الخيارات الحكومية "الاشتراكية" و"القواتية" المقبولة في عهدة الحريري
جعجع في بيت الوسط... وحزب الله: الحكومة فــي سيبيريــــا
ترامب مع حل الدولتين وخطة متوازنة للسلام خلال اربعــــة اشهر
المركزية- جرعات تفاؤل ضختها حركة اللقاءات التي عقدها الرئيس المكلف سعد الحريري مع الاطراف السياسية المعنية بتشكيل الحكومة، خلال الساعات الماضية، أوحت بجديد يمكن ان يطرأ على هذا المستوى اثر عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من نيويورك، من دون ان يتضح بعد المضمون السياسي لهذا التفاؤل الذي يبقى حتى الآن رماديا ولا يستند الى وقائع ملموسة تتيح الرهان عليه. اذ ان موجات تفاؤل عدة تصاعدت منذ التكليف حتى اليوم اصطدمت مرارا بمتاريس الشروط والعقبات.
وتتحدث مصادر سياسية تراهن على امكان احداث الخرق المنتظر عن خفض سقوف طرأ لدى القوى المعنية بالتشكيل يرتكز الى قبول الحزب الاشتراكي بوزيرين على ان يختار الثالث بضمانة الرئيسين نبيه بري والحريري وتنازل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن منصب نيابة رئاسة الحكومة لمنحه للقوات اللبنانية مع حقيبتين وازنتين ووزير دولة لشؤون " ما".
جعجع في الوسط: فغداة استقباله امس النائب وائل ابو فاعور موفدا من رئيس الحزب التقدمي، التقى الرئيس المكلف سعد الحريري بعد الظهر، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي حط في شكل مفاجئ في بيت الوسط قرابة الاولى والنصف، يرافقه وزير الاعلام. وتناول اللقاء الذي حضره ايضا الوزير غطاس خوري، المستجدات السياسية لا سيما الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة، واستكمل البحث الى مأدبة غداء اقامها الحريري للمناسبة. وغادر جعجع ووزير الاعلام من دون الادلاء بأي تصريح. الا ان مصادر مواكبة اكدت لـ"المركزية" ان الزيارة القواتية لبيت الوسط التي تندرج في خانة التنسيق المتواصل مع الرئيس المكلف، هدفت الى وضعه في اجواء الموقف القواتي في ضوء التطورات والخيارات المقبولة وغير المقبولة من جانب معراب، قبيل زيارة الحريري لعون اثر العودة المرتقب ان يطرح فيها الجديد التشكيلي.
الحكومة في سيبيريا: بيد ان اجواء التفاؤل هذه يخالفها حزب الله الذي اكدت مصادره لـ"المركزية" "ان لا حكومة في القريب العاجل لا اليوم ولا بعد شهر ولا بعد الميلاد ورأس السنة"، وذهبت بعيداً في "تشاؤمها" الى حدّ القول "ان الحكومة باتت في سيبيريا ومعدل حرارتها ما دون الصفر". وعزت هذا التدنّي في الحرارة الحكومية الى "تمترس بعض الفرقاء اكثر خلف مطالبهم"، مستبعدةً "ان تؤدي عودة الرئيس عون من الخارج الى التعجيل في الولادة الحكومية كما يروّج، على رغم انها ستحرّك المياه الراكدة من خلال سلسلة مشاورات ولقاءات متوقّعة مع المعنيين بالتشكيل".
عون والعقد النفسية: وفي انتظار ما يمكن ان يتمخض عن الاتصالات العائدة والتي ستكثف اكثر مع عودة الرئيس عون الى بيروت في الساعات المقبلة، اكد الاخير ان "الاصلاحات التي يشهدها لبنان على الصعد كافة، من اجل طمأنة اللبنانيين الى مستقبل بلدهم والبدء بجعل الناس يعتادون على امور جديدة غير تقليدية، والابتعاد عن الشائعات السلبية التي تتناول اشخاصا والحالة العامة دون التحلي بروح المسؤولية". في الموازاة، اشار الرئيس عون الى ان "برنامج الكهرباء بدأ تنفيذه، ويتطلب بعض الوقت لسنتين او ثلاث وما تسمعونه من اخبار في هذا المجال يكون في معظمه غير صحيح، صحيح ان المرحلة ليست سهلة، وورثت ديناً يبلغ 80 مليار دولار وباقتصاد ريعي غير منتج وكان عبارة عن لعبة مالية فقط، وبدأنا صرف الاموال وغرقنا في الديون، لكن لدينا مشاريع مستقبلية عديدة ومنها الخطة الاقتصادية للنهوض بالاقتصاد، وان شاء الله ستبدأ مرحلة بداية الصعود، وبعد سنتين ستكون الاحوال افضل بكثير". وتابع "هذه الاعمال تقنية وسهلة، لكن العقد النفسية الموجودة في العالم السياسي مبنية على الشخصية بدل العمل الجماعي، ومن الصعب على البعض الاعتماد على نمط جديد يعتمد على المشاركة، لهذا السبب نواجه بعض الصعوبات لنبقى في المسار السليم والسريع المتبع".
