115 قتيلا ومئات الجرحى في هجوم كروكوس وتوقيف المنفذين
لبنان يدين ويتضامن :لا دين ولا هوية للارهاب والتطرف
مجلس الامن يرجئ تصويتا لوقف النار وغوتيريش في رفح
المركزية- مع ان الحصيلة الدامية للهجوم الارهابي على مجمع "كروكوس سيتي هول" في روسيا وقد بلغت 115 قتيلا ومئات الجرحى لم تكن الاكبر قياسا بالتفجيرات الارهابية التي تحصل في سائر دول العالم ولا سيما في الشرق الاوسط ومقارنة بعدد شهداء غزة الذي ناهز الـ35 الفا، فإن هذا التطور الارهابي الجديد شكل نقلة بالغة الخطورة على صعيد الوضع الروسي الذي لم يشهد حوادث مماثلة سابقاً، ويُخشى ان يشكل مقدمة لاستباحة الاستقرار الروسي وفتحه على الصراعات الاقليمية والدولية الاوسع .
وتتمثل خطورة العمل الارهابي في كونه مباشرا وللمرة الاولى منذ نشوب الحرب مع اوكرانيا، كما برزت هذه الخطورة ثانيا في ان المنفذين حاولوا الهروب الى اوكرانيا حسب المعلومات الاولية، علما ان اوكرانيا سارعت فور وقوع الحدث الى التنصل من المسؤولية . اما المطمئن فهو ان أجهزة الأمن الروسية تمكنت خلال اقل من 24 ساعة من القاء القبض على المجرمين واعتقلت 11 شخصا، من بينهم 4 إرهابيين، نفذوا الهجوم، وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لبعضهم يقرون بما اقترفوا.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توعد في كلمة بمعاقبة كل المسؤولين عن هجوم كروكوس، الوحشي وقال: لا أحد يستطيع زعزعة أمن واستقرار روسيا، مشيرا إلى أنه تم إلقاء القبض على كافة منفذي الهجوم ومضاعفة الأمن لمنع وقوع أي هجمات أخرى.وأعلن الأحد يوم حداد وطني.
ادانات لبنانية: الحدث الروسي شكل محور ادانة عالمية ولبنان من ضمنها فأبرق رئيس مجلس النواب نبيه بري للرئيس الروسي فلاديمير بوتين معزياً ومواسياً ومعربا عن ادانة واستنكار لبنان "للعمل الإرهابي الجبان الذي استهدف المدنيين الآمنين وللتأكيد أيضاً بأن الإرهاب لا دين ولا هوية له سواء إرتكبه أفراد أو جماعات أو من خلال إرهاب دولة منظم ، فإستمراره على الشكل الذي حصل في موسكو ويحصل في أكثر من منطقة في العالم يمثل عدواناً متواصلاً يستهدف الإنسانية جمعاء والديانات السماوية وقيمها السمحاء ، وهو ما يستوجب جهداً دولياً عاجلاً لتجفيف منابعه ووأد مشاريعه الهدامة للأمن والسلم الدوليين .كما أبرق الرئيس بري معزياً لنظيره الروسي رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين. من جهته، دان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، العمل الإرهابي وابرق الى الرئيس الروسي معربا عن تضامن لبنان الكامل مع روسيا الاتحادية ومؤكداً رفضه المطلق واستنكاره التام لكل أشكال العنف والتطرف والارهاب. كما ادان الهجوم الرئيس سعد الحريري ورؤساء احزاب لبنانية عدة.
ترحيب بلقاء بكركي: داخلياً، بدا المشهد السياسي هادئا متأثرأ بدخول مدار عطلة الاعياد بدءا بعيد الشعانين غدا وعيد بشارة العذراء الاثنين المقبل ثم عطلة الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي. وبعد الصخب الذي احدثه اجتماع بكركي المسيحي استكانت المواقف، لا سيما اثر بيان مطرانية انطلياس المارونية. اليوم رحب عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله بلقاء بكركي "الذي يحرص على بقاء لبنان وحماية شعبه"، مؤيدًا "المساعي التي تهدف إلى إخراج لبنان من المأزق السياسي والمعيشي"، آملًا بأن "يتوسّع ويأخذ طابعًا وطنيًا أكبر".واعتبرأن "الحديث الجدي المطلوب هو عدم تعطيل جلسات الانتخاب والاسراع في إنهاء الشغور".وشدد على "ضرورة الإسراع لانتخاب رئيس للجمهورية"، مؤكّدًا أن "التواصل بين كتلة اللقاء الديمقراطي وجميع الكتل قائم على أمل إتمام هذا الاستحقاق".
