الانقسام السياسي الرئاسي يتثبّت: باسيل في خندق الثنائي
لارا يزبك
المركزية- أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري مرة جديدة السبت "على ما طرحناه في 31 آب الماضي"، قائلا "تعالوا غدًا للتشاور تحت سقف البرلمان، فالدعوة لا تزال قائمة إلى الحوار أو التشاور ثم دورات متتالية لإنتخاب رئيس للجمهورية"، مضيفا باسم الثنائي الشيعي: انتخاب رئيس هو استحقاق دستوري داخلي لا علاقة له بغزة والحرب في الجنوب ويجب المبادرة لإلتقاط اللحظة الراهنة لإنجاز الاستحقاق الدستوري في أسرع وقت ممكن.
اثر هذا الموقف، قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في ملف رئاسة الجمهورية، ان "موقفنا كان داعياً الى التوافق بين اللبنانيين وهذا يعني التحاور"، مشددا على أننا "عرضنا على الموفد الفرنسي فكرة ربط الجلسات المتتالية بالحوار، ولهذا اليوم يجب أن نسعى لتأمين الإجماع على التوافق الرئاسي ويجب ألا نسمح لمن لديه دون الثلث أن يمنع الحوار وانتخاب رئيس". أضاف "في المقابل هناك من راهن على التطورات لانتخاب رئيس وأن يفرض علينا رئيساً، وهذا الأمر يدفعنا أن نؤيد الدعوة إلى الحوار التي وجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري، والمهم أن نيتنا ألا نُغيب احدا عن عملية التشاور والتوافق"... وتابع باسيل "ولكن إذا لم نؤمن الاجماع هذا لا يسمح لاحد دون الثلث أن يعطل عملية الانتخاب لأنه يراهن على دخول إسرائيل، ونحن معنيون بالتأكيد على أن انتخاب الرئيس هو مفتاح الحل للأزمات في لبنان". وشدد على أن "انتظار حرب غزة لانتخاب رئيس هو جريمة للبنان والداخل اللبناني يدرك أهمية انتخاب الرئيس في الذهاب إلى المفاوضات. وجود رئيس وحكومة يعطياننا القدرة على مواجهة اسرائيل ووضع خطة تعافٍ مالية ومواجهة أزمة النزوح "... وأكد باسيل "أننا مصرون على فكرة التعايش ومتمسكون بها".
موقف باسيل هذا اتى بمثابة صدى لما قاله بري، اي انه كرر مضامين موقف عين التينة وكاد يكون نسخة طبق الاصل عنه. فباسيل وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية" دعم حوار رئيس المجلس ورفض ربط رئاسة الجمهورية بتطورات غزة. ومع انها تسأل عمّن هو مَن يربط الرئاسة بالخارج ويراهن عليه عمّن يربطها بالشروط والعراقيل والمفاهيم التي لا علاقة لها بالدستور، في وقت المعارضة لا تطلب الا فتح البرلمان الان للانتخاب.. تشير المصادر الى ان مجريات الويك اند، اعادت تثبيت الانقسام السياسي على حاله، حيث رفض رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الحوار قبل الانتخاب... واللافت ان ما جرى حسم موقف باسيل في خندق بري رئاسيا. فالرجل يبدو مصرا على ترك جسور التواصل مفتوحة بينه ورئيس المجلس. وبينما لا تمر علاقته بحزب الله بأفضل ايامها مع الانتقادات التي يوجهها باسيل الى فتح الحزب الحرب على اسرائيل، يبدو ان باسيل يريد في المقابل ترك هذا الحبل الرابط بينه وعين التينة.
فهو يرفض كسر الجرة مع الثنائي الشيعي ويعرف ان متى تدق ساعة التسوية الرئاسية يجب ان يطبخ هو والثنائي - وبري مفتاح هذا الثنائي - الطبخةَ الجديدة، والمرشحَ الجديد... والى ان يحين أوان التسوية، يتحدث باسيل عن السلاح والحرب، بلغةٍ ترفع شعبيته مسيحيا، غير انه مستعد لوضع هذه الشعبوية جانبا، للاتفاق مع الحركة والحزب في اللحظة المناسبة، تماما كما فعل في اكثر من محطة سياسية مفصلية، تختم المصادر.