حراك خجول على خط التشكيل: جنبلاط عند بري وجعجـع يشكر عون
رئيس الـFBI يجول على الرؤساء: عقوبات ومحكمة وارهاب وتنسيق
ماكرون يثير ازمات لبنان مع روحاني في نيويورك: حيّدوه عن الصراعات

المركزية- في انتظار مبادرة ما تلوح تباشيرها في الافق الحكومي بتعاون بين الداخل والخارج، لم تتبلور طبيعتها حتى الساعة، يستمر الدوران السياسي في حلقة البحث عن الحكومة المفقودة منذ اربعة اشهر. ومع ان الساعات الاخيرة شهدت حراكا خجولا على خط التأليف من خلال زيارات واتصالات ابرزها بين كليمنصو وعين التينة من جهة، وبعبدا ومعراب من جهة ثانية، الا ان اي جديد لم يحرز بعد. وفي ما يتوقع ان يشهد بحر الاسبوع المقبل زخما في المشاورات اثر عودة الرئيس سعد الحريري من زيارة عائلية للخارج، تتجه الانظار الى نيويورك التي ستجمع خلال ايام زعماء العالم على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة التي يغادر للمشاركة فيها بعد غد الاحد الرئيس ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل.

بعبدا- معراب: في الاثناء، زار وزير الاعلام مساء امس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ناقلا اليه وفق معلومات "المركزية" رسالة شكر من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على التوضيح الذي اصدره مكتبه الاعلامي في ما خصّ ما نُقل عنه في احدى المقابلات الصحافية. وتخلل اللقاء تأكيد الحرص على استمرار التواصل بين بعبدا ومعراب بمعزل عما يدور على خط العلاقات القواتية- العونية، وتمسك بالمصالحة المسيحية والتسوية الرئاسية. واشارت مصادر المعلومات الى ان اي جديد لم يُسجل على مستوى المفاوضات الحكومية، اثناء اللقاء.

التيار- الاشتراكي: وليس بعيدا، وبعدما اتخذ السجال السياسي بين التيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي بعدا خطيرا، بادر الطرفان إلى احتواء ذيوله اثر اتصالات قادها الوسطاء، ادت الى تشكيل لجنة اعلن عنها رئيس "الاشتراكي" وليد جنبلاط امس يرأسها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. اما الاعضاء، فكشف نائب رئيس التيار الوطني الحر للشؤون الادارية رومل صابر "عبر "المركزية" أنه سيمثل التيار فيها إلى جانب هشام ناصر الدين عن الحزب الاشتراكي، وعدد من كوادر الحزبين المتحدرين من منطقة الشوف- عاليه.

جنبلاط في عين التينة: واليوم زار رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي رئيس مجلس النواب نبيه بري وتم عرض للاوضاع الراهنة والوضع الحكومي .واكتفى جنبلاط بعد اللقاء بالقول "لا جديد حكوميا، واذا استجد شيء نعلمكم".

الـ  FBI في بعبدا: في غضون ذلك، وفي موقف يُراكم سجل الاشادات بقدرات الجيش ومهارته في مكافحة الارهاب، شدد رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي FBI كريستوفر راي اثر لقائه رئيس الجمهورية في حضور وزير العدل سليم جريصاتي، والسفيرة الاميركية اليزابيت ريشارد والوفد المرافق، بعدما زار رئيس مجلس النواب نبيه بري على ان يزور عصرا الرئيس الحريري، "على تقديم المزيد من الدعم والتدريب للجيش اللبناني الذي اثبت قدرة وكفاءة عاليتين في حفظ الامن في لبنان، ومكافحة الارهاب التي تبقى من اولويات الادارة الاميركية"، شاكراً الرئيس عون على "الجهود التي يبذلها لبنان لتأمين الامن والاستقرار للمواطنين الاميركيين على اراضيه"، لافتا الى ان الارهاب لا يميز بين جنسية او دين او عرق، ما يجعل المواجهة متشعبة وضرورية. واكد عون ان لبنان نجح في مواجهة التحديات الامنية والارهاب بفضل كفاءة الجيش اللبناني، والدعم الذي قدمته له الدول الصديقة وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية، ولافتا الى اهمية استمرار التعاون في هذا المجال، لاسيما ان للجيش الدور المحوري في ترسيخ الامن والاستقرار. واشار الرئيس عون الى ان لبنان الذي قضى على المجموعات الارهابية في الجرود البقاعية وحيثما وجدت في الداخل اللبناني، يواصل ملاحقة الخلايا الارهابية النائمة تمهيدا للقضاء عليها ومنعها من تنفيذ اي اعتداءات ضد الامنيين. وشدد على العلاقات التي تربط بين لبنان والولايات المتحدة الاميركية، وضرورة تفعيلها وتطويرها في المجالات كافة.

