مجزرة "التابعين" تقوّض جهود وقف النار...اكثر من مئة شهيد واشنطن: ايام حاسمة...ايران: اختبار اخلاقي للمحكمة الجنائية الدولية "الخارجية" تدين...قبرص لن تشارك في الحرب...وجريحان جنوباً
المركزية- هي حرب إبادة عن حق تكاد تفوق اجراما كل الحروب والمجازر المرتكبة على مدى التاريخ. مسلسل ابادة جماعية لا يعرف نهاية، يعري اسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو من كل صفة انسانية، وقد كسر رقما قياسيا في الارتكابات والجرائم في حق المدنيين الغزاويين والفلسطينيين وشعوب العالم قاطبة تشهد على تصاعد عداد الموت ولا من يحرك ساكناً.
اكثر من مئة شهيد وعشرات الجرحى سقطوا دفعة واحدة فجرا في استهداف الجيش الاسرائيلي نازحين التجأوا الى مركز للايواء شرق غزة، شأن يقوّض الجهود الدولية المبذولة لوقف اطلاق النار، واللافت انه يتكرر كل مرة تبلغ المحادثات نقطة متقدمة ما يؤكد نظرية عدم رغبة نتنياهو في بلوغ الحل وسعيه لتفجير المنطقة، ويبرر تاليا تأخير ايران وحزب الله في ردهما على الاغتيالات ومنح نتنياهو هدية يسعى اليها بقوة.
100شهيد في غزة: مع خيوط الفجر الاولى، قصفت إسرائيل مدرسة "التابعين" التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة.وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بمقتل أكثر من 100 فلسطيني وإصابة العشرات بجروح. القصف فجّر موجة واسعة من الإدانات المحلية والعربية والدولية، فاتهمت مقررة الأمم المتحدة الخاصة في الأراضي الفلسطينية الإيطالية فرانشيسكا ألبانيز إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين. وطالبت بتحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين، لتقصي الحقائق في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمدارس ومراكز إيواء النازحين. من جهته، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "إن الدول والمنظمات الدولية، وفي مقدمتها أعضاء مجلس الأمن والمؤسسات الدولية الأخرى، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية ومدعيها العامين، تواجه مرة أخرى اختبارا أخلاقيا وإنسانيا ومسؤولية دولية، وتجب محاسبة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية والفصل العنصري، أي مسؤولي الكيان السفاح، على ارتكاب جرائم وفظائع واسعة النطاق".
أيام حاسمة: من جهتها، نقلت "القناة 12 الإسرائيلية" عن السفير الأميركي في إسرائيل قوله إنّ "واشنطن بعثت رسائل إلى جميع الأطراف بشأن ضرورة منع التصعيد في المنطقة". وقال السفير الأميركي إنّ "الأيام المقبلة حاسمة لمنع انزلاق المنطقة إلى صراع لا مصلحة لأحد فيه"، مضيفاً: "ملتزمون بحماية إسرائيل، ونقلنا إليها العديد من الوسائل ونأمل ألّا نضطرّ لاستخدامها”.
جريحان: جنوباً، تواصل القصف الاسرائيلي. وفي المستجدات، تعرضت بلدة حولا حي تل الهنبل لقصف مدفعي، وشنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارة استهدفت أكثر من منزل في وسط بلدة طيرحرفا في قضاء صور.كما استهدفت غارة من مسيرة بصاروخين بلدة مجدل سلم. ونجا فريق عمل تلفزيون الـNBN ، بأعجوبة من الغارة.وتعرضت بلدة عيترون لقصف مدفعي متقطع مصدره مرابض الجيش الإسرائيلي داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة بيان أعلن أن القصف المدفعي الإسرائيلي بالقذائف الفوسفورية على بلدة كفركلا أدى إلى إصابة مواطن بحالة اختناق حادة استدعت إدخاله إلى مستشفى مرجعيون الحكومي للعلاج. كما اعلن ان الغارة الإسرائيلية الثانية على بلدة مجدل سلم أدت إلى إصابة مواطن بجروح طفيفة بالاضافة الى اصابة مسعف في كشافة الرسالة الاسلامية خلال قيامه بواجبه الانساني وقد نقل الجريحان الى مستشفى تبنين الحكومي للمعالجة.
