اتصالات الحريري تحقق الهدنة ومحركات التشكيل تستأنف دورانها غدا
بري الى ايطاليا وعون الى واشنطن ومرسوم القناصل الى الحل بانتظار خليل
المشنوق يوقف تدبير الامن العام بشأن "الايرانيين" لان القرار لمجلس الوزراء
المركزية- رسمت المواجهة السياسية والاعلامية التي تصاعدت على نحو ملحوظ في عطلة عيد الفطر بين تكتل "لبنان القوي" والحزب التقدمي الاشتراكي على خلفية تغريدة لرئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط ابعادُها حكومية من جهة، والتكتل وحركة امل بفعل ازمة مرسوم القناصل التي تبدو سلكت اليوم طريقها نحوالحل من جهة ثانية، سقوفاً تفاوضية يخشى ان تحوّل اطرافها أسرى اللارجوع عنها في ظل غياب المرونة في المواقف، على رغم نجاح الوساطات التي افضت الى فرملة السجالات. ومع ان رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري المتوقعة عودته الى بيروت غدا، يلتزم التحفظ الشديد في تعامله مع هذا المناخ، بعدما قاد حركة اتصالات في اكثر من اتجاه لتهدئة الارضية المشتعلة بالسجالات، فإن مكامن الحذر حيال امكانات نجاح هذه المحاولة تبقى قائمة بدليل عدم تبين أي تغيير جوهري في مواقف الافرقاء.
اتصالات الحريري: فبعد اتصالات مكوكية اجراها الحريري مع كبار المسؤولين والقوى السياسية بهدف اعادة الهدوء الى الساحة الداخلية، اعلنت كتلة لبنان القوي والقوات من جهة ولبنان القوي والحزب الاشتراكي من جهة ثانية وقف السجالات التي بلغت حدّ الانتقاد الشخصي. وكشفت اوساط سياسية لـ" المركزية" ان الرئيس الحريري اجرى من السعودية اتصالات عدة شملت الرئيسين ميشال عون ونبيه بري ورئيس القوات سمير جعجع والوزير جبران باسيل النائب السابق وليد جنبلاط والوزيرعلي حسن خليل هدفت الى وقف السجال كونه بدأ ينعكس على مساعي تشكيل الحكومة وهي اولوية الاولويات راهنا.ودعاهم الى هدنة العيد او هدنة "تأليف الحكومة" التي تساعد في تشكيل حكومة وحدة وطنية من خلال التوصل الى اتفاق بين القوى السياسية. وافادت ان الرئيس المكلف فور عودته غدا سيدير محركات التأليف باقصى سرعة ليتمكن من تشكيل الحكومة قبل نهاية حزيران الجاري، بعدما اجرى اتصالات في السعودية مع كبار المسؤولين وشارك في الاحتفالات بمناسبة عيد الفطر الى جانب الملك واركان الدولة.
...وسفر بري: بيد ان تشكيل الحكومة ينتظر بدوره عودة الرئيس نبيه بري من رحلة استجمام مع العائلة على الشاطئ الايطالي تبدأ بحسب معلومات "المركزية" نهاية الاسبوع وتمتد اسبوعا، وقد ابلغ الرئيس المكلف برحلته هذه.
التأشيرات: على خط آخر، بقيت قضية اعطاء تأشيرات الدخول والخروج للرعايا الإيرانيين على اوراق خارج جواز السفر حاضرة على مسرح النقاش السياسي، حيث اعتبرها البعض محاولة للالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على بعض الشخصيات والاموال الايرانية، وسط معلومات عن ان وكالة "ايرنا" الايرانية هي التي سرّبت الخبر الى الصحيفة الاميركية، ما رفع منسوب الاستغراب عن الغاية من التسريب.
الا ان اوساطا عليمة اعتبرت عبر "المركزية" ان لا لزوم لهذا الضجيج، فالاجراء اسلوب معتمد في العديد من الدول، ولبنان يتعاطى بهذه الطريقة مع مواطنين ورعايا اجانب من اكثر من دولة، عدا عن الأشخاص الذين يتقدمون بطلبات شخصية من هذا النوع لأسباب وجيهة ومختلفة يصار الى طلب الموافقة المسبقة في شأنها. وقالت مصادر واسعة الإطلاع لـ "المركزية" ان الصخب في هذا الشأن من دون طائل، فما يطبق على الرعايا الإيرانيين اليوم يحظى به سكان معظم دول الخليج العربي والولايات المتحدة الأميركية وكندا واوستراليا وهم مواطنون لبنانيون او من اصول لبنانية واجانب يرغبون بزيارة لبنان رغم الحظر الذي فرضته حكوماتهم عليهم بعدم زيارة لبنان، ولا يسع الأمن العام سوى تلبية مطالبهم.
لذلك، اضافت المصادر، ان تطبيق هذه الإجراءات المعمول بها في معظم دول العالم طبيعي ولا يمكن للبنان ان يقطع الطريق او يمنع دخول الأجانب اليه، والإيرانيين منهم شأنهم شأن اي مواطن اجنبي يطلب هذه الخصوصية لأسباب شخصية او عامة. وعليه، اكدت المصادر ان لا بد من ان تنتهي هذه "الهمروجة" فور صدور التوضيحات الكافية ولجوء المنتقدين الى ما يؤكد هذه الوقائع، فتنتفي صفة التعاطي الإستثنائية مع الإيرانيين لأنها تشمل مواطني عشرات الدول الأخرى وليس الإيرانيين فحسب.