محكمة وعقوبات: وفي السياق، كشفت مصادر متابعة لـ"المركزية" ان راي المُعَين في منصبه حديثا يزور لبنان من اجل استطلاع افق التعاون والتنسيق بين بيروت وواشنطن وتبادل المعلومات في اطار التشاور المكثّف بين القيادات الامنية في البلدين، وان زيارته تأتي في اعقاب اخرى قام بها وفد امني لبناني الى الولايات المتحدة الاميركية منذ مدة قريبة، تلتها زيارةلرئيس اركان الجيوش الاميركية في الشرق الاوسط الجنرال مايكل غاريت للبنان. واكدت ان محور المحادثات تركز على اربعة عناوين اساسية: التعاون العسكري بين البلدين وسبل تطويره. التنسيق الاستخباراتي على مستوى مواجهة الارهاب. العقوبات الاميركية المفروضة والتي ستفرض على حزب الله ووجوب الالتزام بها لبنانيا، وملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عشية صدور الحكم في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتداعياته المحتملة.

"المستقبل" يشارك في التشريع: الى ذلك، وعشية انعقاد الجلسة التشريعية يومي الاثنين والثلثاء المقبلين، حسم "تيار المستقبل" الجدل في شأن مشاركته، فاوضح في بيان "ان الكلام المنسوب اليه عن ان التشريع في غياب الحكومة بداية انقلاب على اتّفاق الطائف لم يصدر عنه، وبان كتلة نواب "المستقبل" ستشارك في جلسات تشريع الضرورة المقررة يومي الاثنين والثلثاء المقبلين عملاً بما تقتضيه المصلحة العامة".

لجنة العودة: في مجال آخر، وجهت وزارة الخارجية والمغتربين كتابا الى سفارة روسيا الاتحادية في لبنان حمل الرقم 4093/5 وتضمن أسماء أعضاء اللجنة اللبنانية الذين سيشاركون في عمل اللجنة اللبنانية-الروسية المشتركة لمتابعة إجراءات عودة النازحين السوريين. والأعضاء هم: جورج شعبان عن رئاسة الحكومة، أمل أبو زيد عن وزارة الخارجية والمغتربين، اللواء عباس ابراهيم عن الأمن العام اللبناني والعميد سهيل خورية عن الجيش اللبناني.

دوريات اسرائيلية: في الاثناء، شهدت الحدود اللبنانية- الاسرائيلية حركة دوريات اسرائيلية "مُلفتة" في اعقاب تهديدات الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لاسرائيل بردّ صاعق اذا ما قامت باي عدوان ضد لبنان، والرد الاسرائيلي سريعا عليه، شوهد عناصر الدوريات يراقبون الجانب اللبناني ويقومون بالتأكد من الكاميرات والاجهزة المُثبتة .

لبنان بين فرنسا وايران: وسط هذه الاجواء، وفيما يستعد الرئيس عون للمغادرة صباح الاحد المقبل الى نيويورك للمشاركة في اعمال الدورة 73 للجمعية العامة للامم المتحدة، افادت اوساط دبلوماسية "المركزية" ان ملف لبنان عموما والازمة التشكيلية خصوصا سيحضران في اروقة المنظمة الدولية في لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع نظيره الايراني حسن روحاني، حيث سيتمنى ماكرون عليه تحييد لبنان وازماته عن صراعات الاقليم والمساعدة في ابقائه في منأى عنها من خلال عدم توظيف الساحة اللبنانية في مجال بعث الرسائل. والى روحاني سيعقد ماكرون لقاءات مع كل من نظرائه الاميركي دونالد ترامب يوم الثلثاء المقبل والتركي رجب طيب اردوغان والمصري عبد الفتّاح السيسي ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اضافة الى الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس. وتتركز لقاءات ماكرون بمجملها على ملفات ايران وسوريا ومحاربة الارهاب والمناخ والتجارة الدولية.

مهلة روسية: سورياً، اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، "ان إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية ليس حلا نهائيا، بل خطوة مرحلية وضرورية بالنسبة للتسوية السورية"، موضحاً "ان الاتفاق الروسي التركي في شأن إدلب يهدف بالدرجة الأولى إلى القضاء على تحدي الإرهاب، وبانسحاب جميع مسلّحي "جبهة النصرة" الإرهابية من المنطقة منزوعة السلاح حتى منتصف تشرين الاول المقبل"، مؤكداً "ان موسكو وانقرة نسّقتا الأربعاء الماضي معايير عبور المسلحين لحدود المنطقة منزوعة السلاح".