مراجع النجف: تهديد إسرائيل باغتيال السيستاني يُهدّد السلم العالمي
دان عدد من المراجع الدينية في مدينة النجف العراقية اقحام المرجع الديني الأعلى في العراق السيد علي السيستاني ضمن قائمة الأهداف الإسرائيلية المطلوب اغتيالها، معتبرين "التطاول على صمام أمان المسلمين" محاولة لضرب السلم والأمن في العراق والمنطقة.
ودان المرجع الديني الشيخ بشير النجفي نشر الإعلام الإسرائيلي صورة السيستاني ضمن قائمة الشخصيات المستهدفة، وقال مكتب النجفي في تعليق مقتضب لـ"النهار"، إن "محاولة استهداف المرجعية تمثل استهدافا لكل العراقيين واستفزازا لمشاعر الملايين لما تمثله من مكانة عالية عند الجميع".
المرجع البديري: خلط للأوراق
وإذ استنكر المرجع الديني الشيخ جعفر البديري "بأشد العبارات ادراج صورة سماحة المرجع الديني الاعلى ضمن لائحة الاهداف الاسرائيلية"، أعتبر أن "هذا الفعل يدل الى عمق العداء وخلط الاوراق، وهو محاولة لتعريض الامن الدولي للخطر".
وقال البديري لـ"النهار"، ان اقحام المرجعية العليا في مثل هذه الظروف والاحداث يعكس رسالة الى كل الطوائف والأديان بـ"أنكم في مرمى اهدافنا".
واكد أن "المرجعية العليا في النجف وكل مرجعيات الشيعة لا تهتم لمثل هذه الامور، فهذه ردود فعل لا وزن لها"، مستدركا بقوله:"لكننا نطالب الامم المتحدة والمنظمات الدولية والاسلامية بالتنديد بمثل هذا السلوك".
وأضاف ان "المرجعية الدينية العليا مرجعية متوازنة، تعمل للاصلاح والارشاد وإعانة المظلومين قدر امكانها. فهي لا تقحم نفسها في المهاترات وفي خلق الفوضى ولا في اي شيء. لذلك نحن من موقع المسؤولية نرى ان هذا الاقحام بهذا الشكل امر استفزازي".
استهداف للسلم الاجتماعي والسياسي
الكاتب والصحافي محمد عبد الجبار الشبوط اعتبر ان المرجعية الدينية العليا في العراق ممثلة بالسيد علي السيستاني، هي أحد الأعمدة الرئيسة لحفظ السلم الاجتماعي والسياسي في البلاد والمنطقة.
وقال الشبوط لـ"النهار"، ان اقحام السيد السيستاني في قائمة الأهداف الإسرائيلية يعد تصعيدا خطيرا يثير القلق البالغ حول نوايا مثل هذه التحركات وغاياتها ، معتبرا ان "استهداف شخصيات دينية بهذا الوزن يمكن أن يؤدي إلى تدهور حاد في استقرار المنطقة ويعرقل جهود تعزيز الحوار بين الأديان والشعوب".
وذكّر بأن "المرجعية لعبت دورا محوريا وفعالا في تعزيز الوحدة الوطنية والحث على التعايش السلمي، واغتيالها إن حصل سيشعل فتيل الاضطرابات بلا شك ".
ودعا الشبوط المجتمع الدولي الى أن ينظر بجدية إلى مثل هذه التهديدات، وأن يعزز من الجهود الدبلوماسية لتحقيق تسوية سياسية وسلمية، مشيرا الى ان "الحفاظ على شخصيات مرجعية مثل السيستاني هو حفاظ على مستقبل آمن ومستقر للمنطقة بأسرها".