"التطبيع مع سوريا" عثرة جديدة فـــي مسار التأليف المترنح
"الثنائي الشيعي" ينتقد الحريري...و"التيار" في غنى عن عقدة اضافية
لقاء تمهيدي للتمديد لليونيفيل وقمة روسية – تركية- ايرانية مطلع ايلول
المركزية- وسط تفاقم المخاوف من احتمال تمدد الجمود في تأليف الحكومة الى ما بعد انقضاء فصل الصيف والارجح، على ما تشير التوقعات الى منتصف الخريف المقبل، بما يُخلّف ذلك من تداعيات كارثية اقتصادية واجتماعية، غابت اليوم عن الساحة السياسية اي حركة يعتدّ بها لاطلاق جولات جديدة من المشاورات والاتصالات الكفيلة بحلحلة عقد تأليف الحكومة. وبدا استنادا الى عملية رصد للواقع السياسي، ان البلاد التي دخلت في مدار الاعياد التي ستمتد حتى نهاية الاسبوع المقبل مع عيد الاضحى لن تشهد ما قد يخرجها من شرنقة العقبات والمطبات، لا بل ان العواصف السياسية التي تخلّفها بعض الملفات الطارئة ترفع نسبة التشنج الكفيلة بنسف الاجواء التهدوية، وآخرها مصير العلاقات مع سوريا التي فعلت فعلها على خط الضاحية الجنوبية – بيت الوسط.
جمود وتأزم: فبعيد موقفي الرئيس المكلف سعد الحريري وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في هذا الشأن حيث ذهب الاول الى القول في معرض الرد على مطالبة البعض بتضمين البيان الوزاري مطلب عودة العلاقات كشرط لتشكيل الحكومة "عندها لا تتشكل الحكومة، وهذا بكل صراحة"، مقابل نصيحة الثاني له بـ"ألا يلزم نفسه بمواقف قد يتراجع عنها"، لاحظت اوساط سياسية مطّلعة ان منسوب الجمود الذي اصاب مسار التأليف بلغ حده الاقصى، ولو ان اوساط الرئيس الحريري تحرص على التأكيد ان الاتصالات بين بيت الوسط وسائر المقار السياسية لا تتوقف، ذلك ان السخونة السياسية التي تتسبب بها مثل هذه المواقف تشكل عاملا غير مساعد لاستكمال الاتصالات واللقاءات على خط التشكيل.
في غنى عن العقدة: وفي السياق، اعتبرت مصادر في تكتل "لبنان القوي" عبر "المركزية" أن "البلاد في غنى عن أي عقدة جديدة من شأنها أن تصعّب مهمة تشكيل الحكومة، ذلك أننا نحتاج إلى تذليل العقبات بدلا من إضافة ما يسمى "عقدة سوريا"، منبهة إلى أن "الأمور تشي بأن إرادة مجهولة لا تريد للحكومة العتيدة أن تبصر النور."غير أن المصادر نفسها لفتت إلى أن "سوريا تعد عمقا للبنان، وإن كان البعض قد لا يتقبل مفهوم التطبيع، علما أن المدير العام للأمن العام يتولى راهنا العلاقات السياسية بين البلدين"، مذكرة بأن الحكومة الحالية هي التي عينت السفير اللبناني في دمشق".
حزب الله: وفي حين لا تُخفي مصادر "حزب الله" امتعاضها من موقف الحريري، اكدت عبر "المركزية" بأن الرئيس المكلّف "سكّرها" برفضه التواصل مع الحكومة السورية، ما يعني ان لا تشكيل قريباً"، وسألت "ما الداعي ليقول الحريري ما قاله"؟ لافتة الى "ان الوقت ليس مناسباً لما اعتبرته "دغدغة" لجمهور "تيار المستقبل" من خلال رفض التواصل مع النظام السوري". واذ أسفت لان الدستور لم يحدد مهلة زمنية للتشكيل، وفي ما يُشبه "تسليماً" مبطّناً بأن لا بديل من الرئيس الحريري في تشكيل الحكومة، قالت المصادر "لو كانت هناك احتمالات لعدد من المرشحين غيره لكنّا تصرّفنا على نحو اخر، وحتى الرئيس الحريري لكان تصرّف على عكس ما يفعل الان، حيث يُساير "الدلع" ولا يمارس اي ضغط على من يحاولون "نفخ" احجامهم حكومياً."