بين "التيار" و"القوات": من جهته، أكّد عضو تكتل "لبنان القوي" النائب شربل مارون أنّ الاجتماعات المتتالية بين الأطراف المسيحية في بكركي لا تهدف إلى وثائق وطنية فحسب إنّما لحوار طويل الأمد، كاشفًا عن أن الأحاديث والبيانات التي ستصدر عن تلك الاجتماعات ستكون باسم بكركي حصرًا. وكشف عن " اتصالات تحت الطاولة بين "التيار الوطنيّ الحرّ" و"القوات اللبنانية" حول مواضيع عدة والاجتماع في بكركي وضع القضايا بكاملها على الطاولة". وعن غياب تيار المردة عن اللقاء المسيحي، قال مارون: "هناك ضبابية في هذا الغياب"، مضيفًا: "كنّا نأمل حضور الجميع لكي تتم مناقشة القضايا بين الأطراف كافّة وإنتاج ورقة وطنية موافق عليها من كافّة الكتل".وعن العلاقة بين التيار وحزب الله، أكد مارون أنها مبنية على الحوار من باب الحرص على لبنان، ولا يمكن بناء مقاومة الى جانبها فساد.
متمسّكون بحوار وطني: في المقابل، قال النائب طوني فرنجية خلال ندوة نظمتها نقابة الصيادلة في لبنان وقطاع الصيدلة في "تيار المردة": "قلناها منذ بداية الفراغ الرئاسي ونعود لنكررها، لا حل سوى بالجلوس جميعاَ معاً، فيناقش كل طرف هواجسه دون شروط لا تكون لاحقة ولا مسبقة ولا حل الا بالشراكة والتطلع إلى بناء بلد بنوايا صافية وإرادة وعزيمة. ومن يرفض ربط المسار الرئاسي بمسار الحرب كان عليه ألا يرفض الحوار، لا بل أن يطالب به منذ بداية الشغور فهو السبيل الوحيد لانتخاب رئيس صنع في لبنان. ونكرر اليوم تمسكنا بحوار وطني، وننتظر أي مبادرة قد تطلقها البطريركية المارونية، علماً اننا لا ننسى انقضاض البعض على المُسلمات التي أعلنت من بكركي بعد إجتماع الأقطاب الموارنة فيها".
هجومٌ بمسيّرتين: امنياً، استهدفت القوات الاسرائيلية ظهرا وادي السلوقي بالقـذائف المدفعية. كما تعرضت اطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية لقصف مدفعي مباشر من مواقع الجيش الاسرائيلي المتاخمة للخط الازرق في القطاع الاوسط.
في المقابل، اشارت المقاومة الاسلامية - "حزب الله" في سلسلة بيانات الى ان "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 12:00 من ظهر يوم السبت ثكنة راميم بقذائف المدفعية، وشنّ مجاهدونا أيضاً عند الساعة 12:20 من ظهر اليوم هجومًا جويًا بمسيرتَين انقضاضيتَين على منصتَين للقبة الحديدية في موقع "كفار بلوم" للدفاع الجوي وأصابت أهدافها بدقة، كما إستهدف مجاهدونا عند الساعة 01:15 من بعد ظهر اليوم موقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة".الى ذلك، أفادت القناة 13 الإسرائيلية عن سقوط مسيرتَين في الجليل الأعلى دون وقوع إصابات.
إرجاء التصويت: في المقلب الخارجي، تأجّل تصويت كان مقرّراً اليوم في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار جديد يُطالب بوقف إطلاق نار "فوري" في غزّة، حتّى يوم الإثنين، في محاولة لتجنّب فشل آخَر بعد استخدام روسيا والصين الجمعة حقّهما في النقض (الفيتو) ضدّ مشروع قرار أميركي، بحسب ما قالت مصادر ديبلوماسيّة لوكالة "فرانس برس".
غوتيريش في رفح: ليس بعيداً، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم في كلمة أمام معبر رفح أن الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال يعيشون "كابوسا لا ينتهي".وذكر غوتيرش أنه أتى إلى مدينة رفح المصرية "حاملا أصوات الغالبية العظمى من دول العالم التي سئمت ما يحدث" في غزة، حيث "هُدمت المنازل وقضت عائلات وأجيال بأكملها في ظل مجاعة تحاصر السكان".وقال: "جئت لتسليط الضوء على الصعوبات والآلام التي يعاني منها الفلسطينيون في غزة، والتقيت المصابين المدنيين الفلسطينيين في مستشفى العريش وتأثرت كثيرا بقصصهم". وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن "لا شئ يبرر هجمات حماس يوم السابع من أكتوبر، ولا العقاب الجماعي الإسرائيلي للشعب الفلسطيني".وأوضح غوتيريش أن "الوقت حان لوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، من المدمي للقلوب وقوف الشاحنات على جانب من المعبر بينما المجاعة على الجانب الآخر"، معتبرا أن "منع دخول المساعدات فضيحة أخلاقية".وحذر من أن "أي هجوم آخر سيجعل الأمور أسوأ على المدنيين الفلسطينيين والرهائن وجميع شعوب المنطقة"، في إشارة إلى المخطط الإسرائيلي لاقتحام رفح، والذي يلقي رفضا دوليا.وأضاف: حان الوقت لالتزام صارم من إسرائيل بالسماح لوصول المساعدات إلى جميع أنحاء غزة، وكذلك الإفراج الفوري عن جميع الأسرى".