انطلاق الفوضى في فرنسا في 7 أيلول المقبل... وإقالة الرئيس ماكرون!
تتحضر فرنسا للفوضى، ولانطلاق "الألعاب الأولمبية السياسية" مع ألعابها "البهلوانية" بعد نهاية "عملية الحب الجماعي والوطني" في الألعاب الأولمبية الرياضية! فكما كنت قد كتبت وكررت مراراً، لن يكون هناك حكومة يسارية للمرحلة المقبلة. وهذا ما أكده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالأمس في رسالته الأخيرة!
"راحت السكره وإجت الفَكره"! وقد كنت تحدثت في السبقة عن الانقسامات والمواجهات في الشارع. وهذا ما سوف يحدث مع مطلع الشهر المقبل! لأن التظاهرات اليسارية التي ستنطلق في السابع من سبتمبر المقبل مع فرنسا الأبية، ستفتح الشهية ليس فقط للأحزاب اليسارية الأخرى، بل أيضاً للتجمع الوطني وللمجموعات المؤيدة للرئيس إيمانويل ماكرون!
ولا أحد يعلم مسبقاً ما الذي يمكن أن يحمله الشارع من عنف أو من احتكاكات. علماً أن الجبهة الشعبية انضمت الى التجمع الوطني بالعداء لماكرون. وهي ستعمل في مجلس النواب، على الأقل من جهة فرنسا الأبية بهدف إقالته دستورياً، مع أن الأحزاب الأخرى في الجبهة غير مؤيدة لهذا الخيار!
ماكرون من جهته نجح في زرع الشقاق بين الجميع، انطلاقاً من قراءة "حقيقية" أنه لا يوجد مجموعة سياسية تملك أكثرية مطلقة (289 نائباً من 577)! وحتى الجبهة الشعبية التي تصدرت بعدد النواب (بفضل مساعدة مجموعة ماكرون واليمين لها وتبادل الأصوات معهم)، فهي لم تحصل سوى على 193 نائباً، مع انضمام عدد بسيط إضافي لها من القريبين منها.
ثلاث أقليات وثلث لا تصنع أكثرية! واستحالة الحكم التي تحدثت عنها قبل الدورة الثانية للانتخابات تتأكد! ولا أحد سيسهل عمل رئيس الحكومة الذي سيختاره ماكرون! حتى ولو كان نظرياً من الأسماء المقبولة من الجميع! فكل الخيارات الأخرى مرفوضة للجبهة الشعبية!
ماكرون سيلجأ الى اليمين التقليدي وسيحاول قسم الجبهة الشعبية ومحاولة إقناع الحزب الاشتراكي بشكل اساسي للانضمام الى أكثرية رئاسية مصطنعة! أو الاستمرار بحكومة مستقيلة لفترة طويلة، أو محاولة اللجوء الى حكومة تكنوقراط... الخيارات كثيرة، ولكن مصيرها جميعاً سيكون الفشل.
فوضى، شلل سياسي، اضطرابات في الشارع... كلها أمور سيعيشها الفرنسيون قريباً! وهم سيتواجدون بين سندان المر ومطرقة العلقم... لحوالى 11 شهراً!
A vos marques, Prêt, Partez!
سمير سكاف - كاتب وخبير في الشؤون الدولية