هل يعيد الرد الإسرائيلي على إيران تفعيل وحدة الساحات؟
شربل مخلوف
المركزية- تتسارع الأحداث الإقليمية في المنطقة بوتيرة غير مسبوقة. فبعد ما شهدته غزة ولبنان من قصف إسرائيلي مدمر وسقوط مئات الشهداء والاف الجرحى بسبب الحرب التي أنطلقت في 7 أكتوبر باتجاه اسرائيل مع عملية طوفان الاقصى ، وكانت إيران على علم بها ، اعلنت الجمهورية الاسلامية مساء امس انها اطلقت 400 صاروح باتجاه اسرائيل وذلك انتقاما لاغتيال اسماعيل هنية والسيد حسن نصرالله وقائد فيلق القدس في لبنان،وهو الرد الثاني منذ بدء حرب 7 أكتوبر، فهل سيستتبع برد إسرائيلي عنيف باتجاه ايران أسوة بما يحصل في لبنان وغزة وكما توعّدت تل ابيب ؟
يقول العميد المتقاعد ناجي ملاعب لـ"المركزية" اذا عدنا الى الرد الذي نفذته طهران في نيسان الماضي وكان اعلن عنه مسبقا، نرى أن معظم الصواريخ التي أطلقت لم تصل إلى أهدافها والقليل منها وصل إلى قاعدة جوية، النقب وذلك بحسب تصوير الموقع التابع للقاعدة.
عن الهدف من إطلاق الصواريخ في نيسان الماضي ما دامت لم تفعل فعلها ،يرى ملاعب أن ايران حققت الأمور التالية: أولا: إستطلعت بالنار لمعرفة من أي مكان ستطلق صواريخ الدفاع الجوي وقدرتها للتصدي والتعامل معها مستقبلا من قبل القوى الحليفة لإسرائيل. ثانيا: تريد إيران معرفة أماكن صواريخ الدفاع الجوي الإسرائيلية لاسيما ذات المستويات العالية والصعب نقلها من مكانها هي علمت أماكن هذه الصواريخ وقدراتها لكيفية التعامل معها. ثالثا: لأول مرة ايران تصنع مثل هذه الصواريخ وأرادت أن تتحقق من فاعليتها بالوصول الى هدفها، أو الوقوع قبل هدفها أو من حيث قوة التفجير والمدى والمسار .كل هذا أدى إلى اكتساب مزيد من الخبرة لصناعتها. رابعا: حينما قامت بعملية مركبة في نيسان الماضي ،تألفت من صواريخ كروز فوق الأرض، والصواريخ البالستية التي هدفها اختراق الغلاف الجوي، قامت أيضا بإرسال مسيرات غير ذات قيمة، وذلك كي تستنزف صواريخ الدفاع الجوي لتمرير صواريخها، واستفادت لاطلاق صواريخها من أماكن مختلفة وارسال اخرى مشتركة ومن أنواع معينة لبلوغ الهدف في الوقت نفسه. خامسا: أعلنت ايران نهاية العام الماضي أنها أصبحت تمتلك صواريخ فرط صوتية .هذه الصواريخ صعب اعتراضها، وكانت التجربة في اليمن حينما قام الحوثيون بإطلاقها ووصلت إلى تل أبيب من دون أن يتم اعتراضها من قبل دفاعات القبة الحديدية.
ويلفت ملاعب إلى أن الحرس الثوري استخدم صواريخ من نوع فتاح ،مشيرا إلى انه لا يمكن اعتراضها وفي حال وصلت إلى أهدافها تتسبب بتدمير واسع".
وهل ترد إسرائيل؟ " عمليا جرى تهديد اسرائيل من قبل الحرس الثوري ان اذا قامت بالرد ستكون هناك أمور صعبة والرد سيكون أقسى وستندم عليه".
ويضيف: الولايات المتحدة تمتلك القرار بهذا الاتجاه ويمكنها أن تصبر اذا اعتبرت ان ايران اكتفت بهذا الرد، مشيرا إلى أن " قنوات الاتصال بين الدولتين ما زالت موجودة سواء عبر اجتماعات الأمم المتحدة الأخيرة أو عبر عُمان والدوحة. ويتابع: هناك طرق آخرى لاستيعاب الرد الإيراني من دون رد اسرائيلي حينها سيكون الاصعب والاخطر ان تطلق يد اسرائيل في المنطقة من دون الرد على طهران فهذا الأمر صعب وسندفع ثمنه".
ويختم: " في حال ردت إسرائيل على ايران ستكون حرب شاملة ولن تسكت طهران عن الرد بل ستستهدف أماكن تواجد العسكري الأميركي في المنطقة لأنها ستحمل الولايات المتحدة تبعات الرد الإسرائيلي ما سيؤدي الى تدخل الدول العربية لمساندة واشنطن، لكن اعتقد أن الولايات المتحدة ستلجم الامور كي لا تتدحرج الى حرب مفتوحة".