الدولة تتفقد الجنوب للمرة الاولى منذ 7 تشرين.. متى تُسلّمه للمؤسسة العسكرية؟
ميقاتي في صور يتمسك بالـ1701 ويشيد بالجيش "درع الوطن وسياجه"
الخازن يتحرك لرأب الصدع بين بكركي والشيعي الاعلى.. وجولة انتخابية ثانية في ايران
المركزية- كم كان ليكون يوما عظيما وتاريخيا، لو ان مواقف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اليوم من الجنوب، المشيدة بالجيش اللبناني "سياج الوطن"، أكملها بإعلانه ان "لبنان – الدولة" لن يقبل بعد اليوم إلا بوجود رجال المؤسسة العسكرية في الجنوب، ولن يرضى إلا بأن يكونوا هُم، الممسكين حصرا، بالسلاح على الحدود.. غير ان هذا الموقف بطبيعة الحال لم يصدر ولن يصدر قريبا، طالما ان الثنائي الشيعي ممسك بالدولة، والاخيرة، مستسملة و"ساكتة".
بورصة الاسبوع: بالعودة الى الواقع، بدا في ختام الاسبوع، ان بورصة التهديدات الاسرائيلية، والتنبيهات الدبلوماسية، والاتصالات الدولية للجم اي تدهور، رست على معادلة ان "اسرائيل لا تريد الحرب على لبنان لكنها قد تُضطر اليها"، و"ان حزب الله بدوره، لا يريدها، لكنه جاهز لها اذا وقعت"، ما أعاد التوازن الى الميزان الميداني، الذي كان سجّل في الأيام الماضية ميلا قويا لكفّة سيناريو الحرب الواسعة.
"الدولة" في الجنوب: وسط هذه الاجواء، تفقّدت "الدولة" الجنوب، للمرة الاولى منذ 7 تشرين، حيث جال فيه ميقاتي، متنقلا بين مقر قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش، وغرفة الطوارئ الصحية في مركز إتحاد بلديات صور.. وأكد في المناسبة أن "الجيش هو السند ودرع الوطن وسياجه"، مشدداً "على تمسك لبنان بالقرار 1701"، آملاً "عدم توسع الحرب في جنوب لبنان"، وقال "نتمنى في هذا الظرف الصعب أن تمر الأمور بخير على هذا البلد وأن يبتسم الجنوب وكل لبنان. نحنُ دعاة سلم، وعلى اسرائيل أن توقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان وتوقف الحرب في غزة وان يطبق الجميع القرار الدولي الرقم 2735". اضاف "التهديدات التي نشهدها هي نوع من الحرب النفسية، والسؤال الذي يتردد على كل الالسن هل هناك حرب؟ نعم نحن في حالة حرب وهناك عدد كبير من الشهداء من مدنيين وغير مدنيين والعديد من القرى المدمّرة بسبب العدوان الإسرائيلي"... وقال ميقاتي خلال تفقده يرافقه وزير التربية عباس الحلبي ، مراكز الإمتحانات الرسمية في صور، والتي انطلقت متأخرة صباح اليوم "عندما بدأت الامتحانات الرسمية للتعليم المهني، وصلتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تهديدات بقصف مراكز الامتحانات، وأظهرت التحقيقات التي قامت بها مديرية المخابرات انه ربما يقف خلف هذه التهديدات طلاب متضررون. والامر ذاته يتكرر على مستوى الوطن، حيث تتصاعد حدة الحرب النفسية، ولكن باذن الله فان وطننا سيتجاوز هذه المرحلة لنصل الى نوع من الاستقرار الدائم على الحدود بشجاعتكم وبسالتكم وبتضحياتكم".
قصف: دائما في الجنوب ولكن على خط التطورات العسكرية، افيد عن استهداف مسيّرة إسرائيلية لدرّاجة ناريّة بين بلدتي حولا وميس الجبل وإصابة سائقها. كما سجل قصف مدفعي بين الضهيرة وعلما الشعب في القطاع الغربي، بالتزامن مع مراسم دفن في الضهيرة، الا ان اي إصابات لم تسجل. وطال القصف المدفعي الاسرائيلي بلدة العديسة، محيط المسجد، واستهدفت غارة من مسيرة بثلاث صواريخ منزلا ودكانا في بلدة حولا. وقصف الجيش الاسرائيلي بلدة رب ثلاثين بقذائف المدفعية. في المقابل، اعلن حزب الله انه "استهدف التجهيزات التجسسية في موقع مسكفعام بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة".
الانتصار الكبير: من جانبه، أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في رسالةٍ وجهها الى المؤتمر الدولي لشهداء الدفاع عن الحرم وجبهة المقاومة في مشهد، أن "ما يقدمه أهلنا في قطاع غزة وفلسطين المحتلة من عشرات آلاف الشهداء والجرحى مع التهجير والجوع والحصار واعمال الابادة وتساندها جبهات المقاومة خصوصا في لبنان واليمن والعراق، هذه الانجازات والانتصارات وضعت أمتنا على طريق الانتصار الكبير والنهائي والذي يعني تحرير فلسطين من الاحتلال وتحرير منطقتنا كلها من الهيمنة والتسلط الأميركي". وتابع " يا أكرم الناس ويا أشرف الناس في كل ساحات وبلدان جبهة المقاومة يجب أن ندرك حجم الانجازات والانتصارات التي تحققت حتى الآن والتي تراكمت على مدى عشرات السنين وخصوصاً منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الإمام الخميني".
