من النظام الداخلي لانتخاب اعضاء اللجان النيابية. يعدل موعد الجلسة التي كانت مقررة في الحادية عشرة من قبل ظهر غد الثلثاء في الخامس من تشرين الثاني الجاري الى يوم الثلثاء الواقع 12 تشرين الثاني الساعة الحادية عشرة".
..واجتماع القضاء الاعلى: الى ذلك، أرجئ إجتماع مجلس القضاء الأعلى الذي كان مقررا عقده اليوم بدعوة من رئيسه القاضي سهيل عبود الى ظهر غد الثلثاء وذلك لعدم تمكن القضاة أعضاء المجلس من الوصول الى مركز عملهم في قصر عدل بيروت.
ادعاء على الانماء والاعمار: على الخط القضائي ودوره في مكافحة الفساد، إدعى النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم على مجلس الإنماء والإعمار وعدد من الشركات في ملف سد بريصا في الضنية بجرم هدر الأموال العامة. وقالت معلومات للـLBCI: الشركات الـ3 التي ادعى عليها القاضي ابراهيم هي دار الهندسة و batco و lk الى جانب مجلس الانماء والاعمار.
السندات ترتفع: ماليا، ارتفعت سندات لبنان السيادية الدولارية مجددا اليوم الاثنين عقب أسبوعين تقريبا من الخسائر الفادحة في ظل مواجهة البلاد أكبر أزماتها الاقتصادية في عقود، وذلك بالرغم من أنه لا توجد مؤشرات تذكر على خفوت الاحتجاجات بحسب وكالة "رويترز". وأظهرت بيانات "تريدويب" فان المكاسب كانت لإصدارات في معظم الآجال، إذ شهدت سندات مستحقة في 2021 أكبر قفزة لتضيف 2.12 سنت في الدولار ليتم تداولها عند 74.375 سنت. لكن ذلك لا يزال أقل بكثير من مستواها قبل الاحتجاجات قرب تسعين سنتا في الدولار. وأضافت الكثير من الإصدارات الأطول أجلا نحو 1.5 سنت في الدولار اليوم الاثنين.
دعم إماراتي: ومع ارتفاع السندات، خرقت الأجواء القاتمة، بادرة أمل مالية تمثلت في إعلان محافظ مصرف الإمارات المركزي مبارك راشد المنصوري أمس أن "البنك يدرس تقديم مساعدات للبنان وأنه سيرفع توصية بذلك إلى قيادة الدولة، في مسعى إلى تقديم الدعم للبنان الذي يعاني من أزمة سياسية واقتصادية طاحنة" بحسب المنصوري. وثمنّت أوساط اقتصادية عبر "المركزية" المبادرة الإماراتية، كاشفة أن هذا الدعم "لا يمكن أن يكون سوى وديعة مالية في مصرف لبنان دون أي شيء آخر". وشددت على أن "لبنان في أمسّ الحاجة إلى رفده بالأموال مهما بلغت قيمتها"، ورأت أن "لا يمكننا الاستمرار والصمود إلى المدى البعيد، بمعزل عن أي مساعدة، بوجود حكومة مستقيلة وفي ظل الخلافات السياسية وشلل الحركة الاقتصادية... فالمشكلة كبيرة للغاية".
حرق القنصلية: اقليميا، فيما تتواصل انتفاضة الشعب العراقي ضد الفساد والوضع المعيشي المزري وضد التدخلات "الاجنبية" في شؤون البلاد وشجونها، سجّلت "الثورة" مساء امس فصلا جديدا لافتا للانتباه، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". فقد حاصر مئات المحتجين ليل الأحد مقر القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء جنوب العاصمة العراقية بغداد، ذات الاغلبية الشيعية، وأضرموا النيران في جزء من جدارها ورشقوها بالحجارة، وذلك قبل سماع أصوات طلقات نارية. ورفع متظاهرون العلم العراقي على سور القنصلية الإيرانية في كربلاء، وهتفوا ضد إيران وطالبوهم بمغادرة موظفي القنصلية العراق، حيث رددوا هتاف "إيران برا برا، وكربلاء تبقى حرة". المحصّلة كانت ثقيلة اذ قتل خمسة متظاهرين بالرصاص خلال الاحتجاجات التي تخللها عنف، حسبما أعلنت مصادر طبية لوكالة عالمية. وقد أطلقت قوات الأمن العراقية الرصاص الحي باتجاه المحتجين الذين يتهمون الجهمورية الاسلامية بأنها خلف النظام السياسي العراقي "الفاسد" الذي يطالبون بـ"اسقاطه".