بري ينتقد الحريري؟: في الاثناء، انضم الرئيس نبيه بري اليوم الى الامين العام لحزب الله في اعتبار التنسيق مع سوريا أمرا ضروريا وفي انتقاد مواقف الرئيس المكلف الرافضة للتطبيع، اذ رأى أن تصريحات الحريري عن العلاقة مع سورية غير واقعية ولا تفيد. وفي تصريح لموقع "الإنتشار" لفت الى أن هناك علاقات ديبلوماسية بين البلدين وسبق للحريري نفسه أن عيّن، قبل أشهر قليلة، سفيراً للبنان لدى سوريا، ناهيك عن وجود مجلس أعلى لبناني – سوري، وها هو لبنان قد طلب اخيرا من سوريا تزويده بالطاقة الكهربائية، فيما أن التعاون بين الجانبين اللبناني والسوري قائم خصوصاً بما يخص عودة النازحين السوريين إلى بلادهم.
خليل و"الشقيقة": وليس بعيدا، قال المعاون السياسي للرئيس بري وزير المال علي حسن خليل إن "انطلاقا من الواقعية السياسية وتقدير المصلحة اللبنانية، علينا أن نعيد النظر في مواقفنا من العلاقة مع الشقيقة سوريا. هذه العلاقة التي بالنسبة الينا ذات بعد عميق ثقافي وجودي إنساني وسياسي واقتصادي واجتماعي، وبالتالي علينا أن ننظر إلى إعادة إطلاق وتنظيم هذه العلاقات على أسس واضحة متينة، وعلى الجميع ان يعي بموضوعية أن لا مصلحة لنا باستمرار الخطاب المتشنج على هذا الصعيد، اليوم نقول هذا لأننا نستشعر ان هناك حاجة ماسة لتجاوز هذا المنطق الذي يعرقل انطلاق الحياة السياسية، وبحاجة ماسة أيضا إلى الاستفادة من التحولات من أجل معالجة وتحسين أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية".
...لتقديم تنازلات: وأشار الى "أننا عندما قدمنا التنازلات كنا نعتقد أن جميع القوى يجب ان تنطلق من موقع المسؤولية التي نمارسها، لهذا ندعو الجميع إلى ان يوقفوا المضاربة السياسية وتسجيل النقاط وأن يلتفتوا إلى ما يجري، على مستوى منطقتنا من تسارع كبير للأحداث السياسية وما يجري على مستوى الداخل من ضغط اقتصادي ومالي يستوجب منا ان ننتقل إلى المرحلة التي توجد فيها حكومة قادرة قوية تضع كل الملفات على الطاولة من أجل النهوض بهذا الوطن".
شعبان في موسكو: على صعيد آخر، وفي وقت يزور وزير الخارجية جبران باسيل الاحد المقبل موسكو لبحث المبادرة الروسية لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم، استمع الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وبلدان افريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف من الممثل الشخصي للرئيس الحريري جورج شعبان الى مستجدات الأوضاع في لبنان والجهود المبذولة لتشكيل الحكومة الجديدة. كما ناقش بوغدانوف وشعبان في موسكو الأوضاع في سوريا والعمل الجاري لتأمين الظروف المناسبة لعودة النازحين السوريين المتواجدين على الأراضي اللبنانية.
اجتماعات في نيويورك: من جهة اخرى، وعشية جلسة التمديد لولاية اليونيفيل المرتقبة في 30 آب الجاري، اعلن الناطق باسم القوات الدولية العاملة فيجنوب لبنان اندريا تيننتي، في بيان ان "رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام المعين حديثا اللواء ستيفانو ديل كول، موجود حاليا في نيويورك، حيث التقى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس وكبار المسؤولين في الأمم المتحدة. وخلال الإحاطات التعريفية التي يجريها هناك، بادر مقر الأمم المتحدة ايضا الى تنظيم سلسلة اجتماعات تمهيدية منفصلة له مع ممثلي البعثات الدائمة للبنان وإسرائيل لدى الأمم المتحدة، للاستماع إلى وجهة نظرهم في شأن قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار على طول الخط الأزرق".
قمة ثلاثية: اقليميا، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يشارك في قمة مع زعيمي تركيا وإيران في بداية أيلول. وكان الزعماء الثلاثة اجتمعوا في نيسان في قمة في أنقرة حيث ناقشوا التطورات في سوريا.
فرنسا- تركيا: في المقلب التركي، أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيسين رجب طيب اردوغان والفرنسي ايمانويل ماكرون، شددا خلال اتصال هاتفي بينهما على "أهمية تعزيز" علاقات بلديهما الاقتصادية، ليتزامن هذا الاتصال مع توتر شديد في العلاقات بين انقرة وواشنطن. وأضافت أن الرئيسين "شددا على أهمية زيادة تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارات المتبادلة بين فرنسا وتركي." وأفيد ان الرئيسين قررا عقد لقاء بين وزيري الخزانة والمالية للبلدين في أقرب وقت ممكن.