تشاور رئاسي ثلاثي يعطي الضوء الاخضر للتشـكيل خلال ايـام
حصة القوات والمردة بين الحريري وباسيل ومعراب تتلقى الجواب
قمة رباعية اوروبيـة حول سـوريا فــي تركيا في 27 الجاري

المركزية- قبل انطلاق اشارة الضوء الاخضر لاعلان ولادة الحكومة التي طال انتظارها، وقبيل آخر المحطات التي تسبق توقيع المراسيم المفترض ان تلي مشاورات رئاسية بين رؤساء الجمهورية والمكلف تشكيل الحكومة والمجلس النيابي اثر عودة الرئيس نبيه بري من جنيف، حطّ رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل في بيت الوسط حيث شكلت حصة القوات وحقيبة المردة الطبق الاساس على طاولة النقاش، في ما يتوقع ان ينقل الحريري في الساعات المقبلة جوابا لمعراب على العرض الذي قدمته في شأن حصتها وحقائبها الوزارية كما لرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية في شأن حقيبة الاشغال فتبلغ الامور في ضوئها خط النهاية، اذا لم يطرأ ما يعرقل.

القوات تنتظر: من جانبها، ابدت اوساط معراب ارتياحها للمسار الذي تسلكه المفاوضات والمشاورات التي قطعت شوطا كبيرا، في اجواء من الحوار والتهدئة، الا انها استبعدت ولادة الحكومة خلال ساعات، اذ ان بعض العقد تم تذليلها فيما لا زالت اخرى على حالها، كما ان الحزب لم يتلق حتى الان جوابا على العرض الذي قدمه، كما ان احدا لم يطلب الى الان من رئيس الحزب سمير جعجع الاسماء التي يقترحها للتوزير. وتحدثت عن ضخ اعلامي متعمّد حول مصير بعض الحقائب، مؤكدة ان ما يروج لا اساس له من الصحة.

سنّة 8 آذار: وسط هذه الاجواء، وفيما شكك رئيس تيار "المرده" أمس في إمكانية تشكيل حكومة من دون سنةّ 8 آذار قائلا: "العقدة الاخيرة هي عقدة سنة المعارضة، الذين يجب ان يتم تمثيلهم، والموضوع بات اليوم اكثر جدية واساسي عند فريقنا السياسي".اكدت مصادر مقربة من النائب فيصل كرامي لــ"المركزية" ان "حتى الآن لم يتواصل معنا أي طرف معني بالتشكيل ، هناك حركة يقودها حلفاؤنا وتحديدا "حزب الله" والرئيس نبيه بري للمطالبة بحصتنا"، لافتة الى أن "المعيار الحالي المعتمد في التشكيل يفرض توزير وزيرين سنيين وليس وزيرا واحدا". وأضافت "كنا الى جانب الثنائي الشيعي في العديد من المواقف، واليوم يردون لنا الجميل بدعمنا في الحكومة، وذلك ليس انطلاقا من تحالفنا وحسب، بل لأن مطلبنا عادل ويستند الى نتائج الانتخابات التي أعطتنا 45% من أصوات المقترعين السنة". من جهتها اعربت اوساط سياسية مطلعة عن اعتقادها بأن اذا ما تقرر تمثيل سنّة المعارضة فإن هذا التمثيل سيكون من ضمن حصة رئيس الجمهورية، لان المقاعد السنية الاخرى تم توزيعها على القوى السياسية.

حكومة انتاج لا مناكفات: وقالت مصادر مطّلعة على مشاورات التأليف لـ"المركزية" ان انتهاء مرحلة توزيع الحصص، حينما تنتهي، لا يعني ان الحكومة ستولد الان، ذلك ان حقبة اسقاط الاسماء على الحقائب قد تستلزم بعض الوقت وللرئيسين عون والحريري رأييهما فيها، حيث سيطلب الرئيس المكلف من القيادات السياسية المعنية تسليمه اكثر من اسم للحقيبة للاختيار من بينها، فالمطلوب بحسب المصادر حكومة انتاج وتجانس وفاعلية لا حكومة متاريس ومناكفات بين اعضائها. من هنا ثمة اتجاه لاختيار شخصيات غير نافرة يمكن ان تشكل داخل المجلس واحة للحوار والتفاهم لا للنكايات السياسية،  حكومة قادرة على العمل والوقوف صفا واحدا لإعادة تحريك الاقتصاد. واشارت الى حضور لافت للعنصر النسائي في الحكومة العتيدة.

