أجواء متضاربة تسيطر على سماء "التأليف" والحريري يواصل مشاوراته
بوادر حلحلة درزيا ومسيحيا تنقضها مناخات حزب الله و"الديموقراطي اللبناني"
معراب تراسل عين التينة..مبادرة "العودة" في "الخارجية"..وتصعيد روسي قبل ادلب

المركزية- على وقع الحديث عن زيارة سيقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا في "اليومين المقبلين"، وهو ما أعلنه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس، وغداة الاجتماع المسائي الذي ضم الرئيس الحريري الى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في بيت الوسط، سيطرت على ضفة التأليف مناخاتٌ "متضاربة"، حيث أشارت معطيات سياسية الى بوادر حلحلة ستؤسس لإخراج التشكيل من عنق الزجاجة في المرحلة المقبلة، في حين أفادت معطيات أخرى بأن الازمة تراوح والعقد على حالها، محذرة من اشاعة أجواء متفائلة سرعان ما تتبدد.

مواصلة الاتصالات: وسط هذه الضبابية، الثابت ان الرئيس الحريري سيواصل في الساعات المقبلة، لقاءاته مع المؤثّرين في اللعبة الحكومية وعلى رأسهم التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل- وهو التقى اليوم في بيت الوسط المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل- للوقوف عند مواقفهم "الوزارية" وما اذا كان طرأ عليها اي تعديل، قبل زيارته المفترضة الى القصر الجمهوري.     

بوادر حلحلة..: وليس بعيدا، أفادت مصادر سياسية مطّلعة "المركزية" أن العقدة الدرزية باتت شبه محلولة، حيث من المرجح ان يسمي الحزب التقدمي الاشتراكي وزيرين درزيين فيما يكون الثالث نتاج خيار مشترك بين كليمنصو وعين التينة وبيت الوسط. أما القوات اللبنانية، فيبدو رست مطالبها على 4 حقائب وزارية من دون وزارة دولة. كما ان من غير المستبعد ان تدخل بعبدا على خط مساعدة الرئيس المكلف في التأليف من خلال إعطاء معراب وزارة سيادية او نيابة رئاسة الحكومة، مقابل تخليها عن حصة الـ4. واذ تُدرَج هذه المعلومات في خانة ما ساهم في رفع منسوب التفاؤل حكوميا في الساعات الماضية، تلفت اوساط أخرى الى ان هذه "المعطيات" لا تعدو كونها "أفكارا" لا قواعد ثابتة لها، أقلّه حتى الساعة.

..غير دقيقة؟: وفي السياق، أكد الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات لـ"المركزية" "أننا متمسكون كحزب ديمقراطي وبحقيبة وبتمثيل درزي في الحكومة". بدورها، استبعدت مصادر "حزب الله" عبر "المركزية" "اي خرق لجدار الازمة الحكومية في القريب العاجل"، واضعةً "التفاؤل الذي يُبثّ في خانة "عدّة الشغل" لملء الوقت الضائع بمعلومات غير دقيقة". ونصحت من يرفعون سقوف مطالبهم "غير المُحقة" بالتعقّل والقراءة جيداً في سطور الاحداث الاقليمية الممتدة من اليمن الى العراق وصولاً سوريا. فمحور المقاومة سجّل ويُسجّل انتصارات كثيرة في هذه الدول، وسيكون آخرها في ادلب، مؤكدة ان "وزارة الصحة حُسمت لمصلحتنا، كما ان وزارة الاشغال ستبقى لـ "المردة"، ولسنا مضطّرين للتنازل عن هذه المطالب، والاجدى بهم ان يقبلوا بذلك الان قبل حسم معركة ادلب".

السنة المستقلون: من جهتها، تبدو العقدة "السنية" آخذة في الاشتداد. فقد عقد اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين اجتماعا في مجلس النواب اليوم، حضره النواب عبد الرحيم مراد، قاسم هاشم، فيصل كرامي وجهاد الصمد والوليد سكرية الذي اوضح ان "تم التأكيد خلال اللقاء على المواقف الثابتة والسابقة وهي الدعوة لحكومة وحدة وطنية وان تبنى وفق معايير محددة وتأخذ في الاعتبار نتائج الانتخابات تحديدا بالنسبة للطائفة السنية"، مضيفا "كان تيار "المستقبل" يعتبر انه الممثل الوحيد للطائفة السنية لكن الآن هناك عشرة نواب من خارج تيار "المستقبل" نالوا 40% من اصوات الطائفة السنية ولهم الحق في التمثيل".

