العرب يدينون التوغل التركي في سوريا ولبنان يدعو لاعادتها لحضن الجامعة
الموازنـــة نحو الاقرار الاثنين واربعة بنود في "الاصلاحات" تنتظر البــت
بوتين: نخرج من سوريا عندما تطلـب منا حكومة شـــرعية جديدة ذلــك
المركزية- على ادانة التوغل التركي اجتمع العرب وجامعتهم اليوم، خلافا لمجلس الأمن الدولي الذي لم يتمكن من الاتفاق على بيان بشأن العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، فاختلف اعضاؤه في شأن "الادانة" او عدمها. اما لبنان، فصدح بموقف لافت اطلقه وزير خارجيته امام العرب، داعيا الى عودة سوريا الى حضن الجامعة العربية وانجاز المصالحات العربية- العربية، محذرا الاشقاء من "ان يضيع شمال سوريا كما ضاع الجولان السوري، وكي لا تتقاسمنا القوى، وتستفرد بنا الواحدة بعد الأخرى، حتى كأننا ما فهمنا بعد كيف أصابتنا كلنا، الدولة تلو الأخرى، بدءا بلبنان وإنتهاء بسوريا".
باسيل في الجامعة: فقد أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، اننا "لا نجتمع اليوم ضد تركيا، نجتمع اليوم من أجل سوريا، في غياب سوريا، نجتمع من أجلها ونجمع من أجلها، ولكن نغيبها فقط من أجل أن تكون غائبة". وسأل "ألم يحن الوقت بعد لعودة سوريا الى حضن الجامعة العربية؟ ألم يحن الوقت بعد لوقف حمام الدم والإرهاب، وموج النزوح واللجوء؟ ألم يحن الوقت لعودة الإبن المبعد والمصالحة العربية -العربية؟ أم علينا إنتظار الأضواء الخضراء من كل حدب وصوب؟ إلا الضوء العربي الذي عليه اليوم أن يضيء مشعشعا كأول رد من الجامعة بوجه العدوان التركي على أراضي سوريا العربية، كي لا يضيع شمال سوريا كما ضاع الجولان السوري، وكي لا تتقاسمنا القوى، وتستفرد بنا الواحدة بعد الأخرى، حتى كأننا ما فهمنا بعد كيف أصابتنا كلنا، الدولة تلو الأخرى، بدءا بلبنان وإنتهاء بسوريا".وأردف باسيل: "اليوم قد يرى البعض أن مصلحة لبنان هي في تأييد العملية العسكرية التركية، حيث أنها تسعى الى تأمين منطقة آمنة يعود اليها اللاجئون السوريون الذين هربوا، مما سوف يمهد بالمقابل لعودة النازحين السوريين في لبنان الى المناطق الآمنة التي تخضع للحكومة السورية، وقد يعتبر البعض الآخر أن مصلحة لبنان من جراء العملية هي منع قيام الكيان الكردي الذي يهدد وحدة أراضي أربع دول هي إيران وتركيا وسوريا والعراق، والذي إن قام، سيؤسس لقيام كيانات طائفية أخرى في المنطقة لن يسلم منها لبنان مما يؤدي الى تقسيمه وبالتالي إنتهاء سبب وجوده ونهايته تاليا. لكن موقف لبنان مبدئي سيادي ووطني عروبي، حيث لا يمكن الإعتداء على أرض عربية سورية أصيلة دون وقفة منا. أما مصلحة لبنان الأكيدة فهي في إجماع عربي مبدئي يحمي كل دولة عربية، كبيرة كسوريا أو صغيرة كلبنان، من أي إعتداء على أرضها أو شعبها أو كرامتها. وحده الحق ومبدأ العدالة والقانون الدولي هو الذي يعطي الحماية المستدامة".
فنيش والتواصل مع سوريا: اما في الداخل، فيتوقّع ان تنتهي الحكومة الاسبوع المقبل من مناقشة مشروع الموازنة على ان تُحليه الى مجلس النواب لدراسته. واوضح وزير الشباب والرياضة محمد فنيش لـ"المركزية" "ان العمل متواصل بشأن الانتهاء من دراسة الموازنة والجهود جيّدة، لكن في النهاية الامور مرهونة بما سيُقرره مجلس الوزراء". وشدد على "ضرورة الانتهاء من مناقشتها ضمن المهلة الدستورية وإحالتها الى مجلس النواب".واعتبر "ان الاضرابات التي نشهدها تحتاج الى معالجات وان الاضراب ليس حلاً"، مشيراً الى "آليات معالجة لبعض السلع مطلوب متابعتها من دون سلبية، لانها تضرّ بالبلد". من جهة اخرى، وعلى خط المطالبة بفتح قنوات التواصل الرسمي بين لبنان وسوريا من باب معالجة قضية النازحين إنسجاماً مع ما قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من على منبر الامم المتحدة منذ اسابيع، لفت فنيش الى "ان التواصل الرسمي بين لبنان وسوريا قرار رسمي يُناقش على طاولة الحكومة، وهي تقرر بشأنه انطلاقاً من مصلحة البلد".
