بين الحصص و"التطبيع" وسفر المسؤولين وتطوّرات "لاهاي": لا تأليف قريبا!
باسيل الى موسكو بعد شعبان والروس يبحثون عن تمويل بديل لتحقيق "العودة"
الحريري والبخاري: لقاء ممتاز.."المولّدات" في بعبدا و"العدل"..ومفاوضات يمنية في ايلول
المركزية- جولة الاتصالات الاخيرة التي اضطلع بها الرئيس المكلف سعد الحريري واستهلّها من عين التينة بزيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري، انتهت الى "صفر" نتائج. والتفاؤل الذي ارتفعت أسهمه بقوة الاسبوع الماضي في فضاء "التأليف"، تبخّر في شكل شبه تام، لتحلّ مكانه أجواء تشاؤمية قاتمة، ليس فقط بفعل العجز عن تحقيق اي خرق في مطالب القوى السياسية في شأن الحصص والاحجام الوزارية، بل أيضا بسبب عوامل جديدة اقتحمت ملعب "التشكيل"، متعلّقة بالتطبيع مع النظام السوري وبمبدأ النأي بالنفس، واللذين أعادا الى حد كبير، إحياء اصطفافي 8 و14 آذار، ملغيين "الوسطيّة" التي ظهرت في أعقاب التسوية الرئاسية.
التأليف في نفق: وفي حين لا تبدو حلقة الجمود الحكومي مرشّحة لاي كسر قريبا، خصوصا وأن عطلة الاضحى ستحمل ابرز المعنيين بالتشكيل الى خارج البلاد، تكثر المخاوف من إمكانية أن يكون التأليف دخل نفقا مظلما قد يكون طويل الامد، وربما استمر حتى نهاية العام الجاري، خاصة إن أخذنا في الاعتبار التطورات التي ستشهدها قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري مع دخول محاكمات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي، مطلع ايلول المقبل، مراحلها الختامية، والتي ستكون لها بطبيعة الحال، تردداتها ووقعها على مجرى الاحداث السياسية محليا.
نصرالله فبرّي: على اي حال، يتوقع ان تكون للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاحد 26 آب الجاري اطلالة اعلامية، من الهرمل، في ذكرى "تحرير الجرود"، من المفترض ان يعرض خلالها للقضايا الاقليمية والمحلية كافة، وعلى رأسها تأليف الحكومة (والعلاقات مع دمشق ومحاربة الارهاب وملف النزوح السوري)، تعقبها كلمة للرئيس بري في 31 آب في ذكرى إخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه، ستساهمان في تكوين صورة عن مسار الامور محليا في شكل عام، وحكوميا في شكل خاص.
العقد على حالها: في الاثناء، تشير مصادر سياسية مطّلعة عبر "المركزية" الى ان العقد لاتزال على حالها: فالتيار الوطني الحر لم يوافق بعد على التخلي عن حصّة 11 وزيرا لرئيس الجمهورية وللتيار في الحكومة، كما ان القوات اللبنانية متمسّكة بالحصول على حقيبة سيادية، أما الحزب التقدمي الاشتراكي فيصر على الحصول على التمثيل الدرزي كاملا في الوزارة (3 وزراء دروز).
البحث عن تمويل للعودة: من جهة ثانية، ستكون قضية اعادة النازحين مدار بحث الاحد بين وزير الخارجية جبران باسيل والمسؤولين الروس في موسكو حيث سيعرض لجديد المبادرة الروسية في هذا الشأن. وفي السياق، وبعد اللقاء الذي جمع مستشار الرئيس الحريري جورج شعبان مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، الاربعاء في العاصمة الروسية، أوضح مستشار الحريري لشؤون النازحين نديم المنلا عبر "المركزية" أن "روسيا متمسكة بمبادرتها، وتقوم بعملية مسح للأضرار في الداخل السوري تمهيدا للعودة. إلا أن عودة النازحين بأعداد كبيرة لن تتأمن ما لم يتوفر التمويل الدولي والضمانات الامنية، ولقاء شعبان مع بوغدانوف بحث هاتين المسألتين". ولفت المنلا الى أن "بوغدانوف كشف أن بعد تبلغ بلاده من الاميركيين أنهم غير مستعدين لتمويل العودة، بدأت موسكو العمل الجدّي للبحث عن مصادر تمويل بديلة، عبر الصين والدول العربية وغيرها من البلدان المتعاونة، وتتطلع الى اللقاء الذي سيجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمستشارة الاميركية أنجيلا ميركل في ألمانيا غدا"، لافتا الى أن "موسكو تعمل على الفصل بين العودة وبين إعادة الإعمار، نظرا للكلفة المنخفضة للأولى مقابل كلفة باهظة للثانية، والعمل جار على تأمين الضمانات السياسية والامنية اللازمة التي لا تزال غير كافية الى الآن".
