لا تفاهمات اميركية – ايرانية بعد وحركة الداخل والخارج مجرد رهانات
يوسف فارس
المركزية –اعطت الحلحلة الاميركية – الايرانية المسجلة على خط المفاوضات بين الجانبين دفعا على ما يبدو للانطلاق من جديد في المساعي الرئاسية ومحاولات كسر الجمود القائم مستندة الى رغبة طهران في تقديم اوراق تعزز حظوظ الديموقراطيين في انتخابات الرئاسة الاميركية، بعدما تاكدت رغبتهم بالعودة الى طاولة المفاوضات النووية في حال احتفاظهم بالبيت الابيض حيث يحكى عن استراتيجية ايرانية مشابهة لتلك التي اعتمدت العام 2017 واوصلت الرئيس العماد ميشال عون الى بعبدا .
مقربون من واشنطن لا ينفون في المقابل حصول تبادل رسائل حول لبنان سواء في ما خص جبهة الجنوب الذي نجح تعاون الطرفين في تجنيب لبنان الضربة الكبرى وهو ما سمح في الانتقال الى الملف الرئاسي خصوصا في ظل التطورات الاسرائيلية الداخلية المتسارعة والحرب القائمة بين اليمين المتطرف وباقي القوى السياسية، حيث يسعى بنيامين نتنياهو لتعزيز سيطرته على الحكومة والسلطة تحت عنوان خوض معركة الوجود وهي مواجهة ستكون لها تداعياتها على دول المنطقة وتحديدا دول الطوق من الاردن الى لبنان وسوريا ومصر .
ويقولون ان قناعة تولدت عند المعنيين بأن حرب غزة وتمددها نحو المدن الكبرى في الضفة باتت ابعد من مسألة" طوفان الاقصى ". وهو ما ادى الى وضع الملفات الاقليمية على الطاولة حيث ان احداث اختراق في شأنها ممكن ان ينعكس على الوضع الفلسطيني خلافا لما كان سائدا في الفترة السابقة . وهو ما قد يستفيد منه لبنان لتمرير استحقاقه الدستوري بداية اعادة الانتظام الى الدولة .
الوزير السابق فارس بويز يؤكد لـ"المركزية" ان من المبكر الحديث عن تفاهمات اميركية – ايرانية وما يجري لا يتعدى الرهانات من قبل المعنيين المحليين والخارجين .حيث يرى كل منهما الامور من منظاره . صحيح ان هناك مشاورات بين واشنطن وطهران تفيد منها الدولتان بما يخدم مصالحهما لكن كما قلت لا شيئ نهائي بعد . طبيعي ان يفيد لبنان من كل تقارب او تفاهم اقليمي او دولي لما لقواه السياسية من ارتباطات خارجية، مثلا حزب الله لا يخفي ما يجمعه وايران وقس على ذلك بالنسبة الى العديد من الاطراف الاخرى .
وعن الاجتماع الفرنسي – السعودي وتناوله الملف الرئاسي يقول: يأتي من ضمن الرهانات . فرنسا لا تخفي تطلعها الى تعزيز حضورها ودورها في لبنان.اما بحثها والرياض في سبل دفع الانتخابات الرئاسية من عنق الزجاجة العالق فيه فقد يكون استباقا للتفاهمات المرتقبة او على الاقل الرهان عليها .
ويختم لافتا الى ان الكلمة لا تزال للميدان. السلام ونتياهو على رأس الحكومة في اسرائيل مستبعد كون لا مشروع لديه غير التصعيد سواء في غزة او الضفة ولبنان وزج اميركا في الحرب الدائرة .