مراوحة قاتلة حكوميا... وتشريع قريب "اذا لم تُشكــــل"
حزب الله: لا حكومة الا جامعة وبري: بداية الحلول بـ"الوحدة"
ايران تصعّد واسرائيل تهدد وادلب بين روسيا وتركيا وايران
المركزية- وسط أجواء المراوحة التي تخيم على ملف تشكيل الحكومة وانعدام المؤشرات في اتجاه ولادة قريبة، هدأت النبرة في الخطاب السياسي، وبدا ان الجهود بدأت تتركز على المعالجات بعدما احتلت المواقف صدارة المشهد ان عبر قنوات التسريب الممنهج او في المواقف المباشرة وآخرها للرئيس المكلف امس موجها سلسلة رسائل وضعت حدا لمحاولات الالتفاف على صلاحياته وجازما ان لا مهل للتكليف ولا اعتذار.
ولعل مردّ التهدئة الكلامية، كما قالت اوساط سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، "كلمة سر" ابلغت الى الاطراف ذات الصلة، بوجوب خفض الصوت وانتظار ما سترسو عليه التسويات الدولية والتطورات الاقليمية لا سيما في إدلب السورية حيث الاستعدادات لمواجهة كبيرة في آخر معاقل المعارضة وسط توقعات باحتمال استخدام "الكيميائي" في المعركة .
الحكومة بداية الحلول: وفي انتظار نضوج ظروف زيارة الرئيس المكلف الى بعبدا، جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الأربعاء التأكيد على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، ونقل عنه النواب قوله إن بداية الحلول هي في وجود حكومة وحدة وطنية تجيب على كل الأسئلة وتعمل لمواجهة الاستحقاقات.
نحوالتشريع: وبدا لافتا، تشديد بري على ان المجلس ذاهب الى التشريع وانه سيدعو الى جلسة تشريعية بعد ان تنتهي اللجان من درس مشاريع عديدة خصوصاً تلك المتعلقة بالوضع المالي (علما ان جلسة للجان النيابية المشتركة تعقد غدا في البرلمان)، وقد نقل النواب عن بري قوله "اذا تأخر تأليف الحكومة فسيكون هناك تشريع في المجلس". وتناول لقاء الأربعاء ايضا المشاكل العديدة المتعلقة بالخدمات والبيئة مثل الكهرباء والمطار وتلوث الليطاني، حيث أكد بري مرة اخرى على أهمية تطبيق القوانين وملاحقة كل المخالفين وضبط المخالفات المتعلقة بتلوث الليطاني ومحيطه.
"الحزب..لتوحيد المعيار: وفي المقلب الحكومي، دعا حزب الله الى توحيد المعايير لتسهيل التأليف وترك القضايا الخلافية للبحث لاحقا، بعد ابصار الحكومة النور. وفي السياق، أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ان "كل ما نطرحه الآن، هو في إطار التشجيع على الإسراع في تشكيل الحكومة، التي لا يمكن أن تتشكل في مثل هذه الظروف إلا إذا كانت جامعة لكل القوى السياسية الموجودة في البلد"، داعيا إلى أن "تتمثل القوى السياسية بوزراء حسب النتائج التي أفرزتها الانتخابات النيابية، ولاسيما أننا وإخواننا في "حركة أمل"، توافقنا على منهجية للتعاطي مع هذا الأمر، ونحن ماضون في تنفيذها، فلا نغير ولا نبدل، وقدمنا ما يمكننا أن نتواضع بتقديمه من أجل أن تتشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن، وبالتالي فإن عدم اعتماد معيار واضح وواحد في التشكيل، سيؤدي إلى الاستنسابية، التي ستؤدي إلى مزيد من المشاكسة والاعتراضات والانقسامات، أما إذا اعتمدنا نتائج الانتخابات النيابية، فلا يعود هناك أي مبرر لأي تكتل نيابي أن ينفخ في حجمه، أو أن نستخف بأحجام كتل موجودة لها تمثيلها".
..وتأجيل مواضيع النقاش: أما وزير الصناعة حسين الحاج حسن فأكد "ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة، والاهم ان يخرج البعض من اختراع الاسباب لتعطيل تشكيلها، واذا كان هناك مواضيع للنقاش فلتطرح بعد التشكيل وليس قبلها، وتحديدا العلاقة مع سوريا، والمعابر المهمة للاقتصاد اللبناني، واعادة النازحين الى سوريا. فكيف يعودون اذا لم يكن هناك تنسيق مع الدولة السورية، معبر نصيب يحتاج الى تنسيق مع الدولة السورية، كما عودة النازحين وموضوع الكهرباء ونهر العاصي ونهر الكبير الجنوبي والقضايا الامنية ايضا. لذلك، فلنذهب الى تشكيل الحكومة بقواعد واضحة واهمها الاستناد الى نتائج الانتخابات النيابية التي يبدو ان البعض لم تعجبه".
