سفراء الخماسية من عين التينة الى بكركي يستنيرون برأي البطريرك...
بري للتوافق ... الراعي:نرفض تكريس الاعراف...موسى: مرونة في المواقف
اخلاء سبيل مكرم رباح...واستنكار محلي وخارجي للتشييع "المُسلّح"
المركزية- من البطريركية المارونية، استكمل سفراء اللجنة الخماسية استراتيجة العمل الشاق في اعادة التنقيب عن رئيس جمهورية لبنان العتيد التائه بين اغصان اشجار الشروط السياسية العالية التي لا تجد من ينزلها، والمعلّق على مصالح اقليمية ربطها بها حزب الله بما يحول حتى الساعة ، وبعد عام ونصف العام ، دون استخراج الرئيس من قعر الانانيات والأطماع.
استنار السفراء الخمسة بالارشاد البطريركي الرئاسي, بعدما انطلقوا من عين التينة، آملين التأسيس لارضية تقدمهم نحو الانتخاب، الا ان الامال لاتبدو ستغيّر في المكتوب "الايراني" شيئاً ما دام الحزب يعمل بهديه مصرا على عدم التنازل عن ترشيح سليمان فرنجية وملاقاة الفريق الاخر في منتصف الطريق حول مرشح ثالث.
بالفم الملآن قالها البطريرك الماروني "الدستور واضح والمسار الديمقراطي يقضي بفتح المجلس"، فلماذا اللف والدوران؟ واذ تمنّى التوفيق للسفراء الخمسةرفض تكريس أعراف سابقة للاستحقاقات الدستورية والمتمثّلة بالحوار التقليدي.
خطوات الخماسي: باشر سفراء الخماسي لقاءاتهم اليوم في جولة ستشمل في قابل الاسابيع، القوى السياسية قاطبة، متطلّعين الى ان يُتوّج مسعاهم، بانجاز الانتخابات الرئاسية. البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي استقبلهم في بكركي، وقد اكد السفير المصري علاء موسى بعد الزيارة ان لقاء سفراء "الخماسية" مع البطريرك الراعي بالغ الأهمية وكان الهدف من اللقاء إعلامه واستشارته في الخطوات التي سنبدأ في اتخاذها". اضاف: الخطوات مبنية على مراحل عدة والخطوة الأولى هي في الحديث مع الكتل كافة من أجل انتخاب رئيس وفق خارطة طريق سنقدّمها. تابع: لمسنا مرونة في الفترة الماضية ستساعدنا على خلق الأرضية للتمهيد لبدء خطوات فعليّة لانتخاب رئيس. وقال: حراكنا سيستفيد من حراك كتلة الاعتدال ونحن نبني على تحرّك الداخل لعلّنا نسهّل خلق الأرضية المشتركة لإنجاز الاستحقاق. واوضح "نحن لا نتحدّث عن أسماء بل عن التزام إذا توفّر فإنّ الحديث سيبقى أسهل بين القوى السياسية حول من يرغبون في ترشيحه الى الرئاسة".
الراعي للدستور: واشارت مصادر بكركي الى ان "البطريرك أعرب للسفراء عن استغراب سلوك طريق شائك قد لا ينجح فيما الدستور واضح والمسار الديمقراطي يقضي بفتح المجلس". اضافت: البطريرك تمنّى التوفيق للسفراء الخمسة رافضاً تكريس أعراف سابقة للاستحقاقات الدستورية والمتمثّلة بالحوار التقليدي.
