إيلينا سفيتولينا... من ملاعب كرة المضرب إلى سفيرة لبلاد مزقتها الحرب
أمِلَت نجمة كرة المضرب إيلينا سفيتولينا، التي وصلت في تصنيف المحترفات إلى المركز الثالث في أيلول 2017، أن تعود يوماً ما لرؤية جدّتها تمارا البالغة من العمر 80 عاماً والعالقة في أوديسا المطلّة على البحر الأسود منذ غزو روسيا لأوكرانيا.
كانت سفيتولينا (27 عاماً) تتحدث إلى وكالة "فرانس برس" بعد توليها بصحبة أسطورة كرة القدم أندري شيفتشنكو وبطلب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منصب سفيري جمعية "يونايتد 24".
وأطلق زيلينسكي الجمعية الخيرية بهدف جمع التبرعات لدعم أوكرانيا في تغطية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً في مواجهتها للغزو الروسي، مثل الدفاع وإزالة الألغام والمساعدات الطبية وإعادة بناء البلد الذي دُمّر منذ أن بدأ فلاديمير بوتين غزوه.
وتنتظر سفيتولينا مولودها الأول (طفلة) مع نجم كرة المضرب الفرنسي غايل مونفيس في تشرين الأول المقبل، لكنها تقول إن الأخبار السارة يقابلها قلق كبير على أفراد أسرتها الذين بقوا في أوكرانيا.
تمكن والدا سفيتولينا وشقيقها من المغادرة، لكن جدّتها وعمّها وعائلته بقوا في أوديسا التي تجد نفسها معزولة عن باقي البلاد والعالم، ليس بسبب الحصار الروسي وحسب بل لأن كييف قامت بتلغيم المرفأ كإجراء وقائي بعد بدء العملية العسكرية.
وتقول سفيتولينا التي وصلت الى نصف نهائي بطولتي ويمبلدون وفلاشينغ ميدوز عام 2019، إنه أمر مروع بشكل خاص لجيل جدتها الذي عانى من الغزو النازي في عام 1941، مضيفة لـ"فرانس برس" في مقابلة عبر تطبيق "زوم" إنه "من الصعب على كبار السن أن يخوضوا حرباً أخرى".
تابعت: "نقص الغذاء، البقاء في المنزل أو في القبو لأيام عدة. أمر مرهق جداً بالنسبة لهم وصعب للغاية على الصعيد الذهني. أحاول أن أبقى على اتصال معها في أوديسا وأحاول مساعدتها قدر المستطاع. إنها متقدمة جداً في السن لدرجة أنه ليس باستطاعتها التحرك".
وقالت إن جدتها لديها منقذ غير متوقع، موضحة: "آمل أن ينتهي ما يحصل ذات يوم وأن أعود لرؤيتها. إنها مع قطتها التي تقول إنها أكبر مدافع عنها. عمي وعائلته يعيشون على مقربة منها. يرون بعضهم البعض عندما يكون من الممكن مغادرة المنزل وهذه مساعدة كبيرة".
تابعت: "أصدقاؤنا يساعدون أيضاً من خلال التطوع للذهاب لرؤيتها".
وعلى الرغم من أنها لم تسكن في أوكرانيا منذ أعوام عدة، قالت سفيتولينا إنها اعتادت العودة ثلاث أو أربع مرات في السنة ولا مثيل للشعور "أنك في موطنك".
"قطرة مساعدة": من هنا، ترغب في القيام بشيء ما للمساعدة، على غرار ما فعلت شخصيات رياضية أوكرانية معروفة مثل لاعب كرة المضرب السابق سيرغي ستاخوفسكي ومدرب فريق شريف تيراسبول المولدافي لكرة القدم يوري فيرنيدوب اللذين عادوا الى البلاد للالتحاق بجبهة الدفاع عنها.
وكشفت: "عاد الكثير من أصدقائي وحملوا السلاح للدفاع عن البلاد. الكثير من الناس يكافحون الآن وهذا السبب الذي يجعلني أشعر الآن أنه من خلالها (يونايتد 24) يمكننا القيام بشيء من شأنه مساعدة جميع الأوكرانيين والعسكريين والأطفال المحتاجين. إنه دور صغير لكننا نأمل أن يُحدِث فرقاً".
وأقرّت سفيتولينا أنها شعرت بتوتر عندما انضمت الى نجم ومدرب المنتخب الكروي السابق شيفتشنكو للتحدث مع الرئيس الأوكراني عبر تطبيق "زوم"، مضيفة: "كان شرفاً عظيماً وكنت متوترة حقاً أكثر من أي وقت في حياتي.حتى عندما وصلت إلى نصف نهائي ويمبلدون، لم أكن متوترة الى هذه الدرجة".
وأشارت إلى أنها وشيفتشنكو سيجمعان الأموال من خلال الفعاليات الخيرية التي سيكشفان عنها عبر حسابهما على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها لن تكون قادرة على خوض مباريات استعراضية بسبب حملها.
وما تعتبره "مهمتها"، هو أقل ما يمكن أن تفعله إذا ما قورن بالجهد الجبار الذي يقوم به الرئيس زيلينسكي منذ بداية الغزو الروسي، مضيفة "لقد أعطاني (في مكالمة زوم) هذا الأمل بأننا سننتصر في هذه الحرب وبأننا سنتجاوزها"، معتبرة أنه "المثال الذي يعطي كل هذا الأمل للأوكرانيين. لهذا السبب يذهب الكثير من الشبان والشابات للدفاع عن هذه الأرض. يتمتع بهذه الروح التي يجب أن يتمتع بها كل رئيس".
ورأت أنه بعد أشهر عدة من الحرب وعدم وجود نهاية تلوح في الأفق، كان من المهم إبقاء الناس مركزين على ما يجري، مضيفة "أشعر بألم شديد في قلبي لرؤية عدد المدن التي دمرت، عدد الأشخاص الصغار والكبار الذين فقدوا حياتهم في لحظة واحدة".
وشدّدت: "أنهم بحاجة للمساعدة ويمكنني أن أكون الشخص الذي يمكنه إضافة قطرة مساعدة الى محيط (في إشارة الى حجم المساعدة التي هم بحاجة اليها) من أجلهم".