لاشروط سورية: وليس بعيدا، كشف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، انه ناقش موضوع معبر نصيب في زيارته الاخيرة الى سوريا مكلّفا من رئيس الجمهورية ميشال عون. وردّا على سؤال حول شروط سورية لفتح المعبر، قال في حديث تلفزيوني "أحد لم يشترط علينا شيئا أو طلب شيئا وللبحث في الملف تتمة". وعن المبادرة الروسية، اشار ابراهيم الى ان "المبادرة مشكورة وأيا تكن الجهة التي تساهم في عودة النازحين نتمسك بها"، مضيفا "اتخذنا اجراءات في المديرية سبقت المبادرة الروسية وسنستمر بها، وسألتقي السفير الروسي في الساعات القادمة للبحث في المبادرة". وتابع "نحن في اطار رسم خارطة طريق لتنفيذ المبادرة الروسية".
الحاج حسن الى سوريا: في الاثناء، وبعيد دعوة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الى ارجاء البحث بملف تطبيع العلاقات مع سوريا الى ما بعد تشكيل الحكومة، علمت "المركزية" ان الوزير الحاج حسن سيزور سوريا مجددا في 6 ايلول المقبل تلبية لدعوة رسمية من وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري محمد سامر خليل، للمشاركة في "معرض دمشق الدولي" في دورته الستين. وافادت المعلومات ان الحاج حسن أطلع رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية على قراره الموافقة على المشاركة على رأس وفد من الوزارة ومن رجال الأعمال اللبنانيين الذين حجزوا جناحاً في المعرض.وقال الحاج حسن لـ"المركزية": إن المشاركة في نشاطات اقتصادية في سوريا أمر طبيعي، وهي تأتي في سياق العلاقات الرسمية القائمة بين البلدين اللذين تربطهما علاقات ومصالح مشتركة ثابتة ومتجذّرة على أكثر من صعيد سياسي واقتصادي واجتماعي وعائلي.
بوتين الى الرياض؟: دوليا، اشار وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف خلال استقباله نظيره السعودي عادل الجبير في موسكو الى "اننا بحثنا مع الجانب السعودي في الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين"، معلنا "اننا اتفقنا على تنسيق زيارة للرئيس بوتين إلى السعودية". أما الجبير فقال ان "الاتفاق النووي لم يشمل دعم إيران للإرهاب ولا برامجها الصاروخية".
ايران تصعّد: أما ايرانيا، فأكد المرشد الاعلى علي خامنئي "ان طهران لن تتفاوض مع المسؤولين الاميركيين الوقحين على اي مستوى، مشيرا الى ان الاتفاق النووي وسيلة وليس غاية ويمكننا التخلي عنه إذا لم يخدم مصالحنا القومية". في الموازاة، هدد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية بأن "اذا لم تلتزم القوات الاجنبية في مضيق هرمز بالقانون الدولي، فستواجه إجراءات ايرانية "للسيطرة".
اسرائيل تهدد: وسط هذه الاجواء، كررت اسرائيل اليوم تهديداتها بمهاجمة أهداف عسكرية إيرانية في سوريا ومواقع للجيش السوري، وذلك غداة توقيع وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي خلال زيارة قام بها الى دمشق اتفاقية تعاون عسكري بين البلدين تهدف لإعادة بناء القوات السورية. وقال وزير الاستخبارات الاسرائيلي يسرائيل كاتز إن "الاتفاق الذي أبرم بين بشار الأسد وإيران يشكل اختبارا لاسرائيل: سيكون ردنا واضحا وجليا. لن نسمح لإيران بالتمركز عسكريا في سوريا" البلد المجاور لاسرائيل"، مضيفا "سنرد في سوريا بكل قوتنا ضد أي هدف إيراني يمكن أن يهدد اسرائيل، وإذا تدخل الدفاع الجوي للجيش السوري ضدنا فسيدفع ثمن ذلك".
ادلب: من جهة ثانية، أكد نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف ان روسيا تناقش الوضع في إدلب ومنطقة عفرين الخاضعتين لسيطرة المعارضة السورية، مع إيران وتركيا، وكذلك مع الحكومة والمعارضة.