بعد "تطييف" مشاريع المتن..ملامح توتر طائفي تذرّ بقرنها من نافذة قانون الانتخاب
شبكة قريبة من النظام السوري تسحب الــدولارات من لبنان الى سوريا لانعاشها
طهران مستعدة لتغييرات في "النووي" إذا عادت إليه واشنطــن ورفعت العقوبات
المركزية- في اتجاهين داخلي وخارجي، تتركز اهتمامات اللبنانيين اليوم. الى نيويورك تشخص عيونهم على الكلمة التي سيلقيها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امام الجمعية العمومية للامم المتحدة، رصداً للمنحى الذي ستتخذه والمواقف التي سيطلقها كونها ستوضع تحت المجهر الدولي ليتحدد في ضوئها مصير الكثير من الملفات المتعلقة بلبنان والمساعدات المفترض مدّه بها. وفي بيروت، بقيت العين على محورين مالي اجتماعي تلمساً للاتجاه الذي ستسلكه الاوضاع نسبة لما يغلفها من مخاطر ونيابي ميثاقي مع وضع اقتراح قانون الانتخاب المقدم من كتلة التنمية والتحرير على مشرحة اللجان النيابية المشتركة، بما يتضمن من الغام.
التقاء مسيحي آخر: اقتراح القانون خضع اليوم لمعاينة نيابية ميدانية في اجتماع اللجان التي احالها اليه الرئيس نبيه بري من دون العبور في اللجان المختصة، لا سيما الادارة والعدل والشؤون الخارجية، وهي خطوة اكدت مصادر نيابية صلاحية الرئيس بري في اتخاذها ليصار في اللجان المشتركة لاحقا الى اتخاذ القرار باحالتها الى اي لجنة مختصة، كشفت اوساط سياسية مسيحية لـ"المركزية" ان اجراء رئيس المجلس هذا، اعاد توحيد القوى المسيحية من معراب الى ميرنا الشالوحي والصيفي وصولا الى بنشعي، وان خطوط الاتصال التي كانت مقطوعة بين القوات والتيار الوطني الحر اعيد فتحها منذ يوم الاثنين الماضي في سبيل منع عبور اقتراح "التنمية والتحرير" نحو الهيئة العامة و"تهريبه" نسبة للضرر الذي يلحقه بالميثاقية اولا ثم بالطائفة المسيحية التي خاضت حربا ضروساً في سبيل اقرار القانون الذي اعاد بعد عقود الحق لاصحابه والتمثيل الى صحته.
وفي حين اكدت الاوساط ان الاتصالات لم تقتصر على القوى المسيحية فحسب بل شملت الحلفاء من زاوية التمني، اكد مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس لـ"المركزية" ان من "المفيد جداً فتح النقاش المبكر حول قانون الانتخاب، لأنه دائما ما كانت تُترك إقرار القوانين الانتخابية الى أسابيع قليلة قبل موعد إجراء الانتخابات وبالتالي النقاش المبكر حول هذا الامر ضروري وحيوي، لا سيما في ضوء الثغرات الكبرى التي ظهرت في القانون الاخير في ما يخص الصوت التفضيلي والتصويت الطائفي المقنّع الذي أمّنه هذا الصوت التفضيلي، بالاضافة الى تشويه مفهوم النسبية كما طُبّق في هذا القانون. نحن مفتحون على النقاش السياسي الموضوعي والكتلة ستدرس الموضوع في وقت لاحق بشكل معمّق ويصدر عنها موقف واضح."
كنعان والطائفية!: وليس بعيدا، وغداة التوتر الذي ساد جلسة مجلس النواب، بفعل اعتراض نواب المتن على سحب رئيس الحكومة مشاريع انمائية مخصصة لمنطقتهم، اعتبر رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان، ان "لا يمكن للحكومة ان تتعاطى مع قراراتها بطريقة النعامة فتدفن رأسها بالتراب وتقر شيئا ونقيضه في البرلمان"، وقال: "مشكلتنا بالأمس التناقض الكبير والفاضح الذي يضر بالمالية العامة، اذ اننا امام اشغال بدأت منذ 5 سنوات واكدت عليها قرارات مجلس الوزراء". واعتبر ان "اسخف وارخص ما قرأته، تحويل الموضوع الى طائفي وشعبوي من قبل بعض السياسيين والاعلام، فنحن امام مشاريع مرت بلجنة المال الموازنة واسهمنا باقرارها، ومعيب الكلام الذي صدر وكفى استزلاما ورخصا بالأخلاق".
كلمة لبنان: على خط آخر، وفي وقت يلقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم كلمة لبنان امام الجمعية العمومية للامم المتحدة، تابع لقاءاته في نيويوك وشملت الامين العام للامم المتحدة انطونيو غروتيريس، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كما رئيسة وزراء النروج ايرنا سولبيرغ. وقد أكد الرئيس عون التزام لبنان تطبيق القرار 1701 مشيراً الى أن اسرائيل هي التي تنتهك هذا القرار وبشكل دائم براً وبحراً وجواً.
