Jul 20, 2024 3:50 PM
تحليل سياسي

ترقب لنتائج زيارة نتنياهو الى واشنطن: انعكاسات على الصفقة والجنوب
دعوة روسية لضبط النفس.. الراعي: ليس بالسلاح تُحلّ النزاعات
عين التينة تتمسك بالحوار: لا مناص منه.. حنكش: هل يريد الحزب رئيسا؟

المركزية- يبدو ان الملفات اللبنانية كلها، مِن معارك الجنوب الى رئاسة الجمهورية، وُضعت على الرف في انتظار عاملين: مصير اتفاق وقف النار في غزة، ومصير الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. في الوقت الضائع، مزيدٌ من الشيء ذاته في الداخل اللبناني، وكل الحركة المحلية والمبادرات والمواقف، بلا بركة وتدور في الحلقة المفرغة ذاتها.

نتنياهو في واشنطن: واذ قال وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن امس إن وقف إطلاق النار، الذي طال انتظاره بين إسرائيل وحركة "حماس"، أصبح يلوح في الأفق، مشيرا الى أن المفاوضين "يتجهون صوب الهدف النهائي"، لافتا أمام منتدى "أسبن" الأمني ​​في كولورادو الى ان "لا تزال هناك بعض المشكلات التي تحتاج إلى حل وإلى تفاوض. ونحن في خضم القيام بذلك تحديداً"... تتجه الانظار الى الكلمة التي سيلقيها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو امام الكونغرس الاميركي في 24 الجاري، والى لقاءاته في الولايات المتحدة التي يتوجه اليها غدا، اذ ان هذه الزيارة ستحدد فعلا مصير الصفقة التي تحدث عنها بلينكن بايجابية، حيث سيقرر نتنياهو في ضوء ما سيسمعه في بلاد "العم سام"، عن الدعم الاميركي العسكري لاسرائيل وعن نتائج الاستحقاق الرئاسي الاميركي، ما يجب فعله في المفاوضات: تسهيلا ام إحباطا.

بين غزة والجنوب: وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطلعة لـ"المركزية"، فإن موقف نتنياهو العتيد سينسحب على الجنوب، تهدئة او استمرارا لعمليات "الاشغال" والاسناد التي وسّع حزب الله أهدافها في الساعات الماضية. ووفق المصادر، اي مفاوضات في شأن التسوية الحدودية - التي يريدها الثنائي الشيعي، كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، عودةً الى القرار 1701 - لن تنطلق قبل سكوت المدافع في غزة.

في الميدان: وكان الميدان الجنوبي شهد تراجعا نسبيا في حدة المواجهات اليوم مقارنة بما كانت عليه في الايام الماضية. بعد الظهر، استهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة رباعية الدفع فارغة، في خراج برج الملوك، على مفترق الحوش، على الطريق المؤدية إلى مثلث الخيام-الوزاني، ما ادى الى إصابة عدد من السوريين بشطايا الصاروخ، من بينهم اطفال كانوا قرب خيمة يسكنون فيها. وافيد عن صاروخ من مسيرة إسرائيلية استهدف سيارة في مرجعيون تسبب بإصابة عدد من الأشخاص. وسجل قصف مدفعي وفوسفوري إسرائيلي على مركبا وحولا. ايضا، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة حولا صباح اليوم واستهدف منزلين بصاروخين دون وقوع إصابات. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم مبان عسكرية لحزب الله في حولا واعترض هدفا جويا مشبوها في سماء لبنان. في المقابل، استهدف "حزب الله" تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط موقع المنارة بقذائف المدفعية. كما افيد عن إطلاق رشقة صاروخية من 30 صاروخاً من جنوب لبنان بإتجاه إصبع الجليل وشمال الجولان المحتلين.

روسيا لضبط النفس: ليس بعيدا من الوضع على الارض، تبدي روسيا اهتماما بايجاد حل يمنع التصعيد. وفي وقت إستقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري في مكتبه مساء أمس، المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط فلاديمير سافرونكوف، على رأس وفد، وبحث معه الأوضاع العامة، لا سيما التطورات في جنوب لبنان والمنطقة، التقى سفير لبنان في روسيا عميد السلك الديبلوماسي العربي شوقي بو نصار مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في مقر الخارجية الروسية، حيث دام الاجتماع ساعة ونصف ساعة، تخللته مناقشة التطورات في المنطقة والأوضاع على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية ومخاطر اندلاع حرب واسعة في المنطقة قد تهدد الاستقرار والسلم الاقليمي والدولي، وذلك في اطار التواصل والتشاور الدائمين بين الجانبين الروسي واللبناني لدرء مخاطر نشوب حرب واسعة في منطقة الشرق الاوسط قد تلحق الدمار الكبير في العديد من دولها ومنها لبنان، وبالتوازي مع زيارة سافرونكوف التي شملت العديد من الدول ومنها لبنان. وأشار بيان لبو نصار إلى أن الجانب الروسي جدد خلال اللقاء حرص موسكو على استقرار لبنان وسيادته وسلامة اراضيه، واكد بوغدانوف لبو نصار استمرار الجهود الروسية مع كافة الدول والاطراف المعنيين والمؤثرين لمنع تدهور الأوضاع وتحولها إلى حرب اقليمية واسعة لن تكون في مصلحة اي طرف. وشدد الجانب الروسي على ضرورة ضبط النفس وعدم الانجرار إلى مزيد من العنف والتصعيد.