الجراح والاصلاحات: من جهته، لم يستبعد وزير الاعلام جمال الجراح ان تنتهي الحكومة من مناقشة مشروع الموازنة الاثنين، لافتا الى ان جلسة الاثنين ستبت في بنود عالقة من جلسات سابقة اضافة الى اخرى اصلاحية تحتاج الى مزيد من النقاش. وقال لـ"المركزية": هناك اربعة بنود اساسية في لجنة الاصلاحات يفترض بتها: قانون الجمارك وقانون الشراء العام، اي المناقصات الواجب بتهما في مجلس الوزراء، قانون التهرب الضريبي يبت في مجلس النواب وخطة الكهرباء التي ستضم الى مشروع الموازنة.
ازمة الرغيف: ومع انتهاء الاسبوع بأزمة بنزين، كادت تشلّ البلد لولا الاتّفاق الذي تم بين اصحاب المحطات والسلطة اثر اجتماعهم امس برئيس الحكومة سعد الحريري، يفتتح الاسبوع المقبل بأزمة الخبز والطحين مع اعلان اصحاب الشأن الاضراب المفتوح اعتبارا من الاثنين المقبل. واليوم، اعلن تجمّع أصحاب المطاحن "الاستمرار في إصدار فواتير الطحين وقبضها بالدولار الأميركي، وقد يصل الأمر الى قبضها نقداً وفوراً بالدولار من دون تأخير، وحتماً الى توقيف الاستيراد"، ونبّه إلى أن "المشكلة إلى تصاعد في حال لم تتم معالجتها بالسرعة اللازمة وقبل فوات الأوان ونفاد مخزون المطاحن".
الحريري الى المانيا: في الاثناء، وبعد زيارة ناجحة الى الامارات، حيث شارك في مؤتمر الاستثمار الاماراتي – اللبناني، حدد رئيس الحكومة سعد الحريري وجهته الخارجية التالية الى المانيا. وعلمت "المركزية" ان موعدها حُدد في 29 الجاري، وسط معلومات اشارت الى ان المستشارة أنجيلا ميركل تعد لمؤتمر استثماري مخصص للبنان. وبعد المانيا، يتوجه رئيس الحكومة الى السعودية ليرأس وفد لبنان الى الجنة المشتركة اللبنانية – السعودية التي زار المملكة اخيرا بهدف الاعداد لها. وفي جدول زيارات الحريري للخارج ايضا محطة في موسكو منتصف الشهر المقبل تتسم بأهمية خاصة كون الرئيس فلاديمير بوتين سيزور السعودية الاثنين المقبل، وبعد ذلك يحط الحريري في باريس لترؤس لجنة المتابعة الاستراتيجية لمؤتمر سيدر في 15 تشرين الثاني المقبل مبدئيا.
ادانة عربية للغزو التركي: عربيا، عقدت جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً في مقرّها في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية للبحث في العملية العسكرية التي تقودها تركيا في شمال سوريا. وقال الامين العام احمد ابو الغيظ "ان الجامعة تدين التدخل التركي السافر في سوريا وتعتبره غزواً"، مطالبا المجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليته تجاه التهديد التركي الجديد. ودعا الدول العربية إلى "العمل من اجل التوصل إلى موقف موحد من العدوان التركي"، مطالبا انقرة "بوقف عدوانها في سوريا وسحب قواتها منها". من جهته، قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير "ان السعودية تدعم الحل السلمي للأزمة السورية وفق قرارات المجتمع الدولي"، معتبراً "ان الاعتداء التركي شمال سوريا يهدد بتقويض جهود الحرب على داعش"، مطالبا المجتمع الدولي "بمضاعفة الجهود لوقف العمليات العسكرية شمال سوريا". دانت الإمارات العدوان التركي على الأراضي السورية، حيث دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الى التركيز على الحل السياسي للأزمة السورية ودعم مهمة المبعوث الأممي".
تركيا تُكثّف غاراتها: ولليوم الرابع على التوالي، تواصل القصف التركي لبلدات وقرى تقع شمالي سوريا، فيما انفجرت سيارة مفخخة قرب سجن يضم عناصر من تنظيم "داعش" في الحسكة. وأفادت تقارير أن القصف التركي الشديد استهدف تحديدا بلدتي تل أبيض وعين عيسى، فيما ذكرت تقارير تركية أن قوات من الجيش التركي وصلت إلى الطريق الدولي الواصل بين مدينتي منبج والقامشلي شرقي سوريا. وافاد المرصد السوري عن مقتل 74 مسلّحاً منذ بدء الهجوم التركي. في حين اعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التي يقودها الأكراد، ان 191069 شخصا نزحوا بسبب العمليات العسكرية التركية الحالية".
بوتين... ننسحب بطلب من حكومة شرعية جديدة: اقليميا، وعشية زيارة تاريخية الى المملكة العربية السعودية، حيث يستقبله العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان، اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موقف لافت، "ان سوريا يجب ان تتحرر من الوجود العسكري الأجنبي. ونحن مستعدون للخروج من سوريا عندما تطلب منا حكومة شرعية جديدة ذلك". وكان بوتين حذر من احتمال فرار متشددي تنظيم "داعش" المحتجزين في شمال شرق سوريا بسبب العملية العسكرية التركية هناك. ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن بوتين قوله، خلال زيارة لتركمانستان، إنه غير متأكد مما إذا كان باستطاعة تركيا السيطرة على الموقف.