رسالة الى بري: ودائما على الخط الحكومي، استقبل الرئيس بري في عين التينة اليوم وزير الاعلام موفدا من رئيس القوات. وقد اوضح بعد اللقاء "أنني أطلعت الرئيس بري على اجواء اجتماع بيت الوسط امس، ونقلت له رسالة من جعجع وأطلعته على مدى جهوزية القوات للوصول الى تشكيلة حكومية متوازنة"، مضيفا "القوات لا تقدم تنازلا بمعنى التنازل بل قدمت تسهيلات لأقصى الحدود لمساعدة الرئيس المكلف لتشكيل حكومة لنهضة البلد". وتابع "العقدة ليست عندنا وقدمنا اكثر ما يمكن، ولسنا من يشكل الحكومة لنتحدث عن قرب ولادتها أو عدمه".

"العودة" في الخارجية: على صعيد آخر، حضرت المبادرة الروسية لاعادة النازحين، طبقا اساسا في لقاءات وزير الخارجية جبران باسيل في قصر بسترس اليوم. فهو عرضها مع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وقبله مع سفير روسيا ألكسندر زاسبكين الذي قال بعد اللقاء "استكمالا لمفاوضات الوزير باسيل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف مؤخرا في موسكو، وفي ضوء الأوضاع والمستجدات في المنطقة، بحثنا في القضايا الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية بين البلدين خصوصا موضوع عودة النازحين في ضوء المبادرة الروسية في هذا المجال والتي تؤيدها القيادة اللبنانية. وبحثنا في موضوع تأسيس اللجنة لهذا الهدف، وما يهم هو مواصلة العمل اليومي لتأمين عودة النازحين الى المناطق الآمنة في سوريا. وقد أشرت الى ضرورة التواصل السوري- اللبناني في هذا المجال لمصلحة شعبي البلدين"، متوقّعا ان يتم تشكيل اللجنة في الايام المقبلة.

ابراهيم رئيسا للجنة؟ وفي السياق، علمت "المركزية" أن اللجنة المشتركة يتوقع ان يرأسها اللواء ابراهيم من الجانب اللبناني والسفير زاسبيكين روسيّا، وأنها ستخلو من اي تدخل سوري مباشر.

كارديل واليونيفيل: من جهة أخرى، وفي وقت اشارت معلومات "المركزية" الى ان "لا جلسة للتمديد لليونيفيل في اجندة مجلس الأمن اليوم، بعدما كانت الجلسة محددة عند العاشرة صباحا بتوقيت نيويورك، ويرجّح إرجاؤها الى الغد"، التقى باسيل المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان بالإنابة برنيل دايلر كارديل التي أعلنت بعد اللقاء ان البحث تناول التحضيرات الجارية لانعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول المقبل. وناقشنا ضرورة التنفيذ الكامل للقرار 1701 والتمديد للتفويض لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان إضافة الى الأوضاع في المنطقة. وقد زارت ايضا بيت الوسط حيث التقت الرئيس الحريري.

القوات تراجع: وسط هذه الاجواء، تقدم نواب تكتل "الجمهورية القوية" اليوم الى مجلس شورى الدولة بمراجعة خطية في الطعن لابطال مرسوم التجنيس. وقد شرح النائب جورج عقيص "أننا لم نتبلغ حتى الساعة أي قرار بوقف التنفيذ. واليوم جئنا لكي نتقدم خطيا، ومرة اخرى، بطلب وقف تنفيذ المرسوم لأنه في حال جرى تنفيذه عمليا يصبح الطعن من دون جدوى".

تحذير اممي: اقليميا، وفي وقت حذر المبعوث الأممي إلى ​سوريا​ ​ستيفان دي ميستورا​، من أنّ "مصير 9.5 ملايين نسمة على المحك في إدلب"، معتبرا ان "ينبغي إتاحة مزيد من الوقت لروسيا وإيران وتركيا لمحاولة تجنّب حدوث تصعيد عسكري كبير"، اعلنت وزارة الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف بحث خيارات التسوية السلمية في سوريا مع نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض في المعارضة السورية. وفي وقت اكد بوغدانوف ان "المعارضين مستعدون للاتفاق مع دمشق حول إدلب"، كان وزير الخارجية سيرغي لافروف يستقبل نظيره السوري وليد المعلم.

تدريبات روسية: في المقابل، تجري روسيا تدريبات عسكرية في البحر المتوسط في الفترة الممتدة بين 1 و8 ايلول المقبل تشارك فيها 25 سفينة و30 طائرة بحسب ما نقلت وكالة تاس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية. وقال الكرملين عن التدريبات المقررة، إن "الإجراءات الأمنية تبرر ذلك، نظرا للوضع في إدلب السورية".