في المقابل، أعلن "حزب الله" ان مجاهدي المقاومة الإسلامية استهدفوا التجهيزات التجسسية في موقع راميا بمحلقة انقضاضية ما أدى إلى تدميرها، كما استهدفوا موقع المالكية بقذائف المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة، وكذلك استهدفوا تجمعًا لجنود العدو في تل شعر بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
فشل الاهداف: في المواقف، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن "أهداف العدو سقطت في غزة من خلال تصدينا ومشاركتنا وتضامننا للمقاومين في غزة الذين يتصدون ببطولة ومشروعية، لافتاً إلى أن الأهداف التي أعلنها العدو، قد فشل فشلاً ذريعاً في تحقيقها، وبات اليوم مكبّلاً بمشاعر الانهزام، لأنه لا يستطيع أن يبلع أنه لم يستطع أن يحقق تلك الأهداف، وبالتالي، هو مضطر أن يفاوض المقاومة، ولكنه يهرب من نفسه المهزومة، ويلجأ تارة إلى ارتكاب المجازر، وطوراً إلى الاغتيالات، وتارة أخرى إلى التدمير والقتل العشوائي، وكل من هذه الأساليب لا تحقق نصراً، لأن النصر يتحقق عندما تتحقق الأهداف، وإذا كانت الأهداف مستحيلة التحقق، فإن النصر يصبح مستحيلاً".
خطة طوارئ: وتوازياً، كشف رئيس اللجنة النيابية لهيئة الطوارئ النائب سجيع عطية عن أنّ اجتماعًا سيُعقد الأسبوع المقبل للتداول في الخطة التي وضعت ضمن إمكانات الدولة، مشيرًا إلى وجود عرقلة في إعادة فتح مطار القليعات بسبب نقص في التجهيزات.واعتبر في حديث إذاعي، أنّ "في حال وقع المحظور وضربت إسرائيل مطار بيروت الدولي لا بدّ من إعادة تشغيل مطار القليعات على وجه السرعة".
مخزون لـ3 اشهر: من جهته، حذّر وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال أمين سلام، من "دقة وخطورة الوضع الاقتصادي في لبنان"، مشدّدا على "أنه يستدعي إعلان حال الطوارئ في البلاد". وأوضح في حديث إذاعي، أنّه "كلما طال أمد الحرب في الجنوب وتوسعت رقعتها، كلما دخل الاقتصاد في المجهول، إذ إن الوضع الاقتصادي في لبنان منهك بالكامل، لا سيما في ما يتعلق بالقطاع العام والمؤسسات الحكومية".وذكر أنّ "اقتصاد لبنان معلق بحبال من هواء، فالقطاع المصرفي في حالة شلل دائم، وسعر صرف العملة يتخبط بين المصرف المركزي والوزارات المعنية، عدا عن تدهور القطاعات الإنتاجية"، كاشفاً أنّ "لبنان يحتوي على مخزون غذائي يكفيه لمدة 3 أشهر فقط"، محذّرا من "استهداف المرافق الجوية والبحرية، وفرض الحصار على الدولة اللبنانية، ما قد يحرم المواطنين من الماء والغذاء". وأضاف: "لبنان يمر بمرحلة صعبة من دون أي تحضيرات او استعدادات لتحمل الحرب، والدولة اللبنانية انهارت وفقدت سيولتها وعملتها وإمكانياتها المصرفية".وحذّر من أنّ "الأوضاع الأمنية والسياسية وتوسّع رقعة الحرب قد تؤدي إلى تدهور سعر الصرف في أي لحظة"، مشيرا الى أنّ "الخطة التي وضعتها الوزارة لمواجهة أي حرب محتملة، كافية ويمكن ان تساعد لبنان على الصمود، إلا أنها تحتاج تمويلاً دوليًّا".