لا للحرب: في المواقف من التطورات العسكرية، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال ترؤسه قداسا لمناسبة مرور 75 سنة على لتأسيس البعثة البابوية "ليس بالسلاح تُحلّ النزاعات، بل بالمفاوضات. فالسلام ليس فقط غياب الحرب، بل فعل العدالة وصنعها، وثمرة المحبّة. فكيف يساهم بالسلام من يُغذّي في داخله مشاعر الحرب. هذا هو تعليم الكنيسة الرسمي والدائم، ولهذا السبب لا نستطيع القبول بالحرب، لانها قبول بالتدمير والقتل والتهجير والفقر والحرمان ومآسي السكان الآمنين، كما هي الحال في غزّة وفي جنوب لبنان". وختم الراعي "فلنصلِّ، من اجل إبعاد شبح الحرب".

مراوحة رئاسية: وبعد ان تهدأ الجبهة الجنوبية وتنجلي صيغة الاتفاق الحدودي العتيد والتوازنات الاقليمية.. قد يصبح حزب الله اكثر اهتماما بالملفات السياسية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية". على اي حال والى ان تدق ساعة الانتخاب التي لم تحن بعد على توقيت الحزب، المراوحة مستمرة وسط تمسك المعارضة باللعبة الديمقراطية وبالمشاورات الثنائية والجانبية بين الكتل وفقا للدستور، وبين تمسك بري بعقد طاولة حوار يرأسها هو، قبل الذهاب الى العملية الانتخابية في ساحة النجمة. واذ أُرجئ لقاء وفد المعارضة وكتلة التنمية والتحرير مِن الجمعة الى موعد لم يحدد بعد، وفي حين يُفترض ان يجتمع الوفد بكتلة الوفاء للمقاومة الاثنين، لمناقشة مبادرة المعارضة لاجراء الانتخابات، السجالُ حول الحوار مستمر.

مدخل لا مناص منه: فقد شدد المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل على أن "مبادرة الرئيس بري التشاورية والحوارية منذ أن أطلقها لم تكن تكتيكا سياسيا إنما كانت ولا تزال فعل إيمان بأن الحوار هو مدخل لا مناص منه للخروج من الازمة وهو باب الحل لإنجاز استحقاق رئاسة الجمهورية". اضاف "نحن بحاجة لترتيب أوضاعنا الداخلية وعلى كل طرف إعادة النظر بمواقفه، لا بد من ان نلتقي ونتحاور بقوة الالتزام الوطني وتحت سقف الدستور إيمانا بلبنان العيش المشترك لبنان الواحد القوي بوحدته من أجل الخروج من الازمة السياسية الراهنة وإنتخاب رئيس للجمهورية يعيد إنتظام المؤسسات الدستورية بما يعيد ثقة اللبنانيين وثقة العالم بلبنان الوطن والدور والرسالة".

هل يريد الحزب رئيسا؟: من جانبه، أشار عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش الى ان "اللجنة الرئاسية داخل فريق المعارضة طرحت العديد من الأفكار لكن الفريق الآخر يقطع كل الطرق أمام الحل". وسأل: هل حزب الله يريد رئيسا للجمهورية؟ هل يريد رئيسا يفاوض أو يتكلم بإسم الشعب اللبناني مع المجتمع الدولي ؟ هل يريد رئيسا ليمنعه من قيام أي حرب؟ وعن لقاءات المعارضة، لفت في حديث اذاعي إلى أن الأسبوع المقبل ستكون للمعارضة لقاءات عديدة لاسيما مع النواب جان طالوزيان وجميل السيد وجهاد الصمد"، مؤكدا أن الأهم هو ان يدعو الرئيس نبيه بري لجلسات إنتخاب وداخلها يحصل النقاش والتشاور. أضاف "الفريق الآخر رافض فكرة إنتخاب رئيس للجمهورية، لذلك نطالب بري بعقد جلسات وحصول النقاش والتشاور على المواضيع عدة، فبري إنتخب في حوالي 7 دقائق أما إنتخاب رئيس للجمهورية فيستمر لسنين". واكد ان "حزب الله لا يستطيع أن يفرض مرشحه على اللبنانيين ومستمرون بالمواجهة". وذكّر "اننا تقاطعنا على المرشح جهاد أزعور مع التغييرين حيث حصل على 57 صوتا، لكن الفريق الآخر أراد تطيير الجلسات بعد حصول مرشحه على أصوات اقل من أزعور".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o