تنسيق بين حزب الله وحماس لمواكبة ثالث مراحل حرب غزة
تراجعت فرص الوصول إلى صفقة تؤدي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، على الرغم من استمرار التواصل بين الوسطاء، إلا أن لغة التصعيد تغلب لغة التهدئة، خصوصاً مع إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب، وتعزيز وضعه العسكري بالتزامن مع زيارة سيجريها للولايات المتحدة لإلقاء كلمة أمام الكونغرس.
وبحسب معطيات دبلوماسية فإن نتنياهو يسعى للحصول على المزيد من الدعم الأميركي السياسي والعسكري لمواصلة الحرب، كما سيحاول الحصول على غطاء لتوسيع نطاق عملياته العسكرية ضد «حزب الله» اللبناني، ولا يعني ذلك بالضرورة الذهاب إلى شنّ حرب واسعة، ولكن تصعيد الضربات وتغيير نوعيتها، أو ربما زيادة منسوب عمليات الاغتيال.
وفي ظل هذه التطورات، برز موقف لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أشار فيه إلى التخوف من احتمال تطور العمليات العسكرية بين إسرائيل و«حزب الله» ما يهدد باندلاع حرب.
وبحسب ما تقول مصادر متابعة فبعد الرسائل التي نقلتها جهات غربية عديدة إلى الحزب حول احتمال لجوء إسرائيل للتصعيد ضد الحزب في لبنان، يتم اللجوء لإيصال رسائل عبر جهات شرقية ربما بشكل مباشر أو غير مباشر.
وفي هذا السياق تشير مصادر متابعة إلى أن روسيا تبدي قلقاً حول إمكانية تطور الأوضاع العسكرية، ولجوء الإسرائيليين إلى المزيد من العمليات الأمنية أو العسكرية أو عمليات الاغتيال بحق المزيد من كوادر «حزب الله»، أو ربما الانتقال الى نوعية أخرى من الاستهدافات، وهذا ما تحذر منه جهات عديدة، لأن نتنياهو يحاول استدراج الحزب إلى مواجهة أوسع.
بعض هذه الرسائل جرى نقلها إلى الحزب الذي يتخذ الإجراءات اللازمة لذلك، وفي هذا السياق جاء كلام الأمين العام للحزب حسن نصرالله حول الاستعداد لاستهداف مستوطنات جديدة.
وعلى وقع استمرار التصعيد مع «حزب الله»، اغتالت إسرائيل، أمس، القيادي في الجماعة الإسلامية محمد حامد جبارة، بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة على سيارة «بيك» كان يستقلها في بلدة غزة البقاعية.
وبينما أجرى نتنياهو زيارة مفاجئة لمدينة رفح، التي يعتبرها آخر معاقل كتائب «حماس»، قتل جندي إسرائيلي متأثراً بجراح أصيب بها جراء هجوم بصاروخ مضاد للدروع أطلقه «حزب الله» على منطقة الجولان السوري.
وأصبح الجميع ينتظر ما سينتج عن زيارة نتنياهو لأميركا، وإذا كان سيعلن المرحلة الثالثة من الحرب، أي بقاء الجيش في غزة وانسحابه من بعض المناطق، بالإضافة إلى الانتقال إلى ضربات موضعية وعمليات استهداف واغتيال متقطعة للبقاء في حالة الحرب.
في هذا السياق، تشير مصادر قريبة من الحزب إلى أن التنسيق مستمر ودائم مع حركة حماس، مضيفة أن «نقاشاً حصل قبل أيام قليلة بين الجانبين حول الخيارات التي ستتبع في حال أعلن نتنياهو الانتقال إلى المرحلة الثالثة، وأبلغ الحزب «حماس» أنه سيواصل عملياته التي ستكون على إيقاع الحرب هناك، وكلما تصاعدت وتيرة العمليات زاد من الضغط العسكري على إسرائيل»، فضلاً عن أن الرد العلني على كل ذلك جاء على لسان نصرالله بأن جبهة المساندة مستمرة.
جانب آخر من المشاورات التنسيقية بين الحزب والحركة وصل إلى خلاصة أن كل الضغوط الأميركية على نتنياهو لا تنفع لأن الإدارة ضعيفة، ولأن نتنياهو يتعامل مع بايدن كرهينة، وما يعزز هذه المعادلة هو الظرف الانتخابي في الولايات المتحدة، كما أن الضغوط الإسرائيلية الداخلية لا تؤدي إلى أي نتيجة مع نتنياهو الذي لا يزال الأقوى والقادر على اتخاذ القرارات رغم أن وزير الدفاع يوآف غالانت، والجيش والمعارضة كانوا يتمسكون بخيار إبرام الصفقة.
منير الربيع - الجريدة الكويتية