مقتل رئيس ايران ووزير الخارجية في حادث تحطم المروحية
محمد مخبر يتولى قيادة البلاد وعلي باقري وزيرا بالوكالة
يوم دام جنوبا شهداء وجرحى في غارات والحزب يرد
المركزية- لا خبر يعلو فوق مقتل الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين اميرعبد اللهيان اثر سقوط مروحيتهما شمال شرق البلاد امس، لا محليا ولا دوليا. الانباء المتضاربة التي صدرت عن جهات ايرانية رسمية ووكالات أنباء، مصحوبة بموجات من البلبلة منذ لحظة كشف النقاب عن "هبوط صعب" للمروحية الرئاسية، تبددت كلها اليوم امام النبأ الصادم. الدولة النووية التي تربك الأقليم والعالم أُربِكت هي بنفسها فهبّ جيرانها من تركيا الى روسيا فأوروبا لتقديم العون في كشف مصير رئيسها، ولم تنفع الدعوات الموجهة للشعب الإيراني للصلاة على نيته في نجاته، فقضى مع كل من كان على متن الطائرة.
ليس ابراهيم رئيسي، اول رئيس ايراني يقتل اثناء وجوده في سدة الرئاسة. ففي العام 1981، قُتل الرئيس محمد علي رجائي، ورئيس الوزراء محمد جواد باهنر وستة آخرين، في تفجير مكتب رئيس الحكومة، بيد ان ايران 2024 ليست هي نفسها ايران الثمانينات وسطوتها ونفوذها ليسا حكما كما في القرن الماضي. سريعاً، ووفقاً للدستور تولى نائبه الأول، محمد مخبر المقرب من المرشد علي خامنئي ، مهام قيادة البلاد، بعد موافقة المرشد، على ان يكون مسؤولا عن ترتيب انتخابات الرئاسة خلال 50 يوماً، فيما تم تعيين علي باقري، كبير المفاوضين في الملف النووي ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وزيراً بالوكالة خلفاً لعبد اللهيان. لكن ماذا عن الصراع المرتقب على السلطة بعد مقتل رئيسي المرشح لخلافة المُرشد، وكيف ستنتهي المعركة الرئاسية المقبلة؟
رسالة فتنة: في الانتظار، يبقى لبنان الذي غاص في بحر من التعازي واعلن الحداد لثلاثة ايام ، من دون رئيس، والفتنة تطل برأسها من كل حدب وصوب. ذلك ان حادث اطلاق النار على بيت الكتائب المركزي في الصيفي امس شكل رسالة مقلقة ازاء محاولات التلاعب بالأمن وافتعال اشكالات قد تُلهب الشارع وتؤدي الى ما لا تحمد عقباه، في محاولة لنسف اي اتفاق داخلي او اقليمي من زاوية ان الوضع اللبناني هو ركن اساسي في اي تسوية قد تبرم في المنطقة نظرا لوجود احزاب وتيارات تتداخل ولاءاتها بين المحلي والاقليمي، لا بد من ضبطها ومعالجة اوضاعها منعاً لاستخدامها في بازارات المفاوضات وضغوطاتها.
حداد: بيروت تضامنت مع الجمهورية الاسلامية بعد ان تأكد حدث وفاة الرئيس الايراني ووزير الخارجية، اذ أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مذكرة بإعلان "الحداد الرسمي ثلاثة أيام"، في حين ابرق الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى القيادة الايرانية معزين. وقد نعى حزب الله ايضا "رئيسي.. الأخ الكبير".
استدعاء فرايسن: في الداخل، ملف الوجود السوري في الواجهة. اليوم، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ايفو فريسون. وقال بوحبيب بعد اللقاء "استدعيت اليوم فريسون، وأبلغته بـ"سحب الرسالة التي وجههتها المفوضية لوزير الداخلية والبلديات، واعتبارها بحكم الملغاة"، وطالبه بـ" ضرورة احترام أصول التخاطب مع الوزارات والادارات اللبنانية المختصة، وعدم تجاوز الصلاحيات المنوطة قانوناً بوزارة الخارجية والمغتربين لجهة كونها الممر الالزامي لكافة مراسلات المفوضية وفقاً للاتفاقيات، والمعاهدات، والاعراف الديبلوماسية"، وبـ"عدم التدخل في الصلاحيات السيادية للبنان، والتزام القوانين اللبنانية لجميع المقيمين على الاراضي اللبنانية من أفراد ومنظمات، المتوافقة أصلاً مع كل التشريعات الدولية"، وبـ"التزام مذكرة التفاهم الموقعة مع المديرية العامة للأمن العام لعام 2003، والصادرة في الجريدة الرسمية، وتطبيقها نصاً وروحاً". ولم يفت بوحبيب التلويح بأنه و"في حال عدم التقيد بما ورد أعلاه والتمادي في تجاوز حدود الاختصاص، ستكون الوزارة مضطرة الى إعادة النظر بتعاملها مع المفوضية، أسوة بما اتخذته دول أخرى من اجراءات في حق المفوضية لدى قيامها بتجاوزات مماثلة".