باسيل والنزوح: اما وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل فشارك في الاجتماع الوزاري الذي عقد في مبنى الأمم المتحدة، بدعوة من فيدريكا موغريني الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي لبحث ملف النازحين السوريين. وقال خلال الاجتماع "لم يعد هناك حواجز سياسية او امنية تمنع النازحين السوريين من العودة، والمساعدات الانسانية يجب ان تتحول لتشجيع عودتهم لا ابقائهم". واضاف "ان أوضاعنا الاقتصادية صعبة جدا ولم يعد بإمكاننا ان نتحمل الضغوط". واردف " في لبنان بعض السوريين يقيمون بيوتا غير شرعية، ولا يمكننا ان نقبل ببناء مدن سورية على ارضنا، وهذا مناقض للقانون والدستور".
شح الدولار: في الداخل، بقيت ازمة شح الدولار التي فاقمت الواقع المعيشي الصعب اصلا، صعوبة، في الواجهة. فنُفذت اعتصامات وتظاهرات بالجملة، في الشارع. الا ان أزمة العملة الخضراء يفترض ان تسلك في قابل الايام طريقها الى الحلحلة، بحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ"المركزية" مع دخول "المركزي" على خطها، حيث أعلن الحاكم رياض سلامة امس انه "سيصدر تعميما يوم الثلثاء المقبل، ينظم فيه تمويل استيراد القمح والدواء والبنزين بالدولار الأميركي".
شبكة منظمة: وليس بعيدا، تقاطعت معلومات كثيرة في الساعات الماضية عند التأكيد ان انقطاع العملة الخضراء، يعود الى محاولات لتهريبه من لبنان الى سوريا. وبحسب ما تقول مصادر مصرفية لـ"المركزية"، يستشعر المصرف المركزي منذ مدة وجود مخطط كهذا، تضطلع به شبكة منظمة مؤلفة من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين وجنسيات اخرى، مقربين من النظام السوري، تُقدم على عمليات غير سليمة عبر أجهزة الصراف الآلي (ATM) الموزعة في الشوارع، بحيث تسحب الدولارات منها، بكثرة، في سبيل تحويلها الى سوريا، نقدا او عبر شراء مواد اولية وبضائع، يدخل معظمها الاراضي اللبنانية مهرّبا عبر المعابر غير الشرعية. هدف هذه العمليات يتمثل أولا في مد عروق النظام السوري الاقتصادية والمالية، ببعض الاوكسيجين، لتمكينه من الصمود في وجه العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه من قبل الاميركيين، وثانيا للمضاربة على الليرة اللبنانية.
بشري – الضنية: من جهة أخرى، التقى وزير المال علي حسن خليل، في مكتبه في الوزارة، وفداً من بشري برئاسة النائب جوزيف اسحق. وأبلغ الوفد حسن خليل تقدير نائبي قضاء بشري ستريدا جعجع وجوزيف اسحق لتحرّك دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل المساعدة في إنهاء المشكلة الدائرة في منطقة “القرنة السوداء” بما تمليه القوانين المرعيّة الإجراء. وشكر الوفد باسم نائبي قضاء بشري وفاعليات مدينة بشري حسن خليل على سرعته في تشكيل لجنة لترسيم الحدود ما بين أقضية بشري، زغرتا والضنيّة – المنية بدءاً من “حقل سمارة”، باعتبار أن نائبي قضاء بشري يشددان على أن الحل الوحيد للخلاف الدائر في تلك المنطقة، والذي يعود عمره لعشرات السنوات، هو باعتماد القانون كحكم بين الأهل.
اقتراح ايراني: اقليميا، أعلنت ايران اليوم موقفا لافتا، يحمل في طياته ليونة تجاه احياء الحوار مع الاميركيين. فقد اكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، ان طهران مستعدة لتقديم تطمينات بعدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية ولقبول تغييرات بسيطة على اتفاقها النووي إذا عادت واشنطن للاتفاق ورفعت العقوبات. وقال للتلفزيون الرسمي "إذا انتهت العقوبات وكانت هناك عودة للاتفاق النووي، فسيكون هناك مجال لتقديم تطمينات بهدف كسر الجمود، بل إن الرئيس حسن روحاني لديه مقترح بتغييرات بسيطة على الاتفاق". وفي السياق عينه، أعلنت قناة برس تي.في التلفزيونية الإيرانية، أن طهران تعرض قبول تشديد عمليات التفتيش على برنامجها النووي إذا صدق الكونغرس الأميركي على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 ورفعت واشنطن كل العقوبات. وقالت القناة التي تديرها الدولة نقلا عما وصفتها بمصادر مطلعة "التعديل الإيراني المقترح على الاتفاق النووي يدعو الى موافقة برلمان إيران مبكرا على بروتوكول إضافي وإلى موافقة الكونغرس الأميركي على الاتفاق النووي وعلى رفع كل عقوبات واشنطن".
ماكرون: وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اكد انه يعتقد أن الظروف باتت مهيأة لعقد اجتماع بين زعيمي الولايات المتحدة وإيران، مضيفا أن الكرة في ملعبهما الآن. وقال للصحفيين قبل مغادرة نيويورك عائدا إلى باريس "أعتقد في هذا السياق أن ظروف العودة للمفاوضات سريعا باتت مهيأة". وأضاف "انتهاز هذه الظروف والعمل لتجديد القوة الدافعة أمر يرجع الآن للايرانيين والولايات المتحدة".