عون يجوجل التشكيل مع الحريري والرئاسة منفتحة على كل الصيغ
علاقة باردة بين كليمنصو وبعبدا ...وقنص سياســـي على الجيش
قمة ترامب- بوتين في 16 تموز في هلسنكي وغارات روسية في درعا
المركزية- مجمل المعطيات المتصلة بالعقد التي لا تزال تعترض الولادة الحكومية، كماالاجواء السياسية الملبّدة، يشير الى استمرار التأزم وتجاوزه اي محطة زمنية ذات دلالة في مسيرة التأليف المتعثر للحكومة. ومع أن الكثير من القوى السياسية يراهن على اختراق الازمة بفعل تماديها وتراكم الاستحقاقات الداخلية والخارجية التي تضغط للتعجيل في تأليف الحكومة، فان أي ترجمة لهذا الرهان لم تحصل بعد، بدليل "تواضع" قنوات الاتصال وتراجعها على نحو ملحوظ وسط معلومات تؤكد ان سقوف الشروط لا تبدو قابلة للانحسار اوالخفض.
في الاثناء، تتجه الانظار الى قصر بعبدا الذي فتح ابوابه عصرا امام الرئيس المكلّف سعد الحريري في زيارة تشاور حول ما آلت اليه شؤون التشكيل ومحاولة تبريد السخونة السياسية، وقد تعمدت اوساط السراي الاعلان عن اتصال هاتفي بين الرئيسين وعن الزيارة منذ يوم امس، خلافا لواقع الحال الذي يحكم عادة محطات الرئيس الحريري في بعبدا، في خطوة قرأ فيها المراقبون تعمدا لاشاعة اجواء تهدوية بعد ارتفاع منسوب التشنج الى حده الاقصى بفعل موجة السجالات بين القوى السياسية التي لم يبق خارجها سوى "الثنائي الشيعي" الذي حصل على قطعته من جبنة "الحكومة واستراح، فغادر رئيس مجلس النواب نبيه بري في اجازة الى ايطاليا في حين ينأى حزب الله بنفسه عما يدور في الفلك الحكومي، حتى عن خوض معارك من اجل تحصيل مكاسب حكومية لحلفائه، في انتظار اطلالة امينه العام السيد حسن نصر الله غدا للحديث عن الحكومة وتطورات الاقليم.
صيغة الـ24؟ وسط هذه الاجواء، وفيما يتمسك الرئيس الحريري بصيغته الثلاثينية، طُرحت في سوق التداول حكومة من 24 وزيرا قد يتم اللجوء اليها كمخرج لكبح شهية التوزير المفرطة لدى بعض القوى السياسية واستنادا الى ان تجربة وزراء الدولة غير ناجحة، الا ان اوساطا مقربة من بعبدا نفت لـ "المركزية" صحة ما يشاع عن صيغة جديدة اكسترا برلمانية من 24 وزيرا، واكدت انفتاح الرئاسة على اي تركيبة ترتكز الى القواعد المتفق عليها، مشددة على ان اي كلام او بحث في هيكلية الحكومة الجديدة يجري مباشرة بين الرئيسين المعنيين بعملية التأليف عون والحريري وليس عبر اي موفد او طرف ثالث.
علاقة باردة: وقبيل زيارة الرئيس المكلف الى بعبدا، أكد عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور "دعم الجهود المضنية التي يقوم بها الحريري من اجل تشكيل الحكومة" مشيرا الى ان "رئيس الحكومة يقوم بكل ما يجب ان يقوم به، لكن التهويل عليه مرة بسحب التفويض، ومرة بمهل غير دستورية، هو من باب الهرطقات الدستورية التي تحفل بها أيامنا السياسية في هذه الفترة. اتفاق الطائف واضح، لا مهلة لدى رئيس الحكومة، وطبعا رئيس الحكومة هو أول المستعجلين لأجل التشكيل بفعل التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية". وأكد ان "المبدأ الأساسي احترام نتائج الانتخابات النيابية، وكل من يريد ان يغامر بعدم احترام نتائج الانتخابات يكون ينقلب عليها وعلى استحقاقات دستورية، ويدخل البلد في مهاو دستورية وميثاقية، لا اعتقد ان أي عاقل يدرك ان من مصلحة البلد الإقدام عليها". وتابع "لا عقدة درزية، نتائج الانتخابات واضحة، وعندما نقول احترام نتائج الانتخابات لا يكون هناك عقدة، هناك افتعال لعقد للحصول على تمثيل إضافي، وربما للحصول على فكرة ثلث معطل أو ثلث غير معطل في الحكومة، لكن هذا الأمر غير موجود". واكد ان "لا شيء اسمه عهد. هناك رئيس جمهورية، وهناك حكومة، وبعد الطائف الصلاحيات موجودة لدى الحكومة اللبنانية التي تتمثل فيها كل القوى السياسية. العلاقة مع رئيس الجمهورية استطيع القول انها باردة، ليس هناك من علاقة بعد ما نالنا من المحيطين بالرئيس في الانتخابات النيابية وفي التشكيل الوزاري من سهام ومن تصويب ومن استهداف".