الراعي لم يتهم الحزب: على صعيد آخر، لم تهدأ بعد تداعيات مقاطعة المجلس الشيعي الاعلى للقاء السياسي الروحي الذي دعا اليه منذ ايام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وفي محاولة لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين بكركي والمجلس الشيعي، ومِن خلفه الثنائي الشيعي، زار النائب فريد هيكل الخازن بكركي ظهر اليوم. وقد شدد بعد لقائه الراعي على أن "بكركي دائما على حق، والكلام الذي سمعناه بحق البطريركية مدان، إذ إنّ بكركي دائما حريصة على لبنان، وعلى صيغة العيش المشترك في لبنان وعلى الكيان اللبناني، وهي بالاساس طرحت فكرة كيان دولة لبنان الكبير وبالتالي لا يمكن للبطريرك الماروني أن يكون إلا كذلك". وعن التشويش على علاقة الراعي بالثنائي الشيعي، لفت الخازن إلى أنّه استعرض مع البطريرك الموضوع ونقل عنه أن "موضوع السلاح الذي يمتلكه الحزب هو موضوع نقاش كبير وقد تسبب بمشكلة في البلاد ولكن هذا لا يصل إلى درجة أن نتهم الحزب بالارهاب". ولفت إلى أن الراعي كان أكّد له أن "سفراء إحدى الدول العظمى قد طلب من الراعي أن يصف حزب الله بالإرهابي وهذا ما رفضه البطريرك رفضا مطلقا، مشيرا إلى أن هذا فريق لبناني وهو بعيد كل البعد عن الإرهاب، والراعي طلب من السفير أن يتم تطبيق القرارات الدولية وهذا ما قد يساهم بالحدّ من حمل حزب الله لسلاحه". وأشار الخازن إلى أن الراعي سأل خلال اللقاء "هل تعتبر لجنة الحوار التي تقيمها بكركي مع حزب الله من قبيل الحوار مع الإرهابيين؟" وقال الخازن "ما نشهده اليوم هو غيمة وستمر ونحن بأمس الحاجة إلى مواقف بكركي الحريصة على صيغة العيش المشترك، والتي تجمع اللبنانيين بدل أن تفرّق، فلبنان يعيش في حرب والظرف يتطلب أن نتضامن بين بعضنا البعض. أي كلام يصدر ضد بكركي مدان ومستنكر ومرفوض ونؤكّد أن هناك خلافا على أمور سياسية ولكن البطريرك لن يتهم أي فريق لبناني بالارهاب. بكركي أو الوسط المسيحي قد تصدر عنهما مواقف ضد سياسة الحزب أو ضد أمور معينة، ولكن ليس هناك أي موقف مبدئي من حزب الله فنحن يجب أن نتفهمهم وهم يجب أن يتفهمونا".
بري – باسيل: رئاسيا، عاد الجمود ليسيطر بعد مغادرة امين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين والامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، بيروت. الا ان العيون ترصد اي جديد يمكن ان يحمله اللقاء الذي سيجمع الاثنين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في عين التينة.
تدجين الاعلام: من جانبه، شدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على استمرار النضال لاستعادة الدولة والمؤسسات، كي يكون للبنانيين وطن على قدر ما يطمحون إليه من آمال. وخلال استقباله وفدا من جمعية "أعلاميون من أجل الحرية" قدم له دعوة للمشاركة في عشائه سنوي اعتبر جعجع أن الإعلام اللبناني يرتبط بعلاقة وثيقة مع المحيطين العربي والعالمي، وهو يمثل قيمة فريدة ويتميز بالريادة والموضوعية. واكد على رفض المحاولات كلها لتدجين الإعلام وترهيب الإعلاميين. وشكر الوفد جعجع، لمؤازرته ودعمه حرية الإعلام، واستعرض معه ما يتعرض له الإعلاميون من ترهيب وتخوين، مؤكداً على مواجهة مختلف الضغوط، للحفاظ على قيمة الحرية التي تمثل إحدى ركائز وجود لبنان.
جولة جديدة: اقليميا، أعلنت لجنة الانتخابات الإيرانية عن جولة إعادة بين مسعود بزشكيان (المرشح الاصلاحي الوحيد) وسعيد جليلي، مؤكدة أن عدد المشاركين في التصويت بلغ أكثر من 24 مليون. ومن المنتظر أن يتواجه المرشحان في دورة ثانية تجري في الخامس من تموز، وهو أمر لم يحدث إلا مرة واحدة في 2005، منذ قيام الجمهورية الإسلامية قبل 45 عاماً. وبلغت نسبة التصويت في الاستحقاق الـ40% وهي الادنى منذ الثورة الاسلامية عام 1979.