التصويت الشعبي ليس مفتاح “الرئاسة الأميركية”.. اليكم التفاصيل
لطالما عرفت الأنظمة الانتخابية بتعقيداتها وثغراتها، خاصة عند التفريق بين المبادئ الانتخابية، فمنها التصويت المباشر أو غير المباشر أو على درجات كذلك، التصويت الشعبي أو التصويت البرلماني أو حتى الأنظمة الملكية. في هذا الإطار، عرفت الولايات المتحدة الأميركية على مر السنوات التصويت العبي، إلا أنه لم يكن المفتاح الوحيد للوصول للبيت الأبيض، فنتائج المجمع الإنتخابي والحصول على 270 صوت هو المفتاح الأول للنصر،
فمن هم الرؤساء الذين فازوا شعبياً ولم يصلوا؟
خلال انتخابات العام 2016، حقق المرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزا مفاجئا كسر به توقعات معظم استطلاعات الرأي التي رجحت فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. ومع صدور النتائج، تفوقت كلينتون على ترامب بالتصويت الشعبي بفارق يناهز 2.8 مليون صوت. وعلى الرغم من ذلك، خسرت الأخيرة الانتخابات بسبب تفوق ترامب بالمجمع الانتخابي وحصوله على 304 صوت مقابل 227 لكلينتون.
كذلك في عام 2000، فاز جورج بوش الابن بالرئاسة على الرغم من خسارته للتصويت الشعبي لصالح الديمقراطي أل غور (Al Gore) بفارق حوالي 500 ألف صوت. فبالمجمع الانتخابي، فاز بوش الابن بفارق 5 أصوات وحصل على 271 صوت.
إلى ذلك لم تكن هذه المرات الوحيدة التي يفوز فيها مرشح بالرئاسة على الرغم من خسارته للتصويت الشعبي. فقبل ترمب وبوش الابن، حقق كل من جون كوينسي أدامز (John Quincy Adams) وروثرفود هايس (Rutherford B. Hayes) وبنجامين هاريسون (Benjamin Harrison) هذا الإنجاز.
مرشح فاز بـ”التصويت الشعبي” والمجمع الانتخابي وخسر
وخلال انتخابات العام 1824، تنافس أربعة مرشحين على الرئاسة انتموا جميعا للحزب الديمقراطي الجمهوري. وقد تمثل هؤلاء المترشحون الأربعة حينها في كل من أندرو جاكسون وجون كوينسي آدامز وويليام كروفورد وهنري كلاي.
عقب فرز الأصوات وصدور النتائج الرسمية، فاز أندرو جاكسون بكل من التصويت الشعبي والمجمع الانتخابي. وعلى الرغم من ذلك، لم يفز أندرو جاكسون بالرئاسة بسبب عدم حصوله على أغلبية، أي أكثر من النصف، بالمجمع الانتخابي.
ولهذا السبب، تم، حسب ما جاء بالدستور الأميركي، المرور نحو مجلس النواب لتحديد الرئيس من بين الثلاثة مرشحين الذين حصلوا على أكثر الأصوات.
وعلى الرغم من استبعاده بسبب حصوله على المركز الرابع، مارس كلاي نفوذه على النواب، بصفته رئيس مجلس النواب، لتحديد هوية الرئيس المقبل.
لكن وبشكل مفاجئ، صوت مجلس النواب لصالح تولي جون كوينسي أدامز الرئاسة مستبعدين بذلك أندرو جاكسون الذي فاز بـ”التصويت الشعبي” والمجمع الانتخابي.
ولايات مثيرة للجدل
خلال العام 1876، وضع السباق الرئاسي الجمهوري روثرفورد هايس في مواجهة الديمقراطي صمويل تيلدن (Samuel J. Tilden).
ومع صدور النتائج، فاز تيلدن بالتصويت الشعبي وحصل على 184 صوتاً بالمجمع الانتخابي بينما نال منافسه هايس 165 صوتا فقط.
في الأثناء، تنازع الحزبان الجمهوري والديمقراطي على أصوات فلوريدا ولويزيانا وكارولينا الجنوبية حيث تحدث كل منهما عن فوزه بهذه الولايات وحصوله على أصواتها المقدرة بعشرين صوتاً.
أمام هذا الوضع، أنشأ الكونغرس لجنة تكونت من أعضاء من مجلسي النواب والشيوخ إضافة لعدد من قضاة المحكمة العليا. وبنهاية المطاف، قررت هذه اللجنة منح الـ20 صوتاً المتبقية للمرشح الجمهوري هايس الذي فاز بفارق صوت واحد عقب حصوله على 185 صوتاً بالمجمع الانتخابي مقابل 184 لتيلدن.
فوز بالتصويت الشعبي وخسارة للمجمع الانتخابي
خلال انتخابات العام 1888، تبادل المرشحان الجمهوري بنجامين هاريسون (Benjamin Harrison) والديمقراطي غروفر كليفلاند التهم حول شراء أصوات الناخبين وتقديم الرشوة لضمان الفوز. وبجنوب البلاد، فعل الديمقراطيون كل ما بوسعهم لمنع السود من الإدلاء بأصواتهم بسبب ميل هؤلاء للجمهوريين.
مع صدور النتائج، فاز الديمقراطيون بالجنوب بينما حصل الجمهوريون على أصوات ولايات الشمال. إلى ذلك، فاز كليفلاند بالتصويت الشعبي بفارق 90 ألف صوت. إلا أنه خسر السباق الرئاسي لصالح هاريسون الذي فاز بالمجمع الانتخابي عقب حصوله على 233 صوتاً مقابل 168 لكليفلاند.