القنص على الجيش: الى ذلك، يعود قائد الجيش العماد جوزيف عون الى بيروت خلال ساعات وفق معلومات "المركزية" مختتما زيارة ناجحة الى الولايات المتحدة الاميركية. الا ان زيارة القائد كما افادت مصادر سياسية "المركزية" لم تنزل بردا وسلاما على بعض السياسيين في الداخل الذين انبروا الى القنص على المؤسسة العسكرية بمختلف اعيرة نيرانهم الشخصية والمصلحية. وقالت ان هؤلاء، المعروف من يقف خلفهم ويحركهم، يسعون من خلال محاولة استهداف الجيش الى قطع الطريق على فرض الامن وضبط الحدود ومنع كل اشكال الانتقال غير الشرعي بين لبنان ودول الجوار.
خطة اقتصادية: في مجال آخر، وفي وقت ترفع الهيئات الاقتصادية الصوت، وتطالب بحكومة سريعا تضع إنقاذ الاقتصاد على رأس سلم أولوياتها، شدد الرئيس عون "على ضرورة بناء لبنان الجديد والنهوض باقتصاده، بعدما تحقق الاستقرار الامني في البلاد". وقال خلال استقباله وفدا من مجلس ادارة شركة نادي "لامارينا" في ضبيه في بعبدا "اننا نعمل كي نخرج من الوضع الاقتصادي الراهن الذي وان يكثر الحديث عنه في الاعلام اليوم الا انني لطالما حذرت منه منذ كنت في باريس حين كنت اقول ان لبنان ليس مكسورا بل مسروق، وان كل المؤتمرات لن تساعد في تحقيق النمو فيه اذا ما استمرت الامور على ما كانت عليه". اضاف "لكن، وبفضل الامن والاستقرار اللذين يشهدهما لبنان، قد تكون السنة الحالية من افضل السنوات على المستوى السياحي، اما بالنسبة لمعالجة العجز في القطاعات الاخرى، فان الامر لا يتم بين ليلة وضحاها بل يتطلب بعض الوقت". ولفت الى ان لبنان على وشك اصدار الخطة الاقتصادية وتحديد القطاعات المنتجة التي يمكن للبنانيين الاستثمار فيها، "كي لا يقعوا بما وقع فيه بعض القطاعات كالقطاع العقاري على سبيل المثال. واذا ما انطلقت خطط وبرامج مؤتمر "سادر" 1 قد يكون بامكاننا النهوض من جديد، الا ان الامر يتطلب شعبا غير يائس يبذل الجهود كي ننهض من جديد".
عودة نازحين: من جهة ثانية، تمت اليوم بنجاح عودة الدفعة الاولى من النازحين السوريين الى عرسال، والتي تضم 473 نازحا من أصل 3000 سجلوا اسماءهم، الى سوريا، من ضمن اتفاق أشرف عليه ونفذه الامن العام اللبناني، بمواكبة أمنية من الجيش، على أن تبدأ عودة الدفعات المتبقية الاسبوع المقبل على أبعد تقدير. ووفقا لما أعلنه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أمس، انطلقت صباح اليوم عملية العودة، فحمل النازحون أمتعتهم وتوجهوا بسياراتهم وبالحافلات الى معبر الزمراني السوري الذي سيتوزعون منه على قراهم في بلدات القلمون. وأكد رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري أن "عودة السوريين اليوم إلى بلادهم طوعيّة وليست قسريّة"
غارات روسية: سوريّا، قتل اكثر من 46 مدنياً جراء غارات روسية استهدفت بلدات عدة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة درعا في جنوب البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. واعلن مديره ان "17 مدنياً منهم، بينهم خمسة أطفال، قتلوا جراء غارة استهدفت قبواً كانوا يحتمون فيه في بلدة المسيفرة الواقعة شرق مدينة درعا" لافتاً الى أن أكثر من 35 غارة روسية استهدفت البلدة منذ الصباح".
روحاني يتوعد: اقليميا، توعد الرئيس الإيراني حسن روحاني بجعل واشنطن تجثو على "ركبتيها". وقال في خطابٍ متلفز "في أي حال من الأحوال لن نستسلم للولايات المتحدة وسنحافظ على عظمتنا الوطنية التاريخية، وسنضع الولايات المتحدة في هذا النضال على ركبتيها. فيجب أن نظهر للعالم أننا سنتجاوز المعضلات والعقوبات، دون التخلي عن عظمتنا وحريتنا واستقلالنا وديمقراطيتنا ونظامنا الجمهوري وديننا وثقافتنا".
16 تموز: دوليا، أعلن الكرملين في بيان اليوم أن اجتماع قمة سيجمع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في العاصمة الفنلندية هلسنكي يوم 16 تموز. ولفت الكرملين الى أن الزعيمين سيبحثان وضع العلاقات الأميركية الروسية حاليا وفي المستقبل كما سيتناولان قضايا دولية.