تفاهم معراب في غرفة انعاش بطريركية وورقة مزدوجة تعيد احياءه
سجالات التيار- الاشتراكـي تحتدم... والحريري لوقف هدر الوقـت
ترامـب لا يتطلع للكثيـر من لقاء بوتيـن وولايتي فــي موسـكو
المركزية- في موازاة الاخفاق السياسي في بناء هيكل تشكيل الحكومة الحريرية الثالثة، وضع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الحجر الاساس لاعادة بناء "تفاهم معراب" على أسس متينة يتولى الاشراف على اعمارها مهندسا التفاهم وزير الاعلام ملحم رياشي والنائب ابراهيم كنعان، اللذان يعدان بحسب معلومات "المركزية" ورقة مزدوجة تتضمن وجهة نظر الطرفين في "تفاهم معراب"، اين تم الاخلال به وكيفية اعادة احيائه من جهة والملف الحكومي من جهة ثانية، على ان يلي انجاز الورقة اجتماع بين رئيسي القوات سمير جعجع والتيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، قد يشكل اذا ما افضى الى النتائج المرجوة جسر عبور الى التشكيل.
لكن، وحتى ذاك الموعد، تقول مصادر سياسية معنية لـ"المركزية"، ان الملف الحكومي سيبقى في دائرة المراوحة التهدوية الوفاقية الحوارية، لا الساخنة المتشنجة، على ان تلتزم به مختلف الاطراف، علماً أن تثبيت الهدنة أصبح شرطاً إلزامياً للممر الحكومي، بعدما بلغت السجالات السياسية مبلغا لم يعد ممكنا معه البحث في التشكيل ولا التفاوض حول الحصص.
وفيما تستعر الهجمات السياسية بين التيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي على خلفية مواقف النائب السابق وليد جنبلاط التي استهدف فيها مساء الوزير جبران باسيل، سلكت التهدئة على خط النزاع المسيحي- المسيحي دربها نحو الاستقرار من خلال احتضان الديمان لقاء بين وزير الاعلام والنائب كنعان حدد اسس العلاقة وسبا اعادة انعاشها.
رسالة الراعي: وفي ختام اللقاء، حمّل الراعي رسالة الى المعنيين بالعلاقة بين التيار والقوات أكد فيها على "المصالحة التّاريخيّة الأساسيّة الّتي تمّت بين الحزبين"، وضرورة "عدم تحويل أي اختلاف سياسي بينهما إلى خلاف والتّشديد على أن تستكمل بالتّوافق الوطني الشامل". كما تضمنت دعوة الى "وقف التّخاطب الإعلامي الّذي يشحن الأجواء ويشنّجها على مختلف المستويات السّياسيّة والإعلاميّة بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي كافّة"، ودعوة الى "الطّرفين إلى وضع آليّة عمل وتواصل مشترك لتنظيم العلاقة السّياسيّة بينهما تدوم، وألاّ تكون آنيةً ومرهونةً ببعض الاستحقاقات، على أن تشمل جميع الأفرقاء من دون استثناء". كما طالب الراعي بـ"الاسراع في تشكيل الحكومة وفق المعايير الدّستوريّة لما يشكّل التّأخير في ذلك من ضررٍ فادح يطال عمل المؤسّسات العامة والخاصّة كافّةً والأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسّياسيّة".
الرياشي وكنعان: من جهته قال الرياشي بعد الاجتماع، " لبينا دعوة الراعي وأطلعناه على تفاصيل المرحلة الماضية من حيث الخلاف والمفاوضات الجارية وأكدنا على اهمية المصالحة باسم باسيل وجعجع والرئيس ميشال عون"، مضيفا "المصالحة تعني لبنان والاغتراب وهي أكبر من أي تنافس سياسي مهما بلغ". أما كنعان فقال "الراعي استمع الينا ونحن استمعنا الى توجيهاته وحرصه الكبير على المصالحة والتوافق الوطني الشامل"، مضيفا "المصالحة تمت ولكننا لسنا حزبا واحدا لذلك يجب الا نخاف من الاختلاف الذي لن يتحول الى خلاف والحكومة ستقطع والمصالحة باقية".