قرار للمشنوق: في الاثناء، ذكرت معلومات صحافية ان وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق، سيصدر قرارا بتوقيف قرار الامن العام السماح للايرانيين بالدخول الى لبنان من دون ختم جوازاتهم لان " قرارا كهذا يجب ان يتخذ في مجلس الوزراء".
القناصل الى الحل: وسط هذه الاجواء، بدا ان أزمة مرسوم القناصل الفخريين التي نشأت اثر اقترانه بتواقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية من دون توقيع وزير المال، سلكت طريقها الى الحل. فبعد اتصالات تولاها في شكل خاص "حزب الله" بين حليفيه التيار الوطني وحركة امل، وفق ما ابلغت مصادر مطّلعة "المركزية"، أرسلت وزارة الخارجية ظهر اليوم مرسوم القناصل الى وزارة المال للتوقيع عليه. واذ اشارت معلومات صحافية الى ان وزير المال علي حسن خليل وقع بالفعل المرسوم، علمت "المركزية" ان خليل لم يوقع المرسوم كونه وصل الى وزارة المال بعد أن غادرها هو.
خطة أمنية؟: على صعيد آخر، وفيما ارتفعت وتيرة الاشكالات الامنية المسلحة في نحو لافت في الايام القليلة الماضية في بعلبك وجوارها، أعلن محافظ بعلبك -الهرمل بشير خضر ان الخطة الامنية في بعلبك ستنفذ خلال الأيام القليلة المقبلة وهي ليست خطة امنية كلاسيكية. وأوضح في حديث تلفزيوني ان الخطة الامنية ستنفذ بقوات امنية من خارج المنطقة عبر مداهمات وستطال المطلوبين الكبار بالدرجة الاولى.
القائد في واشنطن: من جهة ثانية، يصل قائد الجيش العماد جوزف عون الى واشنطن نهاية الاسبوع الجاري، على رأس وفد من كبار الضباط، في زيارة لافتة من حيث التوقيت، اذ يفترض ان تضع حدا لحديث كَثر في الايام الماضية عن "حرد" أميركي من نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية سينعكس على المساعدات للمؤسسة العسكرية". وتلحظ أجندة "القائد" الاميركية، مأدبة عشاء يقيمها السفير اللبناني في الولايات المتحدة غابي عيسى على شرفه في مبنى السفارة مساء الاثنين في 25 الجاري فور وصوله، إضافة الى سلسلة لقاءات ستجمعه الى اعضاء في الكونغرس والخارجية والبنتاغون وبعض المؤسسات الامنية والعسكرية الاميركية. وبحسب ما قالت مصادر مطّلعة لـ"المركزية"، ستتطرق المباحثات المرتقبة بين الجانبين اللبناني والاميركي الى حاجات الجيش اللبناني العسكرية واللوجستية والتقنية لإبقاء ترسانته عند أفضل جهوزية. كما سيتم البحث في الدور الذي يتطلع الاميركيون الى ان يلعبه الجيش في المرحلة المقبلة لمواكبة التسويات التي تطبخ لأزمات المنطقة، وأبرزها احكام سيطرته على الحدود الشرقية مع سوريا.
غارة غامضة: اقليميا، استهدفت غارة غامضة منطقة البوكمال على الحدود السورية -العراقية. ونقلت وسائل إعلام رسمية سورية عن مصدر عسكري قوله إن طائرات تتبع التحالف بقيادة الولايات المتحدة قصفت "أحد مواقعنا العسكرية" في شرق سوريا مما أدى لسقوط قتلى ومصابين، الا ان الجيش الأميركي نفى تنفيذ ضربات في المنطقة. وفي وقت اوضح المرصد السوري ان حصيلة قتلى الغارة في شرق سوريا بلغت، 52 مقاتلاً موالياً للنظام غالبيتهم عراقيون، أقر الحشد الشعبي العراقي، بمقتل 22 من عناصره في الضربة الجوية على الحدود السورية قائلا "ان طائرة اميركية قصفت مقاتليه على الحدود السورية معلنا انه سيوجه طلبا عاجلا الى واشنطن. في المقابل، أبلغ الميجر جوش جاك وهو متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية أنه"لم ينفذ أي فرد في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات قرب البوكمال".
الاتراك في منبج: اما شمالي سوريا، فدخلت قوات تركية مشارف منبج في إطار اتفاق مع الولايات المتحدة، بحسب ما نقلت قناة (إن.تي.في) التلفزيونية التركية عن مصادر محلية .وكانت أنقرة وواشنطن أقرتا في وقت سابق الشهر الجاري خارطة طريق لانسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية من منبج ونشر قوات تركية وأميركية في المنطقة لتأمينها.
لجنة صياغة الدستور: في غضون ذلك، بدأ ممثلو كل من روسيا وتركيا وإيران بالوصول تباعا إلى جنيف اعتبارا من بعد الظهر تمهيداً للمحادثات حول لجنة صياغة الدستور في سوريا الذي ستجري على اساسه الانتخابات النيابية والرئاسية بعد الاتفاق على المرحلة الانتقالية وصيغة النظام في سوريا الجديدة ،المتوقع ان يشارك فيها ايضا على مدى يومين، ممثلون عن الولايات المتحدة والارجح ايضا عن الاردن والسعودية ومصر وفرنسا وبريطانيا وعن النظام السوري والمعارضة.