بين البطة العرجاء وهوس نتنياهو بالحرب...المنطقة الى اين؟
يوسف فارس
المركزية – مع تزايد التشاؤم حول احتمالات التوصل الى صفقة لتبادل الاسرى ووقف اطلاق النار في غزة انتقل التركيز نسبيا الى الجبهة الاسرائيلية الشمالية مع لبنان حيث تتصاعد التهديدات . وكان واضحا منذ ما بعد الاغتيالين اللذين نفذتهما اسرائيل في طهران وبيروت بحق كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية والقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر ان الحرب تسير في اتجاه التوسع ما دفع بالادارة الاميركية لاطلاق محركاتها على مسارين . الاول عسكري باستدعاء حاملات الطائرات ومجموعاتها واسراب من منظومات الدفاع الجوي على مستوى المنطقة باكملها لاظهار الاستعداد للدفاع عن اسرائيل ومحاولة ردع اعدائها . والثاني سياسي – دبلوماسي تضمن ضغوطا مختلفة على اطراف كثيرة في المنطقة خصوصا قوى محور الممانعة وتوزعت بين الترغيب والترهيب واتسمت برسم الخطوط الحمر وتحديد ما يمكن هضمه وما سيؤدي الى تصعيد كبير وشامل لن تكون الولايات المتحدة بمنأى عنه. وفي هذا السياق، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية انها اعادت تموضع قواتها في الشرق الاوسط تحسبا لاي تصعيد من جانب ايران ووكلائها وللمساعدة في الدفاع عن اسرائيل .وان اعادة الاتشار في المنطقة اخيرا منحتها قدرة اكبر في الدفاع عن قواتها مشيرة الى ان لديها اكثر من 30 الفا من قواتها في الشرق الاوسط يعملون مع شركاء وحلفاء ولا تنظر في تغيير ذلك .
رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والابحاث العميد ركن المتقاعد هشام جابر يقول ل "المركزية"، تأكد بما لا يقبل الشك ان المفاوضات القائمة لوقف الحرب على غزة هي طبخة بحص كما يقال رغم التعب الذي حل بالفريقين المتقاتلين اسرائيل وحماس . الامر الذي دفع برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى التصعيد عسكريا في محاولة لخرق الدائرة المحشور فيها وتوسيعها باتجاه كل من لبنان والتهديد بتدميره وسوريا بحجة قطع الامدادات على حزب الله واستهداف مراكز ايرانية على ارضها.
اما بالنسبة الى اميركا التي تحاول الدفع لانجاح المفاوضات من جهة والتذكير بوجود اساطيلها في المنطقة القائلة بانها للحؤول دون الحرب الشاملة ومساندة اسرائيل عند الحاجة، فهي راهنا بمثابة بطة عرجاء لا حول لها ولا قوة .الرئيس بايدن عاجز صحيا واداريا وما من احد يعلم ما ستؤول اليه اوضاعه والاحوال معه من اليوم وحتى شهر كانون الثاني المقبل موعد تسلم الرئيس الاميركي الجديد. سواء فاز الرئيس السابق دونالد ترامب ام المرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس .الظاهر اننا سنكون امام حرب استنزاف طويلة الامد قد تتفجر في اي لحظة مع تطلع نتنياهو المهووس بالحرب باعتراف وزرائه لتغيير الاوضاع في الشمال وعلى الحدود مع لبنان .