التراجع امام العدو: حلال على خامنئي.. وحرام على لبنان؟!
لورا يمين
المركزية- اعتبر المرشد الاعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي ان "لا ضير في "التراجع التكتيكي" أمام "العدو" في بعض الاحيان"، مشيرا الى ان "هذا التراجع يمكن ان يكون في الميدان العسكري وفي الميدان السياسي أيضاً".
وقال خلال استقباله القائمين على مؤتمر "تكريم شهداء محافظة كهكيلويه وبوير أحمد": أودّ أن أقول إنّ أحد أسس الحرب النفسيّة التي يستخدمها أعداء كلّ شعب، وفي زماننا هذا بشكل خاص، ضدّ شعبنا العزيز وإيران الإسلاميّة، هو تضخيم صورة عدوّ هذا الشعب، وقد كان هذا الأمر قائمًا منذ بداية الثورة، كان يُفهم ويلقّن ويُزرع في عقول شعبنا بطرق مختلفة، بأنْ عليكم الخشية؛ اخشوا أميركا، اخشوا الصهاينة، اخشوا بريطانيا، واخشوا أمثال هؤلاء؛ كانت الحال على هذا النحو دوماً.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن خامنئي حلّل التراجع والانكفاء تكتيا امام العدو، وبدا يعتبر هذا الامر خطوةً ذكية ولا بد منها في بعض الاوقات. هذا الموقف بطبيعة الحال، يقصد به خامنئي التراجع امام الاسرائيليين والاميركيين، حيث عدم الانخراط في الحرب في بعض الاحيان محلل ومسموح ومفاوضة الغرب ايضا، حيث تحدث خامنئي عن الانكفاء السياسي ايضا.
وفق المصادر، انطلاقا من هذه الحسابات، قرر الايرانيون عدم الانخراط في طوفان الاقصى وحَيَدوا الجمهورية الاسلامية عن هذه المواجهات الدامية وغسلوا ايديهم من عملية حماس في 7 تشرين الماضي. وما كانت القيادة الايرانية تتوخاه من هذا الانكفاء، ولا تزال، هو حماية مصالح النظام واستقرار وامن ايران، وعدم كسر الجرة وحرق الجسور مع الغرب الذي تتطلع الى التوصل الى اتفاق معه، نوويا واقليميا.
لكن في المقابل، ايران أغرقت الدول التي لها فيها اذرع، في الحرب. من لبنان الى اليمن مرورا بالعراق. في لبنان ارتفعت الاصوات المطالبة حزبَ الله، بالانكفاء وبالنأي بالنفس عن هذه الحرب، للاسباب نفسها التي اعلن مِن أجلها، الخامنئي تحييد نفسه عن الحرب. فكانت ردة فعل الحزب ان تم تخوين كل مَن رفعوا هذا اللواء وكل مَن طالب بتنفيذ القرار 1701 جنوبا وتوفير على لبنان الانهيار وعلى شبابه الموت والقتل وعلى الجنوب الدمار والخراب. وقد وُسمت هذه الاطراف بالعمالة وبالعمل لصالح العدو الاسرائيلي.
منذ ايام، طالب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الحزب بالتحلي بشجاعة التراجع عن الحرب. فردت عليه بيئة الحزب واعلامه ومرجعياته الروحية بخطاب التخوين نفسه. فهل سيتم الرد على ما قاله خامنئي، بالاسلوب نفسه؟ ام ان موقفه حلال والموقف ذاته مِن لبنانيين، يصبح حراما؟