النزوح في بكركي: في الموازاة، كانت قضية النازحين حاضرة في بكركي اليوم بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. وبحسب الصرح، فإن توافقا سُجّل على اهمية وضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة التحديات الإقتصادية والإجتماعية التي تضرب لبنان والتي باتت تشكل تهديدا واقعيا للمواطنين فيه على كافة المستويات. كذلك كان تشديد على وضع آلية عملية تطبق بشكل سريع لتأمين عودة النازحين السوريين الى بلادهم ليعيشوا بكرامة في ارضهم ووطنهم الأصيل وللتخفيف من ثقل العبء الذي يرزح تحته لبنان نتيجة تداعيات هذا النزوح. وقد أثنى الراعي على عمل اللواء ابراهيم متمنيا له التوفيق في كل المهمات الوطنية التي تسند اليه، كما نوه بعمل الجهاز بكل مكوناته نظرا للجهود التي يبذلها في الحفاظ على استقرار وامن البلد.
لقاء ممتاز بين الحريري والبخاري: على صعيد آخر، حسم الأخذ والرد الذي أثير في الايام الماضية حول علاقة الرئيس الحريري بالرياض في ضوء معلومات تم ترويجها عن رفض المملكة اعطاء فريق الرئيس المكلف عدد تأشيرات الحج الذي كان طلبه. فزار القائم بأعمال سفارة السعودية في لبنان الوزير المفوّض وليد البخاري، اليوم الحريري في بيت الوسط، حيث أكد الاخير عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين لبنان والمملكة. أما البخاري، فقال إن "أجواء اللقاء مع الرئيس رائعة جدا وقد اطلعناه على سير عمليات منح تأشيرات الحج وخطة الانجاز التي اثنى عليها". واضاف ردا على سؤال عما اذا كانا ناقشا الاوضاع الداخلية "لقد ناقشنا أوضاع الحجاج واهتمام الرئيس الحريري بتقديم كل التسهيلات، فالسفارة أنجزت خمسة آلاف تأشيرة خلال 49 ساعة عمل قام بها طاقم متكامل تمكن من تحقيق هذا الانجاز بهذه السرعة". وعما اذا كانت العلاقة مع الرئيس الحريري ممتازة، أجاب "بكل تأكيد، وانا أتمنى على كل وسائل الاعلام ألا تلتفت الى بعض الشائعات التي تصب في مصالح غير مسؤولة، واتمنى ان تعودوا الى بيان المكتب الاعلامي للرئيس الحريري الذي اوضح فيه كل النقاط".
"العدادات عادلة": ووسط غياب أي اتصالات أو لقاءات "سياسية" لافتة، تقدّمت القضايا الحياتية اليومية، الاهتمامَ الرسمي، ومنها كباش الدولة مع أصحاب المولّدات. وفي السياق، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان قرار وزارة الاقتصاد والتجارة تركيب عدادات للمشتركين بالمولدات الخاصة لتأمين التيار الكهربائي، يجب ان يطبق في موعده ابتداء من الاول من تشرين الاول المقبل لانه تدبير عادل لجميع الاطراف المعنيين به، وذلك في انتظار انجاز الحلول الجذرية التي تضع حدا لازمة الكهرباء، وهو ما نقله عنه وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري الذي زاره اليوم في قصر بعبدا. في المقابل، زار وفد من تجمع أصحاب المولدات الكهربائية وزير العدل سليم جريصاتي للتداول في قرارات وزارة الاقتصاد الملزمة والحلول القانونية الممكنة. وقد اكد جريصاتي ان "قرار العدادات ملزم ونافذ وعلينا الاستفادة من الوقت لدرس التسعيرة مع وزير الطاقة"، مشيرا الى انه سيتمنى على وزير الطاقة تكثيف الاجتماعات للتوصل إلى تعرفة عادلة.
مجلسا إنماء: حياتيا وانمائيا أيضا، اكد الرئيس بري العزم على انشاء مجلسين لانماء البقاع وعكار على غرار مجلس الجنوب، مشيراً الى ان هناك اقتراحي قانون لهذه الغاية في مجلس النواب، وذلك خلال استقباله في عين التينة وفداً من عكار ووادي خالد ضمّ رؤساء اتحادات بلديات المنطقة.
الكباش التركي – الاميركي: دوليا، الكباش على حاله بين أنقرة وواشنطن. ففي حين رفضت محكمة تركية التماسا جديدا للقس الأميركي أندرو برانسون للإفراج عنه، أعلنت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان اليوم أن "تركيا سترد في حال قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة"، وذلك بعد تهديد واشنطن بتشديد العقوبات إذا لم تفرج أنقرة عن القس الأميركي.
مفاوضات يمنية: اقليميا، اعلنت متحدثة باسم الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية دعت حكومة اليمن وحركة الحوثي إلى محادثات سلام في جنيف يوم السادس من أيلول.