ايران على تحديها للغرب رغم الحكم "الاصلاحي": اي عواقب؟
لورا يمين
المركزية- توعدت إيران بالرد على عقوبات جديدة فرضتها بريطانيا وألمانيا وفرنسا إثر اتهام تلك الدول طهران بتزويد روسيا بصواريخ قصيرة المدى لاستخدامها في أوكرانيا، بينما أعلنت أميركا عقوبات على إيران للسبب ذاته.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في بيان في ساعة متأخرة من مساء الثلثاء، إن "الإجراء الذي اتخذته الدول الأوروبية الثلاث هو استمرار للسياسة العدائية للغرب والإرهاب الاقتصادي ضد الشعب الإيراني". ونفت إيران تسليم أي أسلحة إلى روسيا لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا، وقال كنعاني إن "أي مزاعم بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية باعت صواريخ باليستية لروسيا الاتحادية لا أساس لها من الصحة وكاذبة تماما".
وكانت تلك الدول أعلنت أنها ستتخذ إجراءات لإنهاء الخدمات الجوية مع إيران "والعمل نحو فرض عقوبات على شركة الطيران الإيرانية". وقالت في بيان مشترك، إنه "بالإضافة إلى ذلك، سنستمر في فرض عقوبات على كيانات وأفراد مهمين منخرطين في برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ونقل صواريخ باليستية وأسلحة أخرى إلى روسيا".
بدورها، وفي هذا السياق، أعلنت الولايات المتحدة امس فرض عقوبات جديدة على إيران. وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية -في بيان- أن إدارة الرئيس جو بايدن فرضت عقوبات جديدة على إيران لدعمها روسيا في حربها "غير الشرعية" بأوكرانيا. وذكرت الوزارة أن إيران قدمت أسلحة فتاكة لروسيا، مؤكدة أن واشنطن "لن تتسامح مع ذلك".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال خلال زيارة للندن إن "روسيا تلقت شحنات من هذه الصواريخ الباليستية وستستخدمها على الأرجح في غضون أسابيع في أوكرانيا ضد الأوكرانيين". وأضاف أن عشرات الجنود الروس تدربوا في إيران على استخدام منظومة الصواريخ الباليستية "فتح 360" التي يصل مداها إلى 120 كيلومترا.
رغم تبدّل الرئيس الايراني ووزير خارجيته ايضا، ورغم وصول شخصيات مِن الفريق الاصلاحي في ايران الى الحكم، اكثر مرونة وليونة من اسلافهم، الا ان السلوك الايراني "العسكري" لم يتبدّل بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، حيث يبدو ان خيار المضي في التصعيد واستفزاز الغرب، اكان في الشرق الاوسط او في قلب اوروبا، مستمر ولم يتغيّر.
وفق المصادر هذا التشدد ستدفع ثمنه ايران، ليس فقط على شكل عقوبات، كما حصل في الساعات الماضية، بل ايضا على صعيد المفاوضات النووية المرتقبة مع الغرب. فاستمرار ايران في زعزعة الامن الاقليمي والاوروبي وفي تحدي الدول الكبرى، سيعيق اي انتعاش للتفاوض وسيقضي على الاشارات الايجابية التي حاولت طهران ارسالها الى الغرب عبر توزير عباس عراقجي في الخارجية واعادة محمد جواد ظريف (المعتدلين) الى نيابة رئاسة الجمهورية. عليه، يمكن القول، تتابع المصادر، ان طهران ستبقى تحت الحصار وفي عزلة الى ان توقف هذا السلوك الاستفزازي. واذا كانت تتطلّع الى التفاوض عليه على "الطاولة" مع الغرب، فرهانها في غير مكانه، لان الطاولة لن تُعقد اصلا في ظل هذا السلوك، تختم المصادر.