الوفاء تحيي الرئيس: من جهتها، وجهت كتلة الوفاء للمقاومة التحية الى الرئيس عون، مشيدة بـ"مواقفه الوطنية الجريئة والواضحة سواء في الامم المتحدة أو الى صحيفة "لو فيغارو"، وتعبيره عن رؤيته السيادة الجامعة مثمنا الدور الوطني لـ"حزب الله" في الشأن الداخلي والتصدي لإسرائيل والمجموعات التكفيرية"، معتبرة أن "هذه المواقف حين تصدر عن الرئيس في هذه الظروف تؤكد تقديره لنهج "حزب الله" الوطني". ولفتت الى أن "تشكيل الحكومة سيتطلب مقاربات أكثر واقعية والتي تحتاج الى الكثير من الجهود الوطنية البعيدة عن النفوذ"، ومشددة على أن "الجدل العقيم عن الحقائب لا يجوز أن يبقي البلد دون حكومة تنتظرها مهمام صعبة".
"حزب الله": وليس بعيدا، وفي اعقاب اقرار الكونغرس الاميركي مشروع العقوبات الجديد امس، رفضت مصادر "حزب الله" عبر "المركزية" الردّ على المشروع ، باعتباره ليس جديداً"، واكتفت بنفي "وجود مموّلين لنا كما يدّعي الاميركيون". واشارت في المقابل الى "ان لا تأثير او تداعيات لاتّفاقية حظر السلاح التي اقرّها مجلس النواب في جلسته التشريعية مطلع الاسبوع على سلاحنا"، رافضةً التعليق على موقف "حركة امل" من المسألة، حيث امتنعت عن التصويت على الاتّفاقية".
الراعي للمسؤولين: من جهته، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "سقط على ارض لبنان شهداء من كل الطوائف والمناطق ودمغوا ارض لبنان بدمائهم، من المعيب ولا يحق لنا ولا للسياسيين ان نعيش وكأن لا قيمة لهذه الدماء، كما لا قيمة للجراح وللذين هجروا ونكل بهم فاضطروا الى هجر هذا الوطن الحبيب"، داعياً من كندا، المسؤولين في لبنان "الى ان يتحمّلوا مسؤولياتهم وان يكونوا على مستوى هذا الوطن ويخرجوا من مصالحهم الصغيرة والرخيصة ويشكّلوا حكومة تحمي هذا الوطن وتحفظه".
سلامة يطمئن: اقتصاديا، اكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي "متانة القطاع المصرفي الذي لديه السيولة الكافية لمتابعة مسيرتنا بالاقتصاد"، مضيفا "تشكيل الحكومة يعطي رؤية اقتصادية ومالية للبنان". ولفت الى ان "اجتماع اليوم كان مثمراً والبنك المركزي لم يستمع فقط انما اكد على الاستقرار النقدي ومتابعة القروض المدعومة للانتاج كما اكد على امكانية الجدولة في حال المؤسسات التي لديها صعوبات". وقال "نتوقع 2% نمواً لكن ربما تخفض توقعاتنا بسبب التأخر بتشكيل الحكومة".وشدّد سلامة على انّ "القطاع المصرفي اللبناني لن يتأثر بالعقوبات الاميركية على حزب الله بظلّ الاجراءات التي يتخذها".
..وعربيد ايضا:أما رئيس المجلس شارل عربيد، فقال"الوضع النقدي ممسوك وممتاز ولدينا ما يكفي من الادارة لتخطي ما نمر به...هناك الكثير من الاشاعات الصادرة حول المؤسسات والاوضاع الاقتصادية لكني اقول اننا مررنا باوضاع ومخاطر صعبة جداً وتخطيناها ولا يزال لدينا من المناعة والادارة ليكون مستقبلنا مشرقا".
ترامب وحل الدولتين: من جهة أخرى، اشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى أن تعليق هجوم القوات السورية على محافظة إدلب آخر أبرز معاقل الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام، وإنقاذ حياة ملايين الأشخاص، كان بفضله. وفي موقف لافت هو الاول من نوعه، أعلن ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في نيويورك، أنه يفضّل حل الدولتين للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني، متعهداً عرض خطة "متوازنة" للسلام في غضون أربعة أشهر.
روحاني: في المقابل، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني ان الولايات المتحدة لم تحقق أي إنجازات خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال: "الأميركيون لم يحققوا أي إنجازات خلال هذه الجمعية العامة"، مضيفا "اجتماعات الجمعية أظهرت عزلة واشنطن.