بري ملتزم: وكانت عين التينة اولى محطات السفراء، حيث استقبلهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قال "اللقاء كان جيداً وسيتكرر، والتوافق قائم على ضرورة إنجاز التفاهم توصلاً لتحقيق الإستحقاق". من جهته، قال موسى "الهدف من هذا اللقاء هو بداية الحديث مع الرئيس بري للتأكيد على ما سبق وأعلنه، سواء أمامنا في اللجنة وفي وسائل الاعلام، أنه ملتزم في بذل كل المساعي من أجل إنتخاب الرئيس وتسهيل العملية الإنتخابية. والحقيقة تحدثنا مع دولته بتفاصيل كثيرة وسوف نتناول هذه التفاصيل في لقاءات للخماسية مع مختلف القوى السياسية التي سنلتقيها جميعها من دون إستثناء وعلى فترات" . ورداً على سؤال عن ماهية الإشارات الجديدة التي دفعت الخماسية لإستئناف حراكها، أجاب السفير المصري"الإشارات الايجابية تتلخص بعنوان رئيسي وهو المرونة، فهذا الإستحقاق وكما تعلمون جميعا ومنذ بداياته كان هناك مواقف حدة بعض الشيء، وبالتالي ما نسعى اليه التقليل من هذه الحدية والبحث عن أرضية مشتركة. وما تلقيناه في الايام الاخيرة من اشارات إيجابية تجعل الامر اكثر مرونة، وبالتالي ممكن أن نخلق هذه الارضية التي تحدثنا عنها وخلق المناخ الذي يساعد في الوصول لإحداث إختراق في الملف الرئاسي" . ورداً على سؤال عن طبيعة الخرق الملموس الذي تحقق في الملف الرئاسي، قال: "الخرق الملموس هو في الحقيقة، أن الكتل السياسية عندها قناعة الآن بأن التوافق في ما بينها هو شيء مهم للغاية. وعندما نتحدث عن التوافق معناه، ان الجميع عنده استعداد للحوار والنقاش والتشاور وصولا الى أمر يتفق عليه الجميع وهذا ما نبحث عنه".
في معراب: وفي الالولى بعد ظهر غد يزور سفراء اللجنة الخماسيّة رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع في معراب.
لا ربط: ليس بعيدا، رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم أنّ إحداث خرق في جدار الجمود الرئاسي أمر ممكن في أيّ لحظة، إذا تم التوصل الى تفاهم بين الفرقاء واضعا ما يحصل اليوم من حراك، سواء عبر الخماسية الدولية أو تكتل الاعتدال، في خانة المساهمة في تقريب وجهات النظر واكتشاف نقطة وسط تؤدي الى خرق الجمود. وشدد في حديث اذاعي، على أن لا ربط بين مصير الحرب في غزة والاستحقاق الرئاسي، داعيا الى اعتبار ما يجري حافزاً للاسراع في انجاز الاستحقاق وهو ما ينادي به الرئيس نبيه بري مرارا لناحية ضرورة تلقف الفرصة وانتخاب رئيس اليوم قبل الغد.
القوات والسيادة: وسط هذه الاجواء، تفاعلت الدعوة التي وجهها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى البطريرك الراعي للدعوة الى اجتماع يضم القادة المسيحيين. في الاطار، أكدت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” ان "المأساة التي وصلت إليها البلاد لم تعد تحتمل لا لقاءات للصورة ولا مناورات سياسية ولا محاولات لاستخدام هذه اللقاءات تحسينًا لشروط مع الحليف الذي ما زال يقتصر الخلاف معه على الجانب السلطوي فقط لا غير". واكدت ان يجب بالتأكيد وضع “خط أحمر عريض تحت الوجود والشراكة المتناصفة”، ولكن يجب بالقدر نفسه وضع خط أحمر عريض تحت بند السيادة، وقد أظهرت تجربة العقود الماضية ان إسقاط السيادة هدّد الوجود وضرب الشراكة، والمدخل للحفاظ على الوجود والشراكة يبدأ بالسيادة. تابعت "يكرِّر النائب باسيل في كل مواقفه وقوفه خلف ما يسميه مقاومة لحماية لبنان، وهذا ما يشكل نقطة خلاف جوهرية والسبب الرئيس للأزمة اللبنانية منذ خروج الجيش السوري من لبنان، وما لم يعلن النائب باسيل وجوب ان يسلِّم “حزب الله” سلاحه للدولة لا نرى اي موجب للتلاقي في سياق مشهدية واحدة، لأن أي مشهدية يجب ان تعبِّر بصدق عن رغبة اللبنانيين بقيام الدولة الفعلية التي يحول دونها سلاح “حزب الله” ودوره.
