الإدانة تلاحق نتنياهو إلى واشنطن... والملفات اللبنانية منسيّة
تتجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب اليوم الخميس بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعد خطابه أمام الكونغرس، متملّقاً العلاقة بين الإدارة الأميركية وإسرائيل، بالقول إنَّ الأخيرة تحتاج أميركا إلى جانبها لتحقيق الأهداف، زاعماً أنَّ يوم 7 تشرين الأول أشبه بأحداث 11 أيلول مضاعفاً 20 مرة.
وفيما يأتي هذا الخطاب محاولةً لاستمالة الرأي العام الأميركي للوقوف الى جانب نتنياهو وتوفير الدعم العسكري في حربه على غزة ولبنان، شهدَ محيط الكونغرس مسيرات احتجاجية رافضة للزيارة ومطالبة بوقف الحرب على غزة، كما قاطع عشرات المشرعين خطاب نتنياهو، موجهين انتقادات لاذعة لسياسته.
ووفق المعلومات، فإنَّ بايدن سيبحث مع نتنياهو في اتفاق الهدنة الذي باتَ واضحاً أن الأخير يرفضها ويعمل على إطالة أمد الحرب، خدمةً لمستقبله السياسي وتوفيراً للدعم الأميركي والغربي المطلوب.
في هذا السياق، اعتبر النائب السابق شامل روكز أن هذه الزيارة تهدف إلى تقوية نتنياهو وتجعله أكثر شراسة ودموية في حربه على غزة ولبنان، خاصة بعد فشل مفاوضات الهدنة وعدم التوصل إلى نتيجة في ظل فراغ دولي غير مسبوق، فأميركا منشغلة بالانتخابات الرئاسية وهناك فراغ في القرار الأميركي بالنسبة للحل في الشرق الاوسط، كما أنَّ فرنسا لديها مشاكلها الداخلية، وأضحت بعيدة عن القرارات الاستراتيجية، فيما الدول الكبرى الأخرى لديها ما يكفيها من الأزمات.
ورأى روكز في حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية أن نتنياهو لم يعد مهتماً لموقف بايدن من الحرب على غزة، رغم أن أصحاب الخبرة والقرار في إسرائيل ينصحونه بعدم الدخول بحرب مع لبنان، أما في غزة فهو يريد سحب الجيش منها لتخفيف الخسائر تحت عنوان توظيف الهدف، ثم يستخدم طائراته ومسيّراته وسلاح المدفعية لتدمير ما تبقى منها وقتل المزيد من الفلسطينيين الذين ينزحون من مكان إلى آخر حفاظاً على حياتهم.
وإذ لفتَ روكز إلى أن بايدن أشرف على نهاية ولايته، وبذلك لن يستطيع فرض أيّ حل قريب على نتنياهو، مشيراً إلى أن كل ما تريده الولايات المتحدة والغرب عدم تحويل المواجهات الميدانية القائمة إلى حرب شاملة، بحيث أنّها تتطلب تضحيات ومساعدة غربية لمواجهة جبهة الممانعة، خصوصاً وأنه في ظل توازن القوى القائم، فإنَّ بإمكان إسرائيل الاستمرار بالحرب دون مساعدة، وهناك صعوبة أن تتدخل أميركا وفرنسا بمواجهة مع دول المنطقة، لأن ما يظهره "الحزب" من قدرات عسكرية ليس بالأمر السهل.
وسط هذا المشهد، يبقى الوضع السياسي الداخلي على حاله في ظلّ المواقف المتصلبة لعدد من القوى السياسية، فيما يتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة للتمديد لليونيفل، بعد أن أجرى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب خلال وجوده في نيويورك اتصالات عدّة مع المعنيين لهذه الغاية، مشدداً على موقف لبنان المؤيد لتنفيذ القرار 1701.
بينما ينشغل قادة العالم بالفوضى القائمة، يبقى الملف اللّبناني منسياً إلى حين وضوح الصورة في ما ستؤول إليه الأوضاع في الأيام المُقبلة، فيما لا تزال بعض القوى السياسية تسعى لخدمة مصالحها الخاصة، غير آبهة بإنقاذ البلد الذي يُحارب الانهيار الكلّي في مؤسساته كافة.