قبرص لن تشارك: ليس بعيدا، أكد المتحدث باسم حكومة قبرص كونستانتينوس ليتيميبيوتيس، إن بلاده لا تشارك في عمليات عسكرية وغير متورطة في أي صراع في الشرق الأوسط.وخلال رده على اتهامات المعارضة بانتشار قوات عسكرية وأسلحة أجنبية على أراضي الجزيرة، أشار ليتيميبيوتيس إلى أن سلطات قبرص تقدم فقط المساعدة الإنسانية.كما قال إن "المجتمع الدولي بأكمله يعترف بالدور الإنساني لبلدنا ويرحب به".وأكد أن قبرص تظل "جزءا من الحل، وليس جزءا من المشكلة، وهذا ما يعترف به المجتمع الدولي".
نية لإطالة الحرب: على خط أخر، دانت وزارة الخارجيّة والمغتربين "بأشد العبارات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة "التابعين" التي تؤوي نازحين فلسطينيين عُزّل شرق مدينة غزة، بثلاثة صواريخ استهدفت مصلى المدرسة بشكل مباشر، وراح ضحيتها أكثر من مئة مواطن فلسطيني وعشرات الجرحى". وأشارت في بيان الى "ان القصف العشوائي المُمنهج لجيش الاحتلال الإسرائيلي وقتل الأطفال والمدنيين دليل واضح على استخفاف الحكومة الإسرائيلية بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". واعتبرت "أن استمرار ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، وتعمد إسقاط هذه الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل، كلما تكثفت جهود الوسطاء الدوليين لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف إطلاق النار في القطاع، يعطي الدليل القاطع لنية إسرائيل إطالة الحرب وتوسيع رقعتها".وختمت: "في إطار هذه الممارسات التصعيديّة التي تعتمِدُها إسرائيل خلال الآونة الأخيرة، تدعو وزارة الخارجية والمغتربين المجتمع الدولي والدول المعنيّة إلى اتخاذ موقف دولي موحد، وجدي، وفاعل، أولاً، لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ووضع حد لهذه الكارثة الإنسانية، باعتبار أن وقف العدوان على غزة هو الخطوة الأولى باتجاه التهدئة ووقف التصعيد ومنع اشتعال صراع أوسع في المنطقة. وثانيًا، لتفعيل المسار الدبلوماسي السلمي من خلال خطوات جدية تلزم الجانب الإسرائيلي بقبول حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
بري يخدّر المجلس: سياسيا، رأى النائب مارك ضو أنّ "الوضع صعب ولا ضبط للإيقاع اليوم، والكلّ تضعضع وفي حاجة الى وقت لاستعادة ردّات الفعل"، وقال في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" "إنّ اغتيال فؤاد شكر ضربة كبيرة لحزب الله ويمكن أن يكمل الإسرائيليون بهذا السيناريو".ولفت الى أنّ "رئيس مجلس النواب نبيه بري إما يخدر المجلس النيابي او يخدر نفسه"، موضحا "ذهبنا عند رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لنعرف منه ماذا يريد أن يفعل لنفاجأ بأنه يريد تطويع 8000 عسكري لنشر الجيش في الجنوب وعلى أساس ان يتم الإعلان عن ذلك في عيد الجيش، وهذا ما لم يحصل الا أن الإعلان حصل بالأمس"، وآملا ان "يضطر وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى الالتزام بسقف الورقة التي وقعها وهو الذي كان يريد في الأساس رداً محدوداً".وقال: "كمعارضة زرنا واشنطن في نيسان الماضي وسمعنا من الموفد الاميركي آموس هوكشتاين ان المشكلة في القدرات الهجومية لحزب الله أي التي تسمح بالمجال بحصول هجوم كالسابع من تشرين الأول" مشيرًا الى أنّ كلفة الخسائر على الشعب اللبناني لا تبرر وكذلك خسائر حزب الله".