دور قطر: على صعيد آخر، رحب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب خلال لقائه سفير دولة قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، بالدور القطري البناء في مساعدة لبنان سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وقال بوحبيب: "نتطلع الى ان تتمكن قطر، وبالتعاون مع كافة الأشقاء، من وقف التصعيد والصراع الدائر في منطقتنا، خصوصا وقف الحرب في غزة، واعادة الهدوء الى جنوب لبنان".
غارات: في الميدان، شن الطيران الحربي الاسرائيلي ظهرا غارة إستهدفت بلدة العديسة. واستهدف القصف المدفعي أطراف بلدة ميس الجبل واستهدفت غارة منزلا في البلدة قرب مسجد الامام علي في الحي الغربي.
رباح: من جهة ثانية، قرّر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي إخلاء سبيل الباحث والكاتب السياسي مكرم رباح رهن التّحقيق. وذلك بعدما استُدعي رباح أمام دائرة التحقيق الأمني في الأمن العام. وأكّد محامي الناشط مكرم رباح، أن "الأمن العام اللبناني أفرج عن رباح". بدوره قال الناشط مكرم رباح بعد الإستماع إليه وتركه: "قاضي التحقيق لدى المحكمة العسكرية فادي عقيقي أصدر قرار توقيفي، وما حصل اليوم يثبت أن المحكمة العسكرية أداة للضغط على الناشطين المعارضين لحزب الله". وأضاف، "لو كنت تاجر "كبتاغون" كحزب الله لما تجرأ قاضي التحقيق فادي عقيقي على توقيفي". وتابع، "الدستور اللبناني يحفظ حقي بالتعبير عن رأيي"، مؤكدًا أن "العميل هو من يترك قاتل لقمان سليم في جنوب لبنان طليقًا".
رد على سوريا: من جهة ثانية ، وجه لبنان كتابا جوابيا الى الجانب السوري ردا على الرسالة الاحتجاجية التي وجهتها الى الخارجية اللبنانية اواخر شباط الماضي، على تشييد مراصد مراقبة على الحدود الشمالية الشرقية اللبنانية مع سوريا. وأكد لبنان بحسب معلومات "المركزية"احترامه الكامل لسيادة الأراضي السورية وقيامها بكل ما يلزم بهدف منع عمليات التسلل والتهريب. وشدد على ان هذه المراصد تشكل جزءأ من نظام القيادة والسيطرة لضبط الحدود وقد بنيت بمساعدة عدد من الدول الصديقة وهي تدار من قبل الجيش اللبناني فقط.
وفي ما يتعلق بإثارة الجانب السوري موضوع إدارة الابراج من قبل ضباط بريطانيين ولبنانيين والقول بأنها تشكل أبراج تجسس يبني عليها العدو الاسرائيلي كامل معلومات الاستطلاع في العمق السوري، كان الرد اللبناني من قبل قيادة الجيش ان تلك المراصد
تهدف إلى مراقبة الحدود ومنع تسلل الارهابين وضبط أعمال تهريب الاشخاص، المخدرات، الاسلحة والممنوعات من والى لبنان، أما التجهيزات الموجودة عليها فهي مرتبطة حصرا بقيادة الجيش اللبناني والكاميرات المنصوبة عليها موجهة إلى الاراضي اللبنانية ولا يتم توجيهها إلى داخل الاراضي السورية، بل يقتصر ذلك على الحدود من الجهة اللبنانية بغية مراقبة حركة عبور الاشخاص والآليات خارج المعابر الشرعية ووقف أعمال التسلل والتهريب.
التشييع المُسلّح: ليس بعيدا من الامن، شكل تشييع الجماعة الإسلامية عددا من مقاتليها الذين سقطوا في الجنوب بما تضمن من ظهور مسلّح في في منطقة الطريق الجديدة في قلب العاصمة بيروت، مخاوف البيروتيين من التسيّب والفوضى الامنية في ظلّ عجز الدولة عن التصدّي لهذه الظاهرة المتكررة سواء في بيروت أو في غيرها من المناطق اللبنانية. وقد اثار العرض المسلح استياء عدد من الدول عبر عنها سفراؤها بوضوح، اذ لم تقنعهم ردود نواب "الجماعة" سائلين هل التشييع بات متلازما مع الظهور المسلّح ولأي هدف؟