وافادت معلومات صحافية بأن الاجواء ايجابية ازاء احتمال التوصل الى اتفاق بين الحزبين، وان اللقاء لن يكون الاخير. وقالت مصادر الديمان ان " تم التطرق الى الملف الحكومي خلال اللقاء مع الرياشي وكنعان وهناك عدة حلول طرحت في هذا الإطار مع حفظ دور وصلاحيات الرئيس المكلف"، مضيفة "لقاء الرياشي وكنعان أولي وقد يعقبه لقاء آخر من دون استبعاد استضافة البطريركية للقاء بين جعجع وباسيل وأمنيتها اعادة جمع كل الأقطاب المسيحيين كما حصل في السابق". وتابعت "خلاف الدم ولى والمصالحة نهائية وثابتة اما تفاهم معراب فليس بإنجيل ولا قرآن بل اتفاق سياسي قابل للنقاش".
باسيل الى موسكو فواشنطن: في غضون ذلك، يغادر وزير الخارجية بيروت متوجها الى موسكو على متن طائرة خاصة لمشاهدة المباراة النهائية في كأس العالم لكرة القدم بين فرنسا وكرواتيا. ويزور بحسب معلومات "المركزية" في 24 الجاري واشنطن تلبية لدعوة نظيره الأميركي مايك بومبيو لحضور الاجتماع الوزاري الأول من نوعه الذي يعقد ما بين 24 و26 الجاري تحت عنوان "تعزيز الحرية الدينية" في مقر وزارة الخارجية ، للخروج بتعهد دولي جديد ووسيلة ملموسة للتصدي للاضطهاد والتمييز ضد الجماعات الدينية، والعمل على ضمان احترام الحرية الدينية للجميع.
الرئيس يطمئن: على صعيد آخر، طمأن رئيس الجمهورية اللبنانيين "بأن لا احد يستطيع وقف مسيرة الاصلاح ومكافحة الفساد التي بدأها منذ توليه رئاسة الجمهورية "وهذا الطريق الاصلاحي سيستمر بجهود جميع المؤمنين بلبنان مهما حاول المتضررون منها عرقلة هذه المسيرة من خلال اطلاق شائعات واخبار غير صحيحة سواء صدرت عن سياسيين او غيرهم، علما ان مثل هذا الكلام ينعكس سلبا على الثقة بلبنان". ودعا اللبنانيين الى مساعدة الدولة في مكافحة الفساد "لان لا امكانية في انجاز اصلاح في مجتمع لا يريد شعبه مواجهة الفساد فيه". وفيما تساءل عن الاهداف الحقيقية للذين يطلقون مواقف تضعف الثقة بالاقتصاد اللبناني والعملة الوطنية، اكد ان "لبنان يمتلك ثروة نفطية على طريق الاستخراج لا خوف من الافلاس في ظلها"، مشددا على ضرورة التحلي بالمسؤولية قبل اطلاق الاخبار التي تثير القلق في نفوس المواطنين ان من قبل السياسيين او الاعلاميين او غيرهم من اللبنانيين، ومؤكدا العمل على اعادة استنهاض الاقتصاد لكن الامر لا يتم بين ليلة وضحاها بل يتطلب المزيد من الصبر وسعي القطاعات الى الصمود قدر الامكان، لان التركة التي ورثناها ثقيلة".
