يوم جنوبي من الاعنف: غارات على المنازل واستهداف دورية اممية لمراقبة الهدنة
تحقيق في المصدر.. واسرائيل تنفي ضلوعها
الراعي للحياد: المجلس ورئيسه يحرمان البلاد عمدا من رئيس
المركزية- فيما كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يدعو إلى "عدم تحويل الجنوب من أرض وشعب إلى ورقة يستبيحها البعض على مذبح قضايا الآخرين"، ويدعو ايضا "اللبنانيين الى كلمة سواء تعلن وقف الحرب فوراً ومن دون إبطاء والالتزام بالقرارات الدولية وتحييد الجنوب عن آلامه من آلة القتل الاسرائيلية"، كحلّ لانزال لبنان عن الصليب، كانت هذه الآلة تفتك بالقرى الجنوبية ومنازلها واحيائها وناسها، وقد سُجّل اليوم تطور خطير حيث استهدُفت دورية اممية لمراقبة الهدنة وسقطت في صفوفها اصابات، وقد اعلنت القوات الدولية انها تحقّق في مصدر الضربة.
استهداف اممي: في الجنوب اذا، الميدان على اشتعاله. اليوم، استهدفت قذيفة الية عسكرية تابعة لدورية اممية، قرب بلدة رميش في القطاع الاوسط، ما ادى الى وقوع عدد من الجرحى من الجنود وجريح لبناني. على الاثر، حضرت الى المكان طائرة مروحية تابعة لليونيفيل وقامت بنقل الجرحى. في التفاصيل، تعرضت سيارة رباعية الدفع تابعة لمراقبي الهدنة UNTSO قرب النقطة B37 على الخط الأزرق، على الحدود مع فلسطين المحتلة، تعرضت قرابة العاشرة والربع من صباح اليوم أثناء قيامها بدورية منسقة بالقرب من بلدة رميش، الى اعتداء حيث استهدفت بقذيفة مباشرة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة ضباط ومترجم مدني، إصابة أحدهم حرجة، و العمل جار حاليا لنقلهم بواسطة مروحية تابعة لـ"اليونيفيل". وافيد ان الآلية كانت تضم ثلاثة ضباط اوسترالي، تشيلي ونروجي إضافة الى مترجم لبناني.
اسرائيل تنفي: في المقابل، نفى الجيش الاسرائيلي شن غارة جوية على مركبة لليونيفيل، بحسب ما جاء في وكالة "رويترز". وقال الجيش الاسرائيلي: خلافا للتقارير، لم يقصف جيش الدفاع الإسرائيلي مركبة تابعة لليونيفيل في منطقة رميش هذا الصباح.
القوات الدولية تحقق: من جانبها، أعلنت "اليونيفل" في بيان انه و"هذا الصباح، أُصيب ثلاثة مراقبين عسكريين تابعين لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة ومساعد لغوي لبناني، أثناء دورية سير على طول الخط الأزرق، عندما وقع انفجار بالقرب من موقعهم. ونقلوا لتلقي العلاج الطبي". وقالت "نحقق في مصدر الانفجار". واضافت "يجب ضمان سلامة وأمان موظفي الأمم المتحدة، وعلى جميع الجهات الفاعلة مسؤولية بموجب القانون الإنساني الدولي لضمان حماية غير المقاتلين، بما في ذلك حفظة السلام، والصحفيون، والموظفون الطبيون، والمدنيون، ونكرر دعوتنا لجميع الجهات الفاعلة بوقف التبادل الكثيف الحاليًا لإطلاق النار قبل أن يصبح المزيد من الأشخاص عرضة للأذى بلا داعٍ".
ميقاتي يستنكر: من جانبه، أجرى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي إتصالا بالقائد العام للقوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" الجنرال أرولدو لازارو معبّرا عن تضامنه مع القوات الدولية بعد الاستهداف الذي أصاب آلية لليونيفيل ما ادى الى سقوط عدد من الجرحى. وعبّر رئيس الحكومة عن ادانته لهذا الحادث الخطير. وتبلغ رئيس الحكومة من الجنرال لازارو ان "اليونيفيل"تجري تحقيقاتها في الحادث لكشف ملابساته.