يفلّ!: وكتب عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي عبر حسابه على منصة *X*: ليكن الإنذار الموجّه إلى ممثل مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان السيد إيفو فريسون بمثابة الأخير قبل إعلانه "شخص غير مرغوب فيه" Persona non grata في لبنان. لا دخل للمفوضية او غيرها بأي قرار سيادي يتخذه لبنان حرصاً على حماية مصالحه العليا. "المش عاجبو يفل".
جعجع والرئاسة: رئاسيا، وفي حديث لموقع ام تي في، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان مبادرة الخماسي، "ليست المحاولة الأخيرة للجنة، ولكن لا يعني ذلك أنّنا سننتخب رئيساً بعد أسبوعين، إذ هي خطوة إضافيّة على طريق "الخماسيّة" التي تعمل للرئاسة أكثر من بعض الفرقاء اللبنانيّين، خصوصاً من يقومون بتعطيلها، بينما تسعى هي الى البحث عن مخارج". ولكن، هل تتحقّق الرئاسة بالتمنّيات من اللجنة؟ يعتبر جعجع أنّ "رئاسة الجمهوريّة مسألة لبنانيّة بامتياز، وعلى النوّاب تحمّل مسؤوليّاتهم، وخصوصاً رئيس المجلس النيابي". اضاف "ننتظر زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان، لأنّه يتابع الملف من مختلف جوانبه، وهو ملمّ بالخطوات وخصوصاً لجهة تحديد المواصفات التي وُضعت لانتخاب رئيس في الاجتماع الذي عُقد في الدوحة منذ عامٍ تقريباً، وهي ضروريّة جدّاً للوصول الى رئيس". وتابع "لست متفائلاً كثيراً، ولكن على اللجنة الخماسيّة أن تتابع عملها عبر الضغط على محور الممانعة لكي يكفّ عن دوره التعطيلي".
غارات وقتلى: ميدانيا، شنّت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارتين متتاليتين على حي سكني وسط الناقورة واطلقت عددا من الصواريخ قبل ظهر اليوم. ودمرت الغارات منزلين، وألحقت أضرارًا بمنازل أخرى. ثم اغارت مسيّرة على محيط تواجد فريق من الدفاع المدني في الهيئة الصحية وافيد عن اصابة أحد المدنيين نقلته كشافة الرسالة الاسلامية الى أحد مستشفيات المنطقة. واستهدف الجيش الاسرائيلي ايضا اطراف الناقورة (حامول) بالقذائف المدفعية. واغار الطيران الحربي الاسرائيلي مستهدفاً بلدة ميس الجبل. وافيد لاحقا عن سقوط " 4 قتلى وعدد من الجرحى في الغارتين الاسرائيليتين على بلدتي ميس الجبل والناقورة".
الحزب يرد: ليس بعيدا، نعى حزب الله "عباس مهدي مهدي "أبو الفضل" مواليد عام ١٩٩٧ من بلدة الناقورة في جنوب لبنان ورائف عبد النبي مليجي "ربيع" مواليد عام ١٩٥٧ من بلدة الناقورة في جنوب لبنان، و" الشهيد حسين علي علي حسين من بدنايل". واعلن الحزب انه "ورداً على الاعتداءات الاسرائيلية على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الامنة وخصوصاً الاعتداء على بلدة الناقورة إستهدف مقر الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ بركان ثقيل ما أدى إلى تدمير جزء منها وإصابة عدد من جنود العدو وإشتعال النيران فيه". واستهدف ايضا "عند الساعة 01:25 من بعد ظهر يوم الاثنين 20-5-2024 موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وحقق فيه إصابات مباشرة". واستهدف "ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالقذائف المدفعية وأصابها إصابة مباشرة". وشنّ الطيران الحربي غارة على بلدة العديسة في محيط "البانوراما". وشن غارة على حولا ايضا. واستهدف القصف المدفعي اطراف بلدتي راشيا الفخار وكفرشوبا - قضاء حاصبيا، كما استهدف القصف وادي هونين واطراف مركبا.
ميقاتي : في النشاط الرسمي، التقى الرئيس ميقاتي رئيس الاركان في غانا توماس اوبونغ بيبراه الذي زار اليرزة وعين التينة ايضا على راس وفد عسكري في حضور الامين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، وقنصل غانا الفخري في لبنان علي سميح جعفر .
وجرى عرض لنشاط الكتيبة الغانية العاملة في اطار قوات الطوارئ الدولية في الجنوب اضافة الى العلاقات الثنائية. واجتمع ميقاتي مع وفد من "صندوق النقد الدولي" برئاسة إرنستو ريغو الذي زار عين التينة ايضا، قبل ظهر اليوم في السراي، في حضور مستشاري رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس وسمير الضاهر. وخصص الاجتماع لمتابعة الاوضاع المالية والاقتصادية والمصرفية في لبنانو .استقبل ايضا السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا وجرى عرض للأوضاع العامة والعلاقات بين لبنان والفاتيكان.