Sep 10, 2024 3:00 PM
خاص

الانتخابات الاميركية تتحكم بمصير المنطقة...من نتنياهو الى خامنئي

نجوى ابي حيدر

المركزية- على وقع المعركة الرئاسية الاميركية، تمضي تطورات المنطقة وعلى ايقاعها تتصاعد وتيرة الحرب وتنخفض. من غزة الى الضفة ومن جنوب لبنان الى بقاعه، غارات ومجازر وقصف واستهدافات، ليس ما يردعها، لا قرار اممي ولا ادانات دولية ولا ضغوط من الحلفاء. وحده نتنياهو يتحكم باللعبة الاقليمية ووفق اهوائه الجنونية ولا محدودية اجرامه يجّر خلفه الجميع، خشية اشتعال حرب اقليمية قد تتوسع الى عالمية، ان وقعت، وفق التقديرات.

وفي وقت  يرجح أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع المقبل، على مشروع قرار فلسطيني يطالب إسرائيل بإنهاء "وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة" خلال 6 أشهر، تأكيدا على الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في تموز الماضي، يستغل نتنياهو الانتخابات الاميركية والاسابيع القليلة الباقية لممارسة اقصى انواع الضغط، ليس بالسياسة كما سائر اللاعبين، انما بالحديد والنار والجرائم الوحشية على غرار آخر سيناريوهاته اليوم في مواصي خان يونس جنوبي غربي غزة، حيث فاق عدد الشهداء الاربعين، ساعيا الى إبادة الغزاويين وبلوغ لحظة الارض المحروقة، غير آبه بكل الضغط الممارس عليه من الداخل، عبر سكان الشمال واهالي الرهائن لدى حماس والمعارضة ، ومن الخارج خصوصا الوسطاء في المفاوضات و لا سيما واشنطن التي تمكنت حتى الساعة من ردعه عن جر المنطقة الى الحرب الشاملة ،ولو انه استدرجها لجلب اساطيلها العسكرية الى جانب دول حليفة أخرى .

حتى ايران المستهدفة في الصميم بتصفية قادة ذراعها العسكري في لبنان حزب الله الذي يخوض المواجهة عنها بالوكالة، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في عقر دارها، تتجنب استدراجها الى الحرب،  بدليل انها لم ترد بعد على الاغتيال وقد لا ترد على رغم تصريحات قادتها التي لا تنفك تؤكد ان الرد آتٍ، مقابل اعتبار المرشد الاعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي  ان "لا ضير في التراجع التكتيكي أمام  العدو في بعض الاحيان"، وان "هذا التراجع يمكن ان يكون في الميدان العسكري وفي الميدان السياسي أيضاً".

تقول اوساط دبلوماسية غربية في معرض قراءتها لمسار تطور الاوضاع في غزة والمنطقة ان الجميع، باستثناء نتنياهو، يتهيّبون الموقف ويتجنبون الانزلاق الى الحرب الواسعة وايران اولهم ، مشيرة الى ان الصراع سيبقى  قائما. فرئيس حكومة اسرائيل الراغب بالحرب لانقاذ نفسه، لن يقدم على اي خطوة او ضربة عسكرية او مواجهة واسعة الا من بوابة خدمة المرشح الرئاسي الاميركي دونالد ترامب في معركته الانتخابية. في حين تسعى ايران عبر حلفائها لانجاح المفاوضات خدمة لكمالا هاريس ، وهو ما يفسر ايضا تَرَويها وتعاطيها الهادئ مقابل جنون نتنياهو، خصوصا ان  استطلاعات الرأي تشير الى ان المعركة على "المنخار" والنسب جد متقاربة. تبعا لذلك، يمكن فهم سعي ايران لوقف الحرب مقابل دفع اسرائيل لاستمرارها ومنع افادة هارس من الهدنة.

التهديدات ستبقى على حالها، والوضع على سخونته،  حتى موعد الانتخابات الاميركية، تردف الاوساط الدبلوماسية ، ولا حلول الا بالسياسة والدبلوماسية. وقد ثبت عبر التاريخ ان كل الحروب تنتهي بالتفاوض والحوار، اما المواجهات العسكرية فمن عدة العمل لرفع سقف الشروط لا اكثر.

تريد اسرائيل من خلال الصفقة السياسية مع لبنان دفعه باتجاه السلام وابعاد النفوذ العسكري الايراني عن جنوبه وشمالها.وفي السياق،تكشف الاوساط ان مسؤوليين اميركيين يعملون على ملف الحدود مع لبنان لتثبيتها وحسم الخلاف القائم حول ما تبقى من النقاط الـ13  المتنازع عليها من خلال صيغة "تبادل الاراضي" بين لبنان واسرائيل مع الاحتفاظ بالحدود الدولية والتفاهم على تسوية حول نقطة B1  و"مسكافعام" حيث يحصل لبنان على مساحات مضاعفة لتلك التي تحصل عليها اسرائيل لاسباب تقنية. وتختم ان حل الخلاف حول مزارع شبعا وتلال كفرشوبا  مؤجل الى مرحلة لاحقة من ضمن التسوية الكبرى.

المعطيات هذه بحثها الموفد الاميركي الى لبنان اموس هوكشتاين مع الرئيس نبيه بري وستطرح على الطاولة مجددا مع عودته اثر وقف النار في غزة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o