لوقف هدر الوقت: اقتصاديا ايضا، تحدث الرئيس المكلف سعد الحريري في منتدى الاقتصاد والاعمال قائلا "صحيح نحن نواجه تحديات اقتصادية كبيرة، بعضها تراكم عبر السنين وبعدها استجدّ بفعل التطورات الاقليمية والنزوح السوري تحديدا، لكن حلّها ممكن ويبدأ بالتوقف عن هدر الوقت ووضع تأليف الحكومة موضع تنفيذ وتنفيذ الاصلاحات المطلوبة"، مؤكدا "أنني لن استسلم امام الصعوبات". في الموازاة، اشار الى ان "البعض ينتقد الحاكم رياض سلامة ويقول ان سياساته مكلفة لكن الخلافات السياسية مكلفة أكثر".
سلامة: وكان سلامة تحدث في المنتدى فقال ان "مصرف لبنان يلتقي مع صندوق النقد الدولي على الرأي بضرورة تخفيض العجز مقارنة مع الناتج المحلي". واعتبر سلامة أن "على الحكومة الجديدة ان تكون اولويتها تنفيذ قرارات مؤتمر سيدر والاصلاحات". ورأى سلامة أن "التراجع في القطاع العقاري بدأ منذ 2011 ولا يرتبط بالتطورات الأخيرة التي طالت القروض السكنية".
تصعيد تويتري: في المقابل، تجدّد التصعيد "تويترياً" على جبهتي "التيار الوطني الحر" والحزب "التقدمي الاشتراكي". الا ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط دخل على خط التهدئة وغرّد عبر حسابه على "توتير" بالقول: "نصيحة الى الرفاق بأن لا ندخل في سجالات عقيمة مع هذه المجموعة العبثية التي تصر على اعتماد الهجاء الرخيص بدل الكلام المنطقي الموضوعي. الهدوء والمنطق يجب ان يتحكما بخطابنا ودعوهم يغرقون في غيهم وحقدهم". وبدأ السجال بين الفريقين إثر تغريدة أطلقها وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال سيزار ابي خليل: "لو يهتم جنبلاط بحاله وبحزبه، ويترك هالبلد للأوادم ومنهم ابنه، ويريّح البلد منه ومن حقده "بيكون احسن"، وذلك ردا على دعوة جنبلاط امس رئيس التيار الوزير جبران باسيل الى الاهتمام بشؤون "الخارجية" فقط.
بوتين وولايتي: اقليميا، لم يكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينهي محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء أمس في موسكو، حتى استقبل صباح اليوم مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، في مقر نوفو-أوغاريوفو في ضواحي العاصمة الروسية. وفي وقت لم يرشح الكثير عن الاجتماع الاخير، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" إن المشاورات الروسية – الايرانية لا يمكن أبدا فصلها عن تلك الاسرائيلية – الروسية، بل يجوز القول ان الاجتماعين مرتبطان ارتباطا عضويا، لكونهما ركزا في شكل اساس على الوجود الايراني في سوريا.
ترامب لا يأمل الكثير: دوليا، أشار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى "أنني لا أتطلع للكثير من لقائي مع بوتين لكن سنبحث الملفين السوري والأوكراني والتدخل في الانتخابات". واذ اعتبر ان "طهران تتعامل مع واشنطن بقدر اكبر بكثير من الاحترام مما كان عليه الحال في السابق"، قال "إيران ستتصل بي في وقت ما وتطلب التوصل لاتفاق وسنفعل ذلك". واعلن ترامب انه لا يزال على التزامه بالحلف الاطلسي رغم انتقادات حادة لحلفاء على خلفية حصتهم من الانفاق العسكري للحلف. وقال خلال مؤتمر صحافي في بروكسل بعد جلسة طارئة للحلف حول مساهمات الحلفاء "لم تعامَل الولايات المتحدة بعدلٍ، لكننا اليوم نحصل على هذه المعاملة. أؤمن بالحلف الاطلسي". واعلن ان التزام الولايات المتحدة إزاء حلف شمال الأطلسي "يظل قويا جدا" وأعضاء الحلف قطعوا تعهدات غير مسبوقة بزيادة الإنفاق على الدفاع.