العدل والاشغال: وليس بعيدا، بدا شد الحبال مستمرا. اذ لفتت مصادر مطلعة على مواقف الرئيس عون الى ان "اصرار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على "الاشغال" وعدم اعطاء الرئيس البديل عن "العدل"، جعلا عون يتمسك بـ"العدل" ويبدّل موقفه القائل امس "لن اقف حجر عثرة امام التشكيل". وجزمت المصادر نفسها ان "الرئيس سيحتفظ بحقيبة العدل باعتبار ان وزارة العدل يجب ان تكون على مسافة واحدة من الجميع وهي التي تسهر على تطبيق القوانين. اما اوساط معراب فقالت لـ"المركزية" إن "ما يُضخ في الاعلام حول بعض الحقائب عار من الصحة"، لافتة الى ان "لم يُطلب حتى الساعة من القيادات تقديم اسماء وزرائها في الحكومة العتيدة". الى ذلك، اشارت معلومات الى ان "الاشغال حسمت لـ"المردة" وهناك خلاف حول هوية الوزير الذي سيتولاها.

باسيل في الوسط: في الاثناء، تابع الرئيس الحريري في بيت الوسط، اتصالاته للتأليف. والتقى في هذا الإطار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وبحث معه المستجدات المتعلقة بالملف الحكومي واستكمل البحث الي مائدة غداء. وفيما افيد ان النقاش تركز حول حصة القوات اللبنانية وحقيبة المردة، وسط رغبة الحريري ببت هاتين النقطتين اللتين لا تزالا عالقتين، قال باسيل بعد اللقاء ان الامور ايجابية جدا واعتقد اننا على الطريق الصحيح لتأليف حكومة بمعايير العدالة والتمثيل الصحيح لانتاج حكومة وحدة وطنية لا تستثني احدا.

"الطاشناق"..لا عقدة: الى ذلك، التقى الحريري وفدا من حزب الطاشناق ضم: الأمين العام للحزب هاغوب بقرادونيان والوزير اواديس كيدانيان، وبحث معهما في مسار التأليف . وبعد اللقاء طمأن بقرادونيان الى "ان أجواء التفاؤل مستمرة في الارتفاع واعتقد انه خلال ٤٨ ساعة يمكننا ان نبشّر بتشكيل الحكومة"، مضيفا "حكي في الأيام الماضية عن عقدة ارمنية، ونحن في حزب الطاشناق لا نقول ان هناك عقدة ارمنية بل هناك ضرورة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، لافتا الى ان الحريري ابلغنا ان الارمن سيمثلان بوزيرين من الارثوذكس.

عون يتابع: في الأثناء، تابع رئيس الجمهورية الاتصالات المرتبطة بالتشكيل، في ضوء التطورات التي سجلت خلال الساعات الماضية، والمواقف التي صدرت عن الاطراف المعنيين بالملف الحكومي.

دعم أممي: من جهة ثانية، استقبل الحريري المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان بالإنابة بيرنيل  داهلير  كارديل وعرض معها  المستجدات السياسية الراهنة. وقالت الدبلوماسية الاممية "أجرينا حديثا بناءً تناول آخر  التطورات في لبنان والمنطقة، كما شكرته على الاجتماع عقدناه امس، حيث تحدثنا مع  الشركاء الدوليين عن الأوضاع في لبنان  والتقدم الذي تشهده الأوضاع الراهنة.. اضافت: إن أحد المواضيع التي تم التشديد عليها من قبل الجميع في المجتمع الدولي خلال اجتماع الامس، هو الشراكة المستمرة لهذا البلد وأريد أن أغتنم هذه الفرصة لإعادة التأكيد على دعم الأمم المتحدة المستمر لاستقرار لبنان وازدهاره. ونحن نقف دائما وفي المستقبل أيضا الى جانب لبنان ".

قمة رباعية: اقليميا، أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين أن تركيا ستستضيف قمة حول سوريا في اسطنبول في 27 تشرين الجاري، بمشاركة عدد من زعماء الدول الأوروبية. وقال المتحدث إن الرؤساء التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، سيشاركون في القمة، مشيرا الى ان مباحثاتها ستتناول في شكل خاص الوضع في محافظة إدلب، المعقل الأخير للفصائل المعارضة في سوريا، و"العملية السياسية" التي يفترض أن تفضي إلى تسوية النزاع الدائر منذ 2011. وفي وقت اكدت حكومة ألمانيا ان ميركل سوف تشارك في قمة إسطنبول حول سوريا، فعلت فرنسا الامر نفسه وذكر مكتب الرئيس ماكرون أن فرنسا تريد ضمان استمرار وقف إطلاق النار في إدلب لمنع حدوث نزوح جديد للاجئين وإعطاء قوة دفع جديدة لمحادثات السلام.

في غضون ذلك، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن الكرملين إن الرئيس بوتين سيبحث مسألة عودة اللاجئين السوريين خلال قمة اسطنبول هذا الشهر، لافتة الى أن بوتين يعتزم أيضا بحث إصلاح البنية التحتية في سوريا.