شكوى الخارجية: ايضا، باشرت وزارة الخارجية والمغتربين تحضير شكوى عاجلة الى مجلس الامن الدولي على اثر استهداف اسرائيل لدورية تابعة لهيئة الامم المتحدة لمراقبة الهدنة، مما ادى الى سقوط ٤ جرحى حالة بعضهم حرجة. كما استنكرت الوزارة ودانت بأشد العبارات هذا الاعتداء المخالف للقانون الدولي، والقانون الدولي الانساني، لا سيما لجهة إستهداف حماة السلام من موظفي الامم المتحدة، بعد مسلسل استهداف الصحفيين، والمسعفين، والاطفال، والنساء، والمدنيين. ويأتي هذا الاعتداء على القوات الاممية في سياق سياسة اسرائيل المتعمدة في عدم احترام قرارات الشرعية الدولية وممثليها منذ العام ١٩٤٨ ولتاريخه، ورغبتها الدائمة بشطب كل ما يتصل بعمل هذه الشرعية، ومن ضمنها سعيها لوقف تمويل الاونروا، لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني، وفق الخارجية.. وأجرى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب إتصالا" هاتفيا" بلازارو أعرب فيه عن إستنكاره وادانته للحادث، وداعيا" الدول الحريصة على السلام والامن الاقليميين الى ضمان سلامة وامان موظفي الامم المتحدة، وحماية المدنيين، والتدخل سريعا" لوقف الخروقات الاسرائيلية، من خلال التطبيق الكامل لقرار مجلس الامن ١٧٠١.
من الأعنف: بالعودة الى الميدان الذي شهد يوما من الاعنف، سُجل قصف مدفعي إسرائيلي لأطراف بلدتي مارون الراس ويارون. واستهدف قصف مدفعي "إســرائــيلي" أطراف بلدتي بليدا و الناقورة. واستهدفت الغارات الاسرائيلية على بلدة الطيبة، اليوم، الأحياء لجهة العويضة ومشروع الطيبة، واسفر العدوان عن تدمير 3 منازل من دون تسجيل إصابات بشرية. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارتين متتاليتين على بلدة الناقورة، مستهدفاً المنازل السكنية. وتوجهت سيارات الاسعاف الى مكان الاستهداف. وشن الطيران الحربي بعد الظهر ايضا، غارتين مستهدفا بلدة حانين في قضاء بنت جبيل، وغارتين جديدتين على بلدة الطيبة. وتعرضت أطراف بلدة طيرحرفا لقصف مدفعي. كما اطلقت دبابة ميركافا قذيفة استهدفت منزلا في بلدة يارين الحدودية. واستهدف القصف المدفعي محيط حمامص وأطراف الخيام. واستهدف القـصف المدفعي من مرابض القوات الاسـرائيلية الأحياء والمنازل وسط بلدة الضهيرة. وسجل تحليق للطيران الاستطلاعي وبكثافة في سماء المنطقة. واعلن الجيش الإسرائيلي "ان طائراتنا شنت غارات على بنى تحتية لحزب الله في الطيبة والناقورة وحانين جنوبي لبنان". وأغارت طائرة اسرائيلية على ساتر لموقع للجيش اللبناني في منطقة "الحدب" في عيتا الشعب، ولم يفد عن وقوع إصابات.
حزب الله: في المقابل، اعلن حزب الله انه "استهدف فجرا تحركا لجنود العدو وآلياته العسكرية داخل موقع المالكية ومحيطه بالأسلحة الصاروخية وأوقع إصابات مؤكدة". واستهدف صباحا "ثكنة راميم بصاروخ بركان وأصابها إصابة مباشرة". واستهدف بعد الظهر "قاعدة خربة ماعر بالأسلحة الصاروخية". واستهدف ايضا "تحركًا لجنود العدو داخل موقع الراهب ومحيطه بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية وحقّق فيه إصابات مؤكدة". واعلن ايضا "اننا إستهدفنا مبنىً يتموضع فيه جنود العدو في مستعمرة أدميت بالأسلحة المناسبة وأوقعنا فيهم إصابات مؤكدة". واعلن ايضا "اننا استهدفنا بالصواريخ موقع الرادار في مزارع شبعا وحققنا إصابة مباشرة".
مساعي تهدئة: في الاثناء، تحاول واشنطن كبح جماح اسرائيل عسكريا ومنعها من شن حرب على لبنان، غير ان مساعيها غير ناجحة حتى الساعة. ففي حين اشارت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الى انها تسعى لحلّ ديبلوماسيّ لتجنيب جنوب لبنان أي صراعٍ طويل، مؤكدةً أن "أميركا لا تُريد أن يتوسّع الصّراع ولا اي صراع إقليمي".. اطلق وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالانت تهديدا جديدا لحزب الله امس قال فيه "أينما كان حزب الله نذهب، وينطبق هذا على بيروت وبعلبك وصور وصيدا والنبطيّة وكامل القطاع، وينطبق أيضاً على أماكن أبعد بكثير، مثل دمشق وغيرها، حيثما نحتاج إلى التحرّك.. سنتحرّك". وجدد غالانت توجيه أصابع الاتهام إلى حزب الله معتبراً انه المسؤول عن الأضرار الجسيمة في لبنان، فيما المسؤول عن سقوط العديد من الضحايا في حزب الله، على حد قوله، هو حسن نصرالله شخصياً، واعداً بدفع ثمن أي عمل يخرج من لبنان من خلال زيادة وتيرة الحملة وتوسيعها، كاشفاً انه قال هذا الكلام هذا الأسبوع في واشنطن لوزير الدفاع لويد أوستن، وللمبعوث الخاصّ آموس هوكشتاين وآخرين.
كلمة لنصرالله: في المقابل، دعا الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، إلى "أوسع مشاركة في كل الأماكن وخصوصاً في الضاحية الجنوبية حيث سيقام الاحتفال المركزي ليوم القدس، الجمعة المقبل، وذلك لتأكيد إحياء المناسبة". وقال خلال كلمة في إحياء الليلة الأولى من ليالي القدر في مجمع السيدة زينب في الضاحية الجنوبية مساء امس، "في هذه الليلة لن أتحدّث عن الأوضاع السياسية والتطورات والآفاق، وسأتحدث عن ذلك في يوم القدس". وافيد اليوم ان كلمة نصرالله ستكون عند الرابعة من بعد ظهر الجمعة المقبل.
نقرر سويا: في الغضون، حضرت التطورات كلها، عسكريا وسياسيا وسيما رئاسيا، في رسالة الراعي لمناسبة عيد الفصح. وفي ظل ترقّب لاي تحرك خارجي او داخلي جديد على خط الاستحقاق، مؤجّل الى ما بعد عيد الفطر على الارجح، صوّب الراعي مباشرة على المعطلين مسمّيا من ضمنهم رئيس مجلس النواب. فقال: المجلس النيابي بشخص رئيسه وأعضائه، يحرم عمدًا ومن دون مبرّر قانوني دولة لبنان من رئيس، مخالفًا الدستور في مقدّمته الّتي تعلن أنّ لبنان جمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة، وفي طريقة انتخابه في المادّة 49، وفي فقدان المجلس صلاحيّته الاشتراعيّة، ليكون فقط هيئةً ناخبةً بحسب المادّة 75. وشدّد الرّاعي، على أنّه "لا يوجد بكلّ أسف، أيّ سلطة تعيد المجلس إلى الانتظام وفقًا للدستور. وبالنّتيجة، مؤسّسات الدّولة مفكّكة، والشّعب يعاني ويفقد الثّقة بجميع حكامه"، متسائلًا "أين الميثاق؟ وأين العنصر المسيحي الأساسي في تكوين الميثاق الوطني"؟ الى ذلك، شدد على أنّ "الجنوب هو قلب لبنان وهو في أقصى المعاناة وأصعبها"، موجهاً "تحية إلى الجنوبيين الصامدين في بلداتهم وقراهم تحت دوي القصف وإلى كل الذين فقدوا أحباء لهم ودمّرت بيوتهم والذين تشردوا لاجئين الى مناطق أخرى". وجزم أنّ "جنوب لبنان، بل كلّ لبنان هو لكلّ اللّبنانيّين الّذين يقرّرون سويًّا ومعًا مستقبل وطنهم وسلامه وأمنه، ومتى يُحارب ومِن أجل مَن"، داعيًا اللّبنانيّين إلى "كلمة سواء تعلن وقف الحرب فورًا ومن دون إبطاء، والالتزام بالقرارات الدّوليّة ذات الصّلة، ولا سيّما القرار 1701، وتحييد الجنوب عن آلامه من آلة القتل الإسرائيليّة، وإعلاء مفاهيم السّلام والقيامة". واعتبر أنّ "لبنان بدأ يفقد جوهر هويته وفقد حياده الإيجابي الناشط ودخل رغماً عنه في صراعات وحروب إقليمية ودولية لم تكن لصالحه ولصالح أبنائه، وهذا الحياد ليس مستحيلاً بل هو ركيزة قيام لبنان الجامع". وختم الراعي "نريد لبلدنا الحياد الإيجابي الناشط أو التحييد الفاعل وهو من جوهر هويته وليس اختراعاً بل تجربة عشناها".
عظة الفصح: وستكون للبطريرك الراعي مواقف اضافية غدا خلال ترؤسه قداس عيد الفصح في بكركي وايضا في قداس اثنين العيد في الصرح والذي يُقام، تقليديا، على نية فرنسا.