الحوار بين بكركي وحزب الله ثابت.. فأيّ جديد حمله اللقاء الاخير؟

المركزية - خاص

المركزية - على أثر القطيعة بين بكركي وحزب الله، والتي استمرت طويلا وواجهت انسداداً في الأفق بعد المواقف التي أطلقتها بكركي سابقاً عن ضرورة الالتزام بالحياد وعقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان، بُذلت مساعٍ لعقد لقاءات بين الجانبين،  كان اخرها في دارة النائب فريد هيكل الخازن باعتبار أنه مقرب من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وعلى علاقة جيّدة مع حزب الله.

اللقاء الاول عقد في ايلول ٢٠٢٢، ومنذ ذلك الحين ولغاية اليوم، تواصلت اللقاءات لا سيما عند اثارة قضايا مصيرية مهمة في البلد تستلزم عقد جلسات للتحاور بشأنها، بحيث يمثل البطريرك الراعي مستشاره الاعلامي المحامي وليد غياض، ويمثل حزب الله المسؤول عن الملف المسيحي في الحزب الحاج محمد سعيد الخنسا. 
وينقل كل طرف منهما وجهة نظر الفريق الذي يمثله في شتى الملفات، وقد ادت هذه الديناميكية الى كسر القطيعة بين الطرفين والى عقد لقاءات ثنائية مياشرة حصلت في اوائل عام ٢٠٢٣ حين زار المحامي غياض رئيس المجلس السياسي في حزب الله، السيد ابراهيم أمين السيد. زيارة تلتها بعد مدّة أخرى قام بها السيد الى بكركي على رأس وفد ضمّ مسؤولين رفيعي المستوى في الحزب بحيث التقوا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. 
 "المركزية" حاولت الاتصال بالنائب فريد هيكل الخازن لاستصراحه عما جرى في اللقاء الاخير، فرفض  التعليق واكتفى بالقول إن "هذا اللقاء هو ملكٌ للبطريركية المارونية وحزب الله". 

لكن اوساطا مقربة من الجهتين اكدت ان اللقاء تم على اثر اغتيال المسؤول في حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان والدور الذي لعبه البطريرك الماروني في تهدئة الاجواء ومنع الفتنة الطائفية واحتواء الوضع، حتى انه كان هناك ثناء على ترؤس البطريرك الراعي جنازة باسكال سليمان وعلى الكلمة التي ألقاها وكان لها صدى ايجابي كبير على المستوى الوطني ومن جانب حزب الله تحديدا. 

كما استشفت "المركزية" بأن الافرقاء يؤكدون ان الحوار ليس ضرورياً فقط بين بعضهما البعض انما بين كافة القوى السياسية اللبنانية، بخاصة وان البلاد تمرّ في ظروف استثنائية وخطيرة جدا، كما ان ثمة اجماعا على مسألة مواجهة النزوح السوري، وهذه امور تتطلب لمعالجتها التواصل الدائم بالرغم من التباينات الواسعة الموجودة بين القوى السياسية.

بالتوازي، وبغض النظر عن الخلافات أو وجهات النظر المتباينة، فإن البطريركية المارونية تؤكد من جديد على دورها الوطني الجامع والذي يتلخص بأنّها كانت وستبقى دائما صرحاً وطنياً جامعاً لجميع اللبنانيين.