Sep 30, 2024 4:55 PM
خاص

حرب غزة فتحت بوابة "الشرق الأوسط الجديد"...قطار الحرب يسير ولبنان ليس المحطة الأخيرة!

خاص - المركزية

المركزية - بالمباشر قالها موشيه فوزييلوف الذي واكب خطط التحضير لاغتيال أمين عام حزب الله حسن نصرالله من خلال توليه مناصب رفيعة في جهاز "الشاباك" إن "الهدف الحقيقي من اغتيال نصرالله هو تصفية التهديد النووي الإيراني وخلق محور الخير الجديد في الشرق الأوسط".

وفي تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، كلام مفاده أن عملية"طوفان الأقصى" التي بدأت في 7 تشرين الأول 2023  تحولت إلى طوفان لسلاح الجو الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت. ويخطئ من يعتقد أن "حزب الله"  يضبط نفسه بعدم إطلاق آلاف الصواريخ".

إذا الكلام اليوم تحول إلى ما بعد اغتيال نصرالله حيث تكثف إسرائيل عملياتها الحربية في الشمال لترسم صورة "الشرق الأوسط الجديد" وتوطيد التحالف الإقليمي ضد "المحور الإيراني". وإذا كان التركيز على الخطط التي وضعتها القيادات الأمنية والعسكرية على المستويين السياسي والعسكري لتحقيق هدف الحرب لإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم ، لكن بالتوازي فإن الحفاظ على أمن الحدود اللبنانية وإزالة أي خطر من قبل "حزب الله" هو الهدف الإسرائيلي الذي وضعه الجيش ويتطلب تحقيقه خططاً عسكرية عدة يكثف تنفيذها خلال أيام، من دون حسم قرار في شأن الدخول إلى لبنان وتنفيذ عملية برية، في وقت يجري الحديث عن احتمال تنفيذ العملية البرية في غضون 48 ساعة تكون محدودة من دون الدخول إلى العمق اللبناني.

ما يحصل ويؤمل منه على المدى البعيد يشكل الفرصة الأخيرة للبنان طبعاً لكنها  لن تمر من دون مخاض عسير بين مشروعين الأول يريد تطبيق القرارين 1701 و 1559 الذي ينص أولا على نزع سلاح كل الميليشيات وبين مشروع الحرب وكلام نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم اليوم كان واضحا في هذا المجال، اذ أكد أن أي عملية برية ستواجهها عناصر المقاومة. وقبل أن يختم يؤكد لبيئته "النصر لنا".

وفيما تبحث إسرائيل في كيفية استغلال ما تعتبره "إنجازاً كبيراً باغتيال نصرالله" وضمان الحفاظ على ما حققته بعد عملياتها المستمرة في الضاحية الجنوبية ونجحت في تصفية قيادة الحزب وشل قدرته النظامية على إدارة الحرب والقتال بتصفية القدرات العسكرية للحزب، وضعت القيادة العسكرية ثلاثة تصورات للعملية البرية، الأول وهو الذي بدأ تنفيذه على أرض الواقع، أي شن عمليات بمحاذاة الحدود يضمن خلالها إبعاد عناصر "الرضوان"، والعملية الثانية الدخول إلى عمق غير كبير لإنشاء منطقة عازلة يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي ، وهذا الاقتراح جاء استتباعاً للقرار الذي أعلنه الأخير بفرض حصار على لبنان بما في ذلك حصار بحري وجوي  يضمن منع وصول طائرات إيرانية أو طائرات تشك إسرائيل أنها تنقل سلاحاً إلى "حزب الله". أما العملية البرية الثالثة، وهي الأكبر، ومن شأنها أن تستغرق فترة طويلة وتشهد قتالاً شرساً، بحسب مسؤول عسكري، حيث يتوغل الجيش إلى نهر الليطاني وما بعده.

كل هذه النتائج، من شأنها أن تساعد في رسم شرق أوسط جديد تقول مصادر مطلعة لـ "المركزية" وتعتبر أن حرب غزة فتحت بوابة "الشرق الأوسط الجديد"، الذي بدأ يتردد عنوانه منذ حرب العراق عام 2003. وساهم تعثرالمفاوضات مرة جديدة بين قطر واسرائيل لإطلاق سراح الأسرى، في إعادة تأجيج الحرب خصوصا مع فشل الأمم المتحدة حتى الساعة في فرض قراراتها على إسرائيل. وما يزال قطار الحرب مستمرّاً في جولته التي بدأت في غزة، مروراً برفح والضفّة الغربية ، وصولاً، وليس آخِراً، إلى لبنان.

وتضيف"فكرة الشرق الأوسط الجديد انبثقت من الحاجة لتحويل هذه المنطقة الشاسعة والغنية بالإمكانات، وذات الموقع الجغرافي الخطير، من مستنقع نشط لإنتاج الاضطرابات والحروب والتهديدات الدائمة للمصالح الدولية المتجمعة فيه، إلى مكان أكثر أمناً واستقراراً لساكنيه أولاً، ولكل من له مصالح فيه. وما يجعلها فكرة قابلة للتطبيق وليس مجرد رغبة أو حلم، أن إمكاناتها المادية متوفرة، وتحويل البوصلة من مؤشرات الاقتتال والتناحر إلى مؤشرات التعاون والتكامل والتنمية، أمر لا تملك الدول إلا الإقرار به، والتسابق على خدمة مصالحها من خلاله".

في مقياس الإمكانات المادية، تبدو فكرة الشرق الأوسط الجديد، المتقارب حتى مع الجارة أوروبا، ممكنة كهدف واقعي شرط أن يكون أداء السياسات متقناً، وعلى نحو لا يشعر أي طرف من أصحاب المصالح في المنطقة بأنه بحاجة للإنفاق على حماية وتوسيع نفوذه، أضعاف ما يكسب من مزايا جرّاء ما هو متاح له من تعاون مع الآخرين.

وتختم المصادر:" ذلك لن يكون عملاً ميكانيكياً سهلاً ومضموناً بالرغبات والتوجهات الإيجابية، بل يحتاج إلى عمل كثير ومواظب. فالشرق الأوسط الجديد تملك فيه السعودية أوراق تأثير جدية أكثر من غيرها، والخارطة المأمولة الجديدة له، ليست تلك التي عرضها بنيامين نتنياهو على الجمعية العامة للأمم المتحدة. الفرق جوهري. ذلك أن الخارطة السعودية التي يقترحها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من دون تسرع في إعلانها بالألوان، حددت في تضاريسها الجغرافية والسياسة والكيانية "فلسطين" التي غابت تماماعن خارطة نتنياهو، وشتان ما بين عمل دعائي تحتاجه لعبة العلاقات العامة، وعمل جدي حقيقي تحتاجه المنطقة وشعوبها والعالم. وهذا ما تجسده الخريطة السعودية التي هي بصدد أن ترسم على الأرض، وليس في فضاء